كتَابُ العِلم
باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114]، وقال تَعَالَى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9]، وقال تَعَالَى: ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11]، وقال تَعَالَى: ﴿إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28].
1376 - وعن معاوية - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ». متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- من علم الله في قلبه خيرًا فإن الله يوفقه، فإذا علم الله في قلب الإنسان خيرًا أراد به الخير، وإذا أراد به الخير فقهه في دينه وأعطاه من العلم بشريعته ما لم يعط أحدًا من الناس.
- الإنسان ينبغي له أن يحرص غاية الحرص على الفقه في الدين؛ لأن الله تعالى إذا أراد شيئاً هيئ أسبابه، ومن أسباب الفقه أن تتعلم وأن تحرص لتنال هذه المرتبة العظيمة أن الله يريد بك الخير، فاحرص على الفقه في دين الله.
- الفقه في الدين ليس هو العلم فقط، بل العلم والعمل، ولهذا حذر السلف من كثرة القراء وقلة الفقهاء فقال عبد الله بن مسعود ﵁: (كيف بكم إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم).
- إذا علم الإنسان الشيء من شريعة الله ولكن لم يعمل به فليس بفقيه، حتى لو كان يحفظ أكبر كتاب في الفقه عن ظهر قلب ويفهمه لكن لم يعمل به فإن هذا لا يسمى فقيهًا يسمى قارئًا لكن ليس بفقيه، الفقيه هو الذي يعمل بما علم فيعلم أولًا ثم يعمل ثانيا هذا هو الذي فقه في الدين.
- احرص على العلم واحرص على العمل به لتكون ممن أراد الله به خيرًا.
قال ابن باز ﵀:
- ينبغي لكل مؤمن وكل مؤمنة أن يهتم بالعلم وأن يطلبه؛ لأنّ به يُعرف الله وبه يعبد، وبه تُعلم الأحكام التي شرعها لعباده، وبه يعلم ما نهى الله عنه، فالعلم هو الطريق إلى أن تعرف ما أنت مخلوق له من عبادة الله وطاعته.
- العلم هو: العلم بما قاله الله ورسوله في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين، هذا هو العلم النافع، العلم بما دل عليه القرآن والسنة، والواجب على جميع المسلمين العناية بهذا العلم والتفقه فيه ونشره بين الناس، وعلى أهل العلم أن يعنوا بذلك وأن يفقهوا الناس، وعلى كل من لديه العلم يبذل وسعه بتفقيه الناس من الرجال والنساء والعرب والعجم؛ حتى يبلغ العلم.
- ليس العلم بالتكلف وتعاطي الحرج والشدة؛ ولكن يعمل بما أوجب الله، وينتهي عما حرم الله، ويقبل رخص الله التي يسر فيها سبحانه على عباده (يسروا ولا تعسروا).
- من علامات السعادة، وأنّ الله أراد بعبده خيراً، أن يفقه في الدين ويتعلم ويتبصر، هذا من علامات الخير، ومن علامات الشر الإعراض والغفلة والجهل، نسأل الله السلامة.
- من علم الله في قلبه خيرًا فإن الله يوفقه، فإذا علم الله في قلب الإنسان خيرًا أراد به الخير، وإذا أراد به الخير فقهه في دينه وأعطاه من العلم بشريعته ما لم يعط أحدًا من الناس.
- الإنسان ينبغي له أن يحرص غاية الحرص على الفقه في الدين؛ لأن الله تعالى إذا أراد شيئاً هيئ أسبابه، ومن أسباب الفقه أن تتعلم وأن تحرص لتنال هذه المرتبة العظيمة أن الله يريد بك الخير، فاحرص على الفقه في دين الله.
- الفقه في الدين ليس هو العلم فقط، بل العلم والعمل، ولهذا حذر السلف من كثرة القراء وقلة الفقهاء فقال عبد الله بن مسعود ﵁: (كيف بكم إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم).
- إذا علم الإنسان الشيء من شريعة الله ولكن لم يعمل به فليس بفقيه، حتى لو كان يحفظ أكبر كتاب في الفقه عن ظهر قلب ويفهمه لكن لم يعمل به فإن هذا لا يسمى فقيهًا يسمى قارئًا لكن ليس بفقيه، الفقيه هو الذي يعمل بما علم فيعلم أولًا ثم يعمل ثانيا هذا هو الذي فقه في الدين.
- احرص على العلم واحرص على العمل به لتكون ممن أراد الله به خيرًا.
