باب: فِـي فَضائِلِ الحَسَنِ والحُسَيْنِ ﵄


٢٢٧٩. (خ م) (٢٤٢١) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قالَ: خَرَجتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي طائِفَةٍ مِن النَّهارِ، لا يُكَلِّمُنِي ولا أُكَلِّمُهُ، حَتّى جاءَ سُوقَ بَنِي قَينُقاعَ، ثُمَّ انصَرَفَ حَتّى أتى خِباءَ فاطِمَةَ، فَقالَ: «أثَمَّ لُكَعُ، أثَمَّ لُكَعُ؟» يَعنِي: حَسَنًا، فَظَنَنّا أنَّهُ إنَّما تَحبِسُهُ أُمُّهُ لأَن تُغَسِّلَهُ وتُلبِسَهُ سِخابًا، فَلَم يَلبَث أن جاءَ يَسعى، حَتّى اعتَنَقَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما صاحِبَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وأَحبِب مَن يُحِبُّهُ». وفي رواية: فَقامَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ يَمشِي وفِي عُنُقِهِ السِّخابُ فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ بِيَدِهِ هَكَذا فَقالَ الحَسَنُ بِيَدِهِ هَكَذا فالتَزَمَهُ فَقالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وأَحِبَّ مَن يُحِبُّهُ». وقالَ أبُو هُرَيْرَةَ: فَما كانَ أحَدٌ أحَبَّ إلَيَّ مِن الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَعدَ ما قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ما قالَ. وفي رواية (خ): حَتّى عانَقَهُ وقَبَّلَهُ.
وروى (خ) عَنْ أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ ﵄؛ كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَأخُذُنِي فَيُقعِدُنِي عَلى فَخِذِهِ، ويُقعِدُ الحَسَنَ عَلى فَخِذِهِ الأخرى، ثُمَّ يَضُمُّهُما، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ ارحَمهُما فَإنِّي أرحَمُهُما». وفي رواية: أنَّهُ يأخُذُهُ والحسَنَ فيقولُ: «اللَّهُمَّ أحِبَّهُما فإنِّي أُحِبُّهُما».
فيه أن حبّ آل بيت النبي ﷺ واجب، ويختصّ منهم من حض النبي ﷺ على حبه، ودعا بحبّ الله له، وحبّ من أحبه. (القاضي عياض).
- فيه حسن خلقه ﷺ وتواضعه.
- منقبة الحسن رضي الله عنه ومنزلته من رسول الله ﷺ.
- مشروعية تدليل الصغير ومعانقته وتقبيله.
- في هذا الحديث جواز إلباس الصبيان القلائد والسخب ونحوها من الزينة، واستحباب تنظيفهم لاسيما عند لقائهم أهل الفضل، واستحباب النظافة مطلقا. ( النووي )
- قوله )حَتَّى اعتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمَا صَاحِبَهُ( قال النووي: فيه استحباب ملاطفة الصبي ومداعبته رحمة له ولطفا، واستحباب التواضع مع الأطفال وغيرهم.
- قال القرطبي: وفيه من الفقه ما يدل على: جواز حمل الصِّبيان، وترك التعمُّق في التحفظ مما يكون منهم من المخاط والبول، وغير ذلك، فلا يجتنب من ذلك إلا ما ظهرت عينه، أو تحقق، أو تفاحش.

٢٢٨٠. (م) (٢٤٢٣) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ﵁ قالَ: لَقَد قُدتُ بِنَبِيِّ اللهِ ﷺ والحَسَنِ والحُسَينِ بَغلَتَهُ الشَّهباءَ حَتّى أدخَلتُهُم حُجرَةَ النَّبِيِّ ﷺ، هَذا قُدّامَهُ وهَذا خَلفَهُ.
قوله(لَقَد قُدتُ بِنَبِيِّ الله) قال النووي: فيه دليل لجواز ركوب ثلاثة على دابة إذا كانت مطيقة.
- قوله (الشَّهبَاءَ ) ما خالط بياض شعرها سواد، وهذه البغلة هي التي أهداها له المقوقس, وكانت له ﷺ بغلة بيضاء أهداها له صاحب أيله. (موسى شاهين).
- فيه جواز استخدام الحُر باختياره. ( الإتيوبي).
- وفيه استحباب خدمة الأكابر( الإتيوبي).

٢٢٨١. (م) (٢٤٢٤) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ غَداةً وعَلَيهِ مِرطٌ مُرَحَّلٌ مِن شَعرٍ أسوَدَ، فَجاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ فَأَدخَلَهُ، ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جاءَت فاطِمَةُ فَأَدخَلَها، ثُمَّ جاءَ عَلِيٌّ فَأَدخَلَهُ، ثُمَّ قالَ: ﴿إنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣].
٢٢٨٢. (خ) (٢٧٠٤) عَنِ الحَسَنِ بْنِ أبِي الحَسَنِ قالَ: استَقبَلَ واللهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ ﵁ مُعاوِيَةَ ﵁ بِكَتائِبَ أمثالِ الجِبالِ، فَقالَ عَمرُو بنُ العاصِ ﵁: إنِّي لأَرى كَتائِبَ لا تُوَلِّي حَتّى تَقتُلَ أقرانَها. فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ وكانَ واللهِ خَيرَ الرَّجُلَينِ: أي عَمرُو؛ إن قَتَلَ هَؤُلاءِ هَؤُلاءِ وهَؤُلاءِ هَؤُلاءِ مَن لِي بِأُمُورِ النّاسِ؟ مَن لِي بِنِسائِهِم؟ مَن لِي بِضَيعَتِهِم؟ فَبَعَثَ إلَيهِ رَجُلَينِ مِن قُرَيشٍ مِن بَنِي عَبدِ شَمسٍ؛ عَبدَ الرَّحْمَنِ بنَ سَمُرَةَ وعَبدَ اللهِ بنَ عامِرِ بْنِ كُرَيزٍ، فَقالَ: اذهَبا إلى هَذا الرَّجُلِ، فاعرِضا عَلَيهِ وقُولا لَهُ واطلُبا إلَيهِ. فَأَتَياهُ فَدَخَلا عَلَيهِ، فَتَكَلَّما وقالا لَهُ فَطَلَبا إلَيهِ، فَقالَ لَهُما الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ: إنّا بَنُو عَبدِ المُطَّلِبِ قَد أصَبنا مِن هَذا المالِ، وإنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ قَد عاثَت فِي دِمائِها. قالا: فَإنَّهُ يَعرِضُ عَلَيكَ كَذا وكَذا، ويَطلُبُ إلَيكَ ويَسأَلُكَ. قالَ: فَمَن لِي بِهَذا؟ قالا: نَحنُ لَكَ بِهِ. فَما سَأَلَهُما شَيئًا إلا قالا: نَحنُ لَكَ بِهِ. فَصالَحَهُ، فَقالَ الحَسَنُ: ولَقَد سَمِعتُ أبا بَكْرَةَ يَقُولُ: رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَلى المِنبَرِ والحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ إلى جَنبِهِ، وهُوَ يُقبِلُ عَلى النّاسِ مَرَّةً وعَلَيهِ أُخرى ويَقُولُ: «إنَّ ابنِي هَذا سَيِّدٌ، ولَعَلَّ اللهَ أن يُصلِحَ بِهِ بَينَ فِئَتَينِ عَظِيمَتَينِ مِن المُسلِمِينَ».
٢٢٨٣. (خ) (٣٧٤٨) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁؛ أُتِيَ عُبَيدُ اللهِ بنُ زِيادٍ بِرَأسِ الحُسَينِ ﵁ فَجُعِلَ فِي طَستٍ، فَجَعَلَ يَنكُتُ، وقالَ فِي حُسنِهِ شَيئًا، فَقالَ أنَسٌ: كانَ أشبَهَهُم بِرَسُولِ اللهِ ﷺ، وكانَ مَخضُوبًا بِالوَسمَةِ.
٢٢٨٤. (خ) (٣٧٥٣) عَنِ ابْنِ أبِي نُعْمٍ؛ سَمِعتُ عَبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ ﵄ وسَأَلَهُ عَنِ المُحرِمِ -قالَ شُعبَةُ-: أحسِبُهُ يَقتُلُ الذُّبابَ فَقالَ: أهلُ العِراقِ يَسأَلُونَ عَنِ الذُّبابِ وقَد قَتَلُوا ابنَ ابنَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هُما رَيحانَتايَ مِن الدُّنيا».

