سابعًا: ما جاء في الذكر والدعاء المقيد بزمان أو مكان أو عبادة أوحال
(م) (٢٦٩٢) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَن قالَ حِينَ يُصبِحُ وحِينَ يُمسِي: سُبحانَ اللهِ وبِحَمدِهِ مِائةَ مَرَّةٍ، لَم يَأتِ أحَدٌ يَومَ القِيامَةِ بِأَفضَلَ مِمّا جاءَ بِهِ، إلّا أحَدٌ قالَ مِثلَ ما قالَ أو زادَ عَلَيهِ».
(م) (٢٧٢٦) عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحارِثِ ﵂ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ؛ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ مِن عِندِها بُكرَةً حِينَ صَلّى الصُّبحَ وهِيَ فِي مَسْجِدِها، ثُمَّ رَجَعَ بَعدَ أن أضحى وهِيَ جالِسَةٌ، فَقالَ: «ما زِلتِ عَلى الحالِ الَّتِي فارَقتُكِ عَلَيها؟» قالَت: نَعَم، قالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَقَد قُلتُ بَعدَكِ أربَعَ كَلِماتٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ، لَو وُزِنَت بِما قُلتِ مُنذُ اليَومِ لَوَزَنَتهُنَّ: سُبحانَ اللهِ وبِحَمدِهِ، عَدَدَ خَلقِهِ، ورِضا نَفسِهِ، وزِنَةَ عَرشِهِ، ومِدادَ كَلِماتِهِ». وفي رواية: «سُبحانَ اللهِ عَدَدَ خَلقِهِ، سُبحانَ اللهِ رِضا نَفسِهِ، سُبحانَ اللهِ زِنَةَ عَرشِهِ، سُبحانَ اللهِ مِدادَ كَلِماتِهِ».
(م) (٢٧٢٣) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ﵁ قالَ: كانَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ إذا أمسى قالَ: «أمسَينا وأَمسى المُلكُ للهِ، والحَمدُ للهِ، لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، ربِّ أسأَلُكَ خَيرَ ما فِي هَذِهِ اللَّيلَةِ وخَيرَ ما بَعدَها، وأَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما فِي هَذِهِ اللَّيلَةِ وشَرِّ ما بَعدَها، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِن عَذابٍ فِي النّارِ وعَذابٍ فِي القَبرِ». وإذا أصبَحَ قالَ ذَلكَ أيضًا: «أصبَحنا وأَصبَحَ المُلكُ للهِ». وفي رواية نحوه وزاد: «... اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ وسُوءِ الكِبَرِ وفِتنَةِ الدُّنيا وعَذابِ القَبرِ».
(خ) (١٠٣٢) عَنْ عائِشَةَ ﵂؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ إذا رَأى المَطَرَ قالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نافِعًا».
(خ م) (١٩٦٦) عَنْ أنَسٍ ﵁ قالَ: ضَحّى رَسُولُ اللهِ ﷺ بِكَبشَينِ أملَحَينِ أقرَنَينِ، قالَ: ورَأَيتُهُ يَذبَحُهُما بِيَدِهِ، ورَأَيتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ عَلى صِفاحِهِما، قالَ: وسَمّى وكَبَّرَ.
(م) (١٩٦٧) عَنْ عائِشَةَ ﵂؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أمَرَ بِكَبشٍ أقرَنَ يَطَأُ فِي سَوادٍ، ويَبرُكُ فِي سَوادٍ، ويَنظُرُ فِي سَوادٍ، فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ، فَقالَ لها: «يا عائشة؛ هَلُمِّي المُديَةَ» (). ثُمَّ قالَ: «اشحَذِيها بِحَجَرٍ». فَفَعَلَت، ثُمَّ أخَذَها وأَخَذَ الكَبشَ فَأَضجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: «بِاسمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّل مِن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، ومِن أُمَّةِ مُحَمَّدٍ». ثُمَّ ضَحّى بِهِ.
(خ م) (٢٠٢٢) عَنْ عُمَرَ بْنِ أبِي سَلَمَةَ قالَ: كُنتُ فِي حَجرِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وكانَت يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحفَةِ، فَقالَ لِي: «يا غُلامُ؛ سَمِّ اللهَ، وكُل بِيَمِينِكَ، وكُل مِمّا يَلِيكَ». زادَ (خ): فَما زالَت تِلكَ طِعمَتِي بَعدُ.