قال ابن باز ﵀:
- ينبغي لكل مؤمن وكل مؤمنة أن يهتم بالعلم وأن يطلبه؛ لأنّ به يُعرف الله وبه يعبد، وبه تُعلم الأحكام التي شرعها لعباده، وبه يعلم ما نهى الله عنه، فالعلم هو الطريق إلى أن تعرف ما أنت مخلوق له من عبادة الله وطاعته.
- العلم هو: العلم بما قاله الله ورسوله في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين، هذا هو العلم النافع، العلم بما دل عليه القرآن والسنة، والواجب على جميع المسلمين العناية بهذا العلم والتفقه فيه ونشره بين الناس، وعلى أهل العلم أن يعنوا بذلك وأن يفقهوا الناس، وعلى كل من لديه العلم يبذل وسعه بتفقيه الناس من الرجال والنساء والعرب والعجم؛ حتى يبلغ العلم.
- ليس العلم بالتكلف وتعاطي الحرج والشدة؛ ولكن يعمل بما أوجب الله، وينتهي عما حرم الله، ويقبل رخص الله التي يسر فيها سبحانه على عباده (يسروا ولا تعسروا).
- من علامات السعادة، وأنّ الله أراد بعبده خيراً، أن يفقه في الدين ويتعلم ويتبصر، هذا من علامات الخير، ومن علامات الشر الإعراض والغفلة والجهل، نسأل الله السلامة.
1377 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الحِكْمَةَ، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا». متفقٌ عَلَيْهِ.
والمراد بالحسدِ: الغِبْطَةُ، وَهُوَ أَنْ يَتَمَنَّى مِثله.
قال ابن عثيمين ﵀:
- الحسد يطلق ويراد به الحسد المحرم الذي هو من كبائر الذنوب، وهو أن يكره الإنسان ما أنعم الله به على غيره، هذا الحسد أن تكره ما أنعم الله به على غيرك، تجد إنسانا عنده مال فتكره تقول: ليت الله ما رزقه، عنده علم تكره ذلك وتتمنى أن الله لم يرزقه العلم، عنده أولاد صالحون تكره ذلك وتتمنى أن الله لم يرزقه، وهلم جرا، هذا الحسد هذا النوع هذا من كبائر الذنوب. وهو من خصال اليهود كما قال الله تعالى عنهم: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ [النساء: 54]، وقال عنهم: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ﴾ [البقرة: 109].
- النوع الثاني من الحسد فهو حسد الغبطة يعني الذي تغبط به غيرك أن أنعم الله عليه بمال أو علم أو ولد أو جاه أو غير ذلك، الناس يغبط بعضهم بعضا على ما آتاهم الله من النعم يقول: ما شاء الله فلان أعطاه الله كذا فلان أعطاه الله كذا.
- الغبطة الحقيقية التي يغبط عليها الإنسان شيئان:
• الأول: العلم النافع وهو المراد بقوله: (رجل آتاه الله الحكمة فهو يقض بها ويعلمها) هذا العلم إذا من الله على إنسان بعلم فصار يقضي به بين الناس سواء كان قاضياً أو غير قاضي، وكذلك يقضي به في نفسه وعلى نفسه ويعلم الناس فهذا هو الغبطة؛ لأنّ العلم هو أنفع شيء، أنفع من المال، أنفع للإنسان من الأعمال الصالحة العلم؛ لأنّه إذا مات وانتفع الناس بعلمه جرى ذلك عليه إلى يوم القيامة كل ما انتفع به أي إنسان من الناس فله أجر العلم كل ما أنفقت منه وعلمته ازداد. من أقوى ما يثبت العلم ويبقي حفظه أن يعلمه الإنسان غيره؛ لأن (الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، فإذا علمت غيرك علمك الله، وإذا علمت غيرك ثبت العلم في نفسك، لكن لا تتقدم للتعليم إلا وأنت أهل له حتى ينفع الله بك، وحتى لا تفشل أمام الناس. الذي يتقدم للتعليم وليس أهلا له، بين أمرين: إما أن يقول بالباطل وهو لا يشعر، وإما أن يفشل وإذا سئل عجز عن الإجابة، أيضًا العلم لا يحتاج إلى تعب إلا في تعلمه، لا يحتاج مثلا إلى خزائن كالمال، لكن العلم لا يحتاج إلى هذا خزينته قلبك هذا الخزينة وهي معك أينما كنت فلا تخشى عليه، لا تخشى أن يسرق، ولا أن يحرق؛ لأنه في قلبك، فالمهم أن العلم هو أفضل نعمة أنعم الله بها على الإنسان بعد الإسلام والإيمان، ولهذا قال: رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها.
