سُورَةُ الفُرْقانِ
٢٩٢٨. (خ م) (١٢٢) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄؛ أنَّ ناسًا مِن أهلِ الشِّركِ قَتَلُوا فَأَكثَرُوا، وزَنَوا فَأَكثَرُوا، ثُمَّ أتَوا مُحَمَّدًا ﷺ، فَقالُوا: إنَّ الَّذِي تَقُولُ وتَدعُو لَحَسَنٌ، ولَو تُخبِرُنا أنَّ لِما عَمِلنا كَفّارَةً. فَنَزَلَ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلاَّ بِالحَقِّ ولا يَزْنُونَ ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أثامًا﴾ [الفرقان: ٦٨]. ونَزَلَ: ﴿ياعِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾ [الزمر: ٥٣].
- بيان فضل الإسلام، حيث إنه يهدم ما كان قبله من سيئات إذا تاب الكافر توبة صادقة.
- بيان سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، ومغفرته، حيث وعد المسرفين، فقال: {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم (53)} [الزمر: 53].
- بيان سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، ومغفرته، حيث وعد المسرفين، فقال: {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم (53)} [الزمر: 53].
سُورَةُ القَصَصِ
٢٩٢٩. (خ) (٢٦٨٤) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: سَأَلَنِي يَهُودِيٌّ مِن أهلِ الحِيرَةِ: أيَّ الأَجَلَينِ قَضى مُوسى؟ قلت: لا أدرِي حَتّى أقدَمَ عَلى حَبرِ العَرَبِ فَأَسأَلَهُ، فَقَدِمتُ فَسَأَلتُ ابنَ عَبّاسٍ، فَقالَ: قَضى أكثَرَهُما وأَطيَبَهُما، إنَّ رَسُولَ اللهِ إذا قالَ فَعَلَ.
- في هذا الحديث ما يدل على أن موسى عليه السلام احترز في نطقه بما لو قضى معه أدنى الأجلين لم يكن مخالفًا لما وعد به، ثم إنه قضى الأفضل، فجمع في ذلك بين احترازه لقوله وبين وفائه بأكمل وعديه. ( ابن هبيرة )
٢٩٣٠. (خ) (٤٧٧٣) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿لَرادُّكَ إلى مَعادٍ﴾ [القصص: ٨٥] قالَ: إلى مَكَّةَ.
سُورَةُ السَّجْدَةِ
٢٩٣١. (خ م) (٢٨٢٤) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَقُولُ اللهُ ﷿: أعدَدتُ لِعِبادِيَ الصّالِحِينَ ما لا عَينٌ رَأَت، ولا أُذُنٌ سَمِعَت، ولا خَطَرَ عَلى قَلبِ بَشَرٍ ذُخرًا. بَلهَ ما أطلَعَكُم اللهُ عَلَيهِ»، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾ [السجدة: ١٧]. وفي رواية (م): «مِصْداقُ ذَلكَ فِي كِتابِ اللهِ ...».
ورَوى (م) عَن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السّاعِدِي يَقُولُ: شَهِدتُ مِن رَسُولِ اللهِ ﷺ مَجلِسًا وصَفَ فِيهِ الجَنَّةَ، حَتّى انتَهى، ثُمَّ قالَ ﷺ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ: «فِيها ما لاعَينٌ ...» نَحوَهُ، وفِيها: ثُمَّ اقتَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿تَتَجافى جُنُوبُهُمْ﴾ [السجدة: ١٦، ١٧].
- من المبشرات ما كان يذكره النبي -ﷺ- لأمته من نعيم الجنة, وما أعده الله للصالحين منهم, وفي هذا تثبيت لأمته إذا عرفوا ماسيجدونه عند الله من الرحمة والكرامة.
- وفي هذه الأحاديث أن نعيم الجنة فوق الخيال ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, كخيمة الدر واللؤلؤ وحجمها, وأطوال البشر, والزوجات والحور العين, ورشح المسك. (موسى شاهين).
- وفي هذه الأحاديث أن نعيم الجنة فوق الخيال ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, كخيمة الدر واللؤلؤ وحجمها, وأطوال البشر, والزوجات والحور العين, ورشح المسك. (موسى شاهين).
سُورَةُ الأَحْزابِ
٢٩٣٢. (خ م) (٣٠٢٠) عَنْ عائِشَةَ ﵂؛ فِي قَولِهِ ﷿: ﴿إذْ جاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ ومِن أسْفَلَ مِنكُمْ وإذْ زاغَتِ الأَبْصارُ وبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَ﴾ [الأحزاب: ١٠]، قالَت: كانَ ذَلكَ يَومَ الخَندَقِ.
سُورَةُ يَس
٢٩٣٣. (خ م) (١٥٩) عَنْ أبِي ذَرٍّ ﵁ قالَ: دَخَلتُ المَسْجِدَ، ورسُولُ الله ﷺ جالِسٌ، فَلَمّا غابَت الشَّمسُ قالَ: «يا أبا ذَرٍّ؛ هَل تَدرِي أينَ تَذهَبُ هَذِهِ؟» قالَ: قُلتُ: اللهُ ورَسُولُهُ أعلَمُ. قالَ: «فَإنَّها تَذهَبُ، فَتَستَأذِنُ فِي السُّجُودِ، فَيُؤذَنُ لَها، وكَأَنَّها قَد قِيلَ لَها: ارجِعِي مِن حَيثُ جِئتِ؛ فَتَطلُعُ مِن مَغرِبِها»، قالَ: ثُمَّ قَرَأَ -فِي قِراءَةِ عَبْدِ اللهِ-: «وذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَها».
وفي رواية (م): «إنَّ هَذِهِ تَجرِي حَتّى تَنتَهيَ إلى مُستَقَرِّها تَحتَ العَرْشِ فَتَخِرُّ ساجِدَةً، فَلا تَزالُ كَذلِكَ حَتّى يُقالَ لَها: ارتَفِعِي، ارجِعِي مِن حَيثُ جِئتِ، فَتَرجِعُ فَتُصبِحُ طالِعَةً مِن مَطلِعِها، ثُمَّ تَجرِي لا يَستَنكِرُ النّاسُ مِنها شَيئًا، حَتّى تَنتَهِي إلى مُسْتَقَرِّها ذاكَ تَحْتَ العَرْشِ. فَيُقالُ لَها: ارتَفِعي، أصْبِحِي طالِعَةً مِن مَغربِكِ، فَتُصْبِحُ طالِعَةً مِن مَغْرِبِها، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ «أتَدرُونَ مَتى ذاكُم؟ ذاكَ حِينَ لا يَنفَعُ نَفسًا إيمانُها ...».
وفي رواية (خ) زادَ: «ويُوشِكُ أن تَسجُدَ فَلا يُقبَلَ مِنها، وتَستَأذِنَ فَلا يُؤذَنَ لَها».
٢٩٣٤. (خ م) (١٥٩) عَنْ أبِي ذَرٍّ ﵁ قالَ: سَأَلتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَن قَولِ اللهِ ﷿: ﴿والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّها﴾ [يس: ٣٨]، قالَ: «مُستَقَرُّها تَحتَ العَرشِ».
- هذه الأحاديث في بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ولا التوبة, فإن الإيمان له حد, والتوبة له حد, فالإيمان لا يكون إلا بأمور الغيب, فإذا صار الأمر مشاهدة لم ينفع الإيمان, ... فإذا طلعت الشمس من مغربها أيقن الناس أن لهذا الكون خالقًا وصار الأمر المغيب مشاهدة فيؤمنون كلهم ولكن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل. ( ابن عثيمين )
- أن النبي - ﷺ - أطلعه الله سبحانه وتعالى على بعض المغيبات، فحدث به أمته حتى تؤمن به، وتستضيء بمعرفته؛ لأن بقدر سعة العرفان يتقوى إيقان الإنسان.
- بديع صنع الله تعالى، وعظيم حكمته، حيث سخر الشمس لإضاءة العالم كله على الدوام يستمر سيرها ودورها فيه.
- إثبات العرش، وأنه فوق العالم كله؛ إذ هو سقفه.
- إثبات سجود الشمس لله تعالى؛ كسائر المخلوقات. ( الإتيبوبي )
- شدة حرص النبي - ﷺ - على تعليم أمته ما ينفعهم، وإن لم يوجهوا السؤال إليه، حيث قال لهم: "أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ ... ". ( الإتيبوبي )
- تغير الأحوال في آخر الزمان، حيث ينعكس الأمر فتطلع الشمس من مغربها؛ إيذانا بزوال هذه الدنيا. ( الإتيبوبي )
- أن النبي - ﷺ - أطلعه الله سبحانه وتعالى على بعض المغيبات، فحدث به أمته حتى تؤمن به، وتستضيء بمعرفته؛ لأن بقدر سعة العرفان يتقوى إيقان الإنسان.
- بديع صنع الله تعالى، وعظيم حكمته، حيث سخر الشمس لإضاءة العالم كله على الدوام يستمر سيرها ودورها فيه.
- إثبات العرش، وأنه فوق العالم كله؛ إذ هو سقفه.