(م) (٢٠١٧) عَنْ حُذَيْفَةَ ﵁ قالَ: كُنّا إذا حَضَرنا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ طَعامًا لَم نَضَع أيدِيَنا حَتّى يَبدَأَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَيَضَعَ يَدَهُ، وإنّا حَضَرنا مَعَهُ مَرَّةً طَعامًا فَجاءَت جارِيَةٌ كَأَنَّها تُدفَعُ()، فَذَهَبَت لِتَضَعَ يَدَها فِي الطَّعامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِيَدِها، ثُمَّ جاءَ أعرابِيٌّ كَأَنَّما يُدفَعُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إنَّ الشَّيطانَ يَستَحِلُّ() الطَّعامَ أن لا يُذكَرَ اسمُ اللهِ عَلَيهِ، وإنَّهُ جاءَ بِهَذِهِ الجارِيَةِ لِيَستَحِلَّ بِها فَأَخَذتُ بِيَدِها، فَجاءَ بِهَذا الأَعرابيِّ لِيَستَحِلَّ بِهِ فَأَخَذتُ بِيَدِهِ، والَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِها».
(م) (٢٠١٨) عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ﵄؛ أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إذا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيتَهُ فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وعِندَ طَعامِهِ قالَ الشَّيطانُ: لا مَبِيتَ لَكُم ولا عَشاءَ. وإذا دَخَلَ فَلَم يَذكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِه قالَ الشَّيطانُ: أدرَكتُمُ المَبِيتَ. وإذا لَم يَذكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعامِهِ قالَ: أدرَكتُمُ المَبِيتَ والعَشاءَ». وفي رواية: «وإن لَم يَذكُرِ اسمَ اللهِ عِنْدَ طَعامِهِ ...».
باب: ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى
(م) (٢٦٩٢) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَن قالَ حِينَ يُصبِحُ وحِينَ يُمسِي: سُبحانَ اللهِ وبِحَمدِهِ مِائةَ مَرَّةٍ، لَم يَأتِ أحَدٌ يَومَ القِيامَةِ بِأَفضَلَ مِمّا جاءَ بِهِ، إلّا أحَدٌ قالَ مِثلَ ما قالَ أو زادَ عَلَيهِ».
- قال القرطبي: يدل على أن ذكر الله تعالى أفضل الأعمال كلها.
(م) (٢٧٢٦) عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحارِثِ ﵂ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ؛ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ مِن عِندِها بُكرَةً حِينَ صَلّى الصُّبحَ وهِيَ فِي مَسْجِدِها، ثُمَّ رَجَعَ بَعدَ أن أضحى وهِيَ جالِسَةٌ، فَقالَ: «ما زِلتِ عَلى الحالِ الَّتِي فارَقتُكِ عَلَيها؟» قالَت: نَعَم، قالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَقَد قُلتُ بَعدَكِ أربَعَ كَلِماتٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ، لَو وُزِنَت بِما قُلتِ مُنذُ اليَومِ لَوَزَنَتهُنَّ: سُبحانَ اللهِ وبِحَمدِهِ، عَدَدَ خَلقِهِ، ورِضا نَفسِهِ، وزِنَةَ عَرشِهِ، ومِدادَ كَلِماتِهِ». وفي رواية: «سُبحانَ اللهِ عَدَدَ خَلقِهِ، سُبحانَ اللهِ رِضا نَفسِهِ، سُبحانَ اللهِ زِنَةَ عَرشِهِ، سُبحانَ اللهِ مِدادَ كَلِماتِهِ».
- قال القرطبي قوله: " لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن" دليل على أن الدعوات والأذكار الجوامع يحصل عليهن من الثواب، أضعاف ما يحصل على ما ليست كذلك. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يحب الدعوات الجوامع.