• أما الثاني: (فهو رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق)، يعني صار يبذل ماله فيما يرضي الله ﷿ لا يبذله في حرام، ولا يبذله في لغو، وإنما يبذله فيما يرضي الله، سلطه الله على هلكته يعني على إنفاقه في الحق، هذا أيضا ممن يغبط، نحن لا نغبط من عنده مال عظيم لكنه بخيل لا ينفع المال لا نغبطه بعد، بل هذا نتأوى له، ونقول هذا المسكين كيف يستطيع الجواب على حساب يوم القيامة على هذا المال من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وكيف تصرف فيه، لكن إذا رأينا رجلا آتاه الله مالا وصار ينفقه فيما يرضي الله نقول ما شاء الله هذا يغبط، لا نغبط إنسانا آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في القصور والديكورات والسيارات الفخمة نحن لا نغبطه على هذا بل نقول هذا مسرف إذا كان تجاوز الحد فيما ينفق نقول هذا مسرف والله لا يحب المسرفين.
- لا نحسد إنسانا آتاه الله مالا، فصار كل ما عن له أن يتزوج تزوج، وجمع عنده من النساء الحسان ما لا يجمعه غيره، هذا لا نغبطه أيضًا إلا إذا كان سلطه الله على هلكته في الحق، وأراد بذلك تحصين فرجه وتحصيل السنة، وكثرة النسل هذا مقصود شرعي يغبط عليه الإنسان.
قال ابن باز ﵀:
- لا أحد يُغبط ويتمنى الإنسان مثله إِلَّا فِي اثنتين إحداهما: (رجلٌ آتاه الله مالاً، فسلّطه على هلكته في الحقّ)، تصريف في الحق والإحسان فيه إلى الناس، هذا يُغبط بهذا الخير العظيم، والثاني : (رجلٌ آتاه الله الحكمة)؛ يعني : الفقه في الدين (فهو يقضي بها ويعلّمها الناس)، هذا يُغبط أيضاً.
- كل إنسان في حاجة إلى المزيد من العلم، ويقول تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: ۱۹]؛ المعنى: لا یستویان، فرق بين الجاهل والعالم، فعلى الجاهل أن يتعلم ويتبصر حتى يكون له علم يهتدي به إلى الحق.
- امتثال الأوامر والاستقامة على طاعة الله ورسوله من أسباب رفع العبد درجات في العلم.
- كلما كان العالم أعرف بالله كان أخشع لله وأقوم بحقه وأبعد عن مواضع غضبه، وكلما زاد العلم بالله وبدينه زاد الخوف من الله وزادت الخشية والحذر.
- ليس العلم بالتكلف والتشديد وترك ما يسر الله من الرخص، لا، العلم بالامتثال، قال الله، قال رسوله، فمن رزقه الله المال الطيب وأنفق في وجوه الخير فهو مغبوط، ومن رزقه الله العلم النافع والبصيرة وهو يعمل بذلك فهو مغبوط.
- الحسد يطلق ويراد به الحسد المحرم الذي هو من كبائر الذنوب، وهو أن يكره الإنسان ما أنعم الله به على غيره، هذا الحسد أن تكره ما أنعم الله به على غيرك، تجد إنسانا عنده مال فتكره تقول: ليت الله ما رزقه، عنده علم تكره ذلك وتتمنى أن الله لم يرزقه العلم، عنده أولاد صالحون تكره ذلك وتتمنى أن الله لم يرزقه، وهلم جرا، هذا الحسد هذا النوع هذا من كبائر الذنوب. وهو من خصال اليهود كما قال الله تعالى عنهم: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ [النساء: 54]، وقال عنهم: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ﴾ [البقرة: 109].
- النوع الثاني من الحسد فهو حسد الغبطة يعني الذي تغبط به غيرك أن أنعم الله عليه بمال أو علم أو ولد أو جاه أو غير ذلك، الناس يغبط بعضهم بعضا على ما آتاهم الله من النعم يقول: ما شاء الله فلان أعطاه الله كذا فلان أعطاه الله كذا.