باب: فِـي فَضائِلِ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ﵂


٢٢٨٥. (خ م) (٢٤٤٩) عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ﵁؛ أنَّ عَلِيَّ بنَ أبِي طالِبٍ ﵁ خَطَبَ بِنتَ أبِي جَهلٍ، وعِندَهُ فاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَلَمّا سَمِعَت بِذَلكَ فاطِمَةُ أتَتِ النَّبِيَّ ﷺ، فَقالَت لَهُ: إنَّ قَومَكَ يَتَحَدَّثُونَ أنَّكَ لا تَغضَبُ لِبَناتِكَ، وهَذا عَلِيٌّ ناكِحًا ابنَةَ أبِي جَهلٍ. قالَ المِسوَرُ: فَقامَ النَّبِيُّ ﷺ، فَسَمِعتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ ثُمَّ قالَ: «أمّا بَعدُ؛ فَإنِّي أنكَحتُ أبا العاصِ بنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وإنَّ فاطِمَةَ بِنتَ مُحَمَّدٍ مُضغَةٌ مِنِّي، وإنَّما أكرَهُ أن يَفتِنُوها، وإنَّها واللهِ لا تَجتَمِعُ بِنتُ رَسُولِ اللهِ وبِنتُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ واحِدٍ أبَدًا». قالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ الخِطبَةَ. وفي رواية (خ): «وإنَّي أكرَهُ أن يَسُوءَها». وفي رواية (خ): «وإنِّي أتَخوَّفُ أن تُفتَنَ فِي دِينِها». وفي رواية: فِيها: «... ووَعَدَنِي فَأَوْفى لِي، وإني لَستُ أُحَرِّمُ حَلالًا، ولا أُحِلُّ حَرامًا، ولَكِن واللهِ لا تَجتَمِعُ ...» مِثْلُهُ.
ذكر القرطبي فوائد منها:
-ويفيد هذا: أن حكم الله على عليٍّ، وعلى غيره التخيير في نكاح ما طاب له من النساء إلى الأربع، ولكن النبي ﷺ إنما منع عليًّا من ذلك لما خاف على ابنته من المفسدة في دينها من ضرر عداوةٍ تَسري إليها، فتتأذى في نفسها، فيتأذى النبي ﷺ بسببها، وأذى النبي - ﷺ- حرام، فيحرم ما يؤدي إليه, ففيه القول بسد الذرائع وإعمال المصالح.
- بيان أن حرمة النبي ﷺ أعظم من حرمة غيره.
- وفيه: ما يدلّ على جواز غضب الرَّجل لابنته وولده وحرمه، وعلى الحرص في دفع ما يؤدي لضررهم، إذا كان ذلك بوجه جائز.
- وفيه ما يدلّ على جواز خطبة الإمام الناس وجمعهم لأمر يحدث.
-قوله( وَإِني لَستُ أُحَرِّمُ حَلَالًا) صريح في أن الحكم بالتحليل والتحريم من الله تعالى، وإنَّما الرسول مُبلغ.
- وفيه أن الرسول ﷺ أعلن هذا على المنبر ولم يسر إلى علي بن أبي طالب, ولا إلى الذين استأذنوه؛ لأن الأمر شديد. (ابن عثيمين).
- وفيه دليل على محبة الرسول ﷺ لفاطمة رضي الله عنها(ابن عثيمين).
- قال الإتيوبي: بيان تحريم إيذاء النبي ﷺ بكل حال، وعلى كل وجه، وإن كان تولد ذلك الإيذاء مما كان أصله مباحًا، وهو في هذا بخلاف غيره.

٢٢٨٦. (خ م) (٢٤٥٠) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: كُنَّ أزْواجُ النَّبِيِّ ﷺ عِندَهُ لَم يُغادِر مِنهُنَّ واحِدَةً، فَأَقبَلَت فاطِمَةُ تَمشِي، ما تُخطِئُ مِشيَتُها مِن مِشيَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ شَيئًا، فَلَمّا رَآها رَحَّبَ بِها، فَقالَ: «مَرحَبًا بِابنَتِي». ثُمَّ أجلَسَها عَن يَمِينِهِ أو عَن شِمالِهِ، ثُمَّ سارَّها فَبَكَت بُكاءً شَدِيدًا، فَلَمّا رَأى جَزَعَها سارَّها الثّانِيَةَ، فَضَحِكَت، فَقُلتُ لَها: خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِن بَينِ نِسائِهِ بِالسِّرارِ، ثُمَّ أنتِ تَبكِينَ، فَلَمّا قامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ سَأَلتُها: ما قالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ ﷺ؟ قالَت: ما كُنتُ أُفشِي عَلى رَسُولِ اللهِ ﷺ سِرَّهُ. قالَت: فَلَمّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قُلتُ: عَزَمتُ عَلَيكِ بِما لِي عَلَيكِ مِن الحَقِّ لَما حَدَّثتِنِي ما قالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقالَت: أمّا الآنَ فَنَعَم، أمّا حِينَ سارَّنِي فِي المَرَّةِ الأُولى فَأَخبَرَنِي: «أنَّ جِبرِيلَ كانَ يُعارِضُهُ القُرآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً أو مَرَّتَينِ، وإنَّهُ عارَضَهُ الآنَ مَرَّتَينِ، وإنِّي لا أُرى الأَجَلَ إلا قَد اقتَرَبَ، فاتَّقِي اللهَ واصبِرِي، فَإنَّهُ نِعمَ السَّلَفُ أنا لَكِ». قالَت: فَبَكَيتُ بُكائِي الَّذِي رَأَيتِ، فَلَمّا رَأى جَزَعِي سارَّنِي الثّانِيَةَ، فَقالَ: «يا فاطِمَةُ؛ أما تَرضَي أن تَكُونِي سَيِّدَةَ نِساءِ المُؤمِنِينَ، أو سَيِّدَةَ نِساءِ هَذِهِ الأُمَّةِ». قالَت: فَضَحِكتُ ضَحِكِي الَّذِي رَأَيتِ. وفي رواية: أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ دَعا ابْنَتَهُ فَسارَّها ... وفِيها: قالَتْ: سارَّنِي فَأَخْبَرَنِي بِمَوْتِهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أنِّي أوَّلُ مَن يَتْبَعُهُ مِن أهْلِهِ، فَضَحِكتُ. وفي رواية (خ): «أما تَرضَينَ أن تَكُونِي سَيِّدَةَ نِساءِ أهلِ الجَنَّةِ، أو نِساءِ المُؤمِنِينَ». وفي رواية: فَقُلْتُ لَها: ما يُبْكِيكِ؟ ... وفِيها: فَقُلْتُ: ما رَأَيْتُ كاليَوْمِ فَرَحًا أقْرَبَ مِن حُزْنٍ.
ذكر الشيخ ابن عثيمين فوائد منها:
- اجتماع زوجات النبي ﷺ إليه مما يدل على أن الغيرة التي تكون في نفوسهن تزول عند الاجتماع على مافيه المصلحة , وأن هذا هو ماينبغي للزوجات المتعددات يذهبن مافي قلوبهن من الغيرة بقدر الإمكان.
- وفيه أن الولد يشبه أباه, إما في الصفة, وإما في الهيئة, وإما في المشية, وإما في الصوت؛ لأنها تقول: إن مشية فاطمة كمشية رسول الله--.
- حسن خلق الرسول ﷺ ومعاملته أولاده وترحيبه بهم صلوات الله وسلامه عليه, وهكذا ينبغي أن يكون الوالد مع أولاده.
- مشروعية نصيحة الإنسان بتقوى الله تعالى والصبر؛ لقوله لفاطمة "فَاتَّقِي اللهَ وَاصبِرِي" .
- جواز ثناء الإنسان على نفسه بما هو فيه للمصلحة لقوله "فَإِنَّهُ نِعمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ" نعم هو والله نعم السلف لها ولعباد الله الصالحين.
- جواز سؤال الإنسان عما وقع من السر بين اثنين ولكن بشرط أن يكون في ذلك مصلحة, أما إذا لم يكن فيه مصلحة, فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
-قال الإتيوبي: بيان فضل فاطمة رضي الله عنها فقد أخبر النبي ﷺ
بأنها سيدة نساء أهل الجنة.
- قوله(فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ مَنْ يَتْبَعُهُ مِنْ أَهْلِهِ) قال النووي: هذه معجزة ظاهرة له ﷺ بل معجزتان فأخبر ببقائها بعده وبأنها أول أهله لحاقا به ووقع كذلك.
- وفيه أن في ضحك فاطمة رضي الله عنها بيان إيثارهم الآخرة، وسرورهم بالانتقال إليها، والخلاص من الدنيا.(الإتيوبي).
- قال ابن بطال: مساررة الواحد مع الواحد بحضرة الجماعة جائز؛ لأن المعنى الذي يُخاف من ترك الواحد لا يُخاف من ترك الجماعة.
- قال القرطبي: كان جبريل يعارضه كل سنة مرَّة، يدل على استحباب عرض القرآن على الشيوخ ولو مرَّة في السَّنة.
- الأخذ بالقرينة؛ لأن النبي ﷺ أخذ أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين , وإنه عارضه الآن مرتين؛ بأن أجله قرب, والعمل بالقرائن ثابت ؛ لأن القرائن من البينات(ابن عثيمين).

باب: فِـي فَضائِلِ عائِشَةَ أُمِّ الـمُؤْمِنِينَ ﵂ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ


٢٢٨٧. (خ م) (٢٤٣٨) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أُرِيتُكِ فِي المَنامِ (ثَلاثَ لَيالٍ)، جاءَنِي بِكِ المَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امرَأَتُكَ. فَأَكشِفُ عَن وجهِكِ فَإذا أنتِ هِيَ، فَأَقُولُ: إن يَكُ هَذا مِن عِندِ اللهِ يُمضِهِ». لَفظُ (خ): مَرَّتَينِ.
- في هذا الحديث بيان أن عائشة رضي الله عنهم زوجت عن طريق الوحي بالرؤيا. (ابن عثيمين).
- بيان فضل عائشة رضي الله عنها (الإتيوبي(.

٢٢٨٨. (خ م) (٢٤٣٩) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: قالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إنِّي لأَعلَمُ إذا كُنتِ عَنِّي راضِيَةً، وإذا كُنتِ عَلَيَّ غَضبى». قالَت: فَقُلتُ: ومِن أينَ تَعرِفُ ذَلكَ؟ قالَ: «أمّا إذا كُنتِ عَنِّي راضِيَةً فَإنَّكِ تَقُولِينَ: لا ورَبِّ مُحَمَّدٍ، وإذا كُنتِ غَضبى قُلتِ: لا ورَبِّ إبراهِيمَ». قالَت: قُلتُ: أجَل، واللهِ يا رَسُولَ اللهِ؛ ما أهجُرُ إلا اسمَكَ.
- فيه بيان سعة أخلاق النبي ﷺ وشدة تحمله مايحصل من النساء بسبب الغيرة (الإتيوبي).
- تعني بذلك أنها وإن أعرضت عن ذكر اسمه في حالة غضبها, فقلبها, مغمور بمحبته ﷺ لم يتغير منها شيء, وفي هذا مايدل على ما كانا عليه من صفاء المحبة, وحسن العشرة. ( القرطبي )
- مغاضبة عائشة للنبي ﷺ هو مما تقدم للغيرة التي عفا عنها لها من أجلها، وعن النساء في كثير من الأحكام، ولولا هذا لكان على عائشة في ذلك من الحرج ما فيه: لأن الغضب على النبي ﷺ وهجره كبيرة لمن فعله واعتقده وعظمه، ألا ترى قولها: " إنما أهجر اسمك " فدل أن قلبها وحبها له كما كان، وإنما الغيرة في النساء لفرط المحبة. (القاضي عياض)

٢٢٨٩. (خ م) (٢٤٤٠) عَنْ عائِشَةَ ﵂؛ أنَّها كانَت تَلعَبُ بِالبَناتِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قالَت: وكانَت تَأتِينِي صَواحِبِي، فَكُنَّ يَنقَمِعنَ مِن رَسُولِ اللهِ ﷺ، قالَت: فَكانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُسَرِّبُهُنَّ إلَيَّ. زادَ (خ): فَيَلْعَبْنَ مَعِي.
وفي رواية (م): كُنتَ ألعَبُ بِالبَناتِ فِي بَيتِهِ، وهُنَّ اللُّعَبُ.
- بيان لُطف النبيّ - ﷺ -، وحُسْن معاشرته، فمن ذلك أنه كان يترك عائشة - رضي الله عنها - تلعب بالبنات مع صواحباتها، بل إذا خِفن منه، وانقمعن، يرسلهن إليها، حتى تقضي وَطَرَها من اللعب، وهذا غاية اللطف، وكريم الأخلاق، وحُسْن المعاشرة. (الإتيوبي).
- فيه جواز اللعب بالبنات، قال: وهنّ مخصوصات من الصور المنهيّ عنها، لهذا الحديث، ولمَا فيه من تدريب النساء في صغرهنّ لأَمْر أنفسهنّ، وبيوتهنّ، وأولادهنّ. (القاضي عياض)