(م) (٢٧٢٣) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ﵁ قالَ: كانَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ إذا أمسى قالَ: «أمسَينا وأَمسى المُلكُ للهِ، والحَمدُ للهِ، لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، ربِّ أسأَلُكَ خَيرَ ما فِي هَذِهِ اللَّيلَةِ وخَيرَ ما بَعدَها، وأَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما فِي هَذِهِ اللَّيلَةِ وشَرِّ ما بَعدَها، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِن عَذابٍ فِي النّارِ وعَذابٍ فِي القَبرِ». وإذا أصبَحَ قالَ ذَلكَ أيضًا: «أصبَحنا وأَصبَحَ المُلكُ للهِ». وفي رواية نحوه وزاد: «... اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ وسُوءِ الكِبَرِ وفِتنَةِ الدُّنيا وعَذابِ القَبرِ».
- لأنه سبحانه إن أعاذ عبده من الكسل رزق الحماسة والنشاط والحيوية، وإن أعاذه من البخل وهبه العطاء والسخاء، وإن صانه من الجبن أعطاه الشجاعة والقوة، وإن أمنه من ضلع الدين فقد كفاه وأغناه، وإن كفاه غلبة الرجال فقد يسر له العزة وتقدير الذات. (د.خالد الدريس)
باب: الدعاء عند المطر
(خ) (١٠٣٢) عَنْ عائِشَةَ ﵂؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ إذا رَأى المَطَرَ قالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نافِعًا».
- لما كان المطر رحمة من الله تعالى على عباده، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى هذا الدعاء: (اللهم صيبا نافعا) بمعنى: اجعل يا رب هذا المطر، غزيرا نافعا، يصلح ولا يفسد، وينفع ولا يضر، يأتي خيره، ويصرف شره عن البلاد. (الصابوني)
باب: التسمية والتكبير عند الأضحية
(خ م) (١٩٦٦) عَنْ أنَسٍ ﵁ قالَ: ضَحّى رَسُولُ اللهِ ﷺ بِكَبشَينِ أملَحَينِ أقرَنَينِ، قالَ: ورَأَيتُهُ يَذبَحُهُما بِيَدِهِ، ورَأَيتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ عَلى صِفاحِهِما، قالَ: وسَمّى وكَبَّرَ.
-في هذا الحديث جواز تضحية الإنسان بعدد من الحيوان، واستحباب الأقران، وأجمع العلماء على جواز التضحية بالأجم الذي لم يخلق له قرنان. (النووي)
- قوله: (أملحين) فيه استحباب استحسان لون الأضحية، وقد أجمعوا عليه. (النووي)
- قوله: (ذبحهما بيده) فيه أنه يستحب أن يتولى الإنسان ذبح أضحيته بنفسه، ولا يوكل في ذبحهما إلا لعذر، وحينئذ يستحب أن يشهد ذبحها، وإن استناب فيها مسلما جاز بلا خلاف. (النووي)
-استحباب التكبير مع التسمية، فيقول: "باسم الله، والله أكبر". (محمد الإتيوبي)
-فيه استحباب إضجاع الغنم في الذبح، وأنها لا تذبح قائمة ولا باركة بل مضجعة؛ لأنه أرفق بها، وبهذا جاءت الأحاديث، وأجمع المسلمون عليه، واتفق العلماء، وعمل المسلمين على أن إضجاعها يكون على جانبها الأيسر، أنه أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين، وإمساك رأسها باليسار. (النووي)
- قوله: (أملحين) فيه استحباب استحسان لون الأضحية، وقد أجمعوا عليه. (النووي)
- قوله: (ذبحهما بيده) فيه أنه يستحب أن يتولى الإنسان ذبح أضحيته بنفسه، ولا يوكل في ذبحهما إلا لعذر، وحينئذ يستحب أن يشهد ذبحها، وإن استناب فيها مسلما جاز بلا خلاف. (النووي)
-استحباب التكبير مع التسمية، فيقول: "باسم الله، والله أكبر". (محمد الإتيوبي)
-فيه استحباب إضجاع الغنم في الذبح، وأنها لا تذبح قائمة ولا باركة بل مضجعة؛ لأنه أرفق بها، وبهذا جاءت الأحاديث، وأجمع المسلمون عليه، واتفق العلماء، وعمل المسلمين على أن إضجاعها يكون على جانبها الأيسر، أنه أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين، وإمساك رأسها باليسار. (النووي)
(م) (١٩٦٧) عَنْ عائِشَةَ ﵂؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أمَرَ بِكَبشٍ أقرَنَ يَطَأُ فِي سَوادٍ، ويَبرُكُ فِي سَوادٍ، ويَنظُرُ فِي سَوادٍ، فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ، فَقالَ لها: «يا عائشة؛ هَلُمِّي المُديَةَ» (). ثُمَّ قالَ: «اشحَذِيها بِحَجَرٍ». فَفَعَلَت، ثُمَّ أخَذَها وأَخَذَ الكَبشَ فَأَضجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: «بِاسمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّل مِن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، ومِن أُمَّةِ مُحَمَّدٍ». ثُمَّ ضَحّى بِهِ.
-فيه الأمر بإحسان القتلة والذبح وإحداد الشفرة. (النووي)
-وفيه استحباب إضجاع الغنم في الذبح، وأنها لا تذبح قائمة ولا باركة بل مضجعة لأنه أرفق بها وبهذا جاءت الأحاديث، وأجمع المسلمون عليه واتفق العلماء وعمل المسلمين على أن إضجاعها يكون على جانبها الأيسر؛ لأنه أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين وإمساك رأسها باليسار. (النووي)
-فيه دليل لاستحباب قول المضحي حال الذبح مع التسمية والتكبير: "اللهم تقبل مني". (النووي)
- فيه ما يدل: على أن المضحي ينبغي له أن يختار الأفضل نوعا، والأكمل خلقا، والأحسن شية.
-وفيه استحباب إضجاع الغنم في الذبح، وأنها لا تذبح قائمة ولا باركة بل مضجعة لأنه أرفق بها وبهذا جاءت الأحاديث، وأجمع المسلمون عليه واتفق العلماء وعمل المسلمين على أن إضجاعها يكون على جانبها الأيسر؛ لأنه أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين وإمساك رأسها باليسار. (النووي)
-فيه دليل لاستحباب قول المضحي حال الذبح مع التسمية والتكبير: "اللهم تقبل مني". (النووي)
- فيه ما يدل: على أن المضحي ينبغي له أن يختار الأفضل نوعا، والأكمل خلقا، والأحسن شية.
باب: الذكر والدعاء عند الطعام ولأهل الطعام
(خ م) (٢٠٢٢) عَنْ عُمَرَ بْنِ أبِي سَلَمَةَ قالَ: كُنتُ فِي حَجرِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وكانَت يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحفَةِ، فَقالَ لِي: «يا غُلامُ؛ سَمِّ اللهَ، وكُل بِيَمِينِكَ، وكُل مِمّا يَلِيكَ». زادَ (خ): فَما زالَت تِلكَ طِعمَتِي بَعدُ.
- قال القرطبي: (قوله: يا غلام! سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)، فيه تعليم الصبيان ما يحتاجون إليه من أمور الدين وآدابه. وهذه الأوامر كلها على الندب، لأنها من المحاسن المكملة، والمكارم المستحسنة.
- في قوله (وكل مما يليك) أي: لأن في أكله من غيره سوء عشرة وتقذر نفس وإظهاراً للحرص على كثرة الأكل. (ابن سندي)
- في قوله (كل مما يليك): سنة متفق عليها، وخلافها مكروه شديد الاستقباح، لكن إذا كان الطعام نوعا واحد. وسبب ذلك الاستقباح: أن كل آكل كالحائز لما يليه من الطعام، فآخذ الغير له تعدٍّ عليه مع ما في ذلك من تقزز النفوس ما خاضت فيه الأيدي والأصابع، ولما فيه من إظهار الحرص على الطعام، والنهم. ثم هو سوء أدب من غير فائدة إذا كان الطعام نوعا واحدا. وأما إذا اختلفت أنواع الطعام فقد أباح ذلك العلماء، إذ ليس فيه شيء من تلك الأمور المستقبحة. (القرطبي)
- فيه بيان ثلاث سنن من سنن الأكل، وهي التسمية، والأكل باليمين، والأكل مما يليه؛ لأن أكله من موضع يد صاحبه سوء عشرة وترك مروءة فقد يتقذره صاحبه لاسيما في الأمراق وشبهها، فان كان تمرا أو أجناسا فقد نقلوا إباحة اختلاف الأيدي في الطبق ونحوه. (النووي)
- في قوله (وكل مما يليك) أي: لأن في أكله من غيره سوء عشرة وتقذر نفس وإظهاراً للحرص على كثرة الأكل. (ابن سندي)
- في قوله (كل مما يليك): سنة متفق عليها، وخلافها مكروه شديد الاستقباح، لكن إذا كان الطعام نوعا واحد. وسبب ذلك الاستقباح: أن كل آكل كالحائز لما يليه من الطعام، فآخذ الغير له تعدٍّ عليه مع ما في ذلك من تقزز النفوس ما خاضت فيه الأيدي والأصابع، ولما فيه من إظهار الحرص على الطعام، والنهم. ثم هو سوء أدب من غير فائدة إذا كان الطعام نوعا واحدا. وأما إذا اختلفت أنواع الطعام فقد أباح ذلك العلماء، إذ ليس فيه شيء من تلك الأمور المستقبحة. (القرطبي)
- فيه بيان ثلاث سنن من سنن الأكل، وهي التسمية، والأكل باليمين، والأكل مما يليه؛ لأن أكله من موضع يد صاحبه سوء عشرة وترك مروءة فقد يتقذره صاحبه لاسيما في الأمراق وشبهها، فان كان تمرا أو أجناسا فقد نقلوا إباحة اختلاف الأيدي في الطبق ونحوه. (النووي)
(م) (٢٠١٧) عَنْ حُذَيْفَةَ ﵁ قالَ: كُنّا إذا حَضَرنا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ طَعامًا لَم نَضَع أيدِيَنا حَتّى يَبدَأَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَيَضَعَ يَدَهُ، وإنّا حَضَرنا مَعَهُ مَرَّةً طَعامًا فَجاءَت جارِيَةٌ كَأَنَّها تُدفَعُ()، فَذَهَبَت لِتَضَعَ يَدَها فِي الطَّعامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِيَدِها، ثُمَّ جاءَ أعرابِيٌّ كَأَنَّما يُدفَعُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إنَّ الشَّيطانَ يَستَحِلُّ() الطَّعامَ أن لا يُذكَرَ اسمُ اللهِ عَلَيهِ، وإنَّهُ جاءَ بِهَذِهِ الجارِيَةِ لِيَستَحِلَّ بِها فَأَخَذتُ بِيَدِها، فَجاءَ بِهَذا الأَعرابيِّ لِيَستَحِلَّ بِهِ فَأَخَذتُ بِيَدِهِ، والَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِها».
- قال القرطبي: هذا تأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك ينبغي أن يتأدب مع الفضلاء، والعظماء، والعلماء، فلا يبدأ بطعام، ولا شراب، ولا أمر من الأمور التي يشاركون فيها قبلهم.
- (كأنها تدفع) وكذلك فعل الأعرابي. وكل ذلك إزعاج من الشيطان لهما، ليسبقا إلى الطعام قبل النبي صلى الله عليه وسلم وقبل التسمية، فيصل إلى غرضه من الطعام، ولما اطلع صلى الله عليه وسلم على ذلك أخذ بيديهما ويدي الشيطان منعا لهم من ذلك.
- فيه ما يدل على مشروعية التسمية عند الطعام والشراب، وعلى بركتها، وعلى أن للشيطان يدا، وأنه يصيب من الطعام إذا لم يذكر الله تعالى عليه.
- في الحديث تجنب الأفعال التي تشبه أفعال الشياطين.
- التسمية مشروعة عند ابتداء الطعام، كما شرع الحمد آخره، واستحب بعضهم ذلك في كل لقمة يأكلها. (القاضي عياض).
-في قوله (إن الشيطان ليستحل الطعام) أي يتمكن من أكل ذلك الطعام، والمعنى أنه يتمكن من أكل الطعام إذا شرع فيه إنسان بغير ذكر الله تعالى، وأما إذا لم يشرع فيه أحد فلا يتمكن، وإن كان جماعة فذكر اسم الله بعضهم دون بعض لم يتمكن منه. (النووي)
- (كأنها تدفع) وكذلك فعل الأعرابي. وكل ذلك إزعاج من الشيطان لهما، ليسبقا إلى الطعام قبل النبي صلى الله عليه وسلم وقبل التسمية، فيصل إلى غرضه من الطعام، ولما اطلع صلى الله عليه وسلم على ذلك أخذ بيديهما ويدي الشيطان منعا لهم من ذلك.
- فيه ما يدل على مشروعية التسمية عند الطعام والشراب، وعلى بركتها، وعلى أن للشيطان يدا، وأنه يصيب من الطعام إذا لم يذكر الله تعالى عليه.
- في الحديث تجنب الأفعال التي تشبه أفعال الشياطين.
- التسمية مشروعة عند ابتداء الطعام، كما شرع الحمد آخره، واستحب بعضهم ذلك في كل لقمة يأكلها. (القاضي عياض).
-في قوله (إن الشيطان ليستحل الطعام) أي يتمكن من أكل ذلك الطعام، والمعنى أنه يتمكن من أكل الطعام إذا شرع فيه إنسان بغير ذكر الله تعالى، وأما إذا لم يشرع فيه أحد فلا يتمكن، وإن كان جماعة فذكر اسم الله بعضهم دون بعض لم يتمكن منه. (النووي)
(م) (٢٠١٨) عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ﵄؛ أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إذا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيتَهُ فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وعِندَ طَعامِهِ قالَ الشَّيطانُ: لا مَبِيتَ لَكُم ولا عَشاءَ. وإذا دَخَلَ فَلَم يَذكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِه قالَ الشَّيطانُ: أدرَكتُمُ المَبِيتَ. وإذا لَم يَذكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعامِهِ قالَ: أدرَكتُمُ المَبِيتَ والعَشاءَ». وفي رواية: «وإن لَم يَذكُرِ اسمَ اللهِ عِنْدَ طَعامِهِ ...».
- يدل على أن ذكر الله عند الدخول يمنع الشيطان من الدخول، فيمنعه من المبيت في البيت من باب أولى، ويمنعه من الاشتراك في الطعام في داخل البيت من باب أولى، وعدم التسمية عند الدخول، مع عدم التسمية عند الطعام تشرك الشيطان صاحب البيت في المبيت والطعام، وعدم التسمية عند الدخول مع التسمية عند الطعام تمكن الشيطان من المبيت ولا تمكنه من الطعام، فإذا قيل: ما فائدة التسمية عند الطعام لمن سمى عند الدخول؟ قلنا: إنها لمنع الشياطين الموجودين في البيت قبل الدخول، وإذا قيل: ما فائدة التسمية عند الدخول ما دام البيت قبله مشتملا على شياطين؟ قلنا: إنه من قبيل تضييق دائرة الفساد والإفساد. والله أعلم. (موسى لاشين)
- فيه استحباب ذكر الله تعالى عند دخول البيت وعند الطعام. (النووي)
- في قوله: (قال الشيطان لأصحابه لا مبيت لكم ولا عشاء)؛ لأن هذا البيت وهذا العشاء حمي بذكر الله عز وجل حماه الله تعالى من الشياطين. (ابن عثيمين)
- وفيه حث على أن الإنسان ينبغي له إذا دخل بيته أن يذكر اسم الله، والذكر الوارد في ذلك: "بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج" ثم يستاك؛ لأن النبي ﷺ إذا دخل بيته فأول ما يبدأ به السواك. (ابن عثيمين)
- فيه استحباب ذكر الله تعالى عند دخول البيت وعند الطعام. (النووي)
- في قوله: (قال الشيطان لأصحابه لا مبيت لكم ولا عشاء)؛ لأن هذا البيت وهذا العشاء حمي بذكر الله عز وجل حماه الله تعالى من الشياطين. (ابن عثيمين)
- وفيه حث على أن الإنسان ينبغي له إذا دخل بيته أن يذكر اسم الله، والذكر الوارد في ذلك: "بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج" ثم يستاك؛ لأن النبي ﷺ إذا دخل بيته فأول ما يبدأ به السواك. (ابن عثيمين)