- الغبطة الحقيقية التي يغبط عليها الإنسان شيئان:
• الأول: العلم النافع وهو المراد بقوله: (رجل آتاه الله الحكمة فهو يقض بها ويعلمها) هذا العلم إذا من الله على إنسان بعلم فصار يقضي به بين الناس سواء كان قاضياً أو غير قاضي، وكذلك يقضي به في نفسه وعلى نفسه ويعلم الناس فهذا هو الغبطة؛ لأنّ العلم هو أنفع شيء، أنفع من المال، أنفع للإنسان من الأعمال الصالحة العلم؛ لأنّه إذا مات وانتفع الناس بعلمه جرى ذلك عليه إلى يوم القيامة كل ما انتفع به أي إنسان من الناس فله أجر العلم كل ما أنفقت منه وعلمته ازداد. من أقوى ما يثبت العلم ويبقي حفظه أن يعلمه الإنسان غيره؛ لأن (الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، فإذا علمت غيرك علمك الله، وإذا علمت غيرك ثبت العلم في نفسك، لكن لا تتقدم للتعليم إلا وأنت أهل له حتى ينفع الله بك، وحتى لا تفشل أمام الناس. الذي يتقدم للتعليم وليس أهلا له، بين أمرين: إما أن يقول بالباطل وهو لا يشعر، وإما أن يفشل وإذا سئل عجز عن الإجابة، أيضًا العلم لا يحتاج إلى تعب إلا في تعلمه، لا يحتاج مثلا إلى خزائن كالمال، لكن العلم لا يحتاج إلى هذا خزينته قلبك هذا الخزينة وهي معك أينما كنت فلا تخشى عليه، لا تخشى أن يسرق، ولا أن يحرق؛ لأنه في قلبك، فالمهم أن العلم هو أفضل نعمة أنعم الله بها على الإنسان بعد الإسلام والإيمان، ولهذا قال: رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها.
• أما الثاني: (فهو رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق)، يعني صار يبذل ماله فيما يرضي الله ﷿ لا يبذله في حرام، ولا يبذله في لغو، وإنما يبذله فيما يرضي الله، سلطه الله على هلكته يعني على إنفاقه في الحق، هذا أيضا ممن يغبط، نحن لا نغبط من عنده مال عظيم لكنه بخيل لا ينفع المال لا نغبطه بعد، بل هذا نتأوى له، ونقول هذا المسكين كيف يستطيع الجواب على حساب يوم القيامة على هذا المال من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وكيف تصرف فيه، لكن إذا رأينا رجلا آتاه الله مالا وصار ينفقه فيما يرضي الله نقول ما شاء الله هذا يغبط، لا نغبط إنسانا آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في القصور والديكورات والسيارات الفخمة نحن لا نغبطه على هذا بل نقول هذا مسرف إذا كان تجاوز الحد فيما ينفق نقول هذا مسرف والله لا يحب المسرفين.
- لا نحسد إنسانا آتاه الله مالا، فصار كل ما عن له أن يتزوج تزوج، وجمع عنده من النساء الحسان ما لا يجمعه غيره، هذا لا نغبطه أيضًا إلا إذا كان سلطه الله على هلكته في الحق، وأراد بذلك تحصين فرجه وتحصيل السنة، وكثرة النسل هذا مقصود شرعي يغبط عليه الإنسان.
قال ابن باز ﵀:
- لا أحد يُغبط ويتمنى الإنسان مثله إِلَّا فِي اثنتين إحداهما: (رجلٌ آتاه الله مالاً، فسلّطه على هلكته في الحقّ)، تصريف في الحق والإحسان فيه إلى الناس، هذا يُغبط بهذا الخير العظيم، والثاني : (رجلٌ آتاه الله الحكمة)؛ يعني : الفقه في الدين (فهو يقضي بها ويعلّمها الناس)، هذا يُغبط أيضاً.
- كل إنسان في حاجة إلى المزيد من العلم، ويقول تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: ۱۹]؛ المعنى: لا یستویان، فرق بين الجاهل والعالم، فعلى الجاهل أن يتعلم ويتبصر حتى يكون له علم يهتدي به إلى الحق.
- امتثال الأوامر والاستقامة على طاعة الله ورسوله من أسباب رفع العبد درجات في العلم.
- كلما كان العالم أعرف بالله كان أخشع لله وأقوم بحقه وأبعد عن مواضع غضبه، وكلما زاد العلم بالله وبدينه زاد الخوف من الله وزادت الخشية والحذر.
- ليس العلم بالتكلف والتشديد وترك ما يسر الله من الرخص، لا، العلم بالامتثال، قال الله، قال رسوله، فمن رزقه الله المال الطيب وأنفق في وجوه الخير فهو مغبوط، ومن رزقه الله العلم النافع والبصيرة وهو يعمل بذلك فهو مغبوط.
1378 - وعن أَبي موسى - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أصَابَ أرْضًا؛ فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبةٌ قَبِلَتِ المَاءَ فَأَنْبَتَتِ الكَلأَ، وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أجَادِبُ أمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ؛ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كلأً، فَذلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ في دِينِ اللهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذلِكَ رَأسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ». متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- الوحي غيث لكنه كما مثل الرسول ﷺ نزل على الأرض فصارت الأرض ثلاثة أقسام:
• قسم قبل المطر وشرب وأنبت العشب الكثير والكلأ فانتفع الناس بذلك لأن الأرض أنبتت.
