(م) (٢٧١٣) عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أبِي صالِحٍ قالَ: كانَ أبُو صالِحٍ يَأمُرُنا إذا أرادَ أحَدُنا أن يَنامَ أن يَضطَجِعَ عَلى شِقِّهِ الأَيمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ ورَبَّ الأَرضِ ورَبَّ العَرشِ العَظِيمِ، رَبَّنا ورَبَّ كُلِّ شَيءٍ، فالِقَ الحَبِّ والنَّوى، ومُنزِلَ التَّوراةِ والإنجِيلِ والفُرقانِ، أعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَيسَ قَبلَكَ شَيءٌ، وأَنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعدَكَ شَيءٌ، وأَنتَ الظّاهِرُ فَلَيسَ فَوقَكَ شَيءٌ، وأَنتَ الباطِنُ فَلَيسَ دُونَكَ شَيءٌ اقضِ عَنا الدَّينَ، وأَغنِنا مِنَ الفَقرِ». وكانَ يَروِي ذَلكَ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
ورَوى (م) عَنهُ قالَ: أتَت فاطِمَةُ ﵂ النَّبِيَّ ﷺ تَسأَلُهُ خادِمًا، فَقالَ لَها: «قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ»، بِمِثلِ حَدِيثِ سُهَيلٍ عَن أبِيهِ.
(م) (٢٧١٥) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ إذا أوى إلى فِراشِهِ قالَ: «الحَمدُ للهِ الَّذِي أطعَمَنا وسَقانا وكَفانا وآوانا، فَكَم مِمَّن لا كافِيَ لَهُ ولا مُؤوِيَ».
(خ م) (٢٩٩١) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁ قالَ: عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ رَجُلانِ فَشَمَّتَ أحَدَهُما ولَم يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقالَ الَّذِي لَم يُشَمِّتهُ: عَطَسَ فُلانٌ فَشَمَّتَّهُ، وعَطَستُ أنا فَلَم تُشَمِّتنِي. قالَ: «إنَّ هَذا حَمِدَ اللهَ، وإنَّكَ لَم تَحمَدِ اللهَ».
(م) (٢٩٩٣) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ﵁؛ أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ وعَطَسَ رَجُلٌ عِندَهُ فَقالَ لَهُ: «يَرحَمُكَ اللهُ». ثُمَّ عَطَسَ أُخرى فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الرَّجُلُ مَزكُومٌ».
(خ) (٦٢٢٤) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁؛ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «إذا عَطَسَ أحَدُكُم فَليَقُل: الحَمدُ للهِ. وليَقُل لَهُ أخُوهُ أو صاحِبُهُ: يَرحَمُكَ اللهُ. فَإذا قالَ لَهُ يَرحَمُكَ اللهُ فَليَقُل: يَهدِيكُمُ اللهُ ويُصلِحُ بالَكُم».
(م) (٩١٨) عَنْ أُمِّ سَلَمةَ ﵂ قالَت: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «ما مِن مُسلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ ما أمَرَهُ اللهُ: ﴿إنا لله وإنا إليه راجعون﴾ [البقرة: ١٥٦]، اللَّهُمَّ أجُرنِي فِي مُصِيبَتِي وأَخلِف لِي خَيرًا مِنها، إلا أخلَفَ اللهُ لَهُ خَيرًا مِنها». قالَت: فَلَمّا ماتَ أبُو سَلَمَةَ قُلتُ: أيُّ المُسلِمِينَ خَيرٌ مِن أبِي سَلَمَةَ؟ أوَّلُ بَيتٍ هاجَرَ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ، ثُمَّ إنِّي قُلتُها فَأَخلَفَ اللهُ لِي رَسُولَ اللهِ ﷺ، قالَت: أرسَلَ إلَيَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ حاطِبَ بنَ أبِي بَلتَعَةَ يَخطُبُنِي لَهُ، فَقُلتُ: إنَّ لِي بِنتًا وأَنا غَيُورٌ. فَقالَ: «أمّا ابنَتُها فَنَدعُو اللهَ أن يُغنِيَها عَنها، وأَدعُو اللهَ أن يَذهَبَ بِالغَيرَةِ». وفي رواية: «إلا أجَرَهُ اللهُ فِي مُصِيبَتِهِ وأَخلَفَ لَهُ خَيرًا مِنها».
(خ م) (١٦٢٨) عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ ﵁ قالَ: عادَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي حَجَّةِ الوَداعِ مِن وجَعٍ أشفَيتُ مِنهُ عَلى المَوتِ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ؛ وفِي رِوايَة (م): أنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ عَلى سَعْدٍ يَعُودُهُ بِمَكَّةَ فَبَكى، قالَ: «ما يُبكِيكَ؟» فَقُلتُ: قَد خَشِيتُ أن أمُوتَ بِالأَرضِ الَّتِي هاجَرتُ مِنها ... وفِيها: فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشفِ سَعْدًا»، ثَلاثَ مِرارٍ. زادَ (خ) فِي رِوايَةٍ: ثُمَّ وضَعَ يَدَهُ عَلى جَبهَتِهِ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلى وجهِي وبَطنِي، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اشفِ سَعدًا وأَتمِم لَهُ هِجرَتَهُ)). فَما زِلتُ أجِدُ بَردَهُ عَلى كَبِدِي فِيما يُخالُ إلَيَّ حَتّى السّاعَة ...
(خ) (٥٦٥٦) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄؛ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ عَلى أعرابِيٍّ يَعُودُهُ، قالَ: وكانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا دَخَلَ عَلى مَرِيضٍ يَعُودُهُ فقالَ لَهُ: «لا بَأسَ، طَهُورٌ إن شاءَ اللهُ». قالَ: قُلتَ طَهُورٌ؟ كَلا، بَل هِيَ حُمّى تَفُورُ أو تَثُورُ، عَلى شَيخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ القُبُورَ. فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَنَعَم إذًا».
(م) (٩١٩) عَنْ أُمِّ سَلمةَ ﵂ قالَت: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إذا حَضَرتُمُ المَرِيضَ أوِ المَيِّتَ فَقُولُوا خَيرًا، فَإنَّ المَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلى ما تَقُولُونَ». قالَت: فَلَمّا ماتَ أبُو سَلَمَةَ أتَيتُ النَّبِيَّ ﷺ فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ؛ إنَّ أبا سَلَمَةَ قَد ماتَ، قالَ: «قُولِي: اللَّهُمّ اغفِر لِي ولَهُ، وأَعقِبنِي مِنهُ عُقبى حَسَنَةً». قالَت: فَقُلتُ، فَأَعقَبَنِيَ اللهُ مَن هُوَ خَيرٌ لِي مِنهُ مُحَمَّدًا ﷺ.
(م) (٩١٦) عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَقِّنُوا مَوتاكُم لا إلَهَ إلا اللهُ».
(م) (٩٢٠) عَنْ أُمِّ سَلَمةَ ﵂ قالَت: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلى أبِي سَلَمَةَ وقَد شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغمَضَهُ، ثُمَّ قالَ: «إنَّ الرُّوحَ إذا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ». فَضَجَّ ناسٌ مِن أهلِهِ، فَقالَ: «لا تَدعُوا عَلى أنفُسِكُم إلا بِخَيرٍ، فَإنَّ المَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلى ما تَقُولُونَ»، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ اغفِر لأَبِي سَلَمَةَ، وارفَع دَرَجَتَهُ فِي المَهدِيِّينَ، واخلُفهُ فِي عَقِبِهِ فِي الغابِرِينَ، واغفِر لَنا ولَهُ يا رَبَّ العالَمِينَ، وافسَح لَهُ فِي قَبرِهِ ونَوِّر لَهُ فِيهِ».
