باب: فِـي فَضائِلِ حَسّانَ بْنِ ثابِتٍ ﵁
٢٣٥٢. (خ م) (٢٤٨٥) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁؛ أنَّ عُمَرَ مَرَّ بِحَسّانَ وهُوَ يُنشِدُ الشِّعرَ فِي المَسْجِدِ، (فَلَحَظَ إلَيهِ)، فَقالَ: قَد كُنتُ أُنشِدُ وفِيهِ مَن هُوَ خَيرٌ مِنكَ، ثُمَّ التَفَتَ إلى أبِي هُرَيْرَةَ فَقالَ: أنشُدُكَ اللهَ؛ أسَمِعتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «أجِب عَنِّي، اللَّهُمَّ أيِّدهُ بِرُوحِ القُدُسِ»؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعَم. رَواه (خ) عَن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ قالَ: مَرَّ عُمرُ ...
٢٣٥٣. (خ م) (٢٤٨٦) عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ ﵄ قالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ لِحَسّانَ بْنِ ثابِتٍ: «اهجُهُم أو هاجِهِم وجِبرِيلُ مَعَكَ».
٢٣٥٤. (خ م) (٢٤٨٨) عَنْ مَسْرُوقٍ قالَ: دَخَلتُ عَلى عائِشَةَ وعِندَها حَسّانُ بنُ ثابِتٍ يُنشِدُها شِعرًا، يُشَبِّبُ بِأبياتٍ لَهُ، فَقالَ:
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزَنُّ بِرِيبَةٍ *** وتُصْبِحُ غَرْثى مِن لُحُومِ الغَوافِلِ
فَقالَت لَهُ عائِشَةُ: لَكِنَّكَ لَستَ كَذَلكَ. قالَ مَسرُوقٌ: فَقُلتُ لَها: لِمَ تَأذَنِينَ لَهُ يَدخُلُ عَلَيكِ، وقَد قالَ اللهُ: ﴿والَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١١]. فَقالَت: فَأَيُّ عَذابٍ أشَدُّ مِن العَمى؟ إنَّهُ كانَ يُنافِحُ أو يُهاجِي عَن رَسُولِ اللهِ ﷺ.
ورَوى (خ) عَن عائِشَةَ ﵂: ﴿والَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ﴾ [النور: ١١] قالَت: عَبدُ الله بنُ أبيٍّ ابنُ سَلُولٍ.
٢٣٥٥. (خ م) (٢٤٨٩) عَنْ عائِشَةَ ﵂ قالَت: قالَ حَسّانُ: يا رَسُولَ اللهِ؛ ائذَن لِي فِي (أبِي سُفيانَ). قالَ: «كَيفَ بِقَرابَتِي مِنهُ؟» قالَ: والَّذِي أكرَمَكَ لأَسُلَّنَّكَ مِنهُم كَما تُسَلُّ الشَّعرَةُ مِن الخَمِيرِ. (فَقالَ حَسّانُ:
وإنَّ سَنامَ المَجْدِ مِن آلِ هاشِمٍ *** بَنُو بِنْتِ مَخْزُومٍ ووالِدُكَ العَبْدُ
قَصِيدَتَهُ هَذِهِ). لَفظُ (خ): «فَكَيفَ بِنَسبي؟».
٢٣٥٦. (م) (٢٤٩٠) عَنْ عائِشَةَ ﵂؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: «اهجُوا قُرَيشًا، فَإنَّهُ أشَدُّ عَلَيها مِن رَشقٍ بِالنَّبلِ». فَأَرسَلَ إلى ابْنِ رَواحَةَ فَقالَ: «اهجُهُم». فَهَجاهُم فَلَم يُرضِ، فَأَرسَلَ إلى كَعبِ بْنِ مالِكٍ، ثُمَّ أرسَلَ إلى حَسّانَ بْنِ ثابِتٍ، فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قالَ حَسّانُ: قَد آنَ لَكُم أن تُرسِلُوا إلى هَذا الأَسَدِ الضّارِبِ بِذَنَبِهِ. ثُمَّ أدلَعَ لِسانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ فَقالَ: والَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لأَفرِيَنَّهُم بِلِسانِي فَريَ الأَدِيمِ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لا تَعجَل، فَإنَّ أبا بَكرٍ أعلَمُ قُرَيشٍ بِأَنسابِها، وإنَّ لِي فِيهِم نَسَبًا حَتّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي». فَأَتاهُ حَسّانُ ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ قَد لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ، والَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لأَسُلَّنَّكَ مِنهُم كَما تُسَلُّ الشَّعرَةُ مِنَ العَجِينِ. قالَت عائشةُ: فَسَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ لِحَسّانَ: «إنَّ رُوحَ القُدُسِ لا يَزالُ يُؤَيِّدُكَ ما نافَحتَ عَن اللهِ ورَسُولِهِ». وقالَت: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «هَجاهُم حَسّانُ فَشَفى واشتَفى». قالَ حَسّانُ:
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ *** وعِنْدَ اللهِ فِي ذاكَ الجَزاءُ
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا *** رَسُولَ اللهِ شِيمَتُهُ الوَفاءُ
فَإنَّ أبِي ووالِدَهُ وعِرْضِي *** لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنكُمْ وِقاءُ
ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي إنْ لَمْ تَرَوْها *** تُثِيرُ النَّقْعَ غايَتُها كَداءُ
يُبارِينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِداتٍ *** عَلى أكتافِها الأَسَلُ الظِّماءُ
تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ *** تُلَطِّمُهُنَّ بِالخُمُرِ النِّساءُ
فَإنْ أعرَضْتُمُو عَنّا اعتَمَرْنا *** وكانَ الفَتْحُ وانْكَشَفَ الغِطاءُ
وإلّا فاصْبِرُوا لِضِرابِ يَوْمٍ *** يُعِزُّ اللهُ فِيهِ مَن يَشاءُ
وقالَ اللهُ قَدْ أرْسَلْتُ عَبْدًا *** يَقُولُ الحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفاءُ
وقالَ اللهُ قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا *** هُمُ الأَنْصارُ عُرْضَتُها اللِّقاءُ
لَنا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِن مَعَدٍّ *** سِبابٌ أوْ قِتالٌ أوْ هِجاءُ
فَمَن يَهْجُو رَسُولَ اللهِ مِنكُمْ *** ويَمْدَحُهُ ويَنْصُرُهُ سَواءُ
وجِبْرِيلٌ رَسُولُ اللهِ فِينا *** ورُوحُ القُدُسِ لَيْسَ لَهُ كِفاءُ
-اختلف العلماء في إنشاد الشعر في المسجد، فأجازه طائفة إذا كان الشعر مما لا بأس به وإذا كان فيه حكمة، أو فيه ذكر فخر النبي ﷺ والصحابة، فذلك جائز لا خلاف فيه؛ لأن الشعر إنما هو كلام موزون، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح. (ابن العربي).
-أن الشعر المشتمل على الحق مقبول بدليل دعاء النبي ﷺ لحسان على شعره، فإذا كان كذلك لا يمنع في المسجد كسائر الكلام المقبول. (العيني).
خص النبي - ﷺ - جبريل وهو روح القدس بنصرة من نصره ونافح عنه؛ لأن جبريل صاحب وحي الله إلى رسله، وهو يتولى نصر رسله وإهلاك أعدائهم المكذبين لهم، كما تولى إهلاك قوم لوط وفرعون في البحر. فمن نصر رسول الله وذب عنه أعداءه ونافح عنه كان جبريل معه ومؤيدا له كما قال لنبيه - ﷺ -: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير}[التحريم:4] (ابن رجب).
-أن الشعر المشتمل على الحق مقبول بدليل دعاء النبي ﷺ لحسان على شعره، فإذا كان كذلك لا يمنع في المسجد كسائر الكلام المقبول. (العيني).
خص النبي - ﷺ - جبريل وهو روح القدس بنصرة من نصره ونافح عنه؛ لأن جبريل صاحب وحي الله إلى رسله، وهو يتولى نصر رسله وإهلاك أعدائهم المكذبين لهم، كما تولى إهلاك قوم لوط وفرعون في البحر. فمن نصر رسول الله وذب عنه أعداءه ونافح عنه كان جبريل معه ومؤيدا له كما قال لنبيه - ﷺ -: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير}[التحريم:4] (ابن رجب).
باب: فِـي فَضْل جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ ﵁
٢٣٥٧. (خ م) (٢٤٧٥) عَنْ جَرِيرٍ ﵁ قالَ: ما حَجَبَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ مُنذُ أسلَمتُ، ولا رَآنِي إلا تَبَسَّمَ فِي وجهِي.
٢٣٥٨. (خ م) (٢٤٧٦) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يا جَرِيرُ؛ ألا تُرِيحُنِي مِن ذِي الخَلَصَةِ؟» بَيتٍ لِخَثعَمَ، كانَ يُدعى كَعبَةَ اليَمانِيَةِ، قالَ: فَنَفَرتُ فِي خَمسِينَ ومِائَةِ فارِسٍ، وكُنتُ لا أثبُتُ عَلى الخَيلِ، فَذَكَرتُ ذَلكَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، فَضَرَبَ يَدَهُ فِي صَدرِي، فَقالَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتهُ، واجعَلهُ هادِيًا مَهدِيًّا». قالَ: فانطَلَقَ فَحَرَّقَها بِالنّارِ، ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ رَجُلًا يُبَشِّرُهُ يُكنى أبا أرطاةَ مِنّا، فَأَتى رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَقالَ لَهُ: ما جِئتُكَ حَتّى تَرَكناها كَأَنَّها جَمَلٌ أجرَبُ. فَبَرَّكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلى خَيلِ أحمَسَ ورِجالِها خَمسَ مَرّاتٍ. وفي رواية (خ): فَضَرَبَ يَدَهُ عَلى صَدرِي حَتّى رَأَيتُ أثَرَ يَدِهِ فِي صَدرِي وقالَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتهُ واجعَلهُ هادِيًا مَهدِيًّا». قالَ فَما وقَعتُ عَن فَرَسٍ بَعدُ. وفي رواية: يُقالُ لَهُ الكَعبَةُ اليَمانِيَّةُ والكَعبَةُ الشّامِيَّةُ ... وفِيها: فَنَفَرَت إلَيهِ في مِائَةٍ وخَمسِينَ مِن أحْمَسَ، فَكَسَرناهُ وقَتَلنا مَن وجَدنا عِندَهُ ...
-وفيه إجابة دعاء النبى - ﷺ - لجرير بأن يثبته الله إذ شكا إليه أنه لا يثبت على الخيل.
2-فيه: البشارة في الفتوح، وما كان في معناه من كل ما فيه ظهور الإسلام وأهله لُيسَرَّ المسلمون بإعلاء الدين، ويبتهلوا إلى الله في الشكر على ما وهبهم من نعمه، ومنَّ عليهم من إحسانه، فقد أمر الله تعالى عباده بالشكر، ووعدهم المزيد. فقال: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]. (ابن الملقن).
2-فيه: البشارة في الفتوح، وما كان في معناه من كل ما فيه ظهور الإسلام وأهله لُيسَرَّ المسلمون بإعلاء الدين، ويبتهلوا إلى الله في الشكر على ما وهبهم من نعمه، ومنَّ عليهم من إحسانه، فقد أمر الله تعالى عباده بالشكر، ووعدهم المزيد. فقال: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]. (ابن الملقن).
باب: فِـي فَضْل أبِي دُجانَةَ سِماكِ بْنِ خَرَشَةَ ﵁
٢٣٥٩. (م) (٢٤٧٠) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أخَذَ سَيفًا يَومَ أُحُدٍ، فَقالَ: «مَن يَأخُذُ مِنِّي هَذا؟» فَبَسَطُوا أيدِيَهُم، كُلُّ إنسانٍ مِنهُم يَقُولُ: أنا أنا. فَقالَ: «فَمَن يَأخُذُهُ بِحَقِّهِ؟» قالَ: فَأَحجَمَ القَومُ، فَقالَ سِماكٌ بن خَرَشَةَ أبُو دُجانَةَ: أنا آخُذُهُ بِحَقِّهِ. فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هامَ المُشرِكِينَ.
باب: فِـي فَضْل جُلَيْبِيبٍ ﵁
٢٣٦٠. (م) (٢٤٧٢) عَنْ أبِي بَرْزَةَ ﵁؛ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ فِي مَغزًى لَهُ فَأَفاءَ اللهُ عَلَيهِ، فَقالَ لأَصحابِهِ: «هَل تَفقِدُونَ مِن أحَدٍ؟» قالُوا: نَعَم، فُلانًا وفُلانًا وفُلانًا. ثُمَّ قالَ: «هَل تَفقِدُونَ مِن أحَدٍ؟» قالُوا: نَعَم، فُلانًا وفُلانًا وفُلانًا. ثُمَّ قالَ: «هَل تَفقِدُونَ مِن أحَدٍ؟» قالُوا: لا. قالَ: «لَكِنِّي أفقِدُ جُلَيبِيبًا فاطلُبُوهُ». فَطُلِبَ فِي القَتلى فَوَجَدُوه إلى جَنبِ سَبعَةٍ قَد قَتَلَهُم ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتى النَّبِيُّ ﷺ فَوَقَفَ عَلَيهِ فَقالَ: «قَتَلَ سَبعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذا مِنِّي وأَنا مِنهُ، هَذا مِنِّي وأَنا مِنهُ». قالَ: فَوَضَعَهُ عَلى ساعِدَيهِ لَيسَ لَهُ إلا ساعِدا النَّبِيِّ ﷺ، قالَ: فَحُفِرَ لَهُ ووُضِعَ فِي قَبرِهِ، ولَم يَذكُر غَسلًا.
باب: فِـي فَضْل حاطِبِ بْنِ أبِي بَلْتَعَةَ وأَهْلِ بَدْرٍ وأَصْحابِ الشَّجَرَةِ ﵃
٢٣٦١. (م) (٢٤٩٥) عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ﵄؛ أنَّ عَبدًا لِحاطِبٍ جاءَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَشكُو حاطِبًا، فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ لَيَدخُلَنَّ حاطِبٌ النّارَ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كَذَبتَ، لا يَدخُلُها، فَإنَّهُ شَهِدَ بَدرًا والحُدَيبِيَةَ».
٢٣٦٢. (م) (٢٤٩٦) عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ ﵂؛ أنَّها سَمِعَتِ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ عِنْدَ حَفصَةَ: «لا يَدخُلُ النّارَ إن شاءَ اللهُ مِن أصحابِ الشَّجَرَةِ أحَدٌ؛ الَّذِينَ بايَعُوا تَحتَها». قالَت: بَلى يا رَسُولَ اللهِ. فانتَهَرَها، فَقالَت حَفصَةُ: ﴿وإن مِّنكُمْ إلاَّ وارِدُها﴾. فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «قَد قالَ اللهُ ﷿: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا﴾» [مريم: ٧٢].
باب: إنَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلى أهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: «اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»
٢٣٦٣. (خ م) (٢٤٩٤) عَنْ عَلِيٍّ ﵁ قالَ: بَعَثَنا رَسُولُ اللهِ ﷺ أنا والزُّبَيرَ والمِقدادَ، فَقالَ: «ائتُوا رَوضَةَ خاخٍ، فَإنَّ بِها ظَعِينَةً مَعَها كِتابٌ، فَخُذُوهُ مِنها». فانطَلَقنا تَعادى بِنا خَيلُنا، فَإذا نَحنُ بِالمَرأَةِ، فَقُلنا: أخرِجِي الكِتابَ. فَقالَت: ما مَعِي كِتابٌ. فَقُلنا: لَتُخرِجِنَّ الكِتابَ أو لَتُلقِيَنَّ الثِّيابَ. فَأَخرَجَتهُ مِن عِقاصِها، فَأَتَينا بِهِ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَإذا فِيهِ: مِن حاطِبِ بْنِ أبِي بَلتَعَةَ إلى ناسٍ مِن المُشرِكِينَ مِن أهلِ مَكَّةَ، يُخبِرُهُم بِبَعضِ أمرِ رَسُولِ اللهِ ﷺ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يا حاطِبُ؛ ما هَذا؟» قالَ: لا تَعجَل عَلَيَّ يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي كُنتُ امرًأ مُلصَقًا فِي قُرَيشٍ -قالَ سُفيانُ: كانَ حَلِيفًا لَهُم ولَم يَكُن مِن أنفُسِها- وكانَ مِمَّن كانَ مَعَكَ مِن المُهاجِرِينَ لَهُم قَراباتٌ، يَحمُونَ بِها أهلِيهِم، فَأَحبَبتُ إذ فاتَنِي ذَلكَ مِن النَّسَبِ فِيهِم أن أتَّخِذَ فِيهِم يَدًا، يَحمُونَ بِها قَرابَتِي، ولَم أفعَلهُ كُفرًا ولا ارتِدادًا عَن دِينِي، ولا رِضًا بِالكُفرِ بَعدَ الإسلامِ. فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صَدَقَ». فَقالَ عُمَرُ: دَعنِي يا رَسُولَ اللهِ أضرِب عُنُقَ هَذا المُنافِقِ. فَقالَ: «إنَّهُ قَد شَهِدَ بَدرًا، وما يُدرِيكَ؟ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلى أهلِ بَدرٍ فَقالَ: اعمَلُوا ما شِئتُم فَقَد غَفَرتُ لَكُم». فَأَنزَلَ اللهُ ﷿: ﴿ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ﴾ [الممتحنة: ١]. زادَ (خ): فَقُلنا: ما كَذَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ... فَلَمّا رَأَت الجِدَّ أهْوَتْ إلى حُجْزَتِها، وهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكَساءٍ فَأَخرَجَته ... وفِيها: فَقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللهِ؛ قَد خانَ اللهَ ورَسُولَهُ والمُؤمِنِينَ، فَدَعنِي فَلَأَضرِبَ عُنُقَهُ ... وفِيها: فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صَدَقَ، ولا تَقُولُوا لَهُ إلا خَيرًا». فَقالَ عُمَرُ: إنَّهُ قَد خانَ ... وفِيها: فَقالَ: «لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إلى أهلِ بَدرٍ فَقالَ اعمَلُوا ما شِئتُم فَقَد وجَبَت لَكُم الجَنَّةُ، أو فَقَد غَفَرتُ لَكُم». فَدَمَعَت عَينا عُمَرَ وقالَ: اللهُ ورَسُولُهُ أعلَمُ. وفي رواية (خ): قالَ: ما بِي إلّا أن أكُونَ مُؤمِنًا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وما غَيَّرتُ ولا بَدَّلتُ ..
-في الحديث فضيلة عظيمة لأهل بدر، من قوله: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، واتفق العلماء على أن هذا الوعد الكريم يشمل كل ما سبق لهم من ذنوب قبل يوم بدر.
-فيه معجزة ظاهرة لرسول الله ﷺ في إخباره بالظعينة.
- فيه هتك أستار الجواسيس، بقراءة كتبهم، سواء كان رجلا أو امرأة.
-وفيه هتك ستر المفسدة، إذا كان فيه مصلحة، أو كان في الستر مفسدة، وتحمل الأحاديث الواردة في الندب إلى الستر على ما إذا لم يكن فيه مفسدة، ولا تفوت به مصلحة.
-وفيه أن الجاسوس وغيره من أصحاب الذنوب الكبائر، لا يكفرون بذلك، وهذا التجسس كبيرة قطعا، لأنه يتضمن إيذاء النبي ﷺ، وهو كبيرة ولا شك، لقوله تعالى: { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة } [الأحزاب: 57]
-وفيه أنه لا يحد العاصي، ولا يعذر إلا بإذن الإمام.
-وفيه إشارة جلساء الإمام والحاكم بما يرونه، كما أشاره عمر بضرب عنق حاطب.
-وفيه فضيلة أهل الحديبية، وسيأتي باب من فضائل أصحاب الشجرة، أهل بيعة الرضوان.
-فيه معجزة ظاهرة لرسول الله ﷺ في إخباره بالظعينة.
- فيه هتك أستار الجواسيس، بقراءة كتبهم، سواء كان رجلا أو امرأة.
-وفيه هتك ستر المفسدة، إذا كان فيه مصلحة، أو كان في الستر مفسدة، وتحمل الأحاديث الواردة في الندب إلى الستر على ما إذا لم يكن فيه مفسدة، ولا تفوت به مصلحة.
-وفيه أن الجاسوس وغيره من أصحاب الذنوب الكبائر، لا يكفرون بذلك، وهذا التجسس كبيرة قطعا، لأنه يتضمن إيذاء النبي ﷺ، وهو كبيرة ولا شك، لقوله تعالى: { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة } [الأحزاب: 57]
-وفيه أنه لا يحد العاصي، ولا يعذر إلا بإذن الإمام.
-وفيه إشارة جلساء الإمام والحاكم بما يرونه، كما أشاره عمر بضرب عنق حاطب.
-وفيه فضيلة أهل الحديبية، وسيأتي باب من فضائل أصحاب الشجرة، أهل بيعة الرضوان.
باب: فِـي فَضْل عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ ﵁
٢٣٦٤. (خ) (٤٣٩٤) عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ ﵁ قالَ: أتَينا عُمَرَ ﵁ فِي وفدٍ، فَجَعَلَ يَدعُو رَجُلًا رَجُلًا ويُسَمِّيهِم، فَقلت: أما تَعرِفُنِي يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ؟ قالَ: بَلى، أسلَمتَ إذ كَفَرُوا، وأَقبَلتَ إذ أدبَرُوا، ووَفَيتَ إذ غَدَرُوا، وعَرَفتَ إذ أنكَرُوا. فَقالَ عَدِيٌّ: فَلا أُبالِي إذًا.
باب: فِـي فَضْلِ أبِي سُفْيانَ وابْنِهِ مُعاوِيةَ ﵄
٢٣٦٥. (م) (٢٥٠١) عَنِ ابْنِ عبّاسٍ ﵄ قالَ: كانَ المُسلِمُونَ لا يَنظُرُونَ إلى أبِي سُفيانَ ولا يُقاعِدُونَهُ، فَقالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: يا نَبِيَّ اللهِ؛ ثَلاثَةٌ أعطِنِيهِنَّ. قالَ: «نَعَم». قالَ: عِندِي أحسَنُ العَرَبِ وأَجمَلُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنتُ أبِي سُفيانَ أُزَوِّجُكَها. قالَ: «نَعَم». قالَ: ومُعاوِيَةُ تَجعَلُه كاتِبًا بَينَ يَدَيكَ. قالَ: «نَعَم». قالَ: وتُؤَمِّرُنِي حَتّى أُقاتِلَ الكُفّارَ كَما كُنتُ أُقاتِلُ المُسلِمِينَ، قالَ: «نَعَم». قالَ أبُو زُمَيلٍ: ولَولا أنَّهُ طَلَبَ ذَلكَ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ ما أعطاهُ ذَلكَ؛ لأَنَّهُ لَم يَكُن يُسأَلُ شَيئًا إلا قالَ: «نَعَم».
-إن الأكثر من الروايات والأصح منها: أن النبي ـ ﷺ ـ تزوج أم حبيبة، وهي بأرض الحبشة، وذلك أنها كانت تحت عبد الله بن جحش الأسدي، أسد خزيمة، فولدت له حبيبة التي كنيت بها، وأنها أسلمت وأسلم زوجها عبيد الله بن جحش، وهاجر بها إلى أرض الحبشة، ثم إن زوجها تنصَّر هناك، ومات نصرانيًّا، ثم إن رسول الله ﷺ ـ خطبها وهي بأرض الحبشة. (القرطبي).
باب: فِـي فَضْلِ قُرَيْشٍ والأَنْصارِ
٢٣٦٦. (خ م) (٢٥٢٠) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «قُرَيشٌ والأَنصارُ ومُزَينَةُ وجُهَينَةُ وأَسلَمُ وغِفارُ وأَشجَعُ مَوالِيَّ، لَيسَ لَهُم مَولىً دُونَ اللهِ ورَسُولِهِ».
-في هذا الحديث دليل على أن أفضل النساء اللواتي ركبن الإبل نساء قريش.
- في الحديث منقبة لنساء قريش، واستحباب تخير الزوجة (ابن حجر).
- وفيه فضل الحنو والشفقة، وحسن التربية والقيام على الأولاد، وحفظ مال الزوج وحسن التدبير فيه، ومشروعية إنفاق الزوج على زوجته. (موسى لاشين).
- في الحديث منقبة لنساء قريش، واستحباب تخير الزوجة (ابن حجر).
- وفيه فضل الحنو والشفقة، وحسن التربية والقيام على الأولاد، وحفظ مال الزوج وحسن التدبير فيه، ومشروعية إنفاق الزوج على زوجته. (موسى لاشين).
٢٣٦٧. (خ م) (٢٥٢٧) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «نِساءُ قُرَيشٍ خَيرُ نِساءٍ رَكِبنَ الإبِلَ، أحناهُ عَلى طِفلٍ، وأَرعاهُ عَلى زَوجٍ فِي ذاتِ يَدِهِ». (يَقُولُ أبُو هُرَيْرَةَ عَلى إثرِ ذَلكَ: ولَم تَركَب مَريَمُ بِنتُ عِمرانَ بَعِيرًا قَطُّ). وفي رواية: «خَيرُ نِساءٍ رَكبنَ الإبلَ صالِحُ نِساءِ قَرَيشٍ ...». وفي رواية (م): «أحْناهُ عَلى يَتِيمٍ فِي صِغَرِهِ».
وفي رواية (م): أنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَطَبَ أُمَّ هانِيءٍ بِنتَ أبِي طالِبٍ، فَقالَت: يا رَسُولَ اللهِ؛ إني قَد كَبِرْتُ، ولِي عِيالٌ، فَقالَ: «خَيرُ نِساءٍ ...» نَحوَهُ.
٢٣٦٨. (خ م) (٢٥٠٥) عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ﵄ قالَ: فِينا نَزَلَت: ﴿إذْ هَمَّت طّائِفَتانِ مِنكُمْ أن تَفْشَلا واللَّهُ ولِيُّهُما﴾ [آل عمران: ١٢٢]؛ بَنُو سَلِمَةَ وبَنُو حارِثَةَ، وما نُحِبُّ أنَّها لَم تَنزِل، لِقَولِ اللهِ ﷿: ﴿واللَّهُ ولِيُّهُما﴾.
٢٣٦٩. (خ م) (٢٥٠٦) عَنْ زَيْدِ بْنِ أرْقَمَ ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ اغفِر لِلأَنصارِ، ولأَبناءِ الأَنصارِ، وأَبناءِ أبناءِ الأَنصارِ». لَفظُ (خ): عَن أنَسِ بْنِ مالِكٍ يَقُولُ: حَزِنتُ عَلى مَن أُصِيبَ بِالحرَّةِ، فَكَتَبَ إليَّ زَيدُ بنُ أرقَمٍ وبَلَغهُ شِدَّةُ حُزنِي؛ يَذكُرُ أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ ... بِمِثلِهِ، وفِيهِ: فَسَأَلَ أنَسًا بَعضُ مَن كانَ عِندَهُ، فَقالَ: هُوَ الَّذِي يَقُولُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هَذا الَّذِي أوفى اللهُ لَهُ بِأُذُنِهِ».
ورَوى (م)عَن أنَسٍ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ استَغْفَرَ لِلأَنصارِ، قالَ: وأَحسِبُهُ قالَ: «ولِذَرارِيِّ الأَنصارِ، ولِمَوالِي الأَنصارِ». لا أشُكُّ فِيهِ.
ورَوى (خ) عَنه قالَ: قالَت الأَنصارُ: يا رَسُولَ اللهِ؛ لِكُلِّ نَبيٍّ أتباعٌ، وإنّا قَد اتَّبعناكَ؛ فادعُ اللهَ أن يَجعَلَ أتباعَنا مِنّا، فَدَعا بِهِ. وفي رواية: قالَ النَّبِيُّ ﷺ: «اللَّهُمَّ اجعَل أتباعَهُم مِنهُم».
٢٣٧٠. (خ م) (٢٥٠٨) عَنْ أنَسٍ ﵁؛ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأى صِبيانًا ونِساءً مُقبِلِينَ مِن عُرسٍ، فَقامَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ مُمثِلًا، فَقالَ: «اللَّهُمَّ أنتُم مِن أحَبِّ النّاسِ إلَيَّ، اللَّهُمَّ أنتُم مِن أحَبِّ النّاسِ إلَيَّ». يَعنِي الأَنصارَ.
٢٣٧١. (خ م) (٢٥٠٩) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁ يَقُولُ: جاءَت امرَأَةٌ مِن الأَنصارِ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ، قالَ: فَخَلا بِها رَسُولُ اللهِ ﷺ، وقالَ: «والَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إنَّكُم لأَحَبُّ النّاسِ إلَيَّ»، ثَلاثَ مَرّاتٍ. وفي رواية (خ): مَعَها أولادٌ لَها.
٢٣٧٢. (خ م) (٢٥١٠) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: «إنَّ الأَنصارَ كَرِشِي وعَيبَتِي، وإنَّ النّاسَ سَيَكثُرُونَ ويَقِلُّونَ، فاقبَلُوا مِن مُحسِنِهِم، واعفُوا عَن مُسِيئِهِم». وفي رواية (خ): قالَ: «أُوصِيكُم بِالأَنصارِ فَإنَّهُم كَرِشِي وعَيبَتِي وقَد قَضَوا الَّذِي عَلَيهِم وبَقِيَ الَّذِي لَهُم فاقبَلُوا مِن مُحسِنِهِم وتَجاوَزُوا عَن مُسِيئِهِم».
ورَوى (خ) عَنْ أنَسٍ قالَ: مَرَّ أبُو بَكرٍ والعَبّاسُ ﵄ بِمَجلِسٍ مِن مَجالِسِ الأَنصارِ وهُم يَبكُونَ، فَقالَ: ما يُبكِيكُم؟ قالا: ذَكَرنا مَجلِسَ النَّبِيِّ ﷺ مِنّا. فَدَخَلَ عَلى النَّبِيِّ ﷺ فَأَخبرُهُ بِذَلكَ، قالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وقَد عَصَبَ عَلى رَأسِهِ حاشِيةَ بُرْدٍ، قالَ: فَصَعِدَ المِنبَرَ، ولَم يَصعَدهُ بَعدُ ذَلكَ اليَومَ، فَحَمِدَ اللهَ وأَثنى عَلَيهِ، ثُم َّقالَ: «أُوصِيكُم بِالأَنصارِ، فَإنَّهُم كَرِشِي وعَيْبَتي، وقَد قَضَوا الَّذِي عَلَيهِم، وبَقِي الَّذِي لَهُم، فاقبَلُوا مِن ...».
ورَوى (خ) عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله ﷺ وعَلَيهِ مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بِها عَلى مِنكِبَيهِ، وعَلَيهِ عِصابةٌ دَسْماءُ، حَتّى جَلَسَ عَلى المِنبرِ، فَحَمِدَ اللهَ وأَثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ: «أمّا بَعدُ؛ أيُّها النّاسُ؛ فَإنَّ النّاسَ يَكثُرُونَ، وتَقِلُّ الأَنصارُ حَتّى يَكُونُوا كالمِلحِ فِي الطَّعامِ، فَمَن ولِيَ مِنكُم أمْرًا يَضُرُّ فِيهِ أحَدًا أو يَنفعُهُ فَليَقبَل ...» نحوه.
٢٣٧٣. (خ م) (٢٥١١) عن أبِي أُسَيدٍ ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «خَيرُ دُورِ الأَنصارِ بَنُو النَّجّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبدِ الأَشهَلِ، ثُمَّ بَنُو الحارِثِ بْنِ الخَزرَجِ، ثُمَّ بَنُو ساعِدَةَ، وفِي كُلِّ دُورِ الأَنصارِ خَيرٌ». فَقالَ سَعدٌ: ما أرى رَسُولَ اللهِ ﷺ إلا قَد فَضَّلَ عَلَينا. فَقِيلَ: قَد فَضَّلَكُم عَلى كَثِيرٍ.
وفي رواية (م): قالَ أبُو سَلَمَةَ: قالَ أبُو أُسَيدٍ: أُتَّهَمُ أنا عَلى رَسُول اللهِ ﷺ؟! لَو كُنتُ كاذِبًا لَبَدَأتُ بِقَومِي بَنِي ساعِدَةَ، وبَلَغَ ذَلكَ سَعدَ بنَ عُبادَةَ فَوَجَدَ فِي نَفسِهِ، وقالَ: خُلِّفْنا فَكُنّا آخِرَ الأَربَعِ، أسرِجُوا لِي حِمارِي آتِي رَسُولَ اللهِ ﷺ، وكَلَّمَهُ ابنُ أخِيهِ سَهلٌ، فَقالَ: أتَذْهَبُ لِتَرُدَّ عَلى رَسُول اللهِ ﷺ؟ ورَسُولُ اللهِ ﷺ أعلَمُ، أوَلَيسَ حَسْبُكَ أن تَكُونَ رابِعَ أربَعٍ، فَرَجَعَ وقالَ: اللهُ ورَسُولُهُ أعلَمُ. وأَمَرَ بِحِمارِهِ فَحُلَّ عَنْهُ.
وفي رواية (خ): فَقالَ سَعدُ بنُ عُبادَةَ، وكانَ ذا قِدَمٍ فِي الإسلامِ: أرى رَسُولَ اللهِ ﷺ قَد فَضَّلَ عَلَينا.
وزادَ (خ): ثُمَّ قالَ بِيَدِهِ فَقَبَضَ أصابِعَهُ، ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كالرّامِي بِيَدِهِ، ثُمَّ قالَ: «وفِي كُلِّ دَورٍ ...».
ورَوى (م) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ ُ الله ﷺ وهُوَ فِي مَجلِسٍ عَظِيمٍ مِن المُسلِمِينَ: «أُحدِّثُكُم بِخَيرِ دُورِ الأَنصارِ؟» قالُوا: نَعَم يا رَسُولَ اللهِ. قالَ ﷺ: «بَنُو عَبْدِ الأَشهَلِ». قالُوا: ثُمَّ مَن يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: «ثُمَّ بَنُو النَّجّارِ» ... وفِيها: فَقامَ سَعدُ بنُ عُبادَةَ مُغضَبًا ... نَحوَهُ.
٢٣٧٤. (خ) (٣٧٧٦) عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ قالَ: قُلتُ لأَنَسٍ: أرَأَيتَ اسمَ الأنصارِ؛ كُنتُم تُسَمَّونَ بِهِ أم سَمّاكُم اللهُ؟ قالَ: بَل سَمّانا اللهُ ﷿. كُنّا نَدخُلُ عَلى أنَسٍ فَيُحَدِّثُنا بِمَناقِب الأَنصارِ ومَشاهِدِهِم، ويُقبِلُ عَلَيَّ أو عَلى رَجُلٍ مِن الأزدِ فَيَقُولُ: فَعَلَ قَومُكَ يَومَ كَذا وكَذا كَذا وكَذا.
-وفيه من الفقه أن الإحسان من الكريم إذا شمل قوما لم يرض أن يقتصر بهم على نفوسهم دون أن يشتمل ذراريهم ومواليهم فيكون ذلك حينئذ إنعاما صافيا وكرما سابغا. (ابن هبيرة).
-بيان فضل الأنصار، حيث كانوا من أحب الناس إلى النبي - ﷺ - قال العلماء: يدخل في أتباع الأنصار ذراريهم ومواليهم وحلفاؤهم..
-بيان جواز شهود النساء، والصبيان للأعراس؛ لأنها شهادة لهم عليها، ومبالغة في الإعلان بالنكاح.
- بيان جواز القيام للترحيب بالقادم.
بيان ما كان عليه النبي - ﷺ - من التواضع وحسن العشرة، وكونه لا يميز بين الكبير والصغير، والرجال والنساء، فيحترم كلا بما يليق به، ويؤانسهم، ويتودد إليهم، ففيه مصداق قوله عز وجل: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
-بيان فضل الأنصار، حيث كانوا من أحب الناس إلى النبي - ﷺ - قال العلماء: يدخل في أتباع الأنصار ذراريهم ومواليهم وحلفاؤهم..
-بيان جواز شهود النساء، والصبيان للأعراس؛ لأنها شهادة لهم عليها، ومبالغة في الإعلان بالنكاح.
- بيان جواز القيام للترحيب بالقادم.
بيان ما كان عليه النبي - ﷺ - من التواضع وحسن العشرة، وكونه لا يميز بين الكبير والصغير، والرجال والنساء، فيحترم كلا بما يليق به، ويؤانسهم، ويتودد إليهم، ففيه مصداق قوله عز وجل: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
باب: فِـي حُسْنِ صُحْبَةِ الأَنْصارِ
٢٣٧٥. (خ م) (٢٥١٣) عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ ﵁ قالَ: خَرَجتُ مَعَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ فِي سَفَرٍ، فَكانَ يَخدُمُنِي، فَقُلتُ لَهُ: لا تَفعَل. فَقالَ: إنِّي قَد رَأَيتُ الأَنصارَ تَصنَعُ (بِرَسُولِ اللهِ ﷺ) شَيئًا، آلَيتُ أن لا أصحَبَ أحَدًا مِنهُم (إلاَّ خَدَمتُهُ). لفظ (خ): إلّا أكرَمتُهُ. وفي رواية: وكانَ جَرِيرٌ أكبَرَ مِن أنَسٍ.
باب: فِـي فَضْلِ الأَشْعَرِيِّينَ
٢٣٧٦. (خ م) (٢٤٩٩) عَنْ أبِي مُوسى ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إنِّي لأَعرِفُ أصواتَ رُفقَةِ الأَشعَرِيِّينَ بِالقُرآنِ حِينَ يَدخُلُونَ بِاللَّيلِ، وأَعرِفُ مَنازِلَهُم مِن أصواتِهِم بِالقُرآنِ بِاللَّيلِ، وإن كُنتُ لَم أرَ مَنازِلَهُم حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهارِ، ومِنهُم حَكِيمٌ إذا لَقِيَ الخَيلَ، أو قالَ: العَدُوَّ قالَ لَهُم: إنَّ أصحابِي يَأمُرُونَكُم أن تَنظُرُوهُم».
٢٣٧٧. (خ م) (٢٥٠٠) عَنْ أبِي مُوسى ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إنَّ الأَشعَرِيِّينَ إذا أرمَلُوا فِي الغَزوِ، أو قَلَّ طَعامُ عِيالِهِم بِالمَدِينَةِ، جَمَعُوا ما كانَ عِندَهُم فِي ثَوبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقتَسَمُوهُ بَينَهُم فِي إناءٍ واحِدٍ بِالسَّوِيّةِ، فَهُم مِنِّي وأَنا مِنهُم».
-يعني أن الأشعريين يجهرون بالقرآن في الليل فتعرف منازلهم بأصواتهم، وفيه فضيلة الأشعريين، وجواز الجهر بالقرآن في الليل إذا لم يكن فيه إيذاء لنائم أو لمصلٍّ أو غيرهما.
-أنهم كانوا يلازمون قراءة القرآن في حال رحيلهم وفي حالة نزولهم، وكان الأشعريين كثيرٌ فيهم قراءة القرآن بسبب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فإنه كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، فكان يقرأ لهم فتطيب لهم قراءته فيتعلمون منه القرآن، وأحبّوه فلازموه في حالتي الرحيل والنزول والله تعالى أعلم (القرطبي).
-أنهم كانوا يلازمون قراءة القرآن في حال رحيلهم وفي حالة نزولهم، وكان الأشعريين كثيرٌ فيهم قراءة القرآن بسبب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فإنه كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، فكان يقرأ لهم فتطيب لهم قراءته فيتعلمون منه القرآن، وأحبّوه فلازموه في حالتي الرحيل والنزول والله تعالى أعلم (القرطبي).
باب: فَضْلُ غِفارَ وأَسْلَمَ
٢٣٧٨. (خ م) (٢٥١٦) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: «أسلَمُ سالَمَها اللهُ، وغِفارُ غَفَرَ اللهُ لَها، (أما إنِّي لَم أقُلها، ولَكِن قالَها اللهُ ﷿».
وفي رواية (م): قالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: «ائتِ قَومَكَ فَقُل: إنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: أسلَمُ ...» الحديث.
ولَهُما عَن ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «غِفارُ غَفَرَ اللهُ لَها، وأَسلَمُ سالمَها اللهُ، وعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ ورسولَه».
باب: فِـي فَضْلِ مُزَيْنَةَ وجُهَيْنَةَ وغِفارَ
٢٣٧٩. (خ م) (٢٥٢٢) عَنْ أبِي بَكْرَةَ ﵁؛ أنَّ الأَقرَعَ بنَ حابِسٍ جاءَ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقالَ: إنَّما بايَعَكَ سُرّاقُ الحَجِيجِ، مِن أسلَمَ وغِفارَ ومُزَينَةَ وأَحسِبُ: جُهَينَةَ -مُحَمَّدٌ الَّذِي شَكَّ- فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أرَأَيتَ إن كانَ أسلَمُ وغِفارُ ومُزَينَةُ وأَحسِبُ: جُهَينَةُ خَيرًا مِن بَنِي تَمِيمٍ وبَنِي عامِرٍ وأَسَدٍ وغَطَفانَ؛ (أخابُوا وخَسِرُوا؟)» فَقالَ: نَعَم. قالَ: «فَوالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إنَّهُم لأَخيَرُ مِنهُم». وفي رواية زادَ: قالَ عَلى الِمنبَرِ، وفي رواية: «مِن بَنِي تَمِيمٍ وبَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ غَطَفانَ وعامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ». (ومَدَّ بِها صَوتَهُ)، فَقالُوا: يا رَسُولَ اللهِ؛ فَقَد خابُوا وخَسِرُوا ... وفي رواية: «و(الحَلِيفَينِ) بَنِي أسَدٍ وغَطَفانَ».
ولَهُما عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أسلَمُ وغِفارُ ...» نَحوَهُ. وفي رواية: «خَيرٌ عِندَ اللهِ يَومَ القِيامَةِ مِن أسَدٍ وغَطَفانَ وهَوازِنَ وتَميِمَ».
باب: دُعاءُ النَّبِيِّ ﷺ لِدَوْسٍ
٢٣٨٠. (خ م) (٢٥٢٤) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قالَ: قَدِمَ الطُّفَيلُ وأَصحابُهُ، فَقالُوا: يا رَسُولَ اللهِ؛ إنَّ دَوسًا قَد (كَفَرَت) وأَبَت، فادعُ اللهَ عَلَيها. فَقِيلَ: هَلَكَت دَوسٌ. فَقالَ: «اللَّهُمَّ اهدِ دَوسًا، وائتِ بِهِم». لَفظُ (خ): عَصَتْ.
باب: فِـي فَضْلِ بَنِي تَمِيمٍ
٢٣٨١. (خ م) (٢٥٢٥) عَنْ أبِي زُرْعَةَ قالَ: قالَ أبُو هُرَيْرَةَ: لا أزالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ مِن ثَلاثٍ سَمِعتُهُنَّ مِن رَسُولِ اللهِ ﷺ، سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «هُم أشَدُّ أُمَّتِي عَلى الدَّجّالِ». قالَ: وجاءَت صَدَقاتُهُم، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هَذِهِ صَدَقاتُ قَومِنا». قالَ: وكانَت سَبِيَّةٌ مِنهُم عِنْدَ عائِشَةَ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أعتِقِيها، فَإنَّها مِن ولَدِ إسماعِيلَ». وفي رواية (م): «هُم أشَدُّ النّاسِ قِتالًا فِي المَلاحمِ». ولَم يَذكُر الدَّجّالَ.
باب: فَضْلُ طَيِّئٍ
٢٣٨٢. (م) (٢٥٢٣) عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ ﵁ قالَ: أتَيتُ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ ﵁ فَقالَ لِي: إنَّ أوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَت وجهَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ووُجُوهَ أصحابِهِ صَدَقَةُ طَيِّئٍ، جِئتَ بِها إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ.
باب: فِـي المُؤاخاةِ والحِلْفِ
٢٣٨٣. (خ م) (٢٥٢٩) عَنْ عاصِمٍ الأَحْوَلِ قالَ: قِيلَ لأَنَسِ بْنِ مالِكٍ: بَلَغَكَ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: «لا حِلفَ فِي الإسلامِ»؟ فَقالَ أنَسٌ: قَد حالَفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَينَ قُرَيشٍ والأَنصارِ (فِي دارِهِ). لَفظُ (خ): فِي دارِي.
٢٣٨٤. (م) (٢٥٢٨) عَنْ أنَسٍ ﵁؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ آخى بَينَ أبِي عُبَيدَةَ بْنِ الجَرّاحِ وبَينَ أبِي طَلْحَةَ.
٢٣٨٥. (م) (٢٥٣٠) عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ﵁ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لا حِلفَ فِي الإسلامِ، وأَيُّما حِلفٍ كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ لَم يَزِدهُ الإسلامُ إلا شِدَّةً».
باب: فِيمَن رَأى النَّبِيَّ ﷺ أوْ رَأى صَحابَتَهُ أوِ التّابِعِينَ
٢٣٨٦. (خ م) (٢٥٣٢) عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ﵁، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «يَأتِي عَلى النّاسِ زَمانٌ، يَغزُو فِئامٌ مِن النّاسِ، فَيُقالُ لَهُم: فِيكُم مَن رَأى رَسُولَ اللهِ ﷺ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَم. فَيُفتَحُ لَهُم، ثُمَّ يَغزُو فِئامٌ مِن النّاسِ، فَيُقالُ لَهُم: فِيكُم مَن رَأى مَن صَحِبَ رَسُولَ اللهِ ﷺ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَم. فَيُفتَحُ لَهُم، ثُمَّ يَغزُو فِئامٌ مِن النّاسِ، فَيُقالُ لَهُم: هَل فِيكُم مَن رَأى مَن صَحِبَ مَن صَحِبَ رَسُولَ اللهِ ﷺ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَم. فَيُفتَحُ لَهُم». لَفظُ (خ): «صَحِبَ» مَكانَ: «رَأى»، وفِيهِ: «فِيكُم مَن صَحِبَ صاحِبَ أصحابِ النَّبِيِّ ﷺ..». وفي رواية (م): «يَأتِي عَلى النّاسِ زَمانٌ يُبْعَثُ مِنهُمُ البَعثُ فَيَقُولُونَ: انظُرُوا؛ هَل تَجِدُونَ فِيكُم أحَدًا مِن أصحابِ ...»، نَحوَهُ. وفي آخِرِه زادَ: «ثُمَّ يَكُونُ البَعثُ الرّابِعُ، فَيُقالُ: انظُرُوا؛ هَل تَرَونَ فِيهِم أحَدًا رَأى مَن رَأى أحَدًا رَأى أصحابِ النَّبِيِّ ﷺ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ، فَيُفتَحُ لَهُم بِهِ». [جَزَمَ ابنُ حَجَرٍ بِشُذُوذِ الزِّيادَةِ الأَخِيرَةِ].
-وذلك عندما يقل التابعون، أو يندر وجودهم في الجيش، ويكون الجيش من أتباع التابعين، فيفتح لهم ببركة التابعي الموجود في الجيش.