٢٢٩٠. (خ م) (٢٤٤١) عَنْ عائِشَةَ ﵂؛ أنَّ النّاسَ كانُوا يَتَحَرّونَ بِهَداياهُم يَومَ عائِشَةَ، يَبتَغُونَ بِذَلكَ مَرضاةَ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
٢٢٩١. (خ م) (٢٤٤٢) عَنْ عائِشَةَ ﵂ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ قالَت: أرسَلَ أزْواجُ النَّبِيِّ ﷺ فاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فاستَأذَنَت عَلَيهِ (وهُوَ مُضطَجِعٌ مَعِي فِي مِرطِي)، فَأَذِنَ لَها، فَقالَت: يا رَسُولَ اللهِ؛ إنَّ أزواجَكَ أرسَلنَنِي إلَيكَ، يَسأَلنَكَ العَدلَ فِي ابنَةِ أبِي قُحافَةَ. وأَنا ساكِتَةٌ، قالَت: فَقالَ لَها رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أي بُنَيَّةُ؛ ألَستِ تُحِبِّينَ ما أُحِبُّ؟» فَقالَت: بَلى. (قالَ: «فَأَحِبِّي هَذِهِ»). قالَت: فَقامَت فاطِمَةُ حِينَ سَمِعَت ذَلكَ مِن رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَرَجَعَت إلى أزواجِ النَّبِيِّ ﷺ، فَأَخبَرَتهُنَّ بِالَّذِي قالَت وبِالَّذِي قالَ لَها رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقُلنَ لَها: (ما نُراكِ أغنَيتِ عَنّا مِن شَيءٍ)، فارجِعِي إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقُولِي لَهُ: إنَّ أزواجَكَ يَنشُدنَكَ العَدلَ فِي ابنَةِ أبِي قُحافَةَ. (فَقالَت فاطِمَةُ: واللهِ لا أُكَلِّمُهُ فِيها أبَدًا). قالَت عائِشَةُ: فَأَرسَلَ أزواجُ النَّبِيِّ ﷺ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ زَوجَ النَّبِيِّ ﷺ، (وهِيَ الَّتِي كانَت تُسامِينِي مِنهُنَّ فِي المَنزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ولَم أرَ امرَأَةً قَطُّ خَيرًا فِي الدِّينِ مِن زَينَبَ، وأَتقى للهِ، وأَصدَقَ حَدِيثًا، وأَوصَلَ لِلرَّحِمِ، وأَعظَمَ صَدَقَةً، وأَشَدَّ ابتِذالًا لِنَفسِها فِي العَمَلِ الَّذِي تَصَدَّقُ بِهِ وتَقَرَّبُ بِهِ إلى اللهِ تَعالى، ما عَدا سَورَةً مِن حِدَّةٍ كانَت فِيها تُسرِعُ مِنها الفَيئَةَ، قالَت: فاستَأذَنَت عَلى رَسُولِ اللهِ ﷺ، ورسُولُ الله ﷺ مَعَ عائِشَةَ فِي مِرطِها، عَلى الحالَةِ الَّتِي دَخَلَت فاطِمَةُ عَلَيها وهُوَ بِها)، فَأَذِنَ لَها رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقالَت: يا رَسُولَ اللهِ؛ إنَّ أزواجَكَ أرسَلنَنِي إلَيكَ يَسأَلنَكَ العَدلَ فِي ابنَةِ أبِي قُحافَةَ. قالَت: ثُمَّ وقَعَت بِي، فاستَطالَت عَلَيَّ، (وأَنا أرقُبُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، وأَرقُبُ طَرفَهُ؛ هَل يَأذَنُ لِي فِيها؟ قالَت: فَلَم تَبرَح زَينَبُ) حَتّى عَرَفتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ لا يَكرَهُ أن أنتَصِرَ، قالَت: فَلَمّا وقَعتُ بِها لَم أنشَبها حَتّى أنحَيتُ عَلَيها، قالَت: فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ (وتَبَسَّمَ): «إنَّها ابنَةُ أبِي بَكرٍ». لَفظُ (خ): فَقُلنَ: ارجِعِي إلَيهِ. فَأَبَتْ أن تَرجِعَ، فَأَرسَلنَ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ، فَأَتتْهُ فَأَغْلَظَتْ ... وفِيهِ: فَرَفَعَتْ صَوتَها حَتّى تَناوَلَت عائِشَةَ وهِيَ قاعِدَةٌ، فَسبَّتْها، حَتّى إنَّ رسولَ الله ﷺ لَيَنظُرُ إلى عائِشَةَ؛ هَل تَكَلَّمُ؟ ...
ورَوى (خ) فِي أوَّلِهِ: عَنها؛ أنَّ نِساءَ رَسُولِ اللهِ ﷺ كُنَّ حِزبَينِ: فَحِزبٌ فِيهِ عائِشَةُ وحَفصَةُ وصَفيَّةُ وسَودَةُ، والحِزبُ الآخَرُ أُمُّ سَلَمَةَ وسائِرُ نِساءِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وكانَ المُسلِمُونَ قَد عَلِمُوا حُبَّ رَسُولِ اللهِ ﷺ عائِشَةَ، فَإذا كانَت عِنْدَ أحَدِهِم هَدِيةٌ يُريدُ أن يُهدِيَها إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ أخَّرَها، حَتّى إذا كانَ رَسُولُ الله ﷺ فِي بَيتِ عائِشَةَ بَعَثَ صاحِبُ الهَدِيَّةِ بِها إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي بَيتِ عائِشَةَ، فَكَلَّمَ حِزبُ أُمِّ سلمةَ، فَقُلنَ لَها: كَلِّمي رَسُولَ اللهِ ﷺ يُكلِّمُ النّاسَ فَيَقُولُ: مَن أرادَ أن يُهدِيَ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ هَدِيةً فَليُهدِهِ إلَيهِ حَيثُ كانَ مِن بُيُوتِ نِسائِهِ، فَكَلَّمتهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِما قُلنَ، فَلَم يَقُل لَها شَيئًا، فَسَأَلنَها، فَقالَت: ما قالَ لِي شَيئًا. فَقُلنَ لَها: فَكَلِّمِيهِ. قالَت: فَكَلَّمَتهُ حِينَ دارَ إلَيها أيضًا، فَلَم يَقُل لَها شَيئًا، فَسَأَلنَها، فَقالَت: ما قالَ لِي شَيئًا. فَقلُنَ لَها: كَلِّمِيهِ حَتّى يُكلِّمَكِ، فَدارَ إلَيها فَكَلَّمَتهُ، فَقالَ لَها: «لا تُؤذِينِي فِي عائِشَةَ، فَإنَّ الوَحيَ لَم يَأتِني وأَنا فِي ثَوبِ امرَأَةٍ إلّا عائِشَةَ». قالَت: فَقالَت: أتُوبُ إلى اللهِ مِن أذاكَ يا رَسُولَ اللهِ. ثُمَّ إنَّهنَّ دَعَونَ فاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللهِ ِ ﷺ ... نَحوَهُ.
وفي رواية (خ): فَقُلنَ: يا أُمَّ سَلَمَةَ، واللهِ إنَّ النّاسَ يَتَحَرَّونَ بِهَداياهُم يَومَ عائِشَةَ، وإنّا نُرِيدُ الخَيرَ كَما تُرِيدُهُ عائِشَةُ ... وفِيها: «فَإنَّهُ واللهِ ما نَزَلَ الوَحيُ وأَنا فِي لِحافِ امرَأَةٍ مِنكُنَّ غَيرِها».
- قوله( يَسأَلنَكَ العَدلَ) قال النووي: معناه يسألنك التسوية بينهن في محبة القلب, وكان ﷺ يسوي بينهن في الأفعال والمبيت ونحوه, وأما محبة القلب فكان يحب عائشة أكثر منهن.
- وقال النووي: أجمع المسلمون على أن محبتهن لا تكليف فيها, ولا يلزمه التسوية فيها ؛ لأنه لا قدرة لأحد عليها إلا الله سبحانه وتعالى وإنما يؤمر بالعدل في الأفعال.
- قولها (تُسَامِينِي ) قال النووي: أي تعادلني وتضاهيني في الحظوة والمنزلة الرفيعة, مأخوذ من السمو وهو الارتفاع.
- قوله(إِنَّهَا ابنَةُ أَبِي بَكرٍ) قال القرطبي: تنبيه على أصلها الكريم الذي نشأت عنه، واكتسبت الجزالة والبلاغة، والفضيلة منه، وطيب الفروع بطيب عروقها, وغذاؤها من عروقها, ففيه مدح عائشة وأبيها - رضي الله عنهما -.
- بيان فضل عائشة - رضي الله عنها -، ومنقبتها الظاهرة، حيث كان النبيّ - ﷺ - يُحبّها أكثر من غيرها من أزواجه، حتى عرف الناس ذلك، فكانوا يتحرّون بهداياهم يومها؛ طلبًا لمرضاته - ﷺ -(الإتيوبي).
- فيه بيان جواز حبّ الرجل بعض زوجاته أكثر من بعض، لكن بشرط أن لا يميل بسببه عن العدل في القَسْم إلى الجور. (الإتيوبي).
- فيه تنافس الضرائر، وتغايرهنّ على الرجل، وأن الرجل يسعه السكوت إذا تقاولن، ولا يميل مع بعض على بعض. (الإتيوبي).
- وفيه قَصْد الناس بالهدايا أوقات المسرّة، ومواضعها؛ ليزيد ذلك في سُرور المُهْدَى إليه.
- وفيه ما كان عليه أزواج النبيّ - ﷺ - من مهابته، والحياء منه، حتى راسلنه بأعزّ الناس عنده فاطمة - رضي الله عنها -(الإتيوبي).
- وفيه سرعة فهمهنّ، ورجوعهنّ إلى الحقّ، والتوقّف عنه.(الإتيوبي).

٢٢٩٢. (خ م) (٢٤٤٣) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: إن كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَيَتَفَقَّدُ يَقُولُ: «أينَ أنا اليَومَ؟ أينَ أنا غَدًا؟» استِبطاءً لِيَومِ عائِشَةَ، قالَت: فَلَمّا كانَ يَومِي قَبَضَهُ اللهُ بَينَ سَحرِي ونَحرِي.
ورَوى (خ) عَن عائِشَةَ قالَت: ماتَ النَّبِيُّ ﷺ وإنَّهُ لَبَينَ حاقِنَتِي وذاقِنَتِي فَلا أكرَهُ شِدَّةَ المَوتِ لأحَدٍ أبَدًا بَعدَ النَّبِيِّ ﷺ.
قال ابن عثيمين: وفيه من الفوائد:
- أن الرسول ﷺ بشر تجري عليه أحكام البشرية لقولها: في "مرضه", فهو يمرض, ويجوع ويبرد ويحتر وينسى, كل الطبيعة البشرية تعترية--.
- كمال عدل النبي ﷺ حيث يسأل أين أنا غدًا؟ مع العلم أنه يحب عائشة أكثر من غيرها وهذا مشهور عند نسائه.
- العمل بالقرائن؛ لأن النساء فهمن من ذلك أنه يريد يوم عائشة--.
- حسن معاشرة زوجات النبي ﷺ له؛ حيث أذن له أن يكون عند عائشة, مع العلم بأنهن كل واحدة تحب أن يكون عندها, ولكنهن قدمن راحة النبي-- على راحتهن.
- وفيه أن الإيمان أقوى من الغيرة لموافقة أزواج النبي ﷺ للنبي في تمريضه في بيت عائشة رضي الله عنها .
- ماحصل من المنقبة العظيمة لعائشة رضي الله عنها حيث اختار النبي ﷺ أن يكون مرضه في بيتها, وزيادة على ذلك فإنه مات في حجرها, وفي يومها.
- وأن النبي ﷺ مات موتًا حقيقًا؛ لقولها: "مرضه الذي مات فيه" وقوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30].

٢٢٩٣. (خ م) (٢٤٤٤) عَنْ عائِشَةَ ﵂؛ أنَّها سَمِعَت رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ قَبلَ أن يَمُوتَ، وهُوَ مُسنِدٌ إلى صَدرِها، وأَصغَت إلَيهِ وهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغفِر لِي، وارحَمنِي، وأَلحِقنِي بِالرَّفِيقِ».
٢٢٩٤. (خ م) (٢٤٤٤) عَنْ عائِشَةَ ﵂ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ قالَت: كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقُولُ وهُوَ صَحِيحٌ: «إنَّهُ لَم يُقبَض نَبِيٌّ قَطُّ حَتّى يُرى مَقعَدُهُ فِي الجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرُ». قالَت عائِشَةُ: فَلَمّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ ورَأسُهُ عَلى فَخِذِي غُشِيَ عَلَيهِ ساعَةً، ثُمَّ أفاقَ، فَأَشخَصَ بَصَرَهُ إلى السَّقفِ، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعلى». قالَت عائِشَةُ: قُلتُ: إذًا لا يَختارُنا، قالَت عائِشَةُ: وعَرَفتُ الحَدِيثَ الَّذِي كانَ يُحَدِّثُنا بِهِ وهُوَ صَحِيحٌ، فِي قَولِهِ: «إنَّهُ لَم يُقبَض نَبِيٌّ قَطُّ حَتّى يَرى مَقعَدَهُ مِن الجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ». قالَت عائِشَةُ: فَكانَت تِلكَ آخِرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِها رَسُولُ اللهِ ﷺ قَولَهُ: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعلى». وفِي رِوايَةٍ زاد: وأخذتهُ بُحَّةٌ، يقول: «﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصّالِحِينَ وحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾» [النساء: ٦٩]. قالَت: فظننتُهُ خُيِّرَ حَينَئِذٍ.
- وتخيير الله للأنبياء عند الموت مبالغة في إكرامهم، وفي ترفيع مراتبهم عند الله تعالى، وليستخرج منهم شدَّة شوقهم، ومحبتهم له تعالى، ولما عنده. ( القرطبي )

٢٢٩٥. (خ م) (٢٤٤٥) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إذا خَرَجَ أقرَعَ بَينَ نِسائِهِ، فَطارَت القُرعَةُ عَلى عائِشَةَ وحَفصَةَ، فَخَرَجَتا مَعَهُ جَمِيعًا، وكانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إذا كانَ بِاللَّيلِ سارَ مَعَ عائِشَةَ يَتَحَدّثُ مَعَها، فَقالَت حَفصَةُ لِعائِشَةَ: ألا تَركَبِينَ اللَّيلَةَ بَعِيرِي وأَركَبُ بَعِيرَكِ، فَتَنظُرِينَ وأَنظُرُ؟ قالَت: بَلى. فَرَكِبَت عائِشَةُ عَلى بَعِيرِ حَفصَةَ، ورَكِبَت حَفصَةُ عَلى بَعِيرِ عائِشَةَ، فَجاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إلى جَمَلِ عائِشَةَ وعَلَيهِ حَفصَةُ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ سارَ مَعَها حَتّى نَزَلُوا، فافتَقَدَتهُ عائِشَةُ، فَغارَت، فَلَمّا نَزَلُوا جَعَلَت تَجعَلُ رِجلَها بَينَ الإذخِرِ، وتَقُولُ: يا رَبِّ سَلِّط عَلَيَّ عَقرَبًا أو حَيَّةً تَلدَغُنِي، (رَسُولُكَ) ولا أستَطِيعُ أن أقُولَ لَهُ شَيئًا.
-ففيه صحة الإقراع في القسم بين الزوجات ، قال الشافعي وجماهير العلماء : وفيه أن من أراد سفرا ببعض نسائه أقرع بينهن كذلك, وإقراعه ﷺ من حسن عشرته ومكارم أخلاقه. (النووي)

٢٢٩٦. (خ م) (٢٤٣١) عَنْ أبِي مُوسى ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كَمَلَ مِن الرِّجالِ كَثِيرٌ، ولَم يَكمُل مِن النِّساءِ غَيرُ مَريَمَ بِنتِ عِمرانَ، وآسِيَةَ امرَأَةِ فِرعَونَ، وإنَّ فَضلَ عائِشَةَ عَلى النِّساءِ كَفَضلِ الثَّرِيدِ عَلى سائِرِ الطَّعامِ».
-هذا الحديث يستدل به من يقول بنبوة النساء ، ونبوة آسية ومريم ، والجمهور على أنهما ليستا نبيتين ، بل هما صديقتان ووليتان من أولياء الله تعالى ، ولفظة " الكمال " تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه ، والمراد هنا التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى. (النووي)
-وفضل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة ، وليس في هذا تصريح بتفضيلها على مريم وآسية ؛ لاحتمال أن المراد تفضيلها على نساء هذه الأمة. (النووي)

٢٢٩٧. (خ م) (٢٤٤٧) عَنْ عائِشَةَ ﵂ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ قالَت: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يا عائِشُ؛ هَذا جِبرِيلُ يَقرَأُ عَلَيكِ السَّلامَ». قالَت: فَقُلتُ: و﵇ ورَحمَةُ اللهِ، قالَت: وهُوَ يَرى ما لا أرى.
-فيه فضيلة ظاهرة لعائشة رضي الله عنها .
- وفيه استحباب بعث السلام ، ويجب على الرسول تبليغه .
- وفيه بعث الأجنبي السلام إلى الأجنبية الصالحة إذا لم يخف ترتب مفسدة ، وأن الذي يبلغه السلام يرد عليه ، قال أصحابنا : وهذا الرد واجب على الفور ، وكذا لو بلغه سلام في ورقة من غائب لزمه أن يرد السلام عليه باللفظ على الفور إذا قرأه. (النووي)

٢٢٩٨. (خ م) (٢٤٤٨) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: جَلَسَ إحدى عَشرَةَ امرَأَةً فَتَعاهَدنَ وتَعاقَدنَ أن لا يَكتُمنَ مِن أخبارِ أزواجِهِنَّ شَيئًا، قالَت الأُولى: زَوجِي لَحمُ جَمَلٍ غَثٍّ، عَلى رَأسِ جَبَلٍ وعرٍ، لا سَهلٌ فَيُرتَقى، ولا سَمِينٌ فَيُنتَقَلَ. قالَت الثّانِيَةُ: زَوجِي لا أبُثُّ خَبَرَهُ، إنِّي أخافُ أن لا أذَرَهُ، إن أذكُرهُ أذكُر عُجَرَهُ وبُجَرَهُ. قالَت الثّالِثَةُ: زَوجِي العَشَنَّقُ، إن أنطِق أُطَلَّق، وإن أسكُت أُعَلَّق. قالَت الرّابِعَةُ: زَوجِي كَلَيلِ تِهامَةَ، لا حَرَّ ولا قُرَّ، ولا مَخافَةَ ولا سَآمَةَ. قالَت الخامِسَةُ: زَوجِي إن دَخَلَ فَهِدَ، وإن خَرَجَ أسِدَ، ولا يَسأَلُ عَمّا عَهِدَ. قالَت السّادِسَةُ: زَوجِي إن أكَلَ لَفَّ، وإن شَرِبَ اشتَفَّ، وإن اضطَجَعَ التَفَّ، ولا يُولِجُ الكَفَّ لِيَعلَمَ البَثَّ. قالَت السّابِعَةُ: زَوجِي غَياياءُ أو عَياياءُ، طَباقاءُ، كُلُّ داءٍ لَهُ داءٌ، شَجَّكِ أو فَلَّكِ أو جَمَعَ كُلًا لَكِ. قالَت الثّامِنَةُ: زَوجِي الرِّيحُ رِيحُ زَرنَبٍ، والمَسُّ مَسُّ أرنَبٍ. قالَت التّاسِعَةُ: زَوجِي رَفِيعُ العِمادِ، طَوِيلُ النِّجادِ، عَظِيمُ الرَّمادِ، قَرِيبُ البَيتِ مِن النّادِي. قالَت العاشِرَةُ: زَوجِي مالِكٌ؛ وما مالِكٌ؟ مالِكٌ خَيرٌ مِن ذَلكَ، لَهُ إبِلٌ كَثِيراتُ المَبارِكِ، قَلِيلاتُ المَسارِحِ، إذا سَمِعنَ صَوتَ المِزهَرِ أيقَنَّ أنَّهُنَّ هَوالِكُ. قالَت الحادِيَةَ عَشرَةَ: زَوجِي أبُو زَرعٍ؛ فَما أبُو زَرعٍ؟ أناسَ مِن حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، ومَلأَ مِن شَحمٍ عَضُدَيَّ، وبَجَّحَنِي فَبَجَحَت إلَيَّ نَفسِي، وجَدَنِي فِي أهلِ غُنَيمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي أهلِ صَهِيلٍ وأَطِيطٍ، ودائِسٍ ومُنَقٍّ، فَعِندَهُ أقُولُ فَلا أُقَبَّح، وأَرقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وأَشرَبُ فَأَتَقَنَّحُ، أُمُّ أبِي زَرعٍ؛ فَما أُمُّ أبِي زَرعٍ؟ عُكُومُها رَداحٌ، وبَيتُها فَساحٌ، ابنُ أبِي زَرعٍ؛ فَما ابنُ أبِي زَرعٍ؟ مَضجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطبَةٍ، ويُشبِعُهُ ذِراعُ الجَفرَةِ، بِنتُ أبِي زَرعٍ؛ فَما بِنتُ أبِي زَرعٍ؟ طَوعُ أبِيها، وطَوعُ أُمِّها، ومِلءُ كِسائِها، وغَيظُ جارَتِها، جارِيَةُ أبِي زَرعٍ؛ فَما جارِيَةُ أبِي زَرعٍ؟ لا تَبُثُّ حَدِيثَنا تَبثِيثًا، ولا تُنَقِّثُ مِيرَتَنا تَنقِيثًا، ولا تَملأُ بَيتَنا تَعشِيشًا، قالَت: خَرَجَ أبُو زَرعٍ والأَوطابُ تُمخَضُ، فَلَقِيَ امرَأَةً مَعَها ولَدانِ لَها كالفَهدَينِ، يَلعَبانِ مِن تَحتِ خَصرِها بِرُمّانَتَينِ، فَطَلَّقَني ونَكَحَها، فَنَكَحتُ بَعدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا، وأَخَذَ خَطِّيًّا، وأَراحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وأَعطانِي مِن كُلِّ رائِحَةٍ زَوجًا، قالَ: كُلِي أُمَّ زَرعٍ، ومِيرِي أهلَكِ، فَلَو جَمَعتُ كُلَّ شَيءٍ أعطانِي ما بَلَغَ أصغَرَ آنِيَةِ أبِي زَرعٍ. قالَت عائِشَة: قالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كُنتُ لَكِ كَأَبِي زَرعٍ لأُمِّ زَرعٍ».
-قال العلماء : في حديث أم زرع هذا فوائد ، منها : استحباب حسن المعاشرة للأهل .
-وجواز الإخبار عن الأمم الخالية ، وأن المشبه بالشيء لا يلزم كونه مثله في كل شيء .
-ومنها أن كنايات الطلاق لا يقع بها طلاق إلا بالنية ؛ لأن النبي ﷺ قال لعائشة : كنت لك كأبي زرع لأم زرع ، ومن جملة أفعال أبي زرع أنه طلق امرأته أم زرع كما سبق ، ولم يقع على النبي ﷺ طلاق بتشبيهه ؛ لكونه لم ينو الطلاق ، قال المازري : قال بعضهم : وفيه أن هؤلاء النسوة ذكر بعضهن أزواجهن بما يكره ، ولم يكن ذلك غيبة ؛ لكونهم لا يعرفون بأعيانهم أو أسمائهم ، وإنما الغيبة المحرمة أن يذكر إنسانا بعينه ، أو جماعة بأعيانهم. (النووي)

٢٢٩٩. (خ) (٤٧٥٣) عَنِ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ قالَ: استَأذَنَ ابنُ عَبّاسٍ ﵄ قَبلَ مَوتِها عَلى عائِشَةَ وهِيَ مَغلُوبَةٌ، قالَت: أخشى أن يُثنِيَ عَلَيَّ. فَقِيلَ: ابنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ومِن وُجُوهِ المُسلِمِينَ. قالَت: ائذَنُوا لَهُ. فَقالَ: كَيفَ تَجِدِينَكِ؟ قالَت: بِخَيرٍ إن اتَّقَيتُ، قالَ: فَأَنتِ بِخَيرٍ إن شاءَ اللهُ؛ زَوجَةُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ولَم يَنكِح بِكرًا غَيرَكِ، ونَزَلَ عُذرُكِ مِن السَّماءِ. ودَخَلَ ابنُ الزُّبَيرِ خِلافَهُ فَقالَت: دَخَلَ ابنُ عَبّاسٍ فَأَثنى عَلَيَّ، ووَدِدتُ أنِّي كُنتُ نِسيًا مَنسِيًّا. ورَوى (خ) عَنِ القاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ أنَّ عائِشَةَ اشتَكَت، فَجاءَ ابنُ عَبّاسٍ فَقالَ: يا أُمَّ المُؤمِنِينَ؛ تَقدَمِينَ عَلى فَرَطِ صِدقٍ، عَلى رَسُولِ اللهِ ﷺ وعَلى أبِي بَكرٍ.

باب: فِـي فَضائِلِ خَدِيجَةَ أُمِّ الـمُؤْمِنِينَ ﵂ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ


٢٣٠٠. (خ م) (٢٤٣٠) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ﵄ قالَ: سَمِعتُ عَلِيًّا بِالكُوفَةِ يَقُولُ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «خَيرُ نِسائِها مَريَمُ بِنتُ عِمرانَ، وخَيرُ نِسائِها خَدِيجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ». (قالَ أبُو كُرَيبٍ: وأَشارَ وكِيعٌ إلى السَّماءِ والأَرضِ).
٢٣٠١. (خ م) (٢٤٣٢) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قالَ: أتى جِبرِيلُ النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: «يا رَسُولَ اللهِ؛ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَد أتَتكَ، مَعَها إناءٌ فِيهِ إدامٌ أو طَعامٌ أو شَرابٌ، فَإذا هِيَ أتَتكَ فاقرَأ ﵍ مِن رَبِّها ﷿ ومِنِّي، وبَشِّرها بِبَيتٍ فِي الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ ولا نَصَبَ».
٢٣٠٢. (خ م) (٢٤٣٥) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: ما غِرتُ عَلى امرَأَةٍ ما غِرتُ عَلى خَدِيجَةَ، ولَقَد هَلَكَت قَبلَ أن يَتَزَوَّجَنِي بِثَلاثِ سِنِينَ، لِما كُنتُ أسمَعُهُ يَذكُرُها، ولَقَد أمَرَهُ رَبُّهُ ﷿ أن يُبَشِّرَها بِبَيتٍ مِن قَصَبٍ فِي الجَنَّةِ، وإن كانَ لَيَذبَحُ الشّاةَ ثُمَّ يُهدِيها إلى خَلائِلِها. وفِي رِوايَةِ (خ): فَرُبَّما قُلتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَم يَكُن فِي الدُّنيا امرَأَةٌ إلّا خَدِيجَةُ. فَيَقُولُ: «إنَّها كانَت، وكانَت، وكانَ لِي مِنها ولَدٌ». وفي رواية (م): فَأَغضَبتُهُ يَومًا فَقُلتُ: خَدِيجَةَ؟ فَقالَ: «إنِّي قَد رُزِقتُ حُبَّها». ورَوى (م) عَن عائِشَةَ قالَت: لَم يَتَزَوَّج النَّبيُّ ﷺ عَلى خَدِيجَةَ حَتّى ماتَت.
٢٣٠٣. (خ م) (٢٤٣٧) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: استَأذَنَت هالَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ أُختُ خَدِيجَةَ عَلى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَعَرَفَ استِئذانَ خَدِيجَةَ، (فارتاحَ) لِذَلكَ، فَقالَ: «اللَّهُمَّ هالَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ». فَغِرتُ، فَقُلتُ: وما تَذكُرُ مِن عَجُوزٍ مِن عَجائِزِ قُرَيشٍ، حَمراءِ الشِّدقَينِ، هَلَكَت فِي الدَّهرِ، فَأَبدَلَك اللهُ خَيرًا مِنها. لَفظُ (خ): فارتاعَ.
-وفي هذا كله دليل لحسن العهد ، وحفظ الود ، ورعاية حرمة الصاحب والعشير في حياته ووفاته ، وإكرام أهل ذلك الصاحب .(النووي)
- قال المصري وغيره من العلماء : الغيرة مسامح للنساء فيها ، لا عقوبة عليهن فيها ؛ لما جبلن عليه من ذلك ، ولهذا لم تزجر عائشة عنها ، قال القاضي : وعندي أن ذلك جرى من عائشة لصغر سنها ، وأول شبيبتها ، ولعلها لم تكن بلغت حينئذ .(النووي)

باب: فِـي فَضائِلِ زَيْنَبَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أُمِّ الـمُؤْمِنِينَ ﵂


٢٣٠٤. (خ م) (٢٤٥٢) عَنْ عائِشَةَ ﵂ أُمِّ المُؤمِنِينَ قالَت: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أسرَعُكُنَّ لَحاقًا بِي أطوَلُكُنَّ يَدًا». قالَت: فَكُنَّ يَتَطاوَلنَ؛ أيَّتُهُنَّ أطوَلُ يَدًا؟ قالَت: فَكانَت أطوَلَنا يَدًا (زَينَبُ)، لأَنَّها كانَت تَعمَلُ بِيَدِها وتَصَدَّق. لَفظُ (خ): أنَّ بَعضَ أزواجِ النَّبِيِّ ﷺ قُلنَ لِلنَّبيِّ ﷺ: أيُّنا أسرَعُ بِكَ لُحُوقًا؟ قالَ: «أطوَلُكُنَّ يَدًا». فَأَخَذُوا قَصَبَةً يَذرَعُونَها، فَكانَت سَودَةُ أطوَلَهُنَّ يَدًا، فَعَلِمنا بَعدُ أنَّما كانَت طُولَ يَدِها الصَّدَقَةُ، وكانَت أسرَعَنا لُحُوقًا بِهِ، وكانَت تُحِبُّ الصَّدَقَةَ.
-معنى الحديث أنهن ظنن أن المراد بطول اليد طول اليد الحقيقية ، وهي الجارحة ، فكن يذرعن أيديهن بقصبة ، فكانت سودة أطولهن جارحة ، وكانت زينب أطولهن يدا في الصدقة وفعل الخير ، فماتت زينب أولهن ، فعلموا أن المراد طول اليد في الصدقة والجود .(النووي)
-وفيه معجزة باهرة لرسول الله ﷺ ، ومنقبة ظاهرة لزينب رضي الله عنها. (النووي)

باب: فِـي فَضائِلِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أُمِّ الـمُؤْمِنِينَ ﵂


٢٣٠٥. (خ م) (٢٤٥١) عَنْ أبِي عُثْمانَ؛ (عَن سَلمانَ ﵁ قالَ: لا تَكُونَنَّ إن استَطَعتَ أوَّلَ مَن يَدخُلُ السُّوقَ، ولا آخِرَ مَن يَخرُجُ مِنها، فَإنَّها مَعرَكَةُ الشَّيطانِ، وبِها يَنصِبُ رايَتَهُ)، قالَ: وأُنبِئتُ أنَّ جِبرِيلَ أتى نَبِيَّ اللهِ ﷺ وعِندَهُ أُمُّ سَلَمَةَ، قالَ: فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ ثُمَّ قامَ، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ لأُمِّ سَلَمَةَ: «مَن هَذا؟» أو كَما قالَ، قالَت: هَذا دِحيَةُ. قالَ: فَقالَت أُمُّ سَلَمَةَ: ايمُ اللهِ ما حَسِبتُهُ إلا إيّاهُ، حَتّى سَمِعتُ خُطبَةَ نَبِيِّ اللهِ ﷺ يُخبِرُ خَبَرَنا. أو كَما قالَ، قالَ: فَقُلتُ لأَبِي عُثْمانَ: مِمَّن سَمِعتَ هَذا؟ قالَ: مِن أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ ﵄.
-شبه السوق وفعل الشيطان بأهلها ، ونيله منهم بالمعركة ; لكثرة ما يقع فيها من أنواع الباطل كالغش والخداع ، والأيمان الخائنة ، والعقود الفاسدة ، والنجش ، والبيع على بيع أخيه ، والشراء على شرائه ، والسوم على سومه ، وبخس المكيال والميزان .(النووي)
-وفيه منقبة لأم سلمة رضي الله عنها .
- وفيه جواز رؤية البشر الملائكة ووقوع ذلك ، ويرونهم على صورة الآدميين ; لأنهم لا يقدرون على رؤيتهم على صورهم ، وكان النبي ﷺ يرى جبريل على صورة دحية الكلبي غالبا ، ورآه مرتين على صورته الأصلية .(النووي)

باب: فَضائِلُ أسْماءَ بِنْتِ أبِي بَكْرٍ ﵄


٢٣٠٦. (خ) (٥٣٨٨) عَنْ عُرْوَةَ وعَنْ وهْبِ بْنِ كَيْسانَ قالَ: كانَ أهلُ الشَّأمِ يُعَيِّرُونَ ابنَ الزُّبَيرِ، يَقُولُونَ: يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَينِ. فَقالَت لَهُ أسماءُ: يا بُنَيَّ؛ إنَّهُم يُعَيِّرُونَكَ بِالنِّطاقَينِ، هَل تَدرِي ما كانَ النِّطاقانِ؟ إنَّما كانَ نِطاقِي، شَقَقتُهُ نِصفَينِ، فَأَوكَيتُ قِربَةَ رَسُولِ اللهِ ﷺ بِأَحَدِهِما، وجَعَلتُ فِي سُفرَتِهِ آخَرَ. قالَ: فَكانَ أهلُ الشَّأمِ إذا عَيَّرُوهُ بِالنِّطاقَينِ، يَقُولُ: إيهًا والإلَهِ، تِلكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عَنكَ عارُها.

باب: فَضائِلُ أُمِّ أيْمَنَ ﵂ حاضِنَةِ النَّبِيِّ ﷺ


٢٣٠٧. (م) (٢٤٥٣) عَنْ أنَسٍ ﵁ قالَ: انطَلَقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إلى أُمِّ أيمَنَ فانطَلَقتُ مَعَهُ، فَناوَلَتهُ إناءً فِيهِ شَرابٌ، قالَ: فَلا أدرِي؛ أصادَفَتهُ صائِمًا أو لَم يُرِدهُ؟ فَجَعَلَت تَصخَبُ عَلَيهِ وتَذَمَّرُ عَلَيهِ.
-ومعنى الحديث : أن النبي ﷺ رد الشراب عليها إما لصيام وإما لغيره فغضبت وتكلمت بالإنكار والغضب ، وكانت تدل عليه ﷺ ؛ لكونها حضنته وربته ﷺ ، وجاء في الحديث : " أم أيمن أمي بعد أمي " ، وفيه أن للضيف الامتناع من الطعام والشراب الذي يحضره المضيف إذا كان له عذر من صوم أو غيره مما هو مقرر في كتب الفقه. (النووي)

٢٣٠٨. (م) (٢٤٥٤) عَنْ أنَسٍ ﵁ قالَ: قالَ أبُو بَكرٍ بَعدَ وفاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ لِعُمَرَ: انطَلِق بِنا إلى أُمِّ أيمَنَ نَزُورُها كَما كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَزُورُها. فَلَمّا انتَهَينا إلَيها بَكَت، فَقالا لَها: ما يُبكِيكِ؟ ما عِندَ اللهِ خَيرٌ لِرَسُولِهِ ﷺ. فَقالَت: ما أبكِي أن لا أكُونَ أعلَمُ أنَّ ما عِندَ اللهِ خَيرٌ لِرَسُولِهِ ﷺ، ولَكِن أبكِي أنَّ الوَحيَ قَد انقَطَعَ مِنَ السَّماءِ. فَهَيَّجَتهُما عَلى البُكاءِ، فَجَعَلا يَبكِيانِ مَعَها.
٢٣٠٩. (خ) (٣٧٣٧) عن حَرمَلَةَ مَولى أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ أنَّهُ بَينَما هُوَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ إذ دَخَلَ الحَجّاجُ بنُ أيمَنَ، فَلَم يُتِمَّ رُكُوعَهُ ولا سُجُودَهُ، فَقال: أعِد. فَلَمّا ولّى قال لِي ابنُ عُمَرَ: مَن هَذا؟ قلت: الحَجّاجُ بنُ أيمَنَ بْنِ أُمِّ أيمَنَ، فَقال ابنُ عُمَرَ: لَو رَأى هَذا رَسُولُ اللهِ ﷺ لأَحَبَّهُ. فَذَكَرَ حُبَّهُ وما ولَدَتهُ أُمُّ أيمَنَ.

باب: فِـي فَضائِلِ أُمِّ سُلَيْمٍ أُمِّ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵄


٢٣١٠. (خ م) (٢٤٥٥) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁؛ قالَ: كانَ النَّبِيُّ ﷺ لا يَدخُلُ عَلى أحَدٍ مِن النِّساءِ إلاَّ عَلى أزواجِهِ، إلا أُمِّ سُلَيمٍ، فَإنَّهُ كانَ يَدخُلُ عَلَيها، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلكَ، فَقالَ: «إنِّي أرحَمُها، قُتِلَ أخُوها مَعِي».
-أم حرام أخت أم سليم أنهما كانتا خالتين لرسول الله ﷺ محرمين إما من الرضاع ، وإما من النسب ، فتحل له الخلوة بهما ، وكان يدخل عليهما خاصة ، لا يدخل على غيرهما من النساء إلا أزواجه . ‏(النووي)
-قال العلماء : ففيه جواز دخول المحرم على محرمه ، وفيه إشارة إلى منع دخول الرجل إلى الأجنبية وإن كان صالحا ، وفيه ذلك من الأحاديث الصحيحة المشهورة في تحريم الخلوة بالأجنبية . ( النووي)
-قال العلماء : فيه بيان ما كان عليه ﷺ من الرحمة والتواضع وملاطفة الضعفاء ، وفيه صحة الاستثناء من الاستثناء، ومثله في القرآن : { إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته } .(النووي)

٢٣١١. (خ م) (٢٤٥٧) عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ﵄؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: «أُرِيتُ الجَنَّةَ، فَرَأَيتُ امرَأَةَ أبِي طَلْحَةَ، ثُمَّ سَمِعتُ خَشخَشَةً أمامِي، فَإذا بِلالٌ». لَفظُ (خ): «رَأَيتُني دَخَلتُ الجَنَّةَ فَإذا أنا بِالرُّمَيْصاءِ ...». ورَوى (م) عَن أنَسِ بْنِ مِالِكٍ، عَنِ النَّبيِّ ﷺ قالَ: «دَخَلتُ الجَنَّةَ، فَسَمِعتُ خَشْفَةً، فَقُلتُ: مَن هَذا؟ قالُوا: هَذِهِ الغُمَيصاءُ بِنتُ مِلحانَ، أُمُّ أنَسِ بْنِ مالِكٍ».

باب: فِـي فَضائِلِ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ وأُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ ﵄


٢٣١٢. (خ م) (٢٤٢٥) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ﵄؛ أنَّهُ كانَ يَقُولُ: ما كُنّا نَدعُو زَيدَ بنَ حارِثَةَ إلا زَيدَ بنَ مُحَمَّدٍ، حَتّى نَزَلَ فِي القُرآنِ: ﴿ادْعُوهُمْ لآبائِهِمْ هُوَ أقْسَطُ عِندَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: ٥].
٢٣١٣. (خ م) (٢٤٢٦) عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄ قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَعثًا، وأَمَّرَ عَلَيهِم أُسامَةَ بنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ النّاسُ فِي إمرَتِهِ، فَقامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقالَ: «إن تَطعَنُوا فِي إمرَتِهِ فَقَد كُنتُم تَطعَنُونَ فِي إمرَةِ أبِيهِ مِن قَبلُ، وايمُ اللهِ إن كانَ لَخَلِيقًا لِلإمرَةِ، وإن كانَ لَمِن أحَبِّ النّاسِ إلَيَّ، وإنَّ هَذا لَمِن أحَبِّ النّاسِ إلَيَّ بَعدَهُ». وفِي رِوايَةٍ (م): «وايْمُ اللهِ إنَّ هذا لها لخَلِيقٌ -يُرِيدُ أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ- ... فَأُوصِيكُم بِهِ، فَإنَّهُ مِن صالِحِيكُم».
٢٣١٤. (خ) (٣٧٣٤) عن عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينارٍ قال: نَظَرَ ابنُ عُمَرَ ﵄ يَومًا وهُوَ فِي المَسْجِدِ إلى رَجُلٍ يَسحَبُ ثِيابَهُ فِي ناحِيَةٍ مِن المَسْجِدِ، فَقال: انظُر، مَن هَذا؟ لَيتَ هَذا عِندِي. قال لَهُ إنسانٌ: أما تَعرِفُ هَذا يا أبا عَبدِ الرَّحْمَنِ؟ هَذا مُحَمَّدُ بنُ أُسامَةَ. قال: فَطَأطَأَ ابنُ عُمَرَ رَأسَهُ، ونَقَرَ بِيَدَيهِ فِي الأرضِ، ثُمَّ قال: لَو رَآهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ لأَحَبَّهُ.

باب: فَضائِلُ سَلْمانَ وصُهَيْبٍ وبِلالٍ ﵃


٢٣١٥. (خ م) (٢٤٥٨) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِبِلالٍ عِنْدَ صَلاةِ الغَداةِ: «يا بِلالُ؛ حَدِّثنِي بِأَرجى عَمَلٍ عَمِلتَهُ عِندَكَ فِي الإسلامِ (مَنفَعَةً)، فَإنِّي سَمِعتُ اللَّيلَةَ خَشفَ نَعلَيكَ بَينَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ». قالَ بِلالٌ: ما عَمِلتُ عَمَلًا فِي الإسلامِ أرجى عِندِي مَنفَعَةً مِن أنِّي لا أتَطَهَّرُ طُهُورًا (تامًّا) فِي ساعَةٍ مِن لَيلٍ ولا نَهارٍ إلا صَلَّيتُ بِذَلكَ الطُّهُورِ ما كَتَبَ اللهُ لِي أن أُصَلِّيَ.
٢٣١٦. (م) (٢٥٠٤) عَنْ عائِذِ بْنِ عَمْرٍو؛ أنَّ أبا سُفيانَ أتى عَلى سَلمانَ وصُهَيبٍ وبِلالٍ فِي نَفَرٍ، فَقالُوا: والله ما أخَذَت سُيُوفُ اللهِ مِن عُنُقِ عَدُوِّ اللهِ مَأخَذَها. قالَ: فَقالَ أبُو بَكرٍ: أتَقُولُونَ هَذا لِشَيخِ قُرَيشٍ وسَيِّدِهِم؟ فَأَتى النَّبِيُّ ﷺ فَأَخبَرَهُ، فَقالَ: «يا أبا بَكرٍ؛ لَعَلَّكَ أغضَبتَهُم، لَئِن كُنتَ أغضَبتَهُم لَقَد أغضَبتَ رَبَّكَ». فَأَتاهُم أبُو بَكرٍ فَقالَ: يا إخوَتاه؛ أغضَبتُكُم؟ قالُوا: لا، يَغفِرُ اللهُ لَكَ يا أخِي.
٢٣١٧. (خ) (٣٧٥٤) عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ﵄ قالَ: كانَ عُمَرُ يَقُولُ: أبُو بَكرٍ سَيِّدُنا وأَعتَقَ سَيِّدَنا، يَعنِي بِلالًا.
٢٣١٨. (خ) (٣٧٥٥) عَنْ قَيْسِ بْنِ أبِي حازِمٍ؛ أنَّ بِلالًا قالَ لأبِي بَكرٍ: إن كُنتَ إنَّما اشتَرَيتَنِي لِنَفسِكَ فَأَمسِكنِي، وإن كُنتَ إنَّما اشتَرَيتَنِي للهِ فَدَعنِي وعَمَلَ اللهِ.

١ س١) الذي قال عنه النبي ﷺ: "اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه"، هو:

٥/٠