تابع كتاب الجهاد
1343 - وعن أَبي موسى - رضي الله عنه: أنَّ أعرابيًا أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رسولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ ليُرَى مَكَانُهُ؟
وفي رواية: يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً .
وفي رواية: يُقَاتِلُ غَضَبًا، فَمَنْ في سبيل الله؟ فقالَ رسولُ اللهِ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا، فَهُوَ في سَبيلِ اللهِ». متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- فيه دليلٌ على وجوب إخلاص النية لله.
قال ابن باز ﵀:
- فيه الحث على الإخلاص والصدق، وعدم التعلق بالغنيمة؛ ولهذا قال ﷺ: (من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا، فهو في سبيل الله)، الناس على حسب نياتهم، من كان نيته نصر دين الله وإقامة أمر الله فهو في سبيل الله، ومن كان نيته الطمع وأخذ الأموال أو ليرى مكانه، أو يعرف الناس شجاعته، أو لأسباب أخرى، فليس له إلا ما نوی، فوجب على المجاهدين الإخلاص لله، وأن تكون نيتهم صالحة، لإعزاز دين الله، وإظهار دين الله، وقمع أعداء الله، لا لقصد السمعة والرياء، والله يعلم ما في القلوب، ولا تخفى عليه خافية.
- فيه دليلٌ على وجوب إخلاص النية لله.
قال ابن باز ﵀:
- فيه الحث على الإخلاص والصدق، وعدم التعلق بالغنيمة؛ ولهذا قال ﷺ: (من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا، فهو في سبيل الله)، الناس على حسب نياتهم، من كان نيته نصر دين الله وإقامة أمر الله فهو في سبيل الله، ومن كان نيته الطمع وأخذ الأموال أو ليرى مكانه، أو يعرف الناس شجاعته، أو لأسباب أخرى، فليس له إلا ما نوی، فوجب على المجاهدين الإخلاص لله، وأن تكون نيتهم صالحة، لإعزاز دين الله، وإظهار دين الله، وقمع أعداء الله، لا لقصد السمعة والرياء، والله يعلم ما في القلوب، ولا تخفى عليه خافية.
1344 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ غَازِيَةٍ، أَوْ سَرِيّةٍ تَغْزُو، فَتَغْنَمُ وَتَسْلَمُ، إِلاَّ كَانُوا قَدْ تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أُجُورهُمْ، وَمَا مِنْ غَازِيَةٍ أَوْ سَرِيّةٍ تُخْفِقُ وَتُصَابُ إِلاَّ تَمَّ لَهُمْ أجُورهُمْ». رواه مسلم.
1345 - وعن أَبي أُمَامَة - رضي الله عنه: أنَّ رجلًا، قَالَ: يَا رسولَ اللهِ، ائْذَنْ لي فِي السِّيَاحَةِ! فَقَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم: «إنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي الجِهَادُ فِي سَبيلِ اللهِ - عز وجل». رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ.
1346 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ». رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ.
«القَفْلَةُ»: الرُّجُوعُ، وَالمراد: الرُّجُوعُ مِنَ الغَزْوِ بَعدَ فَرَاغِهِ؛ ومعناه: أنه يُثَابُ في رُجُوعِهِ بعد فَرَاغِهِ مِنَ الغَزْوِ .
قال ابن باز ﵀:
- (قفلةٌ كغزوةٍ) يعني: الله يأجرهم على قُفولهم كما يأجرهم على غزوهم، والقفول من الجهاد، وما يحصل من التعب، هكذا في السفر والبدء، فالمؤمن مأجور في توجهه للعدو، وفي قفوله من العدو.
- (قفلةٌ كغزوةٍ) يعني: الله يأجرهم على قُفولهم كما يأجرهم على غزوهم، والقفول من الجهاد، وما يحصل من التعب، هكذا في السفر والبدء، فالمؤمن مأجور في توجهه للعدو، وفي قفوله من العدو.
1347 - وعن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ غَزْوَةِ تَبُوك تَلَقَّاهُ النَّاسُ، فَتَلَقّيتُهُ مَعَ الصِّبْيَانِ عَلَى ثَنيَّةِ الوَدَاعِ. رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح بهذا اللفظ.
ورواه البخاري قَالَ: ذَهَبنا نَتَلَقَّى رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ.
قال ابن باز ﵀:
- يدل على شرعية استقبال القادمين من الغزو وغيره، وأن استقبال القادمين أمر معروف استبشاراً بقدومهم، ولا سيما القادمون من الجهاد في سبيل الله، استقبالهم فرحاً بقدومهم وسلامتهم.
- يدل على شرعية استقبال القادمين من الغزو وغيره، وأن استقبال القادمين أمر معروف استبشاراً بقدومهم، ولا سيما القادمون من الجهاد في سبيل الله، استقبالهم فرحاً بقدومهم وسلامتهم.
1348 - وعن أَبي أُمَامَة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ لَمْ يَغْزُ، أَوْ يُجَهِّزْ غَازِيًا، أَوْ يَخْلُفْ غَازيًا في أهْلِهِ بِخَيرٍ، أصَابَهُ اللهُ بِقَارعَةٍ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ». رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.
قال ابن عثيمين ﵀:
- فيه الحث على الغزو، وأنّ الإنسان إذا لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، ولم يخلف غازيًا في أهله وماله، فإنه تصيبه قارعة قبل يوم القيامة، وهذه القارعة ربما تفسر بما سبق في الحديث (مات على شعبة من النفاق).
قال ابن باز ﵀:
- فهكذا الذي لا يغزو، ولا يُجهز غزاة، ولا يخلفهم في أهلهم بخير، وليس عنده نية الجهاد، هو على خطر، فالمؤمن يكون على استعداد، ورغبة في الجهاد، ويحرص عليه، وينويه إذا تيسر ذلك، ويكون عنده عناية بوقته، حفظاً للوقت، إما في الصيام، وإلا في الجهاد، وإلا في إعانة على الخير، من غزو، وتجهيز غاز، وخلف في أهله بخير، مساعدة المحاويج، عيادة المرضى، اتباع الجنائز، تكون أوقاته معمورة بالخير.
- فيه الحث على الغزو، وأنّ الإنسان إذا لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، ولم يخلف غازيًا في أهله وماله، فإنه تصيبه قارعة قبل يوم القيامة، وهذه القارعة ربما تفسر بما سبق في الحديث (مات على شعبة من النفاق).
قال ابن باز ﵀:
- فهكذا الذي لا يغزو، ولا يُجهز غزاة، ولا يخلفهم في أهلهم بخير، وليس عنده نية الجهاد، هو على خطر، فالمؤمن يكون على استعداد، ورغبة في الجهاد، ويحرص عليه، وينويه إذا تيسر ذلك، ويكون عنده عناية بوقته، حفظاً للوقت، إما في الصيام، وإلا في الجهاد، وإلا في إعانة على الخير، من غزو، وتجهيز غاز، وخلف في أهله بخير، مساعدة المحاويج، عيادة المرضى، اتباع الجنائز، تكون أوقاته معمورة بالخير.
1349 - وعن أنس - رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «جَاهِدُوا المُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأنْفُسِكُمْ وَألْسِنَتِكُمْ». رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح.
ابن عثيمين ﵀:
- فيه الحث على جهاد المشركين بالمال، والنفس، واللسان، بالمال: أي يبذل الإنسان مالًا يساعد به المجاهدين، أو يشتري به سلاحًا، أو غير ذلك، والنفس: أن يخرج بنفسه يقاتل، واللسان: أن يهجوهم -أي المشركين- بالقصائد، والأشعار؛ لأن هجو المشركين يؤثر عليهم ويكون ذكرى سيئة في حقهم إلى ما شاء الله، مثلًا إلى الآن ونحن نسمع هجاء حسان بن ثابت ﵁، وعبد الله بن رواحة ﵁، وغيرهم للمشركين.
- فضيلة الجهاد في سبيل الله، وأنه من أفضل الأعمال، وباب الجهاد من أهم أبواب الدين، حتى إن النبي ﷺ قال: (ذروة سنامه)، أي ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله؛ لما فيه من إعلاء كلمة الله، ونصر الإسلام والمسلمين، وغير ذلك من المصالح العظيمة.
قال ابن باز ﵀:
- الجهاد يكون بالمال، تساعد الغزاة، تعطي سلاحاً، تعطي مالاً، ويكون بالنفس، تباشر مع الغزاة، ويكون باللسان، بالهجاء بالتحريض، والتشجيع.
- الجهاد فيه نصر الدين، وحمايته و نشره بين الناس، ودعوة الناس إلى الخير، وتحذيرهم من الشرك ففيه خير عظيم.
- فيه الحث على جهاد المشركين بالمال، والنفس، واللسان، بالمال: أي يبذل الإنسان مالًا يساعد به المجاهدين، أو يشتري به سلاحًا، أو غير ذلك، والنفس: أن يخرج بنفسه يقاتل، واللسان: أن يهجوهم -أي المشركين- بالقصائد، والأشعار؛ لأن هجو المشركين يؤثر عليهم ويكون ذكرى سيئة في حقهم إلى ما شاء الله، مثلًا إلى الآن ونحن نسمع هجاء حسان بن ثابت ﵁، وعبد الله بن رواحة ﵁، وغيرهم للمشركين.
- فضيلة الجهاد في سبيل الله، وأنه من أفضل الأعمال، وباب الجهاد من أهم أبواب الدين، حتى إن النبي ﷺ قال: (ذروة سنامه)، أي ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله؛ لما فيه من إعلاء كلمة الله، ونصر الإسلام والمسلمين، وغير ذلك من المصالح العظيمة.
قال ابن باز ﵀:
- الجهاد يكون بالمال، تساعد الغزاة، تعطي سلاحاً، تعطي مالاً، ويكون بالنفس، تباشر مع الغزاة، ويكون باللسان، بالهجاء بالتحريض، والتشجيع.
- الجهاد فيه نصر الدين، وحمايته و نشره بين الناس، ودعوة الناس إلى الخير، وتحذيرهم من الشرك ففيه خير عظيم.
1350 - وعن أَبي عمرو - ويقالُ: أَبُو حكيمٍ - النُّعْمَانِ بن مُقَرِّن - رضي الله عنه - قَالَ: شَهِدْتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ مِن أوَّلِ النَّهَارِ أَخَّرَ القِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، وَتَهُبَّ الرِّيَاحُ، وَيَنْزِلَ النَّصْرُ. رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح».
1351 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللهَ العَافِيَةَ، فَإذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا». متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن باز ﵀:
- معناه لا تمنوا لقاء العدو فخراً، وخيلاء، أو عجباً بأنفسكم، أما تمني الجهاد، وطلب الجهاد، وتمني الشهادة، هذا مطلوب، جاءت به الأحاديث الصحيحة، لكن لا يتمناها الإنسان فخراً وخيلاء، ولكن في طلب الشهادة، وطلب إعزاز الدين لا بأس.
- اسألوا الله العافية من شر أعداء الله، وإذا تيسر اللقاء الواجب الصبر، كما قال : ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 35]، الواجب الاجتماع، صدق الكلمة، وعدم التنازع، مع الصبر في لقاء العدو.
- معناه لا تمنوا لقاء العدو فخراً، وخيلاء، أو عجباً بأنفسكم، أما تمني الجهاد، وطلب الجهاد، وتمني الشهادة، هذا مطلوب، جاءت به الأحاديث الصحيحة، لكن لا يتمناها الإنسان فخراً وخيلاء، ولكن في طلب الشهادة، وطلب إعزاز الدين لا بأس.
- اسألوا الله العافية من شر أعداء الله، وإذا تيسر اللقاء الواجب الصبر، كما قال : ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 35]، الواجب الاجتماع، صدق الكلمة، وعدم التنازع، مع الصبر في لقاء العدو.
1352 - وعنه وعن جابرٍ رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الحَرْبُ خَدْعَةٌ». متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن باز ﵀:
- الصدق من أهم أسباب النجاح، الصدق في اللقاء، الصبر، وعدم الانهزام، وبذل الجهود في الشفاء من العدو، تعلم أنك مشري من الله، مبيع، قد اشترى الله نفسك بالجنة سبحانه، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ﴾ [التوبة: 111]، فأنت لله، ومالك، فاصدق، فاصدق في لقاء العدو، (والحرب خدعة)، كما قال النبي ﷺ، لا بأس أن ينظر في أسباب هزيمة العدو، أي: حيلة ليس فيها غدر، يفعلها المؤمن، الممنوع الغدر، أما كونه يتحيل حتى يخدع عدوه، حتى يتمكن من هزيمته لا بأس، من دون غدر، كأن يتظاهر بأنه منحرف، أو منهزم، حتى يبرز العدو، حتى يظهر إن كان العدو متحصناً في حصون يظهر المسلمون الهزيمة، حتى يبرز لهم العدو ويكرون عليه، هذا من الخدعة، إظهار الهزيمة، ثم الكر على العدو، إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك.
- الصدق من أهم أسباب النجاح، الصدق في اللقاء، الصبر، وعدم الانهزام، وبذل الجهود في الشفاء من العدو، تعلم أنك مشري من الله، مبيع، قد اشترى الله نفسك بالجنة سبحانه، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ﴾ [التوبة: 111]، فأنت لله، ومالك، فاصدق، فاصدق في لقاء العدو، (والحرب خدعة)، كما قال النبي ﷺ، لا بأس أن ينظر في أسباب هزيمة العدو، أي: حيلة ليس فيها غدر، يفعلها المؤمن، الممنوع الغدر، أما كونه يتحيل حتى يخدع عدوه، حتى يتمكن من هزيمته لا بأس، من دون غدر، كأن يتظاهر بأنه منحرف، أو منهزم، حتى يبرز العدو، حتى يظهر إن كان العدو متحصناً في حصون يظهر المسلمون الهزيمة، حتى يبرز لهم العدو ويكرون عليه، هذا من الخدعة، إظهار الهزيمة، ثم الكر على العدو، إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك.
باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الآخرة يغسلون ويصلى عليهم بخلاف القتيل في حرب الكفار
1353 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ في سَبِيلِ اللهِ». متفقٌ عَلَيْهِ.
1354 - وعنه قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَا تَعُدُّونَ الشُّهَدَاءَ فِيكُمْ؟» قالوا: يَا رَسولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. قَالَ: «إنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَليلٌ»! قالوا: فَمَنْ هُمْ يَا رسول الله؟ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ في سَبيلِ الله فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ في سَبيلِ الله فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ في الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ في البَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالغَرِيقُ شَهِيدٌ». رواه مسلم.
قال ابن عثيمين ﵀:
- المقتول في سبيل الله، هو أعلى أنواع الشهداء، أما الشهداء الآخرون فهم شهداء في الآخرة، في أحكام الآخرة، لا في أحكام الدنيا، والشهيد المقتول في سبيل الله، هو شهيد في الدنيا والآخرة، إذا قتل ومات فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ويدفن، ولا يأتيه الملكان اللذان يسألانه عن ربه وعن دينه وعن نبيه، فلا يغسل من أجل أن يبقى أثر الدم عليه، أثر الدم الذي قتل في سبيل الله من أجله، فيأتي يوم القيامة وجرحه يثغب دما، اللون لون الدم والريح ريح المسك، ولا يصلى عليه لأن الصلاة شفاعة، والمقتول في سبيل الله لا يحتاج لأن يشفع له أحد، ولهذا علل النبي ﷺ عدم فتنته في قبره فقال: (كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة)، أي كفى بها اختبارًا، وصدق رسول الله ﷺ.
- أما بقية الشهداء المذكورين في الحديث فهم شهداء في الآخرة لا في الدنيا، ومع ذلك فإنهم لا يساوون الذين قتلوا في سبيل الله، ولكنهم شهداء، ولكل درجات مما عملوا.
• الأول: المطعون، يعني من مات بالطاعون، والطاعون وباء فتاك معدي نسأل الله العافية إذا وقع في أرض فإنه يهلك، ولهذا قال النبي ﷺ في الطاعون: (إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارًا منه).
• الثاني: المبطون، والمبطون هو الذي أصابه داء البطن، ويشبه والله أعلم ما يسمونه الآن الغاشية، تصيب الإنسان في بطنه ثم يموت، هذه إذا مات بها الإنسان فإنه يكون شهيدًا.
• الثالث: الغريق، الذي يغرق إما في أنهار عظيمة، أو في البحر، أو ما أشبه ذلك، فإنه يكون من الشهداء في الآخرة، ولهذا الإنسان مأمور أن يتعلم السباحة، حتى إذا حصل مثل هذه الأشياء أمكنه أن يتوقى منه.
• وأما الرابع: من مات بهدم، يعني رجل انهدم عليه البيت أو الجدار أو ما أشبه ذلك، فإنه يكون شهيدًا؛ لأن هؤلاء كلهم ماتوا بحوادث مميتة بريئة، وهل يقاس عليهم مثلهم كالذي يموت في حادث أو في صدم أو ما أشبه ذلك؟ الله أعلم، قد يقاسون على هذا ويقال لا فرق بين أن ينهدم الجدار أو أن تنقلب السيارة؛ لأن كل حادث مات به الإنسان، يحكم على من مات بهذا الحادث أنه شهيد، لكننا لا نجزم به؛ لأن مسائل الجزاء عقوبة، أو مثوبة ليس فيها قياس.
- فالحاصل أن هناك شهداء غير المقتولين في سبيل الله، ومن ذلك أيضا من مات في سبيل الله وإن لم يقتل فهو شهيد لكنه شهيد في الآخرة كرجل خرج مع المجاهدين ومات في الطريق موتة طبيعية، فهذا أيضا من الشهداء، لكن شهيد الآخرة، أما في الدنيا فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن مع الناس.
قال ابن باز ﵀:
- المعنى أن له أجر الشهداء، لكنه يغسل ويصلى عليه، وإنما الذي لا يُغسل، ولا يصلى عليه، شهيد المعركة في قتال الكفار، الذي يموت في المعركة لا يغسل، ولا يصلى عليه، بل يدفن في ثيابه من غير تغسيل ولا صلاة، كما فعل النبي ﷺ بشهداء أحد، أما ما سواهم كالغريق الذي يموت بالغرق، أو بالهدم، أو بمرض الطاعون، والعياذ بالله من شر الطاعون، أو بالهدم، أو وجع البطن، المبطون، أو مات في سبيل الله، غير القتيل، هؤلاء يغسلون ويصلى عليهم؛ ولهذا لما طعن عمر ﵁ وتوفي بعد أيام غُسل وصلي عليه، فالمقتولون يغسلون ويصلى عليهم، وهكذا إذا مات بسبب الهدم، هدم عليه جدار أو سقف أو دهس السيارة، انقلبت السيارة أو صدم، وهكذا من مات بسبب مرض الطاعون، وهو مرض شديد يأخذ في مراق الإنسان، والغالب أنّ من يصيب بذلك الغالب عليه الموت فهو شهيد، وهذا من كرم الله ومن فضله أن هؤلاء يعطون أجر الشهداء، وإن ماتوا على فرشهم.
- المقتول في سبيل الله، هو أعلى أنواع الشهداء، أما الشهداء الآخرون فهم شهداء في الآخرة، في أحكام الآخرة، لا في أحكام الدنيا، والشهيد المقتول في سبيل الله، هو شهيد في الدنيا والآخرة، إذا قتل ومات فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ويدفن، ولا يأتيه الملكان اللذان يسألانه عن ربه وعن دينه وعن نبيه، فلا يغسل من أجل أن يبقى أثر الدم عليه، أثر الدم الذي قتل في سبيل الله من أجله، فيأتي يوم القيامة وجرحه يثغب دما، اللون لون الدم والريح ريح المسك، ولا يصلى عليه لأن الصلاة شفاعة، والمقتول في سبيل الله لا يحتاج لأن يشفع له أحد، ولهذا علل النبي ﷺ عدم فتنته في قبره فقال: (كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة)، أي كفى بها اختبارًا، وصدق رسول الله ﷺ.
- أما بقية الشهداء المذكورين في الحديث فهم شهداء في الآخرة لا في الدنيا، ومع ذلك فإنهم لا يساوون الذين قتلوا في سبيل الله، ولكنهم شهداء، ولكل درجات مما عملوا.
• الأول: المطعون، يعني من مات بالطاعون، والطاعون وباء فتاك معدي نسأل الله العافية إذا وقع في أرض فإنه يهلك، ولهذا قال النبي ﷺ في الطاعون: (إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارًا منه).
• الثاني: المبطون، والمبطون هو الذي أصابه داء البطن، ويشبه والله أعلم ما يسمونه الآن الغاشية، تصيب الإنسان في بطنه ثم يموت، هذه إذا مات بها الإنسان فإنه يكون شهيدًا.
• الثالث: الغريق، الذي يغرق إما في أنهار عظيمة، أو في البحر، أو ما أشبه ذلك، فإنه يكون من الشهداء في الآخرة، ولهذا الإنسان مأمور أن يتعلم السباحة، حتى إذا حصل مثل هذه الأشياء أمكنه أن يتوقى منه.
• وأما الرابع: من مات بهدم، يعني رجل انهدم عليه البيت أو الجدار أو ما أشبه ذلك، فإنه يكون شهيدًا؛ لأن هؤلاء كلهم ماتوا بحوادث مميتة بريئة، وهل يقاس عليهم مثلهم كالذي يموت في حادث أو في صدم أو ما أشبه ذلك؟ الله أعلم، قد يقاسون على هذا ويقال لا فرق بين أن ينهدم الجدار أو أن تنقلب السيارة؛ لأن كل حادث مات به الإنسان، يحكم على من مات بهذا الحادث أنه شهيد، لكننا لا نجزم به؛ لأن مسائل الجزاء عقوبة، أو مثوبة ليس فيها قياس.
- فالحاصل أن هناك شهداء غير المقتولين في سبيل الله، ومن ذلك أيضا من مات في سبيل الله وإن لم يقتل فهو شهيد لكنه شهيد في الآخرة كرجل خرج مع المجاهدين ومات في الطريق موتة طبيعية، فهذا أيضا من الشهداء، لكن شهيد الآخرة، أما في الدنيا فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن مع الناس.
قال ابن باز ﵀:
- المعنى أن له أجر الشهداء، لكنه يغسل ويصلى عليه، وإنما الذي لا يُغسل، ولا يصلى عليه، شهيد المعركة في قتال الكفار، الذي يموت في المعركة لا يغسل، ولا يصلى عليه، بل يدفن في ثيابه من غير تغسيل ولا صلاة، كما فعل النبي ﷺ بشهداء أحد، أما ما سواهم كالغريق الذي يموت بالغرق، أو بالهدم، أو بمرض الطاعون، والعياذ بالله من شر الطاعون، أو بالهدم، أو وجع البطن، المبطون، أو مات في سبيل الله، غير القتيل، هؤلاء يغسلون ويصلى عليهم؛ ولهذا لما طعن عمر ﵁ وتوفي بعد أيام غُسل وصلي عليه، فالمقتولون يغسلون ويصلى عليهم، وهكذا إذا مات بسبب الهدم، هدم عليه جدار أو سقف أو دهس السيارة، انقلبت السيارة أو صدم، وهكذا من مات بسبب مرض الطاعون، وهو مرض شديد يأخذ في مراق الإنسان، والغالب أنّ من يصيب بذلك الغالب عليه الموت فهو شهيد، وهذا من كرم الله ومن فضله أن هؤلاء يعطون أجر الشهداء، وإن ماتوا على فرشهم.
1355 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ». متفقٌ عَلَيْهِ.
1356 - وعن أَبي الأعْوَر سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نُفَيْل، أحَدِ العَشَرَةِ المَشْهُودِ لَهُمْ بِالجَنَّةِ - رضي الله عنهم - قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قتِلَ دُونَ دِينهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ». رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح».
1357 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رسولَ اللهِ، أَرَأَيتَ إنْ جَاءَ رجلٌ يُرِيدُ أخْذَ مَالِي؟ قَالَ: «فَلاَ تُعْطِهِ مَالَكَ» قَالَ: أَرَأَيْتَ إنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: «قَاتِلْهُ» قَالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: «فَأنْتَ شَهِيدٌ» قَالَ: أَرَأيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: «هُوَ فِي النَّارِ». رواه مسلم.
قال ابن عثيمين ﵀:
- فيه دليلٌ على أن الإنسان يدافع عن ماله إذا جاء أحد يريد أخذ المال، فإنك تدافع، فإذا لم يندفع إلا بالقتل فاقتله، وإن اندفع بدون ذلك فلا تقتله، يعني لو أمكن أن تكون أنت أقوى منه وتشد يديه ورجليه وتأسره فلا تقتله؛ لأنه لا حاجة لقتله، وإذا كان لا يمكن، فقاتلك فقاتله، ولو قتلته، وإن خفت أن يبادرك بالقتل فاقتله، ولا حاجة للمقاتلة، يعني لو جاء إليك يسعى يشتد ومعه سلاح قد شهره فاقتله، لأنك إن لم تبادره قتلك، فإذا قتلته فإنه في النار، وإن قتلك هو فأنت شهيد، وحتى لو أن أحدا أراد أن يفتنك في دينك، يهتك عرضك، أو ما أشبه ذلك فقاتلته فقتلك، فأنت شهيد، وإن قتلته أنت، فهو في النار، ولهذا قال العلماء: "إن دفع الصائل ولو أدى إلى قتله جائز؛ لأنه إذا صال عليك فلا حرمة له، لكن إذا اندفع بما دون القتل فلا تقتله".
قال ابن باز ﵀:
- فيه دليل على فضل الشهادة، وأن من قتل مظلوماً فهو شهيد، لكنه يغسل، ويصلى عليه، بخلاف شهيد المعركة الذي يقاتل الكفار ويقتل في المعركة، هذا لا يغسل ولا يصلى عليه، بل يدفن في ثيابه ودمائه، كما فعل النبي ﷺ بشهداء أحد، أما الآخرون فإنهم يغسلون ويصلى عليهم.
- فيه الحذر من ظلم الناس، والتعدي عليهم، وأن المظلوم له سلطان على الظالم بأن يدافع عن نفسه، فإذا دافع عن نفسه ولم يندفع الظالم إلا بالقتل قتل، فإذا أراد أخذ ماله ولم يندفع إلا بالقتل قتل، أو أراد قتله سفك دمه ودافع عن نفسه، فإن قتل فهو شهيد، وإن قتل من ظلمه فلا شيء عليه، وهكذا من قتل دون دينه، لا بد يدافع عن دينه، كالمجاهد في سبيل الله.
- فيه دليلٌ على أن الإنسان يدافع عن ماله إذا جاء أحد يريد أخذ المال، فإنك تدافع، فإذا لم يندفع إلا بالقتل فاقتله، وإن اندفع بدون ذلك فلا تقتله، يعني لو أمكن أن تكون أنت أقوى منه وتشد يديه ورجليه وتأسره فلا تقتله؛ لأنه لا حاجة لقتله، وإذا كان لا يمكن، فقاتلك فقاتله، ولو قتلته، وإن خفت أن يبادرك بالقتل فاقتله، ولا حاجة للمقاتلة، يعني لو جاء إليك يسعى يشتد ومعه سلاح قد شهره فاقتله، لأنك إن لم تبادره قتلك، فإذا قتلته فإنه في النار، وإن قتلك هو فأنت شهيد، وحتى لو أن أحدا أراد أن يفتنك في دينك، يهتك عرضك، أو ما أشبه ذلك فقاتلته فقتلك، فأنت شهيد، وإن قتلته أنت، فهو في النار، ولهذا قال العلماء: "إن دفع الصائل ولو أدى إلى قتله جائز؛ لأنه إذا صال عليك فلا حرمة له، لكن إذا اندفع بما دون القتل فلا تقتله".
قال ابن باز ﵀:
- فيه دليل على فضل الشهادة، وأن من قتل مظلوماً فهو شهيد، لكنه يغسل، ويصلى عليه، بخلاف شهيد المعركة الذي يقاتل الكفار ويقتل في المعركة، هذا لا يغسل ولا يصلى عليه، بل يدفن في ثيابه ودمائه، كما فعل النبي ﷺ بشهداء أحد، أما الآخرون فإنهم يغسلون ويصلى عليهم.
- فيه الحذر من ظلم الناس، والتعدي عليهم، وأن المظلوم له سلطان على الظالم بأن يدافع عن نفسه، فإذا دافع عن نفسه ولم يندفع الظالم إلا بالقتل قتل، فإذا أراد أخذ ماله ولم يندفع إلا بالقتل قتل، أو أراد قتله سفك دمه ودافع عن نفسه، فإن قتل فهو شهيد، وإن قتل من ظلمه فلا شيء عليه، وهكذا من قتل دون دينه، لا بد يدافع عن دينه، كالمجاهد في سبيل الله.