خامسًا: من دعاء النبي ﷺ
(خ م) (٢٧١٧) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ أسلَمتُ، وبِكَ آمَنتُ، وعَلَيكَ تَوَكَّلتُ، وإلَيكَ أنَبتُ، وبِكَ خاصَمتُ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِعِزَّتِكَ لا إلَهَ إلا أنتَ (أن تُضِلَّنِي، أنتَ الحَيُّ) الَّذِي لا يَمُوتُ، والجِنُّ والإنسُ يَمُوتُونَ».
-التوكل يجمع أمرين: العمل الصالح ،وعمل القلب مع عمل الجوارح في طاعة الله ،وفيما أباح الله ."ابن باز"
-فيه إشارة إلى الفرق بين الإيمان والإسلام ."النووي"

(خ م) (٢٧١٩) عَنْ أبِي مُوسى الأَشعَرِيِّ ﵁، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ أنَّهُ كانَ يَدعُو بِهَذا الدُّعاءِ: «اللَّهُمَّ اغفِر لِي خَطِيئَتِي وجَهلِي، وإسرافِي فِي أمرِي، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغفِر لِي جِدِّي وهَزلِي، وخَطَئِي وعَمدِي، وكُلُّ ذَلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغفِر لِي ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنِّي، أنتَ المُقَدِّمُ وأَنتَ المُؤَخِّرُ، وأَنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ».
(م) (٢٧١٦) عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ قالَ: سَأَلتُ عائشةَ ﵂ عَمّا كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدعُو بِهِ اللهَ؟ قالَت: كانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما عَمِلتُ ومِن شَرِّ ما لَم أعمَل».
المراد من هذا الحديث تعليم الأمة الدعاء." النووي"

(م) (٢٧١٨) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ إذا كانَ فِي سَفَرٍ وأَسحَرَ يَقُولُ: «سَمَّعَ سامِعٌ، فهو خبر في معنى الأمر.} بِحَمدِ اللهِ وحُسنِ بَلائِهِ عَلَينا، رَبَّنا صاحِبنا وأَفضِل عَلَينا، عائِذًا بِاللهِ مِنَ النّارِ».
(م) (٢٧٢٠) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أصلِح لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصمَةُ أمرِي، وأَصلِح لِي دُنيايَ الَّتِي فِيها مَعاشِي، وأَصلِح لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيها مَعادِي، واجعَلِ الحَياةَ زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيرٍ، واجعَلِ المَوتَ راحَةً لِي مِن كُلِّ شَرٍّ».
(م) (٢٧٢١) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ﵁؛ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ كانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ الهُدى والتُّقى والعَفافَ والغِنى».
- الغنى هنا غنى النفس والاستغناء عن الناس وعما في أيديهم ."النووي"
-قدم الهدى لأنه شرط للتقوى ؛ فلا سبيل للتقوى بدون الهدى، يقول سبحانه: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [سورة الزمر:57].

(م) (٢٧٢٢) عَنْ زَيْدِ بْنِ أرْقَمَ ﵁ قالَ: لا أقُولُ لَكُم إلاَّ كَما كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقُولُ، كانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ العَجزِ والكَسَلِ والجُبنِ والبُخلِ والهَرَمِ وعَذابِ القَبرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفسِي تَقواها، وزَكِّها أنتَ خَيرُ مَن زَكّاها، أنتَ ولِيُّها ومَولاها، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ، ومِن قَلبٍ لا يَخشَعُ، ومِن نَفسٍ لا تَشبَعُ، ومِن دَعوَةٍ لا يُستَجابُ لَها».
- هذا الحديث وغيره من الأدعية المسجوعة‘ دليل لما قاله العلماء: أن السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف؛ لإنه يذهب الخشوع والخضوع والإخلاص ، ويلهي عن الضراعة والإفتقار وفراغ القلب. فأما ما يحصل بلا تكلف ، ولا إعمال فِكر لكمال الفصاحة ، ونحو ذلك ، أو كان محفوظا، فلا بأس به بل هو حسن ." النووي"

(م) (٢٧٢٥) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ ﵁ قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: «قُلِ: اللَّهُمَّ اهدِنِي وسَدِّدنِي، واذكُر بِالهُدى هِدايَتَكَ الطَّرِيقَ، والسَّدادِ سَدادَ السَّهمِ».
-أصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور، وأما الهدى هنا فهو الرشاد ."النووي"
-وفيه أن الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد علمه وتقويمه ولزومه السنة ."النووي"

(خ م) (٢٦٩٠) عَنْ قَتادَةَ؛ أنَّهُ سَأَلَ أنَسًا ﵁: أيُّ دَعوَةٍ كانَ يَدعُو بِها النَّبِيُّ ﷺ أكثَرَ؟ قالَ: كانَ أكثَرُ دَعوَةٍ يَدعُو بِها يَقُولُ: «اللَّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنا عَذابَ النّارِ». (قالَ: وكانَ أنَسٌ إذا أرادَ أن يَدعُوَ بِدَعوَةٍ دَعا بِها، فَإذا أرادَ أن يَدعُوَ بِدُعاءٍ دَعا بِها فِيهِ).
-وكان أكثر دعائه ، لجمعها معاني الدعاء كله ؛ من أمر الدنيا والآخرة ، والحسنة هنا : النعمة ، فسأله نعم الدنيا والأخرة والوقاية من عذاب النار." القاضي عياض"

(خ م) (١٧٤٢) عَنْ أبِي النَّضْرِ؛ عَن كِتابِ رَجُلٍ مِن أسلَمَ مِن أصحابِ النَّبِيِّ ﷺ يُقالُ لَهُ: عَبدُ اللهِ بنُ أبِي أوفى ﵁، فَكَتَبَ إلى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ حِينَ سارَ إلى الحَرُورِيَّةِ؛ يُخبِرُهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ فِي بَعضِ أيّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيها العَدُوَّ يَنتَظِرُ، حَتّى إذا مالَت الشَّمسُ قامَ فِيهِم فَقالَ: «يا أيُّها النّاسُ؛ لا تَتَمَنَّوا لِقاءَ العَدُوِّ، واسأَلُوا اللهَ العافِيَةَ، فَإذا لَقِيتُموهُم فاصبِرُوا، واعلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحتَ ظِلالِ السُّيُوفِ». ثُمَّ قامَ النَّبِيُّ ﷺ وقالَ: «اللَّهُمَّ مُنزِلَ الكِتابِ، ومُجرِيَ السَّحابِ، وهازِمَ الأحزابِ، اهزِمهُم وانصُرنا عَلَيهِم».
-فيه الحض على الصبر ، وتوطن النفس في هذا يكون الثبات ويرجى النصر." القاضي عياض"
-فيه استحباب الدعاء عند اللقاء والاستنصار, والله أعلم ." النووي"

(م) (١٨٢٨) عَنْ عائشة ﵂ عن النبي ﷺ قال: «اللَّهُمَّ مَن ولِيَ مِن أمرِ أُمَّتِي شَيئًا فَشَقَّ عَلَيهِم فاشقُق عَلَيهِ، ومَن ولِيَ مِن أمرِ أُمَّتِي شَيئًا فَرَفَقَ بِهِم فارفُق بِهِ».
- فيه الحض على الرفق والنهي عن المشقة ، وهو الذي أمر الله به نبيه ﷺ ووصفه به ."القاضي عياض"

(م) (٢٣٤٦) عَنْ عاصِمٍ الأَحْوَلِ؛ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرجِسَ ﵁ قالَ: رَأَيتُ النَّبِيَّ ﷺ، وأَكَلتُ مَعَهُ خُبزًا ولَحمًا أو قالَ ثَرِيدًا. قالَ: فَقُلتُ لَهُ: أستَغفَرَ لَكَ النَّبِيُّ ﷺ؟ قالَ: نَعَم، ولَكَ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات﴾ [محمد: ١٩]، قالَ: ثُمَّ دُرتُ خَلفَهُ، فَنَظَرتُ إلى خاتَمِ النُّبُوَّةِ بَينَ كَتِفَيهِ عِنْدَ ناغِضِ كَتِفِهِ اليُسرى جُمعًا عَلَيهِ خِيلانٌ كَأَمثالِ الثَّآلِيلِ.
- قوله : {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} أي: ادع لهم ولهن بغفر الخطايا أجمع، كما نوه به حذف المعمول أمره بالاستغفار للجميع، ومن المعلوم أنهم حينئذ غير حاضرين لأنهم يظهرون جيلاً فجيلاً. ( البكري )

١ س1) الصحابي الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "قل: اللهم اهدني وسددني، واذكر بالهدى هدايتك الطريق":

٣/٠