(م) (٤٨٥) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: افتَقَدتُ النَّبِيَّ ﷺ ذاتَ لَيلَةٍ، فَظَنَنتُ أنَّهُ ذَهَبَ إلى بَعضِ نِسائِهِ، فَتَحَسَّستُ ثُمَّ رَجَعتُ، فَإذا هُوَ راكِعٌ أو ساجِدٌ يَقُولُ: «سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ لا إلَهَ إلا أنتَ». فَقُلتُ: بِأبِي أنتَ وأُمِّي إنِّي لَفِي شَأنٍ وإنَّكَ لَفِي آخَرَ.
-سعة أخلاق النبيّ ﷺ حيث لم يُعاتب عائشة باتّهامها له ما لا يليق به. (الثجاج).
-وقولها: " بأبي أنت وأمي يا رسول الله" أي: بأبي أنت وأمي تُفدى من المكاره، وهو كلام يستعملونه في محل المَحبة والمبالغة في الإكرام والاحترام. (القرطبي).
- هدي النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامه بالقيام والصلاة لله في جوف الليل .
- حصول الغيرة بين الضرائر ، حتى عند الفضليات الصالحات وأمهات المؤمنين .

(م) (٤٨٦) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: فَقَدتُ النَّبِيَّ ﷺ لَيلَةً مِنَ الفِراشِ فالتَمَستُهُ، فَوَقَعَت يَدِي عَلى بَطنِ قَدَمَيهِ وهُوَ فِي المَسْجِدِ وهُما مَنصُوبَتانِ، وهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أعُوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعافاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بِكَ مِنكَ، لا أُحصِي ثَناءً عَلَيكَ، أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ».
-"أنت كما أثنيت على نفسك ": اعتراف بالعجز عن تفصيل الثناء، وأنه كما قال لا يحصيه، وكما أنه تعالى لا نهاية لسلطانه وعظمته ومجده وعزته وجليل أوصافه فكذلك لا نهاية للثناء عليه، إذ الثناء تابع للمثنى عليه، فكل ثناء أثنى عليه به وإن كثر وطال وبولغ فيه، فقدره تعالى أعظم، وسلطانه أعز، وأوصافه أكبر، وأكثر، وفضله وإحسانه أوسع، وأسبغ" (القاضي عياض).

(م) (٤٨٧) عَنْ عائِشَةَ ﵂؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوحِ».
-"سبوح: من البراءة من النقائص والشريك, وما لا يليق بالإلهية والتنزيه عن ذلك، وقدوس: من التطهير عما لا يليق به سبحانه. (القاضي عياض).
-"ورَبُّ الملائكة؛ أي: مالكهم وخالقهم ورازقهم؛ أي: مصلح أحوالهم... والرُّوح هنا: جبريل - عليه السلام -؛ كما قال: { نزل به الروح الأمين } [الشعراء: 193] عَلَى قَلبِكَ، وخَصَّه بالذكر وإن كان من الملائكة تشريفًا وتخصيصًا؛ كما قال تعالى:{ من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين } [البقرة: 98] فخصَّهما بالذكر تشريفًا لهما" (القرطبي).
- أن الصلاة عبادة توقيفية ، نصليها كما علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم .

(م) (٤٧٦) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أبِي أوفى ﵄ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إذا رَفَعَ ظَهرَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ، مِلءَ السَّماواتِ ومِلءَ الأَرضِ، ومِلءَ ما شِئتَ مِن شَيءٍ بَعدُ».
-فيه كله جواز الدعاء والذكر عند ذلك، ووجوب الاعتدال والطمأنينة. (القاضي عياض).
-يُسْتَحَبُّ لِكُلِّ مُصَلٍّ مِنَ إِمَامٍ وَمَأْمُومٍ وَمُنْفَرِدٍ أَنْ يَقُولَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ وَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا، فَيَكُونُ قَوْلُهُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فِي حَالِ ارْتِفَاعِهِ، وَقَوْلُهُ: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ فِي حال اعْتِدَالِهِ لِقَوْلِهِ ﷺ "صَلُّوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري. (النووي)
-(سمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ" قَالَ الْعُلَمَاءُ: مَعْنَى سَمِعَ هُنَا أَجَابَ، وَمَعْنَاهُ: أَنَّ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى مُتَعَرِّضًا لِثَوَابِهِ استجاب الله تعالى له وَأَعْطَاهُ مَا تَعَرَّضَ لَهُ؛ فَإِنَّا نَقُولُ رَبَّنَا لك الحمد لتحصيل ذلك" (النووي).
-(مِلْءَ السَّمَاوَاتِ) تَمْثِيلٌ وَتَقْرِيبٌ وَالْمُرَادُ تَكْثِيرُ الْعَدَدِ أَوْ تَعْظِيمُ الْقَدْرِ (السندي).

(م) (٤٧٧) عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ﵁ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قالَ: «رَبَّنا لَكَ الحَمدُ مِلءَ السَّماواتِ والأَرضِ، ومِلءَ ما شِئتَ مِن شَيءٍ بَعدُ، أهلَ الثَّناءِ والمَجدِ، أحَقُّ ما قالَ العَبدُ، وكُلُّنا لَكَ عَبدٌ، اللَّهُمَّ لا مانِعَ لِما أعطَيتَ، ولا مُعطِيَ لِما مَنَعتَ، ولا يَنفَعُ ذا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ».
-"ولا ينفع ذا الجد منك الجد": أي الحظ والسعدُ، إذا كان بالفتح، وقيل: الجد: الغنى، والجد -أيضًا- العظمة والسلطان، ومنه: { وأنه تعالى جد ربنا } [الجن: 3] ومن رواه بالكسر فالمراد الاجتهاد والحرص، وأكثر روايتنا فيه: بـالفتح. (القاضي عياض).
-"وقد يكون الاجتهاد ها هنا راجعًا إلى الحرص على الدنيا وغير ذلك، أو الاجتهاد من الوقوع في المكاره، وأنه لا ينفع منه إِلا ما قدره الله تعالى ولا يصل العبد إِلا لما أعطى ولا ينجو إِلا مما وقى, فهو المنجي المعطي والمانع، لا اجتهاد العبد وحرصه، وهذا أسعدُ بلفظ الحديث، وهو أهل في التسليم والتوكل والتفويض إلى الله. (القاضي عياض).
-"وَالصَّحِيحُ الْمَشْهُورُ الْجَدُّ بِالْفَتْحِ, وَهُوَ الْحَظُّ وَالْغِنَى وَالْعَظَمَةُ وَالسُّلْطَانُ, أَيْ: لَا يَنْفَعُ ذَا الْحَظِّ فِي الدُّنْيَا بِالْمَالِ وَالْوَلَدِ وَالْعَظَمَةِ وَالسُّلْطَانِ مِنْكَ حَظُّهُ، أَيْ: لَا يُنْجِيهُ حَظُّهُ مِنْكَ, وَإِنَّمَا يَنْفَعُهُ وَيُنْجِيهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى { المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا } [الكهف: 46] (النووي).
-"وَقَوْلُهُ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ": تَقْدِيرُهُ هُنَا: أَحَقُّ قَوْلِ الْعَبْدِ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ, فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقُولَهُ, وَفِي هَذَا الْكَلَامِ دَلِيلٌ ظَاهِرٌ عَلَى فَضِيلَةِ هَذَا اللَّفْظِ فَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ ﷺ الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى أَنَّ هَذَا أَحَقُّ مَا قَالَهُ الْعَبْدُ, فَيَنْبَغِي أَنْ يُحَافِظَ عَلَيْهِ لِأَنَّ كُلَّنَا عبد ولا نُهْمِلُهُ، وَإِنَّمَا كَانَ أَحَقَّ مَا قَالَهُ الْعَبْدُ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّفْوِيضِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالْإِذْعَانِ لَهُ وَالِاعْتِرَافِ بِوَحْدَانِيِّتِهِ وَالتَّصْرِيحِ بِأَنَّهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِهِ وَأَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ مِنْهُ، وَالْحَثَّ عَلَى الزَّهَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْإِقْبَالِ عَلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ" (النووي).

(خ م) (٤٠٢) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ﵁ قالَ: كُنّا نَقُولُ فِي الصَّلاةِ خَلفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ: السَّلامُ عَلى اللهِ، السَّلامُ عَلى فُلانٍ، فَقالَ لَنا رَسُولُ اللهِ ﷺ ذاتَ يَومٍ: «إنَّ اللهَ هُوَ السَّلامُ، فَإذا قَعَدَ أحَدُكُم فِي الصَّلاةِ فَليَقُل: التَّحِيّاتُ للهِ والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها النَّبِيُّ ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، السَّلام عَلَينا وعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحِينَ، فَإذا قالَها أصابَت كُلَّ عَبدٍ للهِ صالِحٍ فِي السَّماءِ والأَرضِ، أشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللهُ، وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِن المَسأَلَةِ ما شاءَ». وفي رواية (م): «ما شاءَ أو ما أحَبَّ». وفي رواية (خ): «أعجَبَهُ إلَيهِ».
-استحباب الدعاء في آخر الصلاة قبل السلام.
-أنه يجوز الدعاء بما شاء من أمور الآخرة والدنيا، مالم يكن إثما (النووي).
-علمهم أن يفردوه ﷺ بالذكر لشرفه ومزيد حقه عليهم، ثم علمهم أن يخصصوا أنفسهم أولا لأن الاهتمام بها أهم، ثم أمرهم بتعميم السلام على الصالحين إعلاما منه بأن الدعاء للمؤمنين ينبغي أن يكون شاملا لهم. (البيضاوي).
-استحباب البداءة بالنفس في الدعاء لقوله : " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين "(ابن حجر).
- يستدل به على أن الجمع المضاف ، والجمع المحلى بالألف واللام يعم ، لقوله أولا : " عبد الله الصالحين " ثم قال : " أصابت كل عبد لله صالح " .

(خ م) (٤٠٦) عَنِ ابْنِ أبِي لَيْلى قالَ: لَقِيَنِي كَعبُ بنُ عُجرَةَ ﵁ فَقالَ: ألا أُهدِي لَكَ هَدِيَّةً، خَرَجَ عَلَينا رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقُلنا: قَد عَرَفنا كَيفَ نُسَلِّمُ عَلَيكَ، فَكَيفَ نُصَلِّي عَلَيكَ؟ قالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيتَ عَلى آلِ إبراهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بارِك عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكتَ عَلى آلِ إبراهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ». وفي رواية (خ): فَقُلنا: يا رَسُولَ اللهِ، كَيفَ الصَّلاةُ عَلَيكُم أهلَ البَيتِ؟ فَإنَّ اللهَ قَد عَلَّمَنا كَيفَ نُسَلِّمُ ... وفِيها: «كَما صَلَّيتَ عَلىَ إبراهِيمَ وعَلى آلِ إبراهِيمَ ... كَما بارَكتَ عَلى إبراهِيمَ وعَلى آلِ إبراهِيمَ ...».
- أن من أُمر بشيء لا يفهم مراده يسأل عنه ليعلم ما يأتي به.
-معنى البركة هنا: الزيادة من الخير والكرامة، وقيل: هو بمعنى التطهير والتزكية، وقيل: الثبات على ذلك.
- بيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من العناية بالسؤال عن مهمات الدين ، ومعضلات المسائل الشرعية ، حتى يعملوا بمقتض ىما يجيبهم به النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يقدمون على العمل بأنفسهم .
- أن هذه الصيغة ، وما أشبهها مما صح عنه صلى الله عليه وسلم هي أفضل الصيغ في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، وأكملها ، لأنه لا يختار لنفسه إلا الأكمل والأشرف .
- فيه دليلا على عدم كراهة إفراد الصلاة عن السلام وكذا العكس ، لأنهم كانوا يسلمون عليه قبل أن يتعلموا صيغة الصلاة .
- فيه سعة فضل الله حيث يصلي على من صلى على نبينا عشرا .

(خ م) (٥٨٩) عَنْ عائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ؛ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ يَدعُو فِي الصَّلاةِ: «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ، وأَعُوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ المَسِيحِ الدَّجّالِ، وأَعُوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ المَحيا والمَماتِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِن المَأثَمِ والمَغرَمِ». قالَت: فَقالَ لَهُ قائِلٌ: ما أكثَرَ ما تَستَعِيذُ مِن المَغرَمِ() يا رَسُولَ اللهِ؟ فَقالَ: «إنَّ الرَّجُلَ إذا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، ووَعَدَ فَأَخلَفَ».
(خ م) (٥٨٨) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قالَ: قالَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ، وعَذابِ النّارِ، وفِتنَةِ المَحيا والمَماتِ()، وشَرِّ المَسِيحِ الدَّجّالِ».
وفي رواية (م): «إذا فَرَغَ أحَدُكُم مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ فَليَتَعَوَّذ بِاللهِ مِن أربَعٍ ...». لَفظُ (خ): «ومِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجّالِ». وفي رواية (م): «مِن شَرِّ فِتنَةِ المَسِيحِ الدَّجّالِ ..».
ورَوى (م) عَن ابْنِ عَبّاسٍ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ يُعَلِّمُهُم هَذا الدُّعاءَ كَما يُعَلِّمُهُم السُّورَةَ مِنَ القُرآنِ، يَقُولُ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ إنّا نَعُوذُ بِكَ ...» نَحوَهُ.
-التصريح باستحبابه في التشهد الأخير، والإشارة إلى أنه لا يستحب في الأول، وهكذا الحكم، لأن الأول مبني على التخفيف (النووي).
-فيه رد على من أنكر عذاب القبر (ابن حجر).
- فتنة المحيا: ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات، وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت، وفتنة الممات: يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت أضيفت إليه لقربها منه، ويجوز أن يراد بها فتنة القبر. (ابن حجر).
- وقد استشكل دعاؤه ﷺ بما ذكر مع أنه معصوم مغفور له ما تقدم وما تأخر، وأجيب بأجوبة: أنه قصد التعليم لأمته، أن المراد السؤال منه لأمته، فيكون المعنى هنا أعوذ بك لأمتي، سلوك طريق التواضع وإظهار العبودية وإلزام خوف الله وإعظامه والافتقار إليه وامتثال أمره في الرغبة إليه، ولا يمتنع تكرار الطلب مع تحقيق الإجابة؛ لأن ذلك يحصّل الحسنات ويرفع الدرجات، وفيه تحريض لأمته على ملازمة ذلك لأنه إذا كان مع تحقق المغفرة لا يترك التضرع فمن لم يتحقق ذلك أحرى بالملازمة (ابن حجر).
- نبّه في الحديث على الضرر اللاحق من الغرم .

(خ م) (٢٧٠٥) عَنْ أبِي بَكْرٍ ﵁؛ أنَّهُ قالَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ: عَلِّمنِي دُعاءً أدعُو بِهِ فِي صَلاتِي. قالَ: «قُل: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمتُ نَفسِي ظُلمًا كَثيرًا وفي رواية: كَبِيرًا، ولا يَغفِرُ الذُّنُوبَ إلا أنتَ، فاغفِر لِي مَغفِرَةً مِن عِندِكَ، وارحَمنِي إنَّكَ أنتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ». وفي رواية (م): فِي صَلاتِي، وفِي بِيتِي.
-استحباب طلب التعليم من العالم، خصوصا في الدعوات المطلوب فيها جوامع الكلم. (ابن حجر).
-"ظلمت نفسي": أي بملابسة ما يستوجب العقوبة أو ينقص الحظ، وفيه أن الإنسان لا يعري عن تقصير ولو كان صدّيقا. (ابن حجر).
-فيه إقرار بالوحدانية واستجلاب للمغفرة، فأثنى على المستغفرين وفي ضمن ثنائه عليهم بالاستغفار لوح بالأمر به، كما قيل: إن كل شيء أثنى الله على فاعله فهو آمر به، وكل شيء ذم فاعله فهو ناه عنه. (ابن حجر).
-"مغفرة من عندك "دل التنكير على أن المطلوب غفران عظيم لا يدرك كنهه، ووصفه بكونه من عنده سبحانه وتعالى مريدا لذلك العظم، لأن الذي يكون من عند الله لا يحيط به وصف (الطيبي).
-" مغفرة من عندك": قيل المراد: هَب لي المغفرة تفضلاً, وإن لم أكن لها أهلا بعملي. (ابن الجوزي).
- قال القرطبي : قول أبي بكر رضي الله عنه :" علمني دعاء أدعو به في صلاتي ": إنما خص الصلاة ، لأنها بالإجابة أجدر .
- فيه أن المرء ينظر في عبادته إلى الأرفع فيتسبب في تحصيله ، وفي تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر هذا الدعاء إشارة إلى إيثار أمر الآخرة على أمر الدنيا .
- فيه استحباب قراءة بعض الأدعية في آخر الصلاة ، وبخاصة ما ورد من الدعوات المأثورة ، عن سيد الأنبياء والمرسلين . ( الصابوني)

١ س1) قال رجل للرسول ﷺ: ما أكثر ما تستعيذ من ... يا رسول الله؟

٣/٠