- إثبات سجود الشمس لله تعالى؛ كسائر المخلوقات. ( الإتيبوبي )
- شدة حرص النبي - ﷺ - على تعليم أمته ما ينفعهم، وإن لم يوجهوا السؤال إليه، حيث قال لهم: "أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ ... ". ( الإتيبوبي )
- تغير الأحوال في آخر الزمان، حيث ينعكس الأمر فتطلع الشمس من مغربها؛ إيذانا بزوال هذه الدنيا. ( الإتيبوبي )
سُورَةُ ص
٢٩٣٥. (خ) (٤٨٠٧) عَنِ العَوّامِ قالَ: سَأَلتُ مُجاهِدًا عَن سَجدَةِ ﴿ص﴾ فَقالَ: سَأَلتُ ابنَ عَبّاسٍ ﵄؛ مِن أينَ سَجَدتَ؟ فَقالَ: أوَ ما تَقرَأُ: ﴿ومن ذريته داود وسليمان﴾ ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: ٨٤، ٩٠]، فَكانَ داوُدُ ﵇ مِمَّن أُمِرَ نَبِيُّكُم ﷺ أن يَقتَدِيَ بِهِ، فَسَجَدَها داوُدُ ﵇ فَسَجَدَها رَسُولُ اللهِ ﷺ.
سُورَةُ الزُّمَرِ
٢٩٣٦. (خ م) (٢٧٨٦) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ﵁ قالَ: جاءَ حَبرٌ إلى النَّبِيِّ ﷺ، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ أو يا أبا القاسِمِ؛ إنَّ اللهَ تَعالى يُمسِكُ السَّماواتِ يَومَ القِيامَةِ عَلى إصبَعٍ، والأَرَضِينَ عَلى إصبَعٍ، والجِبالَ والشَّجَرَ عَلى إصبَعٍ، والماءَ والثَّرى عَلى إصبَعٍ، وسائِرَ الخَلقِ عَلى إصبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ: أنا المَلِكُ، أنا المَلِكُ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ تَعَجُّبًا مِمّا قالَ الحَبرُ تَصدِيقًا لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ والأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيامَةِ والسَّمَواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ ﷾ عَمّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: ٦٧].
- أن في الكتب السماوية السابقة ما يؤيد القرآن الكريم في بعض أمور الآخرة. ( موسى لاشين )
- وأن أحبار أهل الكتاب كانوا يعرفون صدق محمد ﷺ.
- وأن أحبار أهل الكتاب كانوا يعرفون صدق محمد ﷺ.
سُورَةُ فُصِّلَتْ
٢٩٣٧. (خ م) (٢٧٧٥) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ﵁ قالَ: اجتَمَعَ عِنْدَ البَيتِ ثَلاثَةُ نَفَرٍ؛ قُرَشِيّانِ وثَقَفِيٌّ، أو ثَقَفِيّانِ وقُرَشِي، قَلِيلٌ فِقهُ قُلُوبِهِم، كَثِيرٌ شَحمُ بُطُونِهِم، فَقالَ أحَدُهُم: أتُرَونَ اللهَ يَسمَعُ ما نَقُولُ؟ وقالَ الآخَرُ: يَسمَعُ إن جَهَرنا، ولا يَسمَعُ إن أخفَينا. وقالَ الآخَرُ: إن كانَ يَسمَعُ إذا جَهَرنا فَهُوَ يَسمَعُ إذا أخفَينا. فَأَنزَلَ اللهُ ﷿: ﴿وما كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ ولا أبْصارُكُمْ ولا جُلُودُكُمْ﴾ [فصلت: ٢٢] الآيَةَ.
- س: هل في الحديث إشارة إلى أن كثير شحم البطن يكون قليل الفهم؟؟
الظاهر أنه ليس فيه ما يؤخذ منه هذا؛ لأن هذا الوصف فرضي لايترتب عليه حكم, وإلا فمن الممكن أن يقال: إن كثير البطن يدل على كثرة الأكل, وكثرة الأكل تميت القلب, إذا كثر الأكل كثرت الغفلة. فلا يؤخذ من هذا الحديث أن كبير البطن يكون قليل الفهم. ( ابن عثيمين )
الظاهر أنه ليس فيه ما يؤخذ منه هذا؛ لأن هذا الوصف فرضي لايترتب عليه حكم, وإلا فمن الممكن أن يقال: إن كثير البطن يدل على كثرة الأكل, وكثرة الأكل تميت القلب, إذا كثر الأكل كثرت الغفلة. فلا يؤخذ من هذا الحديث أن كبير البطن يكون قليل الفهم. ( ابن عثيمين )
٢٩٣٨. (خ) (٠٠٠٠) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: قالَ رَجُلٌ لابنِ عَبّاسٍ ﵄: إنِّي أجِدُ فِي القُرآنِ أشياءَ تَختَلِفُ عَلَيَّ قالَ: ﴿فَلا أنسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ولا يَتَساءَلُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠١]، ﴿وأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ﴾ [الصافات: ٢٧]، ﴿ولا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٤٢]، ﴿واللَّهِ رَبِّنا ما كُنّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٢٣]؛ فَقَد كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ؛ وقالَ: ﴿أمِ السَّماءُ بَناها﴾ [النازعات: ٢٧]، إلى قَولِهِ: ﴿دَحاها﴾ [النازعات: ٣٠]، فَذَكَرَ خَلقَ السَّماءِ قَبلَ خَلقِ الأرضِ، ثُمَّ قالَ: ﴿قُلْ أئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ﴾، إلى قَولِهِ: ﴿طائِعِينَ﴾ [فصلت: ٩-١١]؛ فَذَكَرَ فِي هَذِهِ خَلقَ الأَرضِ قَبلَ السَّماءِ؟ وقالَ: ﴿وكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [الفتح: ١٤]، ﴿عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [الفتح: ١٩]، ﴿سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ ؛ فَكَأَنَّهُ كانَ ثُمَّ مَضى؟ فَقالَ: ﴿فَلا أنسابَ بَيْنَهُمْ﴾ [المؤمنون: ١٠١]، فِي النَّفخَةِ الأُولى، ثُمَّ يُنفَخُ فِي الصُّورِ: ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلاَّ مَن شاءَ اللَّهُ﴾ [الزمر: ٦٨]، ﴿فَلا أنسابَ بَيْنَهُمْ﴾ عِنْدَ ذَلكَ، ﴿ولا يَتَساءَلُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠١]، ثُمَّ فِي النَّفخَةِ الآخِرَةِ: ﴿وأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ﴾ [الصافات: ٢٧]، وأَمّا قَولُهُ: ﴿ما كُنّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٢٣]، ﴿ولا يَكْتُمُونَ اللَّهَ﴾ [النساء: ٤٢]، فَإنَّ اللهَ يَغفِرُ لأهلِ الإخلاصِ ذُنُوبَهُم، وقالَ المُشرِكُونَ: تَعالَوا نَقُولُ: لَم نَكُن مُشرِكِينَ، فَخُتِمَ عَلى أفواهِهِم، فَتَنطِقُ أيدِيهِم، فَعِندَ ذَلكَ عُرِفَ أنَّ اللهَ لا يُكتَمُ حَدِيثًا، وعِندَهُ: ﴿يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ الآية [النساء: ٤٢]، وخَلَقَ الأرضَ فِي يَومَينِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّماءَ، ثُمَّ استَوى إلى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ فِي يَومَينِ آخَرَينِ، ثُمَّ دَحا الأَرضَ، ودَحوُها أن أخرَجَ مِنها الماءَ والمَرعى، وخَلَقَ الجِبالَ والجِمالَ والآكامَ وما بَينَهُما فِي يَومَينِ آخَرَينِ، فَذَلكَ قَولُهُ: ﴿دَحاها﴾ [النازعات: ٣٠]، وقَولُهُ: ﴿خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ﴾ [فصلت: ٩] فَجُعِلَت الأَرضُ وما فِيها مِن شَيءٍ فِي أربَعَةِ أيّامٍ، وخُلِقَت السَّمَواتُ فِي يَومَينِ، ﴿وكانَ اللَّهُ غَفُورًا﴾ [الفتح: ١٤]؛ سَمّى نَفسَهُ ذَلكَ، وذَلكَ قَولُهُ؛ أي لَم يَزَل كَذَلكَ، فَإنَّ اللهَ لَم يُرِد شَيئًا إلا أصابَ بِهِ الَّذِي أرادَ، فَلا يَختَلِف عَلَيكَ القُرآنُ، فَإنَّ كُلًا مِن عِندِ اللهِ.
- في هذا الحديث من الفقه أن للعالم الرباني يحدث الناس من العلم على قدر ما يعلم من اختلاف عقولهم له؛ فذكر ابن عباس لهذا السائل على نحو ذلك. ( ابن هبيرة )
سُورَةُ حَم عسق
٢٩٣٩. (خ) (٤٨١٨) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄؛ أنَّهُ سُئِلَ عَن قَولِهِ: ﴿إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبى﴾ [الشورى: ٢٣]، فَقالَ سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ: قُربى آلِ مُحَمَّدٍ ﷺ. فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ: عَجِلتَ، إنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَم يَكُن بَطنٌ مِن قُرَيشٍ إلا كانَ لَهُ فِيهِم قَرابَةٌ، فَقالَ: إلا أن تَصِلُوا ما بَينِي وبَينَكُم مِن القَرابَةِ.
سُورَةُ الدُّخانِ
٢٩٤٠. (خ م) (٢٧٩٨) عَنْ مَسْرُوقٍ قالَ: كُنّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ جُلُوسًا، وهُوَ مُضطَجِعٌ بَينَنا، فَأَتاهُ رَجُلٌ فَقالَ: يا أبا عَبدِ الرَّحْمَنِ؛ إنَّ قاصًّا عِنْدَ أبوابِ كِندَةَ يَقُصُّ، ويَزعُمُ أنَّ آيَةَ الدُّخانِ تَجِيءُ، فَتَأخُذُ بِأَنفاسِ الكُفّارِ، ويَأخُذُ المُؤمِنِينَ مِنهُ كَهَيئَةِ الزُّكامِ. فَقالَ عَبدُ اللهِ، وجَلَسَ وهُوَ غَضبانُ: يا أيَّها النّاسُ؛ اتَّقُوا اللهَ، مَن عَلِمَ مِنكُم شَيئًا فَليَقُل بِما يَعلَمُ، ومَن لَم يَعلَم فَليَقُل: اللهُ أعلَمُ، فَإنَّهُ أعلَمُ لأَحَدِكُم أن يَقُولَ لِما لا يَعلَمُ: اللهُ أعلَمُ، فَإنَّ اللهَ ﷿ قالَ لِنَبِيِّهِ ﷺ: ﴿قُلْ ما أسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِن أجْرٍ وما أنا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ﴾ [ص: ٨٦]، إنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ لَمّا رَأى مِن النّاسِ إدبارًا فَقالَ: «اللَّهُمَّ سَبعٌ كَسَبعِ يُوسُفَ». قالَ: فَأَخَذَتهُم سَنَةٌ حَصَّت كُلَّ شَيءٍ، حَتّى أكَلُوا الجُلُودَ والمَيتَةَ مِن الجُوعِ، ويَنظُرُ إلى السَّماءِ أحَدُهُم فَيَرى كَهَيئَةِ الدُّخانِ، فَأَتاهُ أبُو سُفيانَ، فَقالَ: يا مُحَمَّد؛ إنَّكَ جِئتَ تَأمُرُ بِطاعَةِ اللهِ، وبِصِلَةِ الرَّحِمِ، وإنَّ قَومَكَ قَد هَلَكُوا، فادعُ اللهَ لَهُم. قالَ اللهُ ﷿: ﴿فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُّبِينٍ (١٠) يَغْشى النّاسَ هَذا عَذابٌ ألِيمٌ﴾ إلى قَولِهِ: ﴿إنَّكُمْ عائِدُونَ﴾ [الدخان: ١٠، ١٥]، قالَ: أفَيُكشَفُ عَذابُ الآخِرَةِ؟! ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرى إنّا مُنتَقِمُونَ﴾ [الدخان: ١٦]، فالبَطشَةُ يَومَ بَدرٍ، وقَد مَضَت آيَةُ الدُّخانِ والبَطشَةُ واللِّزامُ وقوله في سورة طه:{وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى}.} وآيَةُ الرُّومِ. وفي رواية: خَمسٌ قَد مَضَينَ: ... فَذَكَرَها، وزادَ: والقَمَر.
وفي رواية: تَرَكتُ فِي المَسْجِدِ رَجُلًا يُفَسِّرُ القُرآنَ بِرَأيِهِ، يُفسِّرُ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُّبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠]، قالَ: يَأتِي النّاسَ يَومَ القِيامَةِ دُخُانٌ ... وفِيها: فَقالَ عَبدُ اللهِ: ... مِن فِقهِ الرَّجُلِ أن يَقُولَ لِما لا عِلْمَ لَهُ بِهِ: اللهُ أعلَمُ، إنَّما كانَ هَذا أنَّ قُرَيشًا لَمّا استعْصَتْ عَلى النَّبِيِّ ﷺ دَعا ... فَأَصابَهُم قَحْطٌ وجَهْدٌ حَتّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنظُرُ إلى السَّماءِ فَيَرى بَينَهُ وبَينَها كَهَيئَةِ الدُّخانِ مِن الجَهْدِ، وحَتّى أكَلُوا العِظام، فَأَتى النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ (استَغفِر اللهِ) لِمُضَرَ فَإنَّهُم قَد هَلَكُوا. فَقالَ: «لِمُضَرَ؟! إنَّكَ لَجَرِيءٌ». قالَ: فَدَعا اللهُ لَهُم، فَأَنزَلَ اللهُ ﷿: ﴿إنّا كاشِفُوا العَذابِ قَلِيلًا إنَّكُمْ عائِدُونَ﴾ [الدخان: ١٥]، قالَ: فَمُطِرُوا، فَلَمّا أصابَتهُم الرَّفاهِيةُ قالَ: عادُوا إلى ما كانُوا عَلَيهِ، قالَ: فَأَنزَلَ اللهُ ﷿: ﴿فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُّبِينٍ (١٠) يَغْشى النّاسَ هَذا عَذابٌ ألِيمٌ﴾، ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرى إنّا مُنتَقِمُونَ﴾ قالَ: يَعنِي يَومَ بَدرٍ.
وفي رواية (خ): فَيَأخُذُ بِأَسماعِ المُنافِقِينَ وأَبصارِهِم ... فَفَزِعنا، فَأَتَيتُ ابنَ مَسْعُودٍ ... وفِيها: «اللَّهُمَّ أعِنِّي عَلَيهِم بِسَبعٍ ...».
وفي رواية (خ): وجَعَلَ يَخرجُ مِن الأَرضِ كَهَيئَةِ الدُّخانِ.
زادَ (خ) فِي رِوايةٍ: ثُمَّ عادُوا إلى كُفرِهِم، فَأَخَذَهُم اللهُ يَومَ بَدرٍ، قالَ اللهُ تَعالى: ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرى إنّا مُنتَقِمُونَ﴾.
ورَوى (م) عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْب ﵁ فِي قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ولَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذابِ الأَدْنى دُونَ العَذابِ الأَكْبَرِ﴾ قالَ: مَصائِبُ الدُّنْيا والرُّومُ والبَطشَةُ أوِ الدُّخان شعبَةُ الشّاكُ.
-(أَبَا عَبدِ الرَّحْمَنِ) كنية عبد الله بن مسعود.
-(عِنْدَ أَبوَابِ كِندَةَ )قال الإتيوبي: وباب كندة هو باب الكوفة، و"كندة" بكسر الكاف، وسكون النون: اسم قبيلة مشهورة، وأضيف إليهم الباب، لكونه في مكانهم. وقال في "العمدة": قوله: "في كندة" بكسر الكاف، وسكون النون، قال الكرماني: موضع بالكوفة، وقال العيني: يحتمل أن يكون حديث الرجل بين قوم هم من كندة القبيلة.
- وفي الحديث دليل على جواز أن يستصلح الناس بالشدة, فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى} فإذا أفسدتهم العافية فإن البلاء يصلحهم. ( ابن هبيرة )
- وفي الحديث جواز إجابة السائل وإن كان مشركًا إذا طلب ما في إجابته إليه دليل على وحدانية الله سبحانه وتعالى، كما طلب أبو سفيان من قبل إسلامه من رسول الله - ﷺ - أن يدعو الله لقومه، ولعل ذلك كان من أسباب إسلامه.
- وقوله: ( حَصَّت) أي أذهبت النبات فانكشفت الأرض، وأصله الظهور والتبين.
- وفيه إنكار أهل العلم بعضهم على بعض، إذا ظن المنكر أنه على الحق. ( الإتيوبي )
- فضل ابن مسعود - رضي الله عنه - حيث يغضب على من أخطأ في كتاب الله تعالى، ويفسر القرآن برأيه، ويرد عليه أبلغ رد. ( الإتيوبي )
- وفيه النهي عن التكلف، ودعوى ما لا علم له به، كما حذر الله -عز وجل- منه، بقوله: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [البقرة: 169]. ( الإتيوبي )
- ما كان عليه مشركو قريش من العناد والاستكبار حيث لا يخضعون لآيات الله الكبرى، بل يستمرون على غيهم وضلالهم، مع علمهم بحقيقة الأمر وأنهم على ضلال. ( الإتيوبي )
-(عِنْدَ أَبوَابِ كِندَةَ )قال الإتيوبي: وباب كندة هو باب الكوفة، و"كندة" بكسر الكاف، وسكون النون: اسم قبيلة مشهورة، وأضيف إليهم الباب، لكونه في مكانهم. وقال في "العمدة": قوله: "في كندة" بكسر الكاف، وسكون النون، قال الكرماني: موضع بالكوفة، وقال العيني: يحتمل أن يكون حديث الرجل بين قوم هم من كندة القبيلة.
- وفي الحديث دليل على جواز أن يستصلح الناس بالشدة, فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى} فإذا أفسدتهم العافية فإن البلاء يصلحهم. ( ابن هبيرة )
- وفي الحديث جواز إجابة السائل وإن كان مشركًا إذا طلب ما في إجابته إليه دليل على وحدانية الله سبحانه وتعالى، كما طلب أبو سفيان من قبل إسلامه من رسول الله - ﷺ - أن يدعو الله لقومه، ولعل ذلك كان من أسباب إسلامه.
- وقوله: ( حَصَّت) أي أذهبت النبات فانكشفت الأرض، وأصله الظهور والتبين.
- وفيه إنكار أهل العلم بعضهم على بعض، إذا ظن المنكر أنه على الحق. ( الإتيوبي )
- فضل ابن مسعود - رضي الله عنه - حيث يغضب على من أخطأ في كتاب الله تعالى، ويفسر القرآن برأيه، ويرد عليه أبلغ رد. ( الإتيوبي )
- وفيه النهي عن التكلف، ودعوى ما لا علم له به، كما حذر الله -عز وجل- منه، بقوله: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [البقرة: 169]. ( الإتيوبي )
- ما كان عليه مشركو قريش من العناد والاستكبار حيث لا يخضعون لآيات الله الكبرى، بل يستمرون على غيهم وضلالهم، مع علمهم بحقيقة الأمر وأنهم على ضلال. ( الإتيوبي )
سُورَةُ الأَحْقافِ
٢٩٤١. (خ م) (٤٥٠) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قالَ: سَأَلتُ مَسرُوقًا: مَن آذَنَ النَّبِيَّ ﷺ بِالجِنِّ لَيلَةَ استَمَعُوا القُرآنَ؟ فَقالَ: حَدَّثَني أبُوكَ يَعنِي ابنَ مَسْعُودٍ أنَّهُ آذَنَتهُ بِهِم شَجَرَةٌ.
-هذا دليل على أن الله تعالى يجعل فيما يشاء من الجماد تمييزا، ونظيره قول الله تعالى: {وإن منها لما يهبط من خشية الله} [البقرة: 74], وقوله -ﷺ-: "إني لأعرف حجرا بمكة، كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن"، رواه مسلم. ( النووي )
٢٩٤٢. (م) (٤٥٠) عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ: سَأَلتُ ابنَ مَسْعُودٍ فَقُلتُ: هَل شَهِدَ أحَدٌ مِنكُم مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ لَيلَةَ الجِنِّ؟ قالَ: لا، ولَكِنّا كُنّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ذاتَ لَيلَةٍ، فَفَقَدناهُ، فالتَمَسناهُ فِي الأَودِيَةِ والشِّعابِ، فَقُلنا: استُطِيرَ أو اغتِيلَ، قالَ: فَبِتنا بِشَرِّ لَيلَةٍ باتَ بِها قَومٌ، فَلَمّا أصبَحنا إذا هُوَ جاءٍ مِن قِبَلَ حِراءٍ، قالَ: فَقُلنا: يا رَسُولَ اللهِ؛ فَقَدناكَ، فَطَلَبناكَ فَلَم نَجِدكَ، فَبِتنا بِشَرِّ لَيلَةٍ باتَ بِها قَومٌ. فَقالَ: «أتانِي داعِي الجِنِّ، فَذَهَبتُ مَعَهُ، فَقَرَأتُ عَلَيهِم القُرآنَ». قالَ: فانطَلَقَ بِنا، فَأَرانا آثارَهُم وآثارَ نِيرانِهِم، وسَأَلُوهُ الزّادَ، فَقالَ: «لَكُم كُلُّ عَظمٍ ذُكِرَ اسمُ اللهِ عَلَيهِ يَقَعُ فِي أيدِيكُم أوفَرَ ما يَكُونُ لَحمًا، وكُلُّ بَعرَةٍ عَلَفٌ لِدَوابِّكُم». فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «فَلا تَستَنجُوا بِهِما، فَإنَّهُما طَعامُ إخوانِكُم».
رَوى (خ) مَعناهُ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁؛ أنَّهُ كانَ يَحمِلُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إداوَةً لِوَضُوئِهِ وحاجَتِهِ، فَبَينَما هُو يَتبعُهُ بِها فَقالَ: «مَن هَذا؟» فَقالَ: أنا أبُو هُرَيْرَةَ، فَقالَ: «ابغِنِي أحجارًا أستَنفِض بِها، ولا تَأتِنِي بِعَظمٍ ولا بِرَوثَةٍ. فَأَتيتُهُ بِأَحجارٍ أحمِلُها فِي طَرَفِ ثَوبِي، حَتّى وضَعتُها إلى جَنبِهِ، ثُمَّ انصَرفتُ، حَتّى إذا فَرَغَ مَشَيتُ، فَقُلتُ: ما بالُ العَظمِ والرَّوثَةِ؟ قالَ: «هُما مِن طَعامِ الجِنِّ، وإنَّه أتانِي وفدُ جِنِّ نَصِيبِينَ، ونِعمَ الجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزّادَ، فَدَعَوتَ اللهَ لَهُم أن لا يَمُرُّوا بِعَظمٍ ولا بِرَوثَةٍ إلّا وجَدُوا عَلَيها طَعامًا». ورَوى (م) عَن ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: لَم أكُن لَيلَةَ الجِنِّ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ووَدِدْتُ أنِّي كُنْتُ مَعَهُ.
- أن هذا الحديث مع حديث ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- ، والأحاديث الأخرى يدلّ على أن الجنّ أصناف متعددة، وتعددت وفادتهم على النبيّ -ﷺ- بمكة والمدينة بعد الهجرة. ( الإتيوبي )
- أن النبيّ -ﷺ- أُرْسِل إلى الإنس والجنّ.
- إثبات وجود الشياطين والجنّ.
- ما كان عليه السلف من طلب العلم، والبحث عن حقيقة المسألة ووجهها، فقد سأل الشعبي علقمة عن شهود ابن مسعود -رضي الله عنه- ليلة الجن، كما سأل علقمة عن ذلك ابن مسعود -رضي الله عنه- نفسه. ( الإتيوبي )
- شدة اهتمام الصحابة -رضي الله عنهم- بالنبي -ﷺ- وشدة حرصهم على أن لا يناله مكروه، وهذا هو واجب كل مسلم أن يكون -ﷺ- أولى عنده من جميع الخلق حتى من نفسه التي بين جنبيه. ( الإتيوبي )
- معجزة النبي -ﷺ- حيث إن الجن تخضع لأمره، وتطيعه، وتسأله عما أشكل عليها من أمر المعاش والمعاد. ( الإتيوبي )
- إثبات البينة على الأمر، وإن كان مما لا يشك فيه، فقد أراهم النبي -ﷺ- آثار الجن، وآثار نيرانهم حتى يزدادوا إيمانا مع إيمانهم، وإلا فالصحابة -رضي الله عنهم- غنيون عن طلب البينة على مثل هذا. ( الإتيوبي )
- إثبات معجزة له -ﷺ- أيضا، وهي أنه دعا لهم بأن يجعل الله تعالى لهم العظم الذي أكل لحمه، وبقي بلا شيء لحما وافرا، بل أوفر مما كان به من قبل، وكذلك البعر صار علفا لدوابهم. ( الإتيوبي )
- أن الجن يأكلون الطعام، ولهم داوب مثل الناس. ( الإتيوبي )
- أن للجن حقوقا على الإنس، وأنه يجب البعد عما يؤذيهم كغيرهم. ( الإتيوبي )
- مشروعية السعي في تحصيل ما ينفع الإنسان، ودفع ما يضره. ( الإتيوبي )
- أن على الإمام أن يحذر الناس عن إلحاق الضرر بأي مسلم إنسا أو جنا. ( الإتيوبي )
- النهي عن الاستنجاء بالعظم، والبعر، ويلحق به كل ما في معناه، من المطعومات، والمحترمات, كأوراق الكتب. ( الإتيوبي )
- أن النبيّ -ﷺ- أُرْسِل إلى الإنس والجنّ.
- إثبات وجود الشياطين والجنّ.
- ما كان عليه السلف من طلب العلم، والبحث عن حقيقة المسألة ووجهها، فقد سأل الشعبي علقمة عن شهود ابن مسعود -رضي الله عنه- ليلة الجن، كما سأل علقمة عن ذلك ابن مسعود -رضي الله عنه- نفسه. ( الإتيوبي )
- شدة اهتمام الصحابة -رضي الله عنهم- بالنبي -ﷺ- وشدة حرصهم على أن لا يناله مكروه، وهذا هو واجب كل مسلم أن يكون -ﷺ- أولى عنده من جميع الخلق حتى من نفسه التي بين جنبيه. ( الإتيوبي )
- معجزة النبي -ﷺ- حيث إن الجن تخضع لأمره، وتطيعه، وتسأله عما أشكل عليها من أمر المعاش والمعاد. ( الإتيوبي )
- إثبات البينة على الأمر، وإن كان مما لا يشك فيه، فقد أراهم النبي -ﷺ- آثار الجن، وآثار نيرانهم حتى يزدادوا إيمانا مع إيمانهم، وإلا فالصحابة -رضي الله عنهم- غنيون عن طلب البينة على مثل هذا. ( الإتيوبي )
- إثبات معجزة له -ﷺ- أيضا، وهي أنه دعا لهم بأن يجعل الله تعالى لهم العظم الذي أكل لحمه، وبقي بلا شيء لحما وافرا، بل أوفر مما كان به من قبل، وكذلك البعر صار علفا لدوابهم. ( الإتيوبي )
- أن الجن يأكلون الطعام، ولهم داوب مثل الناس. ( الإتيوبي )
- أن للجن حقوقا على الإنس، وأنه يجب البعد عما يؤذيهم كغيرهم. ( الإتيوبي )
- مشروعية السعي في تحصيل ما ينفع الإنسان، ودفع ما يضره. ( الإتيوبي )
- أن على الإمام أن يحذر الناس عن إلحاق الضرر بأي مسلم إنسا أو جنا. ( الإتيوبي )
- النهي عن الاستنجاء بالعظم، والبعر، ويلحق به كل ما في معناه، من المطعومات، والمحترمات, كأوراق الكتب. ( الإتيوبي )
٢٩٤٣. (خ) (٤٨٢٧) عَنْ يُوسُفَ بْنِ ماهَكٍ قالَ: كانَ مَروانُ عَلى الحِجازِ، استَعمَلَهُ مُعاوِيَةُ، فَخَطَبَ فَجَعَلَ يَذكُرُ يَزِيدَ بنَ مُعاوِيَةَ لِكَي يُبايَعَ لَهُ بَعدَ أبِيهِ، فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبِي بَكرٍ شَيئًا، فَقالَ: خُذُوهُ. فَدَخَلَ بَيتَ عائِشَةَ فَلَم يَقدِرُوا، فَقالَ مَروانُ: إنَّ هَذا الَّذِي أنزَلَ اللهُ فِيهِ: ﴿والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني﴾ [الأحقاف: ١٧]. فَقالَت عائِشَةُ مِن وراءِ الحِجابِ: ما أنزَلَ اللهُ فِينا شَيئًا مِن القُرآنِ إلا أنَّ اللهَ أنزَلَ عُذرِي.
سُورَةُ الفَتْحِ
٢٩٤٤. (خ) (٤٨٣٨) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ ﵄؛ أنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي القُرآنِ: ﴿ياأَيُّها النَّبِيُّ إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤٥]، قالَ: فِي التَّوراةِ: يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أرسَلناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا وحِرزًا لِلأُمِّيِّينَ، أنتَ عَبدِي ورَسُولِي، سَمَّيتُكَ المُتَوَكِّلَ، لَيسَ بِفَظٍّ ولا غَلِيظٍ ولا سَخّابٍ بِالأَسواقِ، ولا يَدفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، ولَكِن يَعفُو ويَصفَحُ، ولَن يَقبِضَهُ اللهُ حَتّى يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوجاءَ، بِأَن يَقُولُوا: لا إلَهَ إلا اللهُ، فَيَفتَحَ بِها أعيُنًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، وقُلُوبًا غُلفًا.
سُورَةُ الحُجُراتِ
٢٩٤٥. (خ م) (١١٩) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁ قالَ: (لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ [الحجرات: ٢] إلى آخِرِ الآيَةِ)، جَلَسَ ثابِتُ بنُ قَيسٍ فِي بَيتِهِ، وقالَ: أنا مِن أهلِ النّارِ. واحتَبَسَ عَنِِ النَّبِيِّ ﷺ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ ﷺ (سَعدَ بنَ مُعاذٍ)، فَقالَ: «يا أبا عَمرٍو؛ ما شَأنُ ثابِتٍ؟ اشتَكى؟» قالَ (سَعدٌ): إنَّهُ لَجارِي، وما عَلِمتُ لَهُ بِشَكوى. قالَ: فَأَتاهُ (سَعدٌ)، فَذَكَرَ لَهُ قَولَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقالَ ثابِتٌ: (أُنزِلَت هَذِهِ الآيَةُ)، ولَقَد عَلِمتُم أنِّي مِن أرفَعِكُم صَوتًا عَلى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَأَنا مِن أهلِ النّارِ، فَذَكَرَ ذَلكَ (سَعدٌ) لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «بَل هُوَ مِن أهلِ الجَنَّةِ». لَفظُ (خ): أنَّ النَّبِيَّ ﷺ افتَقَدَ ثابِتَ بنَ قَيسٍ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ؛ أنا أعلَمُ لَكَ عِلمَهُ. فَأَتاهُ فَوَجَدَهُ جالِسًا فِي بَيتِهِ، مُنَكِّسًا رَأسَهُ، فَقالَ: ما شَأنُكَ؟ فَقالَ: شَرٌّ، كانَ يَرفَعُ صَوتَهُ فَوقَ صَوتِ النبيِّ ﷺ، فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ، وهُو مِن أهلِ الأَرضِ. فَأَتى الرَّجُلُ فَأَخبَرَهُ أنَّهُ قالَ كَذا وكَذا، فَقالَ مُوسى بنُ أنَسٍ: فَرَجَعَ المرَّةَ الآخِرةَ بِبِشارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقالَ: «اذهَب إلَيهِ، فَقُل لَهُ: إنَّكَ لَستَ مِن أهلِ النّارِ، ولَكِن مِن أهلِ الجَنَّةَ».
وفي رواية: النّارِ، مكانَ: الأَرضِ.
وفي رواية (م): كانَ ثابِتُ بنُ قَيسِ بْنِ شَمّاسٍ خَطِيبَ الأَنصارِ، فَلَمّا نَزَلَتِ ...
وفي رواية (م) زادَ: فَكُنّا نَراهُ يَمشِي بَينَ أظهُرِنا رَجُلٌ مِن أهلِ الجنَّةِ.
- تحذير المؤمن من أن يحبط عمله بسبب ارتكاب المعاصي؛ لأنها مناقضة للإيمان، وهو وجه المطابقة في إيراد الحديث في "كتاب الإيمان". ( الإتيوبي )
- ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من شدة الخوف من إحباط أعمالهم، وهكذا ينبغي لكل مسلم أن يكون دائم الخوف. ( الإتيوبي )
- أن فيه منقبة عظيمة للصحابي الجليل ثابت بن قيس - رضي الله عنه -، حيث أخبر النبي - ﷺ - بأنه من أهل الجنة. ( الإتيوبي )
- بيان أنه ينبغي للعالم، وكبير القوم أن يتفقد أصحابه، ويسأل عنهم إذا غابوا تأسيا بالنبي - ﷺ -. ( الإتيوبي )
- ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من كمال التصديق فيما يخبر به النبي - ﷺ - من الأمور الغيبية، حيث قال الراوي: "فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجلا من أهل الجنة". ( الإتيوبي )
- أن الآية المذكورة نزلت آمرة بتعظيم رسول الله - ﷺ -، وتوقيره، وخفض الصوت لحضرته، وعند مخاطبته، بحيث إنه إذا نطق، ونطقوا، ينبغي ألا يبلغوا بأصواتهم وراء الحد الذي يبلغه بصوته، وأن يغضوا منها، بحيث يكون كلامه غالبا لكلامهم، وجهره باهرا لجهرهم. ( الإتيوبي )
- ليس الغرض برفع الصوت، ولا الجهر ما يقصد به الاستخفاف والاستهانة؛ لأن ذلك كفر، والمخاطبون مؤمنون، وإنما الغرض صوت هو في نفسه، والمسموع من جرسه, غير مناسب لما يهاب به العظماء، ويوقر الكبراء، فيتكلف الغض منه، ورده إلى حد يميل به إلى ما يستبين فيه المأمور به، من التعزير والتوقير، ولم يتناول النهي أيضًا رفع الصوت الذي يتأذى به رسول الله - ﷺ -، وهو ما كان منهم في حرب، أو مجادلة معاند، أو إرهاب عدو، أو ما أشبه ذلك، ففي الحديث: أنه - ﷺ – قال للعباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - لما انهزم الناس يوم حنين: "اصرخ بالناس"، وكان العباس أجهر الناس صوتا . ( الإتيوبي )
- ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من شدة الخوف من إحباط أعمالهم، وهكذا ينبغي لكل مسلم أن يكون دائم الخوف. ( الإتيوبي )
- أن فيه منقبة عظيمة للصحابي الجليل ثابت بن قيس - رضي الله عنه -، حيث أخبر النبي - ﷺ - بأنه من أهل الجنة. ( الإتيوبي )
- بيان أنه ينبغي للعالم، وكبير القوم أن يتفقد أصحابه، ويسأل عنهم إذا غابوا تأسيا بالنبي - ﷺ -. ( الإتيوبي )
- ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من كمال التصديق فيما يخبر به النبي - ﷺ - من الأمور الغيبية، حيث قال الراوي: "فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجلا من أهل الجنة". ( الإتيوبي )
- أن الآية المذكورة نزلت آمرة بتعظيم رسول الله - ﷺ -، وتوقيره، وخفض الصوت لحضرته، وعند مخاطبته، بحيث إنه إذا نطق، ونطقوا، ينبغي ألا يبلغوا بأصواتهم وراء الحد الذي يبلغه بصوته، وأن يغضوا منها، بحيث يكون كلامه غالبا لكلامهم، وجهره باهرا لجهرهم. ( الإتيوبي )
- ليس الغرض برفع الصوت، ولا الجهر ما يقصد به الاستخفاف والاستهانة؛ لأن ذلك كفر، والمخاطبون مؤمنون، وإنما الغرض صوت هو في نفسه، والمسموع من جرسه, غير مناسب لما يهاب به العظماء، ويوقر الكبراء، فيتكلف الغض منه، ورده إلى حد يميل به إلى ما يستبين فيه المأمور به، من التعزير والتوقير، ولم يتناول النهي أيضًا رفع الصوت الذي يتأذى به رسول الله - ﷺ -، وهو ما كان منهم في حرب، أو مجادلة معاند، أو إرهاب عدو، أو ما أشبه ذلك، ففي الحديث: أنه - ﷺ – قال للعباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - لما انهزم الناس يوم حنين: "اصرخ بالناس"، وكان العباس أجهر الناس صوتا . ( الإتيوبي )
٢٩٤٦. (خ) (٣٤٨٩) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄: ﴿وجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وقَبائِلَ﴾ [الحجرات: ١٣] قالَ: الشُّعُوبُ القَبائِلُ العِظامُ، والقَبائِلُ البُطُون.
-قال أبو إسحاق الزجاج: القبائل للعرب كالأسباط لبني إسرائيل، ومعنى القبيلة: الجماعة، ويقال لكل ما جمع على شيء واحد: قبيلة أخذا من قبائل الشجرة وهو غصونها، أو من قبائل الرأس وهو أعضاؤه، سميت بذلك لاجتماعها. ويقال: المراد بالشعوب في الآية: بطون العجم، وبالقبائل: بطون العرب. (ابن حجر)
٢٩٤٧. (خ) (٤٨٤٥) عَنِ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ قالَ: كادَ الخَيِّرانِ أن يَهلِكا أبا بَكرٍ وعُمَرَ ﵄، رَفَعا أصواتَهُما عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ حِينَ قَدِمَ عَلَيهِ رَكبُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَشارَ أحَدُهُما بِالأقرَعِ بْنِ حابِسٍ أخِي بَنِي مُجاشِعٍ، وأَشارَ الآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ، فَقالَ أبُو بَكرٍ لِعُمَرَ: ما أرَدتَ إلا خِلافِي. قالَ: ما أرَدتُ خِلافَكَ. فارتَفَعَت أصواتُهُما فِي ذَلكَ، فَأَنزَلَ اللهُ: ﴿ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أصْواتَكُمْ﴾ [الحجرات: ٢] الآيَةَ. قالَ ابنُ الزُّبَيرِ: فَما كانَ عُمَرُ يُسمِعُ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعدَ هَذِهِ الآيَةِ حَتّى يَستَفهِمَهُ، ولَم يَذكُر ذَلكَ عَن أبِيهِ، يَعنِي أبا بَكرٍ.
سُورَةُ ق
٢٩٤٨. (خ) (٤٨٥٢) عَنْ مُجاهِدٍ؛ قالَ ابنُ عَبّاسٍ ﵄: أمَرَهُ أن يُسَبِّحَ فِي أدبارِ الصَّلَواتِ كُلِّها، يَعنِي قَولَهُ: ﴿وأَدْبارَ السُّجُودِ﴾ [ق: ٤٠].
سُورَةُ النَّجْمِ
٢٩٤٩. (خ) (٤٨٥٩) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄ فِي قَولِهِ: ﴿اللاَّتَ والعُزّى﴾ [النجم: ١٩]: كانَ اللاَّتُ رَجُلًا يَلُتُّ سَوِيقَ الحاجِّ.
سُورَةُ القَمَرِ
٢٩٥٠. (خ م) (٨٢٣) عَنْ أبِي إسْحَقَ قالَ: رَأَيتُ رَجُلًا سَأَلَ الأَسوَدَ بنَ يَزِيدَ، وهُوَ يُعَلِّمُ القُرآنَ فِي المَسْجِدِ، فَقالَ: كَيفَ تَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾؛ أدالًا أم ذالًا؟ قالَ: بَل دالًا، سَمِعتُ عَبدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «﴿مُّدَّكِرٍ﴾»، دالًا. وفي رواية (خ): عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قَرَأتُ عَلى النبيِّ ﷺ: هَل مِن مُذَّكِرٍ، فَقالَ النَّبيُّ ﷺ: ﴿فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾. وفي رواية (خ): مِثلَ قِراءَةِ العامَّةِ.
سُورَةُ الـحَدِيدِ
٢٩٥١. (م) (٣٠٢٧) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ﵁ قالَ: ما كانَ بَينَ إسلامِنا وبَينَ أن عاتَبَنا اللهُ بِهَذِهِ الآيَةِ: ﴿ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الحديد: ١٦] إلاَّ أربَعُ سِنِينَ.
سُورَةُ الـحَشْرِ
٢٩٥٢. (م) (٣٠٢٢) عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: قالَت لِي عائِشَةُ: يا ابنَ أُختِي؛ أُمِرُوا أن يَستَغفِرُوا.} لأَصحابِ النَّبِيِّ ﷺ فَسَبُّوهُم.
سُورَةُ ن والقَلَمِ
٢٩٥٣. (خ) (٤٩١٧) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ [القلم: ١٣]، قالَ: رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ لَهُ زَنَمَةٌ مِثلُ زَنَمَةِ الشّاةِ.
سُورَةُ نُوحٍ
٢٩٥٤. (خ) (٤٩٢٠) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: وقالَ عَطاءٌ: عَن ابْنِ عَبّاسٍ ﵄: صارَت الأوثانُ الَّتِي كانَت فِي قَومِ نُوحٍ فِي العَرَبِ بَعدُ، أمّا ودٌّ كانَت لِكَلبٍ بِدَومَةِ الجَندَلِ، وأَمّا سُواعٌ كانَت لِهُذَيلٍ، وأَمّا يَغُوثُ فَكانَت لِمُرادٍ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيفٍ بِالجَوفِ عِنْدَ سَبَإٍ، وأَمّا يَعُوقُ فَكانَت لِهَمدانَ، وأَمّا نَسرٌ فَكانَت لِحِميَرَ لآلِ ذِي الكَلاعِ؛ أسماءُ رِجالٍ صالِحِينَ مِن قَومِ نُوحٍ، فَلَمّا هَلَكُوا أوحى الشَّيطانُ إلى قَومِهِم أن انصِبُوا إلى مَجالِسِهِم الَّتِي كانُوا يَجلِسُونَ أنصابًا، وسَمُّوها بِأَسمائِهِم، فَفَعَلُوا، فَلَم تُعبَد حَتّى إذا هَلَكَ أُولَئِكَ وتَنَسَّخَ العِلمُ عُبِدَت.
سُورَةُ الجِنِّ
٢٩٥٥. (خ م) (٤٤٩) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄ قالَ: (ما قَرَأَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلى الجِنِّ، وما رَآهُم)، انطَلَقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي طائِفَةٍ مِن أصحابِهِ عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكاظٍ، وقَد حِيلَ بَينَ الشَّياطِينِ وبَينَ خَبَرِ السَّماءِ، وأُرسِلَت عَلَيهِم الشُّهُبُ، فَرَجَعَت الشَّياطِينُ إلى قَومِهِم، فَقالُوا: ما لَكُم؟ قالُوا: حِيلَ بَينَنا وبَينَ خَبَرِ السَّماءِ، وأُرسِلَت عَلَينا الشُّهُبُ. قالُوا: ما ذاكَ إلا مِن شَيءٍ حَدَثَ، فاضرِبُوا مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبَها فانظُرُوا؛ ما هَذا الَّذِي حالَ بَينَنا وبَينَ خَبَرِ السَّماءِ؟ فانطَلَقُوا يَضرِبُونَ مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبَها، فَمَرَّ النَّفَرُ الَّذِينَ أخَذُوا نَحوَ تِهامَةَ وهُوَ (بِنَخلٍ)، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكاظٍ، وهُوَ يُصَلِّي بِأَصحابِه صَلاةَ الفَجرِ، فَلَمّا سَمِعُوا القُرآنَ استَمَعُوا لَهُ، وقالُوا: هَذا الَّذِي حالَ بَينَنا وبَينَ خَبَرِ السَّماءِ. فَرَجَعُوا إلى قَومِهِم، فَقالُوا: يا قَومَنا إنّا سَمِعنا قُرآنًا عَجَبًا، يَهدِي إلى الرُّشدِ فَآمَنّا بِهِ ولَن نُشرِكَ بِرَبِّنا أحَدًا. فَأَنزَلَ اللهُ ﷿ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: ﴿قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجِنِّ﴾ [الجن: ١]. لَفظُ (خ): وهُو بِنَخْلَةَ، وزادَ فِي آخِرِهِ: وإنَّما أُوحِيَ إلَيهِ قَولُ الجِنِّ.
-قوله: ( وهو يصلي بأصحابه صلاة الصبح، فلما سمعوا القرآن قالوا: هذا الذي حال بيننا وبين السماء ).فيه الجهر بالقراءة في الصبح.
-وفيه إثبات صلاة الجماعة، وأنها مشروعة في السفر، وأنها كانت مشروعة من أول النبوة. (النووي)
-وفيه إثبات صلاة الجماعة، وأنها مشروعة في السفر، وأنها كانت مشروعة من أول النبوة. (النووي)
سُورَةُ القِيامَةِ
٢٩٥٦. (خ م) (٤٤٨) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄؛ فِي قَوله: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ [القيامة: ١٦]، قالَ: كانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعالِجُ مِن التَّنزِيلِ شِدَّةً، كانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيهِ، فَقالَ لِي ابنُ عَبّاسٍ: أنا أُحَرِّكُهُما كَما كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُحَرِّكُهُما، فَقالَ سَعِيدٌ: أنا أُحَرِّكُهُما كَما كانَ ابنُ عَبّاسٍ يُحَرِّكُهُما. فَحَرَّكَ شَفَتَيهِ، فَأَنزَلَ اللهُ تَعالى: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٦، ١٧]، قالَ: جَمعَهُ فِي صَدرِكَ، ثُمَّ تَقرَؤُهُ، ﴿فَإذا قَرَأْناهُ فاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٨]، قالَ: فاستَمِع وأَنصِت، ثُمَّ إنَّ عَلَينا أن تَقرَأَهُ. قالَ: فَكانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إذا أتاهُ جِبرِيلُ استَمَعَ، فَإذا انطَلَقَ جِبرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ ﷺ كَما أقرَأَهُ.
سُورَةُ والـمُرْسَلاتِ
٢٩٥٧. (خ) (٤٩٣٣) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄: ﴿تَرْمِي بِشَرَرٍ كالقَصْرِ﴾ [المرسلات: ٣٢]، قالَ: كُنّا نَعمِدُ إلى الخَشَبَةِ ثَلاثَةَ أذرُعٍ وفَوقَ ذَلكَ، فَنَرفَعُهُ لِلشِّتاءِ، فَنُسَمِّيهِ القَصرَ، ﴿كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: ٣٣]؛ حِبالُ السُّفنِ تُجمَعُ حَتّى تَكُونَ كَأَوساطِ الرِّجالِ.
سُورَةُ عَمَّ يَتَساءَلُونَ
٢٩٥٨. (خ) (٣٨٣٩) عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿وكَأْسًا دِهاقًا﴾ [النبأ: ٣٤] قالَ: مَلأى مُتَتابعَةً. قالَ: وقالَ ابنُ عَبّاسٍ: سَمِعتُ أبِي يَقُولُ فِي الجاهِلِيَّةِ: اسقِنا كَأسًا دِهاقًا.
-دهاقا : ملأى متتابعة :كذا جمع بينهما، وهما قولان لأهل اللغة، تقول: أدهقت الكأس إذا ملأتها، وأدهقت له إذا تابعت له السقي، وقيل: أصل الدهق: الضغط، والمعنى أنه ملأ اليد بالكأس حتى لم يبق فيها متسع لغيرها.
سُورَةُ الانْشِقاقِ
٢٩٥٩. (خ م) (٢٨٧٦) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَن حُوسِبَ يَومَ القِيامَةِ عُذِّبَ». فَقُلتُ: ألَيسَ قَد قالَ اللهُ ﷿: ﴿فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا﴾؟ فَقالَ: «لَيسَ ذاكِ الحِسابُ، إنَّما ذاكِ العَرضُ، مَن نُوقِشَ الحِسابَ يَومَ القِيامةِ عُذِّبَ». زادَ (خ) فِي أوَّلِهِ: عَن ابْنِ أبِي مُلَيكَةَ؛ أنَّ عائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ كانَت لا تَسمَعُ شَيئًا لا تَعرِفُهُ إلّا راجَعَت فِيهِ حَتّى تَعرِفَهُ.
- نوقش : استقصي عليه.
-عذب : له معنيان :
أحدهما : أن نفس المناقشة وعرض الذنوب، والتوقيف عليها هو التعذيب ؛ لما فيه من التوبيخ .
والثاني : أنه مفض إلى العذاب بالنار، ويؤيده قوله في الرواية الأخرى : " هلك " مكان " عذب " ، هذا كلام القاضي، وهذا الثاني هو الصحيح، ومعناه : أن التقصير غالب في العباد فمن استقصي عليه ولم يسامح هلك ودخل النار، ولكن الله تعالى يعفو ويغفر ما دون الشرك لمن يشاء. ( النووي )
-عذب : له معنيان :
أحدهما : أن نفس المناقشة وعرض الذنوب، والتوقيف عليها هو التعذيب ؛ لما فيه من التوبيخ .
والثاني : أنه مفض إلى العذاب بالنار، ويؤيده قوله في الرواية الأخرى : " هلك " مكان " عذب " ، هذا كلام القاضي، وهذا الثاني هو الصحيح، ومعناه : أن التقصير غالب في العباد فمن استقصي عليه ولم يسامح هلك ودخل النار، ولكن الله تعالى يعفو ويغفر ما دون الشرك لمن يشاء. ( النووي )
٢٩٦٠. (خ) (٤٩٤٠) عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: قالَ ابنُ عَبّاسٍ: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾ [الانشقاق: ١٩]: حالًا بَعدَ حالٍ، قالَ: هَذا نَبِيُّكُم ﷺ.
سُورَةُ الشَّمْسِ
٢٩٦١. (خ م) (٢٨٥٥) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ قالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَذَكَرَ النّاقَةَ، وذَكَرَ الَّذِي عَقَرَها، فَقالَ: «﴿إذِ انبَعَثَ أشْقاها﴾ انبَعَثَ بِها رَجُلٌ عَزِيزٌ عارِمٌ مَنِيعٌ فِي رَهطِهِ، مِثلُ أبِي زَمعَةَ». ثُمَّ ذَكَرَ النِّساءَ فَوَعَظَ فِيهِنَّ، ثُمَّ قالَ: «إلامَ يَجلِدُ أحَدُكُم امرَأَتَهُ جَلدَ العَبدِ، ولَعَلَّهُ يُضاجِعُها مِن آخِرِ يَومِهِ». ثُمَّ وعَظَهُم فِي ضَحِكِهِم مِن الضَّرطَة، فَقالَ: «إلامَ يَضحَكُ أحَدُكُم مِمّا يَفعَلُ».
وفي رواية (خ): «لا يَجلِدْ أحَدُكُم امرَأَتَهُ جَلْدَ العَبْدِ ثُمَّ يُجامِعُها فِي آخِرِ اليَومِ».
وفي رواية (خ): نَهى النَّبيُّ ﷺ أن يَضحَكَ الرَّجُلُ مِمّا يَخْرُجُ مِن الأَنْفُسِ.
وفي رواية (خ): «انْتَدَبَ لَها رَجُلٌ ذُو عِزٍّ ...». وفي رواية (خ): «مِثْلُ أبِي زَمْعَةَ عَمِّ الزُّبَيرِ بْنِ العَوّامِ».
-وفي هذا الحديث النهي عن ضرب النساء لغير ضرورة التأديب. (النووي)
-وفيه النهي عن الضحك من الضرطة يسمعها من غيره، بل ينبغي أن يتغافل عنها ويستمر على حديثه واشتغاله بما كان فيه من غير التفات ولا غيره، ويظهر أنه لم يسمع. (النووي)
-وفيه حسن الأدب والمعاشرة .(النووي)
-وفيه النهي عن الضحك من الضرطة يسمعها من غيره، بل ينبغي أن يتغافل عنها ويستمر على حديثه واشتغاله بما كان فيه من غير التفات ولا غيره، ويظهر أنه لم يسمع. (النووي)
-وفيه حسن الأدب والمعاشرة .(النووي)
سُورَةُ اللَّيْلِ
٢٩٦٢. (خ م) (٨٢٤) عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ: قَدِمنا الشّامَ، فَأَتانا أبُو الدَّرْداءِ فَقالَ: أفِيكُم أحَدٌ يَقرَأُ عَلى قِراءَةِ عَبْدِ اللهِ؟ فَقُلتُ: نَعَم، أنا، قالَ: فَكَيفَ سَمِعتَ عَبدَ اللهِ يَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿واللَّيْلِ إذا يَغْشى﴾ [الليل: ١]؟ قالَ: سَمِعتُهُ يَقرَأُ: «واللَّيل إذا يَغشى، والذَّكَرِ والأنثى»، قالَ: وأَنا واللهِ هَكَذا سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقرَؤُها، ولَكِن هَؤُلاءِ يُرِيدُونَ أن أقرَأَ: وما خَلَقَ، فَلا أُتابِعُهُم.
وفي رواية (م): قالَ: فَضَحِكَ، ثُمَّ قالَ: هَكَذا سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ ...
وفي رواية (م): فَجاءَ رَجُلٌ فَعَرَفتُ فِيهِ تَحَوُّشَ القَومِ وهَيئَتَهُمْ، قالَ: فَجَلَسَ إلى جَنبِي ....
وفي رواية (خ): عَن إبراهِيمَ، قالَ: قَدِمَ أصحابُ عَبد اللهِ عَلى أبِي الدَّرْداءِ، فَطَلَبَهُمْ فَوَجَدَهُم، فَقالَ: أيُّكُم يَقرَأُ عَلى قِراءَةِ عَبْدِ اللهِ؟ قالَ: كُلُّنا. قالَ: فَأَيُّكُم أحفَظُ؟ فَأَشارُوا إلى عَلقَمَةَ ...
وفي رواية: ذَهَبَ عَلقَمَةُ إلى الشّامِ، فَأَتى المَسْجِدَ فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ ارزُقنِي جَلِيسًا، فَقَعَدَ إلى أبِي الدَّرْداءِ، فَقالَ: مِمَّن أنتَ؟ قالَ: مِن أهلِ الكُوفَةِ. قالَ: ألَيسَ فِيكُم صاحِبُ السِّرِّ الَّذِي كانَ لا يَعْلَمُهُ غَيرُهُ؟ يَعنِي حُذَيْفَةَ، ألَيسَ فِيكُم أوْ كانَ فِيكُم الَّذِي أجارَهُ اللهُ عَلى لِسانِ رَسُولِهِ ﷺ مِن الشَّيطانِ؟ يَعنِي عَمّارًا، أو لَيسَ فِيكُم صاحِبُ السِّواكِ والوِسادِ؟ يَعنِي ابنَ مَسْعُودٍ، كَيفَ كانَ عَبدُ اللهِ يقرَأُ ... وفِيها: فَقالَ: ما زالَ هَؤُلاءِ حَتّى كادُوا يُشَكِّكُوني، وقَد سَمِعتُها مِن رَسُولِ اللهِ ﷺ.
سُورَةُ الضُّحى
٢٩٦٣. (خ م) (١٧٩٧) عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيانَ قالَ: اشتَكى رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَلَم يَقُم لَيلَتَينِ أو ثَلاثًا، فَجاءَتهُ امرَأَةٌ فَقالَت: يا مُحَمَّدُ؛ إنِّي لأَرجُو أن يَكُونَ شَيطانُكَ قَد تَرَكَكَ، لَم أرَهُ قَرِبَكَ مُنذُ لَيلَتَينِ أو ثَلاثٍ. قالَ: فَأَنزَلَ اللهُ ﷿: ﴿والضُّحى (١) واللَّيْلِ إذا سَجى (٢) ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى﴾.
وفي رواية (م): أبطَأَ جَبرِيلُ عَلى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقالَ المُشرِكُونَ: قَد وُدِّعَ مُحمدٌ، فَأَنزَلَ اللهُ ﷿ ...
سُورَةُ إنّا أعْطَيْناكَ الكَوْثَرَ
٢٩٦٤. (خ) (٤٩٦٥) عَنْ أبِي عُبَيْدَةَ؛ عَن عائِشَةَ ﵂ قالَ: سَأَلتُها عَن قَولِهِ تَعالى: ﴿إنّا أعْطَيْناكَ الكَوْثَرَ﴾ [الكوثر: ١]، قالَت: نَهَرٌ أُعطِيَهُ نَبِيُّكُم ﷺ شاطِئاهُ عَلَيهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ.
٢٩٦٥. (خ) (٤٩٦٦) عَنْ أبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄ أنَّهُ قالَ فِي الكَوثَرِ: هُوَ الخَيرُ الَّذِي أعطاهُ اللهُ إيّاهُ. قالَ أبُو بِشرٍ قلت لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ: فَإنَّ النّاسَ يَزعُمُونَ أنَّهُ نَهَرٌ فِي الجَنَّةِ، فَقالَ سَعِيدٌ: النَّهَرُ الَّذِي فِي الجَنَّةِ مِن الخَيرِ الَّذِي أعطاهُ اللهُ إيّاهُ.
٢٩٦٦. (خ) (٦٥٨١) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ؛ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «بَينَما أنا أسِيرُ فِي الجَنَّةِ، إذا أنا بِنَهَرٍ حافَتاه قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلتُ: ما هَذا يا جِبرِيلُ؟ قالَ: هَذا الكَوثَرُ الَّذِي أعطاكَ رَبُّكَ فَإذا طِينُهُ أو طِيبُهُ مِسكٌ أذفَرُ».
سُورَةُ النَّصْرِ
٢٩٦٧. (م) (٣٠٢٤) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ قالَ: قالَ لِي ابنُ عَبّاسٍ: تَعلَمُ آخِرَ سُورَةٍ نَزَلَت مِنَ القُرآنِ نَزَلَت جَمِيعًا؟ قُلتُ: نَعَم؛ ﴿إذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفَتْحُ﴾ [النصر: ١]، قالَ: صَدَقتَ. وفي رواية: تعلمُ أيُّ سُورَةٍ، لَم يَقُل: آخِرَ.
٢٩٦٨. (خ) (٤٩٧٠) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄ قالَ: كانَ عُمَرُ يُدخِلُنِي مَعَ أشياخِ بَدرٍ، فَكَأَنَّ بَعضَهُم وجَدَ فِي نَفسِهِ، فَقالَ: لِمَ تُدخِلُ هَذا مَعَنا، ولَنا أبناءٌ مِثلُهُ؟ فَقالَ عُمَرُ: إنَّهُ مَن حَيثُ عَلِمتُم. فَدَعا ذاتَ يَومٍ فَأَدخَلَهُ مَعَهُم، فَما رُئِيتُ أنَّهُ دَعانِي يَومَئِذٍ إلا لِيُرِيَهُم، قالَ: ما تَقُولُونَ فِي قَولِ اللهِ تَعالى: ﴿إذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفَتْحُ﴾؟ فَقالَ بَعضُهُم: أُمِرنا نَحمَدُ اللهَ ونَستَغفِرُهُ إذا نُصِرنا وفُتِحَ عَلَينا. وسَكَتَ بَعضُهُم فَلَم يَقُل شَيئًا، فَقالَ لِي: أكَذاكَ تَقُولُ يا ابنَ عَبّاسٍ؟ فَقلت: لا، قالَ: فَما تَقُولُ؟ قلت: هُوَ أجَلُ رَسُولِ اللهِ ﷺ أعلَمَهُ لَهُ. قالَ: ﴿إذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفَتْحُ﴾. وذَلكَ عَلامَةُ أجَلِكَ، ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كانَ تَوّابًا﴾. فَقالَ عُمَرُ: ما أعلَمُ مِنها إلا ما تَقُولُ.
-فيه فضيلة ظاهرة لابن عباس وتأثير لإجابة دعوة النبي ﷺ أن يعلمه الله التأويل ويفقهه في الدين، كما تقدم في كتاب العلم.
-وفيه جواز تحديث المرء عن نفسه بمثل هذا لإظهار نعمة الله عليه، وإعلام من لا يعرف قدره لينزله منزلته، وغير ذلك من المقاصد الصالحة، لا للمفاخرة والمباهاة.
-وفيه جواز تأويل القرآن بما يفهم من الإشارات، وإنما يتمكن من ذلك من رسخت قدمه في العلم، ولهذا قال علي رضي الله تعالى عنه: " أو فهما يؤتيه الله رجلا في القرآن". (ابن حجر)
-وفيه جواز تحديث المرء عن نفسه بمثل هذا لإظهار نعمة الله عليه، وإعلام من لا يعرف قدره لينزله منزلته، وغير ذلك من المقاصد الصالحة، لا للمفاخرة والمباهاة.
-وفيه جواز تأويل القرآن بما يفهم من الإشارات، وإنما يتمكن من ذلك من رسخت قدمه في العلم، ولهذا قال علي رضي الله تعالى عنه: " أو فهما يؤتيه الله رجلا في القرآن". (ابن حجر)
سُورَةُ قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ
٢٩٦٩. (خ) (٤٩٧٤) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁؛ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «قالَ اللهُ: كَذَّبَنِي ابنُ آدَمَ ولَم يَكُن لَهُ ذَلكَ، وشَتَمَنِي ولَم يَكُن لَهُ ذَلكَ؛ فَأَمّا تَكذِيبُهُ إيّايَ فَقَولُهُ: لَن يُعِيدَنِي كَما بَدَأَنِي. ولَيسَ أوَّلُ الخَلقِ بِأَهوَنَ عَلَيَّ مِن إعادَتِهِ، وأَمّا شَتمُهُ إيّايَ فَقَولُهُ: اتَّخَذَ اللهُ ولَدًا. وأَنا الأحَدُ الصَّمَدُ، لَم ألِد ولَم أُولَد، ولَم يَكُن لِي كُفُؤًا أحَدٌ».
سُورَةُ قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ
٢٩٧٠. (خ) (٤٩٧٦) عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قالَ: سَأَلتُ أُبَيَّ بنَ كَعبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَينِ، فَقالَ: سَأَلتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقالَ: «قِيلَ لِي فَقلت». فَنَحنُ نَقُولُ كَما قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ.