باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ﴾ [الحشر: 10].
948 - وعن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رجلًا قَالَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم: إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ». متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- جواز الصدقة عن الميت، فتنوي إذا أردت أن تتصدق أن هذه عن أمك، عن أبيك، عن أخيك، عن أختك، عن أي إنسان مسلم ميت، تصدق عنه، فإن ذلك ينفعه.
قال ابن باز ﵀:
- أجمع أهل العلم على أن الصدقة تلحق الميت وتنفعه، وهكذا الدعاء قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ﴾ [الحشر: 10] يعني: من بعد الصحابة ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لنا ولإخْوانْنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإِيمانْ﴾ [الحشر: 10] فأثنى عليهم بالدعاء لإخوانهم السابقين، فالمؤمن يدعو لإخوانه السابقين بالمغفرة والرحمة، يدعو لوالديه وأحبابه وإخوانه في الله، فالدعاء للميت أمر مطلوب ونافع ومفيد، الميت المسلم، وهكذا قوله ﷺ من شيع الميت إذا فرغ قال: (استغفروا لأخيكم وسلوا له التّثبيت، فإنّه الآن يُسأل) في الحديث الصحيح: (من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك المُوكّل به: آمين ولك بمثل) فيستحب للمؤمن أن يكثر من الدعاء لوالديه المسلمين وذريته وأهل بيته.
- الميت يؤجر بصدقة الحي عنه إذا كان الميت مسلماً، وهكذا الحج والعمرة عن الميت وعن الهرم تنفعه، وسئل النبي ﷺ عن ذلك، سأل رجال ونساء عن الحج عن الميت والعمرة فأمرهم بالحج، فجاءت امرأة فقالت: أنّ أبي أدركه الحجّ وهو شيخ كبيرٌ لا يثبت على راحلته أفأحج عنه؟ قال: (نعم). وجاءه رجل رشيد: (إنّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يستطيعُ الحجّ ولا العمرة ولا الظعن). قال: (احججُ عن أبيك واعتمر). فالاستثناء للضعيف مثل الميت يحج عنه ويعتمر عنه، هكذا قضاء الديون تنفع الميت إذا قضيت عنه تنفعه، فالمشروع للمؤمن أن يهتم بوالديه وأولاده وإخوته بالدعاء لهم والترحم عليه، وإذا تيسر له الصدقة خير إلى خير، والحج والعمرة كله خير وأيسرها الدعاء، میسر بحمد الله بدون كلفة من أقاربه وغيره من المسلمين، والدعاء لولاة الأمور بالتوفيق والهداية، وصلاح البطانة والإعانة على كل خير من أهم الدعوات، الدعاء لولاة الأمور من الأمراء والوزراء وكل من يتولى أمر المسلمين الدعاء لهم بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل والتوفيق لإصابة الحق، كل هذا من الدعاء المطلوب.
وفق الله الجميع.
- جواز الصدقة عن الميت، فتنوي إذا أردت أن تتصدق أن هذه عن أمك، عن أبيك، عن أخيك، عن أختك، عن أي إنسان مسلم ميت، تصدق عنه، فإن ذلك ينفعه.
قال ابن باز ﵀:
- أجمع أهل العلم على أن الصدقة تلحق الميت وتنفعه، وهكذا الدعاء قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ﴾ [الحشر: 10] يعني: من بعد الصحابة ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لنا ولإخْوانْنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإِيمانْ﴾ [الحشر: 10] فأثنى عليهم بالدعاء لإخوانهم السابقين، فالمؤمن يدعو لإخوانه السابقين بالمغفرة والرحمة، يدعو لوالديه وأحبابه وإخوانه في الله، فالدعاء للميت أمر مطلوب ونافع ومفيد، الميت المسلم، وهكذا قوله ﷺ من شيع الميت إذا فرغ قال: (استغفروا لأخيكم وسلوا له التّثبيت، فإنّه الآن يُسأل) في الحديث الصحيح: (من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك المُوكّل به: آمين ولك بمثل) فيستحب للمؤمن أن يكثر من الدعاء لوالديه المسلمين وذريته وأهل بيته.
- الميت يؤجر بصدقة الحي عنه إذا كان الميت مسلماً، وهكذا الحج والعمرة عن الميت وعن الهرم تنفعه، وسئل النبي ﷺ عن ذلك، سأل رجال ونساء عن الحج عن الميت والعمرة فأمرهم بالحج، فجاءت امرأة فقالت: أنّ أبي أدركه الحجّ وهو شيخ كبيرٌ لا يثبت على راحلته أفأحج عنه؟ قال: (نعم). وجاءه رجل رشيد: (إنّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يستطيعُ الحجّ ولا العمرة ولا الظعن). قال: (احججُ عن أبيك واعتمر). فالاستثناء للضعيف مثل الميت يحج عنه ويعتمر عنه، هكذا قضاء الديون تنفع الميت إذا قضيت عنه تنفعه، فالمشروع للمؤمن أن يهتم بوالديه وأولاده وإخوته بالدعاء لهم والترحم عليه، وإذا تيسر له الصدقة خير إلى خير، والحج والعمرة كله خير وأيسرها الدعاء، میسر بحمد الله بدون كلفة من أقاربه وغيره من المسلمين، والدعاء لولاة الأمور بالتوفيق والهداية، وصلاح البطانة والإعانة على كل خير من أهم الدعوات، الدعاء لولاة الأمور من الأمراء والوزراء وكل من يتولى أمر المسلمين الدعاء لهم بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل والتوفيق لإصابة الحق، كل هذا من الدعاء المطلوب.
وفق الله الجميع.
949 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقةٍ جَاريَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رواه مسلم.
قال ابن عثيمين ﵀:
- الدعاء للميت، ففي حديث أبي هريرة ﵁ إذا مات الإنسان انقطع عمله؛ لأن دار العمل هي دار الدنيا، فإذا مات انتهى، فليس هناك عمل بعد الموت (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية) يعني هو نفسه يضع مثلا وقفا، عقارا، أي شيء يقول للفقراء: هذه صدقة جارية، (أو علم ينتفع به)؛ يعني: من بعده، يعلم الناس العلم فينتفعون بعلمه، أو ولد صالح يدعو له؛ لأن غير الصالح لا يدعو لأبويه، ولا يبرهما، لكن الولد الصالح هو الذي يدعو لوالديه بعد موتها، ولهذا يتأكد علينا أن نحرص غاية الحرص على صلاح أولادنا؛ لأن صلاحهم صلاح لهم وخير لنا؛ حيث يدعون لنا بعد الموت وأفضل هذه الثلاثة العلم الذي ينتفع به. ومثال ذلك أن أبا هريرة ﵁ من أفقه الصحابة في عهد الرسول ﷺ يسقط أحيانا على الأرض من: شدة الجوع، ومع ذلك أكثر المسلمين الآن لا يقرؤون إلا روايته، فهو من أكثر الذين نقلوا لنا أحاديث رسول الله ﷺ، وهي صدقة جارية، ائتوني بأكبر غني كان يتصدق في عهد أبي هريرة ﵁، هل بقيت صدقاته الآن؟ الجواب: لا. والإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله، مثلا كل منها يدرسنا، وهو في قبره؛ لأن كتبه بين أيدينا، لو نظرت إلى أكبر خليفة، وأكبر تاجر، في عهد ابن تيمية رحمه الله هل وصل خيرهم إلينا الآن اليوم؟! بالطبع لا. إذن العلم أنفع الثلاثة، أنفع من الصدقة، فالصدقة الجارية قد تتعثر؛ فكم من صدقة جارية تعطلت وتلفت، والعلم كذلك أنفع من الولد الصالح؛ فالولد الصالح قد يموت خلال عشرين سنة وثلاثين سنة، أربعين سنة، ثم يموت، لكن العلم النافع الذي ينتفع به المسلمون يبقى إلى ما شاء الله الإمام أحمد ﵀ مثلا، منذ كم وهو ميت، وشيخ الإسلام ابن تيمية ﵀، كم له ميت؟ وما زال الناس ينتفعون بعلمهما؟! فاحرص أخي المسلم على العلم، فإنه لا يعدله شيء كما قال الإمام أحمد ﵀: "لمن صحت نيته". فاحرص على العلم الشرعي وعلى مسندات العلم الشرعي ومساعداته؛ كالنحو وما أشبه ذلك، مما هو مساعد على العلم الشرعي حتى ينفعك الله وينفع بك، والله الموفق.
قال ابن باز ﵀:
- (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلّا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له) ذكر الولد وليس خاصاً بالولد دعاء إخوانه وأحبابه ووالـديـه وغـيـرهـم ينفع؛ لكن الولد بالأخص؟ لأن الولد بضعة من أبيه وأقرب الناس إليه وهو أولى الناس بأن يجتهد في الدعاء لأبيه والترحم عليه، وإلا فالدعاء من أبيه من أخيه من عمه وغيره من المسلمين ينفع كما تقدم، وهكذا الصدقة بالمال القليل والكثير ينفع والصدقة الجارية الأوقاف الجارية؛ كالمساجد والمدارس والكتب التي تطبع وتوزع وقفاً والمصاحف، وهكذا ما يصرف في وجوه البر هذه صدقة جارية، وهكذا الدعاء للحي كما ينفع الميت ينفع الحي أيضاً، الدعاء للأحياء والأموات جميعاً والصدقة للأحياء والأموات نافعة.
- الدعاء للميت، ففي حديث أبي هريرة ﵁ إذا مات الإنسان انقطع عمله؛ لأن دار العمل هي دار الدنيا، فإذا مات انتهى، فليس هناك عمل بعد الموت (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية) يعني هو نفسه يضع مثلا وقفا، عقارا، أي شيء يقول للفقراء: هذه صدقة جارية، (أو علم ينتفع به)؛ يعني: من بعده، يعلم الناس العلم فينتفعون بعلمه، أو ولد صالح يدعو له؛ لأن غير الصالح لا يدعو لأبويه، ولا يبرهما، لكن الولد الصالح هو الذي يدعو لوالديه بعد موتها، ولهذا يتأكد علينا أن نحرص غاية الحرص على صلاح أولادنا؛ لأن صلاحهم صلاح لهم وخير لنا؛ حيث يدعون لنا بعد الموت وأفضل هذه الثلاثة العلم الذي ينتفع به. ومثال ذلك أن أبا هريرة ﵁ من أفقه الصحابة في عهد الرسول ﷺ يسقط أحيانا على الأرض من: شدة الجوع، ومع ذلك أكثر المسلمين الآن لا يقرؤون إلا روايته، فهو من أكثر الذين نقلوا لنا أحاديث رسول الله ﷺ، وهي صدقة جارية، ائتوني بأكبر غني كان يتصدق في عهد أبي هريرة ﵁، هل بقيت صدقاته الآن؟ الجواب: لا. والإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله، مثلا كل منها يدرسنا، وهو في قبره؛ لأن كتبه بين أيدينا، لو نظرت إلى أكبر خليفة، وأكبر تاجر، في عهد ابن تيمية رحمه الله هل وصل خيرهم إلينا الآن اليوم؟! بالطبع لا. إذن العلم أنفع الثلاثة، أنفع من الصدقة، فالصدقة الجارية قد تتعثر؛ فكم من صدقة جارية تعطلت وتلفت، والعلم كذلك أنفع من الولد الصالح؛ فالولد الصالح قد يموت خلال عشرين سنة وثلاثين سنة، أربعين سنة، ثم يموت، لكن العلم النافع الذي ينتفع به المسلمون يبقى إلى ما شاء الله الإمام أحمد ﵀ مثلا، منذ كم وهو ميت، وشيخ الإسلام ابن تيمية ﵀، كم له ميت؟ وما زال الناس ينتفعون بعلمهما؟! فاحرص أخي المسلم على العلم، فإنه لا يعدله شيء كما قال الإمام أحمد ﵀: "لمن صحت نيته". فاحرص على العلم الشرعي وعلى مسندات العلم الشرعي ومساعداته؛ كالنحو وما أشبه ذلك، مما هو مساعد على العلم الشرعي حتى ينفعك الله وينفع بك، والله الموفق.
قال ابن باز ﵀:
- (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلّا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له) ذكر الولد وليس خاصاً بالولد دعاء إخوانه وأحبابه ووالـديـه وغـيـرهـم ينفع؛ لكن الولد بالأخص؟ لأن الولد بضعة من أبيه وأقرب الناس إليه وهو أولى الناس بأن يجتهد في الدعاء لأبيه والترحم عليه، وإلا فالدعاء من أبيه من أخيه من عمه وغيره من المسلمين ينفع كما تقدم، وهكذا الصدقة بالمال القليل والكثير ينفع والصدقة الجارية الأوقاف الجارية؛ كالمساجد والمدارس والكتب التي تطبع وتوزع وقفاً والمصاحف، وهكذا ما يصرف في وجوه البر هذه صدقة جارية، وهكذا الدعاء للحي كما ينفع الميت ينفع الحي أيضاً، الدعاء للأحياء والأموات جميعاً والصدقة للأحياء والأموات نافعة.
باب ثناء الناس عَلَى الميت
950 - عن أنسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: مَرُّوا بِجَنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم: «وَجَبَتْ» ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى، فَأثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم: «وَجَبَتْ»، فَقَالَ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه: مَا وَجَبَت؟ فَقَالَ: «هَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبتْ لَهُ الجَنَّةُ، وهَذَا أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّار، أنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ في الأَرضِ». متفقٌ عَلَيْهِ.
951 - وعن أَبي الأسْوَدِ، قَالَ: قَدِمْتُ المَدِينَةَ، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّاب - رضي الله عنه - فَمَرَّتْ بِهمْ جَنَازَةٌ، فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بَأُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا، فَقَالَ عُمرُ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ، فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا شَرًّا، فَقَالَ عُمر: وَجَبَتْ، قَالَ أَبُو الأسودِ: فقلتُ: وَمَا وَجَبَتْ يَا أمْيرَ المُؤمِنينَ؟ قَالَ: قُلْتُ كما قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم: «أيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أرْبَعَةٌ بِخَيرٍ، أدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ» فقُلْنَا: وَثَلاثَةٌ؟ قَالَ: «وَثَلاثَةٌ» فقلنا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ» ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَن الواحِدِ. رواه البخاري.
قال ابن عثيمين ﵀:
- في هذا دليلٌ على أن المسلمين إذا أثنوا على الميت خيراً دل ذلك على أنه من أهل الجنة؛ فوجبت له الجنة، وإذا أثنوا عليه شراً دل ذلك على أنه من أهل النار؛ فوجبت له النار، ولا فرق في هذا أن تكون الشهادة في عهد النبي ﷺ أو بعده؛ لأنّ حديث أبي الأسود مع عمر بن الخطاب كان بعد النبي ﷺ.
قال ابن باز ﵀:
- هذان الحديثان الشريفان الصحيحان فيهما الدلالة على أنّه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في البعد عن الشر والتخلق بالأخلاق التي شرعها الله حتى يشهد له إخوانه بخير، فإخوانه هم شهداء الله في الأرض، فينبغي للمؤمن أن يجتهد ويحرص على العمل الطيب والخلق الكريم الفاضل فيما بينه وبين الله وفيما بينه وبين العباد، وأن يحذر جميع الأخلاق الرديئة والصفات الذميمة فيما يتعلق بحق الله وفيما يتعلق بحق الخلق ، فإن في هذين الحديثين الصحيحين أن الرسول ﷺ مر عليه بجنازة فأثنى عليه الحاضرون خيراً فقال: (وجبت) ثم مرَّ بأُخرى فأثنى عليها الحاضرون شراً، فقال: (وجبت) وهكذا عمر عمل بهذه السنة لما مر عليه بجنائز فلما سئل النبي ﷺ عن ذلك قال: (أنتم شهداء الله في الأرض، هذا اثنيتم عليه خيراً، فوجبت له الجنّة، وهذا اثنيتم عليه شراً، فوجبت له النّار).
- الحث والتحريض على الاستقامة على طاعة الله وإظهار الخير والحذر من إظهار الشر، وأن الناس ليس لهم إلا الظاهر وهم شهداء الله في أرضه، فمن شهد له بالخير فهو عدل مرضي عند الله وعند الناس وعند أهل الإيمان في شهادته وفي أحكامه، ومن أثنى عليه شر فهو عند الله وعند الناس شر إذا أثنى عليه أهل الخير شراً فهم شهداء الله في الأرض.
- الدلالة على قبول التزكية من اثنين ومن ثلاثة ومن أكثر إذا كانوا عدولاً، وأن المزكى تقبل شهادته إذا أثنى عليه أهل الخير وأقلهم اثنان، وأنه تقبل شهادتهم في الشر إذا أثنى عليه أهل الخير شراً، فيكون معتبراً من أهل الشر لا تقبل شهادته ويعامل معاملة أهل الشر.
- في هذا دليلٌ على أن المسلمين إذا أثنوا على الميت خيراً دل ذلك على أنه من أهل الجنة؛ فوجبت له الجنة، وإذا أثنوا عليه شراً دل ذلك على أنه من أهل النار؛ فوجبت له النار، ولا فرق في هذا أن تكون الشهادة في عهد النبي ﷺ أو بعده؛ لأنّ حديث أبي الأسود مع عمر بن الخطاب كان بعد النبي ﷺ.
قال ابن باز ﵀:
- هذان الحديثان الشريفان الصحيحان فيهما الدلالة على أنّه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في البعد عن الشر والتخلق بالأخلاق التي شرعها الله حتى يشهد له إخوانه بخير، فإخوانه هم شهداء الله في الأرض، فينبغي للمؤمن أن يجتهد ويحرص على العمل الطيب والخلق الكريم الفاضل فيما بينه وبين الله وفيما بينه وبين العباد، وأن يحذر جميع الأخلاق الرديئة والصفات الذميمة فيما يتعلق بحق الله وفيما يتعلق بحق الخلق ، فإن في هذين الحديثين الصحيحين أن الرسول ﷺ مر عليه بجنازة فأثنى عليه الحاضرون خيراً فقال: (وجبت) ثم مرَّ بأُخرى فأثنى عليها الحاضرون شراً، فقال: (وجبت) وهكذا عمر عمل بهذه السنة لما مر عليه بجنائز فلما سئل النبي ﷺ عن ذلك قال: (أنتم شهداء الله في الأرض، هذا اثنيتم عليه خيراً، فوجبت له الجنّة، وهذا اثنيتم عليه شراً، فوجبت له النّار).
- الحث والتحريض على الاستقامة على طاعة الله وإظهار الخير والحذر من إظهار الشر، وأن الناس ليس لهم إلا الظاهر وهم شهداء الله في أرضه، فمن شهد له بالخير فهو عدل مرضي عند الله وعند الناس وعند أهل الإيمان في شهادته وفي أحكامه، ومن أثنى عليه شر فهو عند الله وعند الناس شر إذا أثنى عليه أهل الخير شراً فهم شهداء الله في الأرض.
- الدلالة على قبول التزكية من اثنين ومن ثلاثة ومن أكثر إذا كانوا عدولاً، وأن المزكى تقبل شهادته إذا أثنى عليه أهل الخير وأقلهم اثنان، وأنه تقبل شهادتهم في الشر إذا أثنى عليه أهل الخير شراً، فيكون معتبراً من أهل الشر لا تقبل شهادته ويعامل معاملة أهل الشر.
باب فضل من مات لَهُ أولاد صغار
952 - وعن أنسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلاَثَةٌ لَمْ يَبْلُغوا الحِنْثَ إِلاَّ أدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إيَّاهُمْ». متفقٌ عَلَيْهِ.
953 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ المُسْلِمينَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ فتَمسُّهُ النَّارُ إِلاَّ تَحِلَّةَ القَسَمِ». متفقٌ عَلَيْهِ.
وَ «تَحِلَّةُ القَسَمِ» قول الله تَعَالَى: ﴿وَإنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا﴾ وَالوُرُودُ: هُوَ العُبُورُ عَلَى الصِّرَاطِ، وَهُوَ جِسْرٌ مَنْصُوبٌ عَلَى ظَهْرِ جَهَنَّمَ، عَافَانَا اللهُ مِنْهَا.
قال ابن عثيمين ﵀:
- الإنسان إذا مات له أولاد صغار لم يبلغوا الحنث فإنهم يكونون له سترا من النار بفضل رحمته إياهم؛ لأن هؤلاء الأولاد الصغار هم محل الرحمة، فالأولاد إذا كبروا استقلوا بأنفسهم، ولم يكن عند والدهم من الرحمة لهم كالرحمة التي عنده للأولاد الصغار، فإذا كان له أولاد صغار وماتوا واحتسب الأجر من الله، وهم ثلاثة، فإنهم يكونون له سترا من النار، فلا تمسه النار إلا تحلة القسم.
قال ابن باز ﵀:
- بيان فضل من مات له أفراط واحتسب وصبر، وأن ذلك من أسباب دخوله الجنة سواء كان رجلاً أو امرأة، فإذا مات له ثلاثة أو أكثر أو اثنان قبل بلوغ الحنث ؛ يعني: قبل بلوغ الحلم فاحتسب وصبر، فإن هذا من أسباب دخوله الجنة وتحميه من النار، هذه من الأعمال والأسباب التي جعلها الله من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، الله جعل الطاعات والأعمال الصالحات أسباباً للجنة، وجعل المعاصي والمخالفات أسباباً للنار، فكل عمل صالح يفعله العبد يرجو به ما عند الله هو من أسباب دخول الجنة، وكل معصية يقترفها العبد من أسباب دخول النار والأعمال متفاوتة في الخير والشر، ومن ذلك موت الأطفال، فإذا مات للإنسان أطفال: اثنان فأكثر قبل الحنث؛ يعني: قبل البلوغ، واحتسب ذلك عند ربه وصبر، فإن هذا من أسباب دخوله الجنة من جملة الأسباب التي يجعلها الله من أسباب دخول الجنة، وهكذا المرأة، وهذا من فضله سبحانه وإحسانه جل وعلا.
- الإنسان إذا مات له أولاد صغار لم يبلغوا الحنث فإنهم يكونون له سترا من النار بفضل رحمته إياهم؛ لأن هؤلاء الأولاد الصغار هم محل الرحمة، فالأولاد إذا كبروا استقلوا بأنفسهم، ولم يكن عند والدهم من الرحمة لهم كالرحمة التي عنده للأولاد الصغار، فإذا كان له أولاد صغار وماتوا واحتسب الأجر من الله، وهم ثلاثة، فإنهم يكونون له سترا من النار، فلا تمسه النار إلا تحلة القسم.
قال ابن باز ﵀:
- بيان فضل من مات له أفراط واحتسب وصبر، وأن ذلك من أسباب دخوله الجنة سواء كان رجلاً أو امرأة، فإذا مات له ثلاثة أو أكثر أو اثنان قبل بلوغ الحنث ؛ يعني: قبل بلوغ الحلم فاحتسب وصبر، فإن هذا من أسباب دخوله الجنة وتحميه من النار، هذه من الأعمال والأسباب التي جعلها الله من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، الله جعل الطاعات والأعمال الصالحات أسباباً للجنة، وجعل المعاصي والمخالفات أسباباً للنار، فكل عمل صالح يفعله العبد يرجو به ما عند الله هو من أسباب دخول الجنة، وكل معصية يقترفها العبد من أسباب دخول النار والأعمال متفاوتة في الخير والشر، ومن ذلك موت الأطفال، فإذا مات للإنسان أطفال: اثنان فأكثر قبل الحنث؛ يعني: قبل البلوغ، واحتسب ذلك عند ربه وصبر، فإن هذا من أسباب دخوله الجنة من جملة الأسباب التي يجعلها الله من أسباب دخول الجنة، وهكذا المرأة، وهذا من فضله سبحانه وإحسانه جل وعلا.
954 - وعن أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءتِ امْرأةٌ إِلَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رسولَ الله، ذَهبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ، قَالَ: «اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا» فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأةٍ تُقَدِّمُ ثَلاَثَةً مِنَ الوَلَدِ إِلاَّ كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ» فقالتِ امْرَأةٌ: وَاثْنَينِ؟ فَقَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «وَاثْنَيْنِ». متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- هذا من فضل الله أنه إذا مات للإنسان اثنان من الولد ذكورا أو إناثا ثم صبر واحتسب كان ذلك له حجابا من النار.
قال ابن باز ﵀:
- ينبغي لأهل العلم أن يوجهوا النساء كما يوجهوا الرجال وأن يعلموهن، وإذا دعت الحاجة إلى أن يكون لهم يوم للتعليم والتوجيه فلا بأس، وإلا فمع الناس في الخطب وحلقات العلم يسمعون من وراء الرجال الخطبة يوم الجمعة، يوم العيد، حلقات العلم، المواعظ، وإذا دعت الحاجة إلى التخصيص خُص بموعظة وتذكير وتعليم؛ لهذا لما قيل: يا رسول الله، لما قال له بعض النساء: (ذهب الرّجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلّمنا ممّا علّمك الله)، فوعدهم يوماً وأتاهم وعلمهم مما علمه الله، ومن جملة ما قال لهن: (ما منكنّ من امرأةٍ تقدّم ثلاثةٌ من الولد إلّا كانوا لها حجاباً من النّار)، فقالت امرأةٌ: واثنين؟ فَقَالَ رسولُ الله ﷺ: (واثنين). فالمعنى: أنّ الحكم عام للرجال والنساء، أما من بلغ الحنث فهذا عمله له قد كلف، فمن صبر على المصيبة فله أجر الصبر، على الكبير من الأقارب، من أولاده، له أجر الصبر والاحتساب؛ ولكن من مات في الطفولة قبل البلوغ، فهذا من أسباب نجاة والده وسلامته من النار، وهذا مما يطمئن المؤمن ويصبره ويخفف عليه المصيبة، إذا عرف أن هذه المصيبة يترتب عليها هذا الخير العظيم.
- هذا من فضل الله أنه إذا مات للإنسان اثنان من الولد ذكورا أو إناثا ثم صبر واحتسب كان ذلك له حجابا من النار.
قال ابن باز ﵀:
- ينبغي لأهل العلم أن يوجهوا النساء كما يوجهوا الرجال وأن يعلموهن، وإذا دعت الحاجة إلى أن يكون لهم يوم للتعليم والتوجيه فلا بأس، وإلا فمع الناس في الخطب وحلقات العلم يسمعون من وراء الرجال الخطبة يوم الجمعة، يوم العيد، حلقات العلم، المواعظ، وإذا دعت الحاجة إلى التخصيص خُص بموعظة وتذكير وتعليم؛ لهذا لما قيل: يا رسول الله، لما قال له بعض النساء: (ذهب الرّجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلّمنا ممّا علّمك الله)، فوعدهم يوماً وأتاهم وعلمهم مما علمه الله، ومن جملة ما قال لهن: (ما منكنّ من امرأةٍ تقدّم ثلاثةٌ من الولد إلّا كانوا لها حجاباً من النّار)، فقالت امرأةٌ: واثنين؟ فَقَالَ رسولُ الله ﷺ: (واثنين). فالمعنى: أنّ الحكم عام للرجال والنساء، أما من بلغ الحنث فهذا عمله له قد كلف، فمن صبر على المصيبة فله أجر الصبر، على الكبير من الأقارب، من أولاده، له أجر الصبر والاحتساب؛ ولكن من مات في الطفولة قبل البلوغ، فهذا من أسباب نجاة والده وسلامته من النار، وهذا مما يطمئن المؤمن ويصبره ويخفف عليه المصيبة، إذا عرف أن هذه المصيبة يترتب عليها هذا الخير العظيم.
باب البكاء والحزن عِنْدَ المرور بقبور الظالمين ومصارعهم وإظهار الافتقار إِلَى الله تَعَالَى والتحذير من الغفلة عن ذلك
955 - عن ابن عمرَ رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لأصْحَابِهِ - يعْني لَمَّا وَصَلُوا الحِجْرَ- دِيَارَ ثَمُودَ -: «لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ المُعَذَّبِينَ إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَلاَ تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، لاَ يُصِيبُكُمْ مَا أصَابَهُمْ». متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي روايةٍ قَالَ: لَمَّا مَرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالحِجْرِ، قَالَ: «لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أصَابَهُمْ، إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ» ثُمَّ قَنَّع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رَأسَهُ وأسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أجَازَ الوَادِي.