ورَوى (م) عَنهُ قالَ: أتَت فاطِمَةُ ﵂ النَّبِيَّ ﷺ تَسأَلُهُ خادِمًا، فَقالَ لَها: «قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ»، بِمِثلِ حَدِيثِ سُهَيلٍ عَن أبِيهِ.
- قوله : " من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته " : الأخذ بناصية الشيء كناية عن كونه في سلطان الآخذ . فمراد الدعاء التعوذ من شر كل شيء من المخلوقات ، لأنها كلها في سلطان الله تعالى ، وهو أخذ بنواصيها .( العثماني ) .
كما شملت هذه الاستعاذة على كل الشرور، فإن (كل) من صيغ العموم، (شيء) أعم العمومات، فما من شر إلا وقد استعيذ منه
- قوله :" اقض عنا الدين " : قال النووي : يحتمل أن المراد بالدين هنا : حقوق الله تعالى وحقوق العباد كلها من جميع الأنواع .
- قوله :" وأغننا من الفقر " : قال الخطابي : الفقر الذي استعاذ منه صلى الله عليه وسلم هو فقر النفس ، ويحتمل أنه فقر المال ، والمراد فتنة المال ، وهي قلة احتماله وعدم الرضا به .
في الحديث بيانُ آدابِ الدُّعاءِ بالبَدءِ بالتَّوسُّلِ بأسماءِ اللهِ وصفاتِه، ثمَّ طلَبِ الحاجةِ. وهذا أدب يغفل عنه بعض الناس.
كما شملت هذه الاستعاذة على كل الشرور، فإن (كل) من صيغ العموم، (شيء) أعم العمومات، فما من شر إلا وقد استعيذ منه
- قوله :" اقض عنا الدين " : قال النووي : يحتمل أن المراد بالدين هنا : حقوق الله تعالى وحقوق العباد كلها من جميع الأنواع .
- قوله :" وأغننا من الفقر " : قال الخطابي : الفقر الذي استعاذ منه صلى الله عليه وسلم هو فقر النفس ، ويحتمل أنه فقر المال ، والمراد فتنة المال ، وهي قلة احتماله وعدم الرضا به .
في الحديث بيانُ آدابِ الدُّعاءِ بالبَدءِ بالتَّوسُّلِ بأسماءِ اللهِ وصفاتِه، ثمَّ طلَبِ الحاجةِ. وهذا أدب يغفل عنه بعض الناس.
(م) (٢٧١٥) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ إذا أوى إلى فِراشِهِ قالَ: «الحَمدُ للهِ الَّذِي أطعَمَنا وسَقانا وكَفانا وآوانا، فَكَم مِمَّن لا كافِيَ لَهُ ولا مُؤوِيَ».
وهذه الصِّيغة: "كان إذا أوى إلى فراشه" تدلّ على التَّكرار والمداومة.
((الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا)) هذا من قبيل التَّعميم بعد التَّخصيص، فالكفاية منها الإطعام، وأيضًا أنَّه سقانا، فمن كفايته -تبارك وتعالى- أن أطعمنا وسقانا، ولكن المعنى أوسع من ذلك، لكنَّه خصَّ الطعام والشَّراب لأنَّ قوامَ العيش إنما يكون بهما.
- قوله : " فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي " : قال السنوسي : أي لا راحم له ولا عاطف عليه ، وقيل : معناه : لا وطن له ولا مسكن يأوي إليه .( العثماني )
- قال الأبّي : ويحتمل أن يكون المعنى : وكم من أهل الجهل والكفر لا يعرف أن له إلها يطعمه ويسقيه ويؤويه . ( العثماني )
((الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا)) هذا من قبيل التَّعميم بعد التَّخصيص، فالكفاية منها الإطعام، وأيضًا أنَّه سقانا، فمن كفايته -تبارك وتعالى- أن أطعمنا وسقانا، ولكن المعنى أوسع من ذلك، لكنَّه خصَّ الطعام والشَّراب لأنَّ قوامَ العيش إنما يكون بهما.
- قوله : " فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي " : قال السنوسي : أي لا راحم له ولا عاطف عليه ، وقيل : معناه : لا وطن له ولا مسكن يأوي إليه .( العثماني )
- قال الأبّي : ويحتمل أن يكون المعنى : وكم من أهل الجهل والكفر لا يعرف أن له إلها يطعمه ويسقيه ويؤويه . ( العثماني )
باب: ما ورد في تشميت العاطس
(خ م) (٢٩٩١) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁ قالَ: عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ رَجُلانِ فَشَمَّتَ أحَدَهُما ولَم يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقالَ الَّذِي لَم يُشَمِّتهُ: عَطَسَ فُلانٌ فَشَمَّتَّهُ، وعَطَستُ أنا فَلَم تُشَمِّتنِي. قالَ: «إنَّ هَذا حَمِدَ اللهَ، وإنَّكَ لَم تَحمَدِ اللهَ».
(م) (٢٩٩٣) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ﵁؛ أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ وعَطَسَ رَجُلٌ عِندَهُ فَقالَ لَهُ: «يَرحَمُكَ اللهُ». ثُمَّ عَطَسَ أُخرى فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الرَّجُلُ مَزكُومٌ».
(خ) (٦٢٢٤) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁؛ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «إذا عَطَسَ أحَدُكُم فَليَقُل: الحَمدُ للهِ. وليَقُل لَهُ أخُوهُ أو صاحِبُهُ: يَرحَمُكَ اللهُ. فَإذا قالَ لَهُ يَرحَمُكَ اللهُ فَليَقُل: يَهدِيكُمُ اللهُ ويُصلِحُ بالَكُم».
- أن تشميت العاطس سنة حميدة ، بشرط أن يحمد الله تعالى عند عطاسه . ( الصابوني )
- استدل به على أنه يشرع التشميت لمن حمد إذا عرف السامع أنه حمد الله وإن لم يسمعه، كما لو سمع العطسة ولم يسمع الحمد بل سمع من شمت ذلك العاطس فإنه يشرع له التشميت لعموم الأمر به لمن عطس فحمد. (ابن حجر)
- ويستحب لمن حضر من عطس فلم يحمد أن يذكره بالحمد ليحمد فيشمته، وقد ثبت ذلك عن إبراهيم النخعي، وهو من باب النصيحة والأمر بالمعروف. (النووي)
- وحكى ابن بطال عن بعض أهل العلم - وحكى غيره أنه الأوزاعي - أن رجلا عطس عنده فلم يحمد، فقال له: كيف يقول من عطس؟ قال: الحمد لله، قال: يرحمك الله. (ابن حجر)
- قال بعض شيوخنا: وإنما أمر العاطس بالحمد لما حصل له من المنفعة بخروج ما اختنق في دماغه من الأبخرة. (النووي)
- ومن فوائد تشميت العاطس ، تحصيل المودة والتأليف بين المسلمين ، وتأديب العاطس بالتواضع ، وكسر النفس عن الكبر ، لما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب ، الذي لا يخلو منه أكثر المكلفين . ( ابن حجر ) .
- طريقة التشميت أن يقول العاطس : الحمد لله ، ويقول له السامع : يرحمك الله ، فيجيب بقوله : يهديكم الله ويصلح بالكم . (ابن حجر) .
- قوله :" الرجل مزكوم " : إنما قال ذلك في المرة الثانية لما علم أنه مزكوم ، وإلا فقد ورد في الأحاديث الأخرى أنه ينبغي التشميت إلى ثلاث مرات . ( العثماني )
- استدل به على أنه يشرع التشميت لمن حمد إذا عرف السامع أنه حمد الله وإن لم يسمعه، كما لو سمع العطسة ولم يسمع الحمد بل سمع من شمت ذلك العاطس فإنه يشرع له التشميت لعموم الأمر به لمن عطس فحمد. (ابن حجر)
- ويستحب لمن حضر من عطس فلم يحمد أن يذكره بالحمد ليحمد فيشمته، وقد ثبت ذلك عن إبراهيم النخعي، وهو من باب النصيحة والأمر بالمعروف. (النووي)
- وحكى ابن بطال عن بعض أهل العلم - وحكى غيره أنه الأوزاعي - أن رجلا عطس عنده فلم يحمد، فقال له: كيف يقول من عطس؟ قال: الحمد لله، قال: يرحمك الله. (ابن حجر)
- قال بعض شيوخنا: وإنما أمر العاطس بالحمد لما حصل له من المنفعة بخروج ما اختنق في دماغه من الأبخرة. (النووي)
- ومن فوائد تشميت العاطس ، تحصيل المودة والتأليف بين المسلمين ، وتأديب العاطس بالتواضع ، وكسر النفس عن الكبر ، لما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب ، الذي لا يخلو منه أكثر المكلفين . ( ابن حجر ) .
- طريقة التشميت أن يقول العاطس : الحمد لله ، ويقول له السامع : يرحمك الله ، فيجيب بقوله : يهديكم الله ويصلح بالكم . (ابن حجر) .
- قوله :" الرجل مزكوم " : إنما قال ذلك في المرة الثانية لما علم أنه مزكوم ، وإلا فقد ورد في الأحاديث الأخرى أنه ينبغي التشميت إلى ثلاث مرات . ( العثماني )
باب: الدعاء عند المصيبة
(م) (٩١٨) عَنْ أُمِّ سَلَمةَ ﵂ قالَت: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «ما مِن مُسلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ ما أمَرَهُ اللهُ: ﴿إنا لله وإنا إليه راجعون﴾ [البقرة: ١٥٦]، اللَّهُمَّ أجُرنِي فِي مُصِيبَتِي وأَخلِف لِي خَيرًا مِنها، إلا أخلَفَ اللهُ لَهُ خَيرًا مِنها». قالَت: فَلَمّا ماتَ أبُو سَلَمَةَ قُلتُ: أيُّ المُسلِمِينَ خَيرٌ مِن أبِي سَلَمَةَ؟ أوَّلُ بَيتٍ هاجَرَ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ، ثُمَّ إنِّي قُلتُها فَأَخلَفَ اللهُ لِي رَسُولَ اللهِ ﷺ، قالَت: أرسَلَ إلَيَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ حاطِبَ بنَ أبِي بَلتَعَةَ يَخطُبُنِي لَهُ، فَقُلتُ: إنَّ لِي بِنتًا وأَنا غَيُورٌ. فَقالَ: «أمّا ابنَتُها فَنَدعُو اللهَ أن يُغنِيَها عَنها، وأَدعُو اللهَ أن يَذهَبَ بِالغَيرَةِ». وفي رواية: «إلا أجَرَهُ اللهُ فِي مُصِيبَتِهِ وأَخلَفَ لَهُ خَيرًا مِنها».
- فيه فضيلة قول : " إنا لله وإنا إليه راجعون ". ( شبير العثماني )
- قال الأصمعي : وأكثر أهل اللغة : " أجرني " هو مقصور لا يمد ، ومعنى أجره الله : أعطاه أجره وجزاء صبره وهمه في مصيبته .( شبير العثماني )
- قوله : " وأخلف لي " : قال أهل اللغة : يقال لمن ذهب له مال أو ولد أو قريب أو شيء يتوقع حصول مثله، أخلف الله عليك : أي رد عليك مثله ، فإن ذهب ما لا يتوقع مثله بأن ذهب والد أو عم أو أخ لمن لا يجد له ولا والد له قيل : خلف الله عليك بغير ألف كأن الله خليفة منه عليك . ( شبير العثماني )
وَفيه: ضَرورةُ امثِتالِ المُؤمنِ لأمرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وإنْ لم تَظهرْ لَه الحِكمةُ مِن أَمرِه.
- قال الأصمعي : وأكثر أهل اللغة : " أجرني " هو مقصور لا يمد ، ومعنى أجره الله : أعطاه أجره وجزاء صبره وهمه في مصيبته .( شبير العثماني )
- قوله : " وأخلف لي " : قال أهل اللغة : يقال لمن ذهب له مال أو ولد أو قريب أو شيء يتوقع حصول مثله، أخلف الله عليك : أي رد عليك مثله ، فإن ذهب ما لا يتوقع مثله بأن ذهب والد أو عم أو أخ لمن لا يجد له ولا والد له قيل : خلف الله عليك بغير ألف كأن الله خليفة منه عليك . ( شبير العثماني )
وَفيه: ضَرورةُ امثِتالِ المُؤمنِ لأمرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وإنْ لم تَظهرْ لَه الحِكمةُ مِن أَمرِه.
باب: الدعاء للمريض وللميت وتلقينه
(خ م) (١٦٢٨) عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ ﵁ قالَ: عادَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي حَجَّةِ الوَداعِ مِن وجَعٍ أشفَيتُ مِنهُ عَلى المَوتِ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ؛ وفِي رِوايَة (م): أنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ عَلى سَعْدٍ يَعُودُهُ بِمَكَّةَ فَبَكى، قالَ: «ما يُبكِيكَ؟» فَقُلتُ: قَد خَشِيتُ أن أمُوتَ بِالأَرضِ الَّتِي هاجَرتُ مِنها ... وفِيها: فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشفِ سَعْدًا»، ثَلاثَ مِرارٍ. زادَ (خ) فِي رِوايَةٍ: ثُمَّ وضَعَ يَدَهُ عَلى جَبهَتِهِ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلى وجهِي وبَطنِي، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اشفِ سَعدًا وأَتمِم لَهُ هِجرَتَهُ)). فَما زِلتُ أجِدُ بَردَهُ عَلى كَبِدِي فِيما يُخالُ إلَيَّ حَتّى السّاعَة ...
- (من وجع أشفيت منه على الموت) فيه جواز ذكر المريض ما يجده لغرض صحيح من مداواة, أو دعاء صالح, أو وصية, أو استفتاء عن حاله ونحو ذلك، وإنما يكره من ذلك ما كان على سبيل التسخط ونحوه فإنه قادح في أجر مرضه . (النووي)
- فيه أن عيادة المريض قربة وسنة. (ابن عثيمين)
- حُسن خلق النبي ﷺ وتواضعه في عيادة المرضى. (ابن عثيمين)
-وفي وضْع اليدِ على المريضِ تَأنيسٌ له، وذلك من حُسنِ الأدبِ واللُّطفِ بالعَليلِ.
- فيه أن عيادة المريض قربة وسنة. (ابن عثيمين)
- حُسن خلق النبي ﷺ وتواضعه في عيادة المرضى. (ابن عثيمين)
-وفي وضْع اليدِ على المريضِ تَأنيسٌ له، وذلك من حُسنِ الأدبِ واللُّطفِ بالعَليلِ.
(خ) (٥٦٥٦) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﵄؛ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ عَلى أعرابِيٍّ يَعُودُهُ، قالَ: وكانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا دَخَلَ عَلى مَرِيضٍ يَعُودُهُ فقالَ لَهُ: «لا بَأسَ، طَهُورٌ إن شاءَ اللهُ». قالَ: قُلتَ طَهُورٌ؟ كَلا، بَل هِيَ حُمّى تَفُورُ أو تَثُورُ، عَلى شَيخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ القُبُورَ. فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَنَعَم إذًا».
-لا فرْقَ في عِيادةِ المريضِ بَينَ كبيرٍ وصغيرٍ، وذي شرَفٍ وغيرِه، بل عِيادةُ المريضِ حقِّ كلِّ مريضٍ من مَرْضَى المسلِمينَ.
-إحْسانُ الظَّنِّ باللهِ مِن صِفاتِ المؤمِنِ الحقِّ، فهو يَرْجو الخَيرَ والفَضلَ مِن اللهِ سُبحانَه في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، وفي كلِّ أحْوالِه، ويُسلِّمُ أمْرَه للهِ.
- قال ابن التين: يحتمل أن يكون ذلك دعاء عليه ويحتمل أن يكون خبرا عما يؤول إليه أمره، وقال غيره: يحتمل أن يكون النبي ﷺ علم أنه سيموت من ذلك المرض فدعا له بأن تكون الحمى له طهرة لذنوبه، ويحتمل أن يكون أعلم بذلك لما أجابه الأعرابي بما أجابه. (ابن حجر)
- قال المهلب: فائدة هذا الحديث أنه لا نقص على الإمام في عيادة مريض من رعيته ولو كان أعرابيًا جافيًا، ولا على العالم في عيادة الجاهل ليعلّمه ويذكّره بما ينفعه، ويأمره بالصبر لئلا يتسخط قدر الله فيسخط عليه، ويسليه عن ألمه بل يغبطه بسقمه، إلى غير ذلك من جبر خاطره وخاطر أهله.
- فيه أنه ينبغي للمريض أن يتلقّى الموعظة بالقبول، ويحسن جواب من يذكره بذلك. (ابن حجر)
- فيه مشروعية زيارة المريض، والدعاء له بالشفاء، واستحباب القول له : " طهور إن شاء الله ". ( الصابوني )
- فيه بيان جهل الأعراب، حيث لم يدرك مغزى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالشفاء ، والطهارة من الذنوب والآثام ، فرد على النبي قوله ، فكان في ذلك نهاية الأجل المحتوم .( الصابوني )
-فيه: مُخاطَبةُ المَريضِ بما يُسلِّيه مِن ألَمِه بتَذْكيرِه بالكفَّارةِ لذُنوبِه، وتَطْهيرِه مِن آثامِه، ويُطمِّعُه بالأجْرِ والعافيةِ؛ لئلَّا يَسخَطَ أقْدارَ اللهِ تعالَى.
-إحْسانُ الظَّنِّ باللهِ مِن صِفاتِ المؤمِنِ الحقِّ، فهو يَرْجو الخَيرَ والفَضلَ مِن اللهِ سُبحانَه في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، وفي كلِّ أحْوالِه، ويُسلِّمُ أمْرَه للهِ.
- قال ابن التين: يحتمل أن يكون ذلك دعاء عليه ويحتمل أن يكون خبرا عما يؤول إليه أمره، وقال غيره: يحتمل أن يكون النبي ﷺ علم أنه سيموت من ذلك المرض فدعا له بأن تكون الحمى له طهرة لذنوبه، ويحتمل أن يكون أعلم بذلك لما أجابه الأعرابي بما أجابه. (ابن حجر)
- قال المهلب: فائدة هذا الحديث أنه لا نقص على الإمام في عيادة مريض من رعيته ولو كان أعرابيًا جافيًا، ولا على العالم في عيادة الجاهل ليعلّمه ويذكّره بما ينفعه، ويأمره بالصبر لئلا يتسخط قدر الله فيسخط عليه، ويسليه عن ألمه بل يغبطه بسقمه، إلى غير ذلك من جبر خاطره وخاطر أهله.
- فيه أنه ينبغي للمريض أن يتلقّى الموعظة بالقبول، ويحسن جواب من يذكره بذلك. (ابن حجر)
- فيه مشروعية زيارة المريض، والدعاء له بالشفاء، واستحباب القول له : " طهور إن شاء الله ". ( الصابوني )
- فيه بيان جهل الأعراب، حيث لم يدرك مغزى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالشفاء ، والطهارة من الذنوب والآثام ، فرد على النبي قوله ، فكان في ذلك نهاية الأجل المحتوم .( الصابوني )
-فيه: مُخاطَبةُ المَريضِ بما يُسلِّيه مِن ألَمِه بتَذْكيرِه بالكفَّارةِ لذُنوبِه، وتَطْهيرِه مِن آثامِه، ويُطمِّعُه بالأجْرِ والعافيةِ؛ لئلَّا يَسخَطَ أقْدارَ اللهِ تعالَى.
(م) (٩١٩) عَنْ أُمِّ سَلمةَ ﵂ قالَت: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إذا حَضَرتُمُ المَرِيضَ أوِ المَيِّتَ فَقُولُوا خَيرًا، فَإنَّ المَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلى ما تَقُولُونَ». قالَت: فَلَمّا ماتَ أبُو سَلَمَةَ أتَيتُ النَّبِيَّ ﷺ فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ؛ إنَّ أبا سَلَمَةَ قَد ماتَ، قالَ: «قُولِي: اللَّهُمّ اغفِر لِي ولَهُ، وأَعقِبنِي مِنهُ عُقبى حَسَنَةً». قالَت: فَقُلتُ، فَأَعقَبَنِيَ اللهُ مَن هُوَ خَيرٌ لِي مِنهُ مُحَمَّدًا ﷺ.
- قوله :" فقولوا خيرا " : فيه الندب إلى قول الخير حينئذ من الدعاء والاستغفار له وطلب اللطف به والتخفيف عنه ونحوه ، وفيه حضور الملائكة حينئذ وتأمينهم . ( شبير العثماني )
(م) (٩١٦) عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَقِّنُوا مَوتاكُم لا إلَهَ إلا اللهُ».
- الأمر بهذا التلقين أمر ندب ، وأجمع العلماء على هذا التلقين وكرهوا الإكثار عليه والموالاة لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه فيكره ذلك بقلبه ويتكلم بما لا يليق ،قالوا : إذا قالها مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بعده بكلام آخر فيعاد التعريض به ليكون آخر كلامه . ( شبير العثماني )
- يتضمن الحديث الحضور عند المحتضر لتذكيره وتأنيسه وإغماض عينيه والقيام بحقوقه وهذا مجمع عليه . ( شبير العثماني )
- يتضمن الحديث الحضور عند المحتضر لتذكيره وتأنيسه وإغماض عينيه والقيام بحقوقه وهذا مجمع عليه . ( شبير العثماني )
(م) (٩٢٠) عَنْ أُمِّ سَلَمةَ ﵂ قالَت: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلى أبِي سَلَمَةَ وقَد شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغمَضَهُ، ثُمَّ قالَ: «إنَّ الرُّوحَ إذا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ». فَضَجَّ ناسٌ مِن أهلِهِ، فَقالَ: «لا تَدعُوا عَلى أنفُسِكُم إلا بِخَيرٍ، فَإنَّ المَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلى ما تَقُولُونَ»، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ اغفِر لأَبِي سَلَمَةَ، وارفَع دَرَجَتَهُ فِي المَهدِيِّينَ، واخلُفهُ فِي عَقِبِهِ فِي الغابِرِينَ، واغفِر لَنا ولَهُ يا رَبَّ العالَمِينَ، وافسَح لَهُ فِي قَبرِهِ ونَوِّر لَهُ فِيهِ».
- قوله : " فأغمضه " : دليل على استحباب إغماض الميت وأجمع المسلمون على ذلك ، قالوا : والحكمة فيه أن لا يقبح منظره لو ترك إغماضه . ( شبير العثماني )
- فيه استحباب الدعاء للميت عند موته ولأهله وذريته بأمور الآخرة والدنيا . ( شبير العثماني )
وفيه: دَلالةٌ عَلى أنَّ الميِّتَ يَنعَمُ في قَبرِه أو يُعذَّب.
- فيه استحباب الدعاء للميت عند موته ولأهله وذريته بأمور الآخرة والدنيا . ( شبير العثماني )
وفيه: دَلالةٌ عَلى أنَّ الميِّتَ يَنعَمُ في قَبرِه أو يُعذَّب.