• القسم الثاني: قيعان لا تنبت لكن أمسكت الماء لم تشربه فسقى الناس منه وارتووا وزرعوا.
• القسم الثالث: أرض قيعان بلعت الماء ولم تنبت سباخ سبخة تبلع الماء ولكنها لا تنبت. فهذا مثل من فقه في دين الله فعلم وعلم ومثل من لم يرفع به رأسه، الصورة الأولى والثانية للمثل فيمن قبل الحق فعلم وتعلم ونفع وانتفع.
- الذين قبلوا الحق صاروا قسمين: قسم آتاه الله تعالى فقها فصار يأخذ الفقه والأحكام الشرعية من كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ ويعلم، والثاني: رواية ولكنه ليس عنده ذلك الفقه يعني يحكي الحديث يرويه يحفظه ولكنه ليس عنده فقه وهذا كثير أيضًا، ما أكثر رجال الحديث الذين رووا الحديث لكنهم ليس عندهم فقه ما هم إلا أوعية يأخذ الناس منهم.
- الذي يوزع من هذا الماء وينفع الناس به هم الفقهاء، هذان قسمان:
• قسم حفظ الشريعة ووعاها وفهمها وعلمها واستنبط منها الأحكام الكثيرة، هؤلاء مثل الأرض التي قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير.
• قسم آخر نقلة فقط ينقلون الأحاديث لكنهم لا يحفظونها كثيرا هؤلاء كالأرض التي أمسكت الماء فانتفع الناس به وارتووا منه؛ لأن الناس يأخذون من هؤلاء الرواة للحديث ثم يستنبطون منه الأحكام وينفعون الناس بها.
- حسن تعليم الرسول ﷺ حيث يضرب الأمثال بالمعاني المعقولة بأشياء محسوسة؛ لأن إدراك المحسوس أقرب من إدراك المعقول، فضرب الأمثال تقريب للعلم وترسيخ له وإعانة على الفهم، لهذا ينبغي لك إذا حدثت عاميًا ولم يفهم أن تضرب له مثلاً، اضرب له المثل بشيء يعقله ويعرفه حتى يعرف المعاني المعقولة بواسطة الأشياء المحسوسة.
قال ابن باز ﵀:
- أحوال الناس مع الدين:
• قسم منهم تفقهوا في الدين وتعلموا وتبصروا ونفعوا الناس فعلموهم، وأفتوهم ودرسوهم.
• قسم حفظة نقلوا العلم وحفظوه، نقلوا القرآن وحفظوه حفظوا العلم وبلغوه الناس ما كان عندهم الفقه الكامل؛ لكن عندهم التبليغ والبيان والحفظ، فالأولون مثل الأرض الطيبة التي قبلت الماء فأَنْبَتَتِ الكَلأ ، وَالعُشب الكثير.
• الثاني: (مثل الأرض التي أمسكت الماء، فنفع اللهُ بها النّاس، فشربوا منها وسقوا وزرعوا)، الذين حفظوا القرآن حفظوا الحديث ونقلوا للناس وعلموه الناس؛ لكن ما عندهم سعة الفقه فيه وتفجير ينابيع ما فيه من العلم تبصير الناس.
• غالب الناس مثل القيعان، غالب الخلق لهم المثل الثالث: (قيعانٌ لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ)؛ يعني: معرضون غافلون ما عندهم لا علم ولا عمل أكثر الخلق لا عندهم علم؛ لا يعلمون الناس؛ ولا يعملون به معرضون غافلون؛ فلا علم؛ ولا عمل كالقيعان التي لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً نسأل الله السلامة.
- هذا مثل عظيم ضربه النبي ﷺ للمسلمين المتفقهين بالدين العاملين به، والمعرضين عنه.
- الوحي غيث لكنه كما مثل الرسول ﷺ نزل على الأرض فصارت الأرض ثلاثة أقسام:
• قسم قبل المطر وشرب وأنبت العشب الكثير والكلأ فانتفع الناس بذلك لأن الأرض أنبتت.
• القسم الثاني: قيعان لا تنبت لكن أمسكت الماء لم تشربه فسقى الناس منه وارتووا وزرعوا.
• القسم الثالث: أرض قيعان بلعت الماء ولم تنبت سباخ سبخة تبلع الماء ولكنها لا تنبت. فهذا مثل من فقه في دين الله فعلم وعلم ومثل من لم يرفع به رأسه، الصورة الأولى والثانية للمثل فيمن قبل الحق فعلم وتعلم ونفع وانتفع.
- الذين قبلوا الحق صاروا قسمين: قسم آتاه الله تعالى فقها فصار يأخذ الفقه والأحكام الشرعية من كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ ويعلم، والثاني: رواية ولكنه ليس عنده ذلك الفقه يعني يحكي الحديث يرويه يحفظه ولكنه ليس عنده فقه وهذا كثير أيضًا، ما أكثر رجال الحديث الذين رووا الحديث لكنهم ليس عندهم فقه ما هم إلا أوعية يأخذ الناس منهم.
- الذي يوزع من هذا الماء وينفع الناس به هم الفقهاء، هذان قسمان:
• قسم حفظ الشريعة ووعاها وفهمها وعلمها واستنبط منها الأحكام الكثيرة، هؤلاء مثل الأرض التي قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير.
• قسم آخر نقلة فقط ينقلون الأحاديث لكنهم لا يحفظونها كثيرا هؤلاء كالأرض التي أمسكت الماء فانتفع الناس به وارتووا منه؛ لأن الناس يأخذون من هؤلاء الرواة للحديث ثم يستنبطون منه الأحكام وينفعون الناس بها.
- حسن تعليم الرسول ﷺ حيث يضرب الأمثال بالمعاني المعقولة بأشياء محسوسة؛ لأن إدراك المحسوس أقرب من إدراك المعقول، فضرب الأمثال تقريب للعلم وترسيخ له وإعانة على الفهم، لهذا ينبغي لك إذا حدثت عاميًا ولم يفهم أن تضرب له مثلاً، اضرب له المثل بشيء يعقله ويعرفه حتى يعرف المعاني المعقولة بواسطة الأشياء المحسوسة.
قال ابن باز ﵀:
- أحوال الناس مع الدين:
• قسم منهم تفقهوا في الدين وتعلموا وتبصروا ونفعوا الناس فعلموهم، وأفتوهم ودرسوهم.
• قسم حفظة نقلوا العلم وحفظوه، نقلوا القرآن وحفظوه حفظوا العلم وبلغوه الناس ما كان عندهم الفقه الكامل؛ لكن عندهم التبليغ والبيان والحفظ، فالأولون مثل الأرض الطيبة التي قبلت الماء فأَنْبَتَتِ الكَلأ ، وَالعُشب الكثير.
• الثاني: (مثل الأرض التي أمسكت الماء، فنفع اللهُ بها النّاس، فشربوا منها وسقوا وزرعوا)، الذين حفظوا القرآن حفظوا الحديث ونقلوا للناس وعلموه الناس؛ لكن ما عندهم سعة الفقه فيه وتفجير ينابيع ما فيه من العلم تبصير الناس.
• غالب الناس مثل القيعان، غالب الخلق لهم المثل الثالث: (قيعانٌ لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ)؛ يعني: معرضون غافلون ما عندهم لا علم ولا عمل أكثر الخلق لا عندهم علم؛ لا يعلمون الناس؛ ولا يعملون به معرضون غافلون؛ فلا علم؛ ولا عمل كالقيعان التي لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً نسأل الله السلامة.
- هذا مثل عظيم ضربه النبي ﷺ للمسلمين المتفقهين بالدين العاملين به، والمعرضين عنه.
1379 - وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِعَلِيٍّ - رضي الله عنه: «فَوَاللهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ». متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- الحمر بسكون الميم جمع حمراء، وهي الناقة الحمراء، وكانت أعجب المال إلى العرب في ذلك الزمان، وأحب المال إلى العرب في ذلك الزمن، فإذا هدى الله بك رجلًا واحدًا كان ذلك خير لك من حمر النعم.
- في هذا حث على العلم وعلى التعليم وعلى الدعوة إلى الله ﷿؛ لأنه لا يمكن أن يدعو الإنسان إلى الله إلا وهو يعلم، فإذا كان يعلم ما يعلم من شريعة الله ودعا إلى ذلك كان هذا دليلًا على فضل العلم.
قال ابن باز ﵀:
- كونه يهتدي واحد على يد علي خير من جميع ما على الدنيا من ناقة حمراء يعني خير من الدنيا وما عليها، هذا يدل على فضل الدعوة إلى الله، وأنها من أهم القرب، ومن أفضل الطاعات، والله يقول: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: ١٢٥].
- الحمر بسكون الميم جمع حمراء، وهي الناقة الحمراء، وكانت أعجب المال إلى العرب في ذلك الزمان، وأحب المال إلى العرب في ذلك الزمن، فإذا هدى الله بك رجلًا واحدًا كان ذلك خير لك من حمر النعم.
- في هذا حث على العلم وعلى التعليم وعلى الدعوة إلى الله ﷿؛ لأنه لا يمكن أن يدعو الإنسان إلى الله إلا وهو يعلم، فإذا كان يعلم ما يعلم من شريعة الله ودعا إلى ذلك كان هذا دليلًا على فضل العلم.
قال ابن باز ﵀:
- كونه يهتدي واحد على يد علي خير من جميع ما على الدنيا من ناقة حمراء يعني خير من الدنيا وما عليها، هذا يدل على فضل الدعوة إلى الله، وأنها من أهم القرب، ومن أفضل الطاعات، والله يقول: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: ١٢٥].
1380 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». رواه البخاري.
قال ابن عثيمين ﵀:
- (بلغوا عني) يعني: بلغوا الناس بما أقول وبما أفعل، وبجميع سنته ﷺ.
- (بلغوا عني ولو آية) من كتاب الله، ولو هنا للتقليل، يعني لا يقول الإنسان أنا لا أبلغ إلا إذا كنت عالماً كبيرًا، لا، إنما يبلغ الإنسان ولو آية، بشرط أن يكون قد علمها، وأنها من كلام الرسول ﷺ.
- من كذب على الرسول متعمدًا يعلم أنّه كاذب، فليتبوأ مقعده من النار، هنا اللام للأمر، لكن المراد بالأمر هنا الخبر، يعني فقد تبوأ مقعده من النار والعياذ بالله، أي فقد استحق أن يكون من ساكني النار؛ لأن الكذب على الرسول ليس كالكذب على واحد من الناس، الكذب على الرسول كذب على الله ﷿، ثم هو كذب على الشريعة؛ لأن ما يخبر به الرسول ﷺ من الوحي هو من شريعة الله.
- الكذب على العالم ليس كالكذب على عامة الناس، يعني مثلا تقول فلان كذا وكذا قال: هذا حرام هذا حلال هذا واجب هذا سنة، وأنت تكذب هذا أيضًا أشد من الكذب على عامة الناس؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء يبلغون شريعة الله إرثا لرسول الله ﷺ فإذا كذبت عليهم، فهذا إثمه عظيم.
- أنّ من كذب على الرسول ﷺ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن نقل عمدًا حديثًا كذباً يعلم أنه كذب فهو أحد الكذابين، يعني (فليتبوأ مقعده من النار).
- ما أكثر من ينشر من النشرات التي بها الترغيب أو الترهيب وهي مكذوبة على الرسول ﷺ لكن بعض المجتهدين الجهال ينشرون هذه النشرات ويوزعونها بكمية كبيرة يقولون: نعظ الناس بهذا كيف تعظونهم بشيء كذب، ولهذا يجب الحذر من هذه المنشورات التي تنشر في المساجد أو تعلق على الأبواب أبواب المساجد أو غير ذلك، يجب الحذر منها وربما يكون فيها أشياء مكذوبة فيكون الذي ينشرها قد تبوأ مقعده من النار إذا علم أنها كذب.
- (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) بنو إسرائيل اليهود والنصارى إذا قالوا قولاً فحدث عنهم ولا حرج عليك، بشرط أن لا تعلم أنّه مخالف للشريعة؛ لأن بني إسرائيل عندهم كذب يحرفون الكلم عن مواضعه ويكذبون، فإذا أخبروك بخير فلا بأس أن تحدث به بشرط أن لا يكون مخالفا لما جاء في شريعة الرسول ﷺ فإن كان مخالفا له فإنه لا يجوز أن يحدث إلا إذا حدث به ليبين أنه باطل فلا حرج.
قال ابن باز ﵀:
- وجوب التبليغ عن الله ورسوله، وتبليغ الناس العلم القرآن والسُّنَّة؛ حتى يفهموا حتى يتعلموا، حتى يستفيدوا بالقول والعمل، والسيرة.
- جواز الحديث عن بني إسرائيل أخبارهم؛ لأنّ فيها عجائب وعندهم غرائب، حدث عنهم من بني إسرائيل، عن عبد الله بن عمرو، وعن كعب الأحبار، عن ابن عباس عن غيرهم من أخبارهم وما جرى عليهم من العقوبات والنقمات، وما أكرم الله ممن هداه الله منهم فيها عظة، فيها عبر، والحذر من الكذب عليه.
- الكذب على النبي ﷺ من أكبر الكبائر، يجب الحذر من الكذب على النبي.
- (بلغوا عني) يعني: بلغوا الناس بما أقول وبما أفعل، وبجميع سنته ﷺ.
- (بلغوا عني ولو آية) من كتاب الله، ولو هنا للتقليل، يعني لا يقول الإنسان أنا لا أبلغ إلا إذا كنت عالماً كبيرًا، لا، إنما يبلغ الإنسان ولو آية، بشرط أن يكون قد علمها، وأنها من كلام الرسول ﷺ.
- من كذب على الرسول متعمدًا يعلم أنّه كاذب، فليتبوأ مقعده من النار، هنا اللام للأمر، لكن المراد بالأمر هنا الخبر، يعني فقد تبوأ مقعده من النار والعياذ بالله، أي فقد استحق أن يكون من ساكني النار؛ لأن الكذب على الرسول ليس كالكذب على واحد من الناس، الكذب على الرسول كذب على الله ﷿، ثم هو كذب على الشريعة؛ لأن ما يخبر به الرسول ﷺ من الوحي هو من شريعة الله.
- الكذب على العالم ليس كالكذب على عامة الناس، يعني مثلا تقول فلان كذا وكذا قال: هذا حرام هذا حلال هذا واجب هذا سنة، وأنت تكذب هذا أيضًا أشد من الكذب على عامة الناس؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء يبلغون شريعة الله إرثا لرسول الله ﷺ فإذا كذبت عليهم، فهذا إثمه عظيم.
- أنّ من كذب على الرسول ﷺ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن نقل عمدًا حديثًا كذباً يعلم أنه كذب فهو أحد الكذابين، يعني (فليتبوأ مقعده من النار).
- ما أكثر من ينشر من النشرات التي بها الترغيب أو الترهيب وهي مكذوبة على الرسول ﷺ لكن بعض المجتهدين الجهال ينشرون هذه النشرات ويوزعونها بكمية كبيرة يقولون: نعظ الناس بهذا كيف تعظونهم بشيء كذب، ولهذا يجب الحذر من هذه المنشورات التي تنشر في المساجد أو تعلق على الأبواب أبواب المساجد أو غير ذلك، يجب الحذر منها وربما يكون فيها أشياء مكذوبة فيكون الذي ينشرها قد تبوأ مقعده من النار إذا علم أنها كذب.
- (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) بنو إسرائيل اليهود والنصارى إذا قالوا قولاً فحدث عنهم ولا حرج عليك، بشرط أن لا تعلم أنّه مخالف للشريعة؛ لأن بني إسرائيل عندهم كذب يحرفون الكلم عن مواضعه ويكذبون، فإذا أخبروك بخير فلا بأس أن تحدث به بشرط أن لا يكون مخالفا لما جاء في شريعة الرسول ﷺ فإن كان مخالفا له فإنه لا يجوز أن يحدث إلا إذا حدث به ليبين أنه باطل فلا حرج.
قال ابن باز ﵀:
- وجوب التبليغ عن الله ورسوله، وتبليغ الناس العلم القرآن والسُّنَّة؛ حتى يفهموا حتى يتعلموا، حتى يستفيدوا بالقول والعمل، والسيرة.
- جواز الحديث عن بني إسرائيل أخبارهم؛ لأنّ فيها عجائب وعندهم غرائب، حدث عنهم من بني إسرائيل، عن عبد الله بن عمرو، وعن كعب الأحبار، عن ابن عباس عن غيرهم من أخبارهم وما جرى عليهم من العقوبات والنقمات، وما أكرم الله ممن هداه الله منهم فيها عظة، فيها عبر، والحذر من الكذب عليه.
- الكذب على النبي ﷺ من أكبر الكبائر، يجب الحذر من الكذب على النبي.
1381 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ». رواه مسلم.
قال ابن عثيمين ﵀:
- سلوك الطريق يشمل:
• الطريق الحسي الذي تقرعه الأقدام، مثل: أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم سواء كان مكان العلم مسجداً أو مدرسةً أو كليةً أو غير ذلك، ومن ذلك أيضاً الرحلة في طلب العلم أن يرتحل الإنسان من بلده إلى بلد آخر يلتمس العلم فهذا سلك طريقا يلتمس فيه علما، وقد رحل جابر بن عبد الله الأنصاري صاحب رسول الله ﷺ في حديث واحد مسيرة شهر كامل.
• الطريق المعنوي وهو أن يلتمس العلم من أفواه العلماء ومن بطون الكتب، فالذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية وإن كان جالسا على كرسيه فإنه قد سلك طريقا يلتمس فيه علما، ومن جلس إلى شيخ يتعلم منه فإنه قد سلك طريقا يلتمس فيه علما ولو كان جالسا.
- من سلك هذا الطريق سهل الله له به طريقا إلى الجنة؛ لأن العلم الشرعي تعرف به حكم ما أنزل الله، تعرف به شريعة الله، تعرف به أوامر الله، تعرف به نواهي الله، فتستدل به على الطريق الذي يرضى الله ﷿ ويوصلك إلى الجنة، وكلما ازددت حرصًا في سلوك الطرق الموصلة إلى العلم ازددت طرقًