باب: الذكر والدعاء عند الكسوف


(خ م) (٩٠١) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: خَسَفَت الشَّمسُ فِي عَهدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُصَلِّي فَأَطالَ القِيامَ جِدًّا، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَأَطالَ القِيامَ جِدًّا، وهُوَ دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ جِدًّا وهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قامَ فَأَطالَ القِيامَ وهُوَ دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ وهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقامَ فَأَطالَ القِيامَ وهُوَ دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ وهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انصَرَفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وقَد تَجَلَّت الشَّمسُ، فَخَطَبَ النّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وأَثنى عَلَيه، ثُمَّ قالَ: «إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ مِن آياتِ اللهِ، وإنَّهُما لا يَنخَسِفانِ لِمَوتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، فَإذا رَأَيتُمُوهُما فَكَبِّرُوا، وادعُوا اللهَ، وصَلُّوا، وتَصَدَّقُوا، يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ؛ إن مِن أحَدٍ أغيَرَ مِن اللهِ أن يَزنِيَ عَبدُهُ، أو تَزنِيَ أمَتُهُ، يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ؛ واللهِ لَو تَعلَمُونَ ما أعلَمُ لَبَكَيتُم كَثِيرًا ولَضَحِكتُم قَلِيلًا، (ألا هَل بَلَّغتُ؟) ».
ولَهُما عَن أبِي مُوسى ﵁ قالَ: خَسَفَت الشَّمسُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ فَقامَ فَزِعًا يَخشى أن تَكُونَ السّاعَةُ، وفيها: «فَإذا رَأَيتُم مِنها شَيئًا فافزَعُوا إلى ذِكرِهِ، ودُعائِهِ، واستِغفارِهِ».
ورَوى (م) عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَة، وفيه: فانتهيتُ إليهِ، وهو رافِعٌ يَدَيهِ يَدعُو ويُكبِّرُ ويَحمَدُ ويُهَلِّل، حتى جُلِّيَ عن الشمس.
-فيه إثبات صلاة الكسوف ." النووي "
-أن الخطبة لا تفوت بالانجلاء بخلاف الصلاة." النووي"
-وفيه دليل على أن الخطبة يكون أولها الحمدالله والثناء عليه ." النووي"
-وأن الصدقة والصلاة والاستغفار تكشف النقم وترفع العذاب " ابن الملقن
-وفيه: عظة الناس عند الآيات، وأمرهم بأعمال البر، ونهيهم عن المعاصي. ابن الملقن
-واستحباب الصلاة جماعة وتجوز فرادى وتشرع للمرأة والعبد والمسافر وسائر من تصح صلاته." النووي"
وفيه دليلٌ على أنّ أكثر ما يُهَدَّدنَ عليه في ذلك الوقت بالكُسُوفِ، كان ذلك من أجل الزِّنَا، وذَلك عظيمٌ. المُهَلَّبُ
شدة ما أعده الله من العذاب لأهل المعاصي، مما لا يعلمه الناس، ولو علموه لاشتد خوفهم وقلقهم فقد رجح ما يوجب الخوف على ما يوجب الرجاء، لما جبلت عليه النفوس من الميل والإخلاد إلى الشهوات، وهو مرض خطير، لابد أن يقابل بما يضاده من التحذير والتخويف "البسام"
أن الله سبحانه وتعالى يطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على علوم من الغيب، لا تحتمل الأمة علمها." البسام"

باب: الدعاء عند الاستسقاء


(خ م) (٨٩٤) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الأَنْصاريِّ ﵁ قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَومًا يَستَسقِي، فَجَعَلَ إلى النّاسِ ظَهرَهُ يَدعُو اللهَ، واستَقبَلَ القِبلَةَ، وحَوَّلَ رِداءَهُ، ثُمَّ صَلّى رَكْعَتَيْنِ. وفي رواية: إلى المُصَلّى فاستَسقى .. زادَ (خ): جَهَرَ فِيهِما بِالقِراءة. وزادَ عَن أبِي بَكرِ بْنِ مُحمدٍ قالَ: جَعَلَ اليَمِينَ عَلى الشِّمالِ.
(خ م) (١٢٥٤) عَنْ أبِي إسْحاقَ؛ أنَّ عَبدَ اللهِ بنَ يَزِيدَ ﵁ خَرَجَ يَستَسقِي بِالنّاسِ، فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ استَسقى. لَفظُ (خ): فاستَسقى، فَقامَ بِهِم عَلى رِجلَيهِ عَلى غَيرِ مِنبَرٍ، فاستَغفَرَ، ثُمَّ صَلّى رَكْعَتَيْنِ يَجهَرُ بِالقِراءَةِ، ولَم يُؤذِّن ولَم يُقِم.
(خ م) (٨٩٥) عَنْ أنَسٍ ﵁؛ أنَّ نَبِيَّ اللهِ ﷺ كانَ لا يَرفَعُ يَدَيهِ فِي شَيءٍ مِن دُعائِهِ إلا فِي الاستِسقاءِ، حَتّى يُرى بَياضُ إبطَيهِ. وفي رواية (م): استَسقى فَأشارَ بِظَهرِ كَفَّيهِ إلى السَّماءِ.
(خ م) (٨٩٧) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ؛ أنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ يَومَ جُمُعَةٍ مِن بابٍ كانَ نَحوَ دارِ القَضاءِ، ورسُولُ الله ﷺ قائِمٌ يَخطُبُ، فاستَقبَلَ رَسُولَ اللهِ ﷺ قائِمًا، ثُمَّ قالَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ هَلَكَت الأَموالُ، وانقَطَعَت السُّبُلُ، فادعُ اللهَ يُغِثنا. قالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدَيهِ ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ أغِثنا، اللَّهُم أغِثنا، اللَّهُمَّ أغِثنا». قالَ أنَسٌ: ولا واللهِ ما نَرى فِي السَّماءِ مِن سَحابٍ ولا قَزَعَةٍ، وما بَينَنا وبَينَ سَلعٍ مِن بَيتٍ ولا دارٍ، قالَ: فَطَلَعَت مِن ورائِهِ سَحابَةٌ مِثلُ التُّرسِ، فَلَمّا تَوَسَّطَت السَّماءَ انتَشَرَت ثُمَّ أمطَرَت، قالَ: فَلا واللهِ ما رَأَينا الشَّمسَ سَبتًا. قالَ: ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن ذَلكَ البابِ فِي الجُمُعَةِ المُقبِلَةِ، ورسُولُ الله ﷺ قائِمٌ يَخطُبُ، فاستَقبَلَهُ قائِمًا فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ هَلَكَت الأَموالُ، وانقَطَعَت السُّبُلُ، فادعُ اللهَ يُمسِكها عَنّا. قالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدَيهِ، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ حَولَنا ولا عَلَينا، اللَّهُمَّ عَلى الآكامِ والظِّرابِ وبُطُونِ الأودِيَةِ ومَنابِتِ الشَّجَر». فانقَلَعَت وخَرَجنا نَمشِي فِي الشَّمسِ. قالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ: أهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟ قالَ: لا أدرِي.
وفي رواية (خ): فَقالَ: غَرِقنا؛ فادعُ رَبَّكَ يَحبِسها عَنّا. فَضَحِكَ ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ حَوالَينا ولا عَلَينا» مَرَّتَينِ أو ثَلاثًا، فَجَعَلَ السَّحابُ يَتَصَدَّعُ عَنِ المَدِينَةِ يَمِينًا وشِمالًا، يُمطَرُ ما حَوالَينا ولا يُمطِرُ مِنها شَيءٌ، يُرِيهِم اللّهُ كَرامَةَ نَبِيِّهِ ﷺ وإجابَةَ دَعوَتِهِ.
وفي رواية (خ): قالَ: أتى رَجُلٌ أعْرابِيٌّ مِن أهْلِ البَدْوِ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ؛ هَلَكَتْ الماشِيَةُ، هَلَكَ العِيالُ، هَلَكَ النّاسُ. فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّه ﷺ يَدَيْهِ يَدْعُو ورَفَعَ النّاسُ أيْدِيَهُمْ مَعَهُ يَدْعُونَ قالَ فَما خَرَجْنا مِن المَسْجِدِ حَتّى مُطِرْنا ... وفِيها: فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ بَشِقَ المُسافِرُ، ومُنِعَ الطريقُ. وفي رواية (خ): فَدَعا الله يَستَسقِي، ولَم يَذكُر أنَّه حَوَّلَ رِداءَهُ، ولا استَقبَلَ القِبلَةَ.
(خ) (١٠١٠) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁؛ أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ ﵁ كانَ إذا قَحَطُوا استَسقى بِالعَبّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلبِ فَقالَ: اللَّهُمَّ إنّا كُنّا نَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِنَبِيِّنا فَتَسقِينا، وإنّا نَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِعَمِّ نَبِيِّنا فاسقِنا. قالَ: فَيُسقَونَ.
(خ) (١٠٠٨) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينارٍ قالَ: سَمِعتُ ابنَ عُمَرَ ﵄ يَتَمَثَّلُ بِشِعرِ أبِي طالِبٍ:
وأَبْيَضَ يُسْتَسْقى الغَمامُ بِوَجْهِهِ *** ثِمالُ اليَتامى عِصْمَةٌ لِلْأَرامِلِ
-إثبات صلاة الاستسقاء والرد على من أنكرها ." النووي"
-استحباب الخروج للاستسقاء إلى الصحراء لأنه أبلغ في الافتقار والتواضع ولأنها أوسع للناس ؛ لأنه يحضر الناس كلهم فلايسعهم الجامع." النووي"
- استحباب تحويل الرداء في أثنائها للاستسقاء، والتحويل شرع تفاؤلا بتغير الحال من القحط إلى نزول الغيث والخصب ومن ضيق الحال إلى سعته." النووي "
-أن صلاة الاستسقاء ركعتان، وأجمعوا أنه لايؤذن لها ولايقام لكن يستحب أن يقال: الصلاة جامعة." النووي"
مشروعية الخطبة قائماً وإباحة مكالمة الخطيب"البسام"
جواز طلب الدعاء ممَّن يظن فيهم الصلاح والتقى. "البسام"
أن فعل الأسباب لطلب الرزق، من الدعاء، والضرب في الأرض، لا ينافي التوكل على الله تعالى. "البسام"
- استحباب الدعاء بهذا الدعاء النبوي لطلب الغيث."البسام"

١ س1) عن أبي إسحاق؛ أن ... خرج يستسقي بالناس، فصلى ركعتين ثم استسقى.

٣/٠