سادسًا: ما ينهى عنه أو يكره من الدعاء
(م) (٢٦٧٠) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ» . قالَها ثَلاثًا.
(خ) (٧٢٩٣) عَنْ أنَسٍ ﵁ قالَ: كُنّا عِنْدَ عُمَرَ فَقالَ: نُهِينا عَنِ التَّكَلُّفِ.
(خ) (٦٣٣٧) عَنْ عِكْرِمَةَ، عَن ابْنِ عَبّاسٍ ﵄ قالَ: حَدِّث النّاسَ كُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإن أبَيتَ فَمَرَّتَينِ، فَإن أكثَرتَ فَثَلاثَ مِرارٍ، ولا تُمِلَّ النّاسَ هَذا القُرآنَ، ولا أُلفِيَنَّكَ تَأتِي القَومَ وهُم فِي حَدِيثٍ مِن حَدِيثِهِم، فَتَقُصُّ عَلَيهِم فَتَقطَعُ عَلَيهِم حَدِيثَهُم، فَتُمِلُّهُم، ولَكِن أنصِت، فَإذا أمَرُوكَ فَحَدِّثهُم وهُم يَشتَهُونَهُ، فانظُر السَّجعَ مِن الدُّعاءِ فاجتَنِبهُ، فَإنِّي عَهِدتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ وأَصحابَهُ لا يَفعَلُونَ إلا ذَلكَ. يَعنِي لا يَفعَلُونَ إلا ذَلكَ الاجتِنابَ.
-فيه من الفقه : أنه يكره الإفراط في الأعمال الصالحة خوف الملل عنها ، والانقطاع ، وكذلك كان النبي ﷺ يفعل ، كان يتخول أصحابه بالموعظة كراهية السآمة عليهم ، وقال : تكلفوا من العمل ماتطيقون فإن الله لايمل حتى تملوا ." العيني "
-وفيه أنه لا ينبغي أن لا يحدث بشيء من كان في حديث حتى يفرغ منه ." العيني "
-وفيه أنه لاينبغي نشر الحكمة والعلم ولا التحديث بهما من لايحرص على سماعها وتعلمهما، لأن في ذلك إذلال العلم ، وقد رفع الله قدره ." العيني "

(خ م) (٢٦٨٠) عَنْ أنَسٍ ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُم المَوتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإن كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَليَقُل: اللَّهُمَّ أحيِنِي ما كانَت الحَياةُ خَيرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَت الوَفاةُ خَيرًا لِي».
ولَهُما عَنهُ قالَ: لَولا أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: «لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوتَ»، لَتَمَنَّيتُهُ.
-فيه التصريح بكراهة تمنى الموت لضر نزل به من مرض ، أو فاقة، أو محنه من عدو، أو نحو ذلك من مشاق الدنيا، فاما إذا خاف ضررًا في دينه أو فتنه فيه فلا كراهة فيه ؛ لمفهوم هذا الحديث وغيره ، وقد فعل هذا الثاني خلائق من السلف عند خوف الفتنة في اديانهم ."النووي"
-وفيه أنه إن خاف ولم يصبر على حاله في بلواه بالمرض ونحوه فليقل: اللهم أحيني إن كانت الحياة خيرًا لي ..إلخ، والأفضل الصبر، والسكون للقضاء." النووي "

(خ م) (٢٦٨٢) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁، عَن رَسُولِ اللهِ ﷺ قالَ: «لا يَتَمَنَّ أحَدُكُم المَوتَ، (ولا يَدعُ بِهِ مِن قَبلِ أن يَأتِيَهُ، إنَّهُ إذا ماتَ أحَدُكُم انقَطَعَ عَمَلُهُ، وإنَّهُ لا يَزِيدُ المُؤمِنَ عُمرُهُ إلا خَيرًا) ». لَفظُ (خ): «إمّا مُحسِنًا فَلَعَلَّهُ أن يَزدادَ خَيرًا، وإمّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أن يَستَعتِبَ».
(خ م) (٢٦٨١) عَنْ قَيْسِ بْنِ أبِي حازِمٍ قالَ: دَخَلنا عَلى خَبّابٍ، وقَد اكتَوى سَبعَ كَيّاتٍ فِي بَطنِهِ، فَقالَ: لَو ما أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهانا أن نَدعُوَ بِالمَوتِ لَدَعَوتُ. زادَ (خ) عَنهُ: فَقالَ: إنَّ أصحابَنا الَّذِينَ سَلَفُوا مَضَوا ولَم تَنْقُصْهُمُ الدُّنيا، وإنّا أصَبنا ما لا نَجِدُ لَه مَوْضِعًا إلا التُّرابَ، ولَولا أنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهانا أن نَدعُوَ بِالمَوتِ لَدَعَوتُ بِهِ. ثُمَّ أتَيناهُ مَرَّةً أُخرى وهُو يَبنِي حائِطًا لَهُ، فَقالَ: إنَّ المُسلِمَ لَيُؤجَرُ فِي كُلِّ شَيءٍ يُنفِقُهُ إلا فِي شَيءٍ يَجعَلُهُ فِي هَذا التُّرابِ.
(م) (٢٦٨٨) عَنْ أنَسٍ ﵁؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ عادَ رَجُلًا مِنَ المُسلِمِينَ قَد خَفَتَ فَصارَ مِثلَ الفَرخِ، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هَل كُنتَ تَدعُو بِشَيءٍ أو تَسأَلُهُ إيّاهُ؟» قالَ: نَعَم، كُنتُ أقُولُ: اللَّهُمَّ ما كُنتَ مُعاقِبِي بِهِ فِي الآخِرَةِ فَعَجِّلهُ لِي فِي الدُّنيا. فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «سُبحانَ اللهِ؛ لا تُطِيقُهُ أو لا تَستَطِيعُهُ، أفَلا قُلتَ: اللَّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ». قالَ: فَدَعا اللهَ تَعالى لَهُ فَشَفاهُ. وفي رواية: «لا طاقَةَ لَكَ بِعَذابِ اللهِ».
-فيه جواز التسبيح عند العجب من الأمر." القاضي عياض"
-وفيه كراهة تمني البلاء وإن كان على وجه الذي فعله هذا ، فإنه قد لا يطيقه فيحمله شدة الضرر على التسخط والتندم والشكى من ربه." القاضي عياض"
-وفيه إجابة دعوة النبي ﷺ ." القاضي عياض"

(م) (٢٥٩٧) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: «لا يَنبَغِي لِصِدِّيقٍ أن يَكُونَ لَعّانًا».
- فيه الزجر عن اللعن وأن من تخلق به لايكون فيه هذه الصفات الجميلة لأن اللعنة في الدعاء يراد بها الإبعاد من رحمة الله تعالى وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضا وكالجسد الواحد ." النووي"

(م) (٢٥٩٨) عَنْ أبِي الدَّرْداءِ ﵁؛ سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ اللَّعّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَداءَ ولا شُفَعاءَ يَومَ القِيامَةِ».
وفي رواية: عَن زَيْدِ بْنِ أسلَمَ؛ أنَّ عَبدَ المَلِكِ بنَ مَروانَ بَعَثَ إلى أُمِّ الدَّرْداءِ بِأَنجادٍ مِن عِندِهِ، فَلَمّا أن كانَ ذاتَ لَيلَةٍ قامَ عَبدُ المَلِكِ مِنَ اللَّيلِ فَدَعا خادِمَهُ فَكَأَنَّهُ أبطَأَ عَلَيهِ فَلَعَنَهُ، فَلَمّا أصبَحَ قالَت لَهُ أُمُّ الدَّرْداءِ: سَمِعتُكَ اللَّيلَةَ لَعَنتَ خادِمَكَ حِينَ دَعَوتَهُ، فَقالَت: سَمِعتُ أبا الدَّرْداءِ يَقُولُ ... مثله.
-طهارة لسان المؤمن هدف إسلامي "فالمؤمن من سلم المسلمون من لسانه" واللعن نوع من الفحش أفرد بالذكر في بعض الأحاديث؛ لمزيد عناية به لكثرة جريانه على الألسنة وتساهل الناس فيه.
-قيل:لعن المؤمن كقتله؛ لأن القاتل يقطعه عن منافع الدنيا، وهذا يقطعه عن نعيم الآخرة ورحمة الله تعالى. وقيل معنى لعن المؤمن كقتله في الإثم.(النووي)

(م) (٢٥٩٩) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قالَ: قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ ادعُ عَلى المُشرِكِينَ. قالَ: «إنِّي لَم أُبعَث لَعّانًا، وإنَّما بُعِثتُ رَحمَةً».
قوله: "وإنما بعثت رحمة" أي إنما بعثت لأقرّب الناس إلى الله تعالى وإلى رحمته، وما بعثت لأبعدهم عنها، فاللعن مناف لحالي. ( الطيبي )

(م) (٢٥٩٥) عَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ ﵁ قالَ: بَينَما رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي بَعضِ أسفارِهِ وامرَأَةٌ مِنَ الأَنصارِ عَلى ناقَةٍ فَضَجِرَت فَلَعَنَتها، فَسَمِعَ ذَلكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقالَ: «خُذُوا ما عَلَيها ودَعُوها فَإنَّها مَلعُونَة». قالَ عِمرانُ: فَكَأَنِّي أراها الآنَ تَمشِي فِي النّاسِ ما يَعرِضُ لَها أحَدٌ. وفي رواية: فَكَأَنِّي أنظُرُ إلَيها ناقَةً ورقاء.
وروى عَن أبِي بَرزَةَ الأَسلَمِيِّ قالَ: فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لا تُصاحِبنا ناقَةٌ عَلَيها لَعنَةٌ».
معنى وقوع اللعنة عليها خروجها من البركة واليمن(ابن الجوزي)
-فلما دعت عليها باللعنة وكانت غير مكلفة ممن تدركها لعنة العقاب استعمل فيها معنى اللعنة اللغوية من الترك والإبعاد والخروج عن الملك؛ معاقبة لقائلها - والله أعلم.(القاضي عياض)
-لزيادة المبالغة والتحذير من اللعن نهى عن لعن الدواب مع أن لعنها لا يبعدها عن رحمة الله ولا يترتب عليه حقدها وتباغضها وتدابرها وكأنه من قبيل إياك أعني واسمعي يا جارة، نعم إنها خلقة الله وصنعته ولعن المصنوع إساءة للصنعة وإساءة للصانع وهذا وإن لم يقصد من اللاعن ينبغي البعد عنه(موسى لاشين)
-المراد النهي أن تصاحبهم تلك الناقة، وليس فيه نهي عن بيعها وذبحها وركوبها (الشيخ ابن عثيمين)

١ س1) عن أنس قال: كنا عند ...، فقال: نهينا عن التكلف:

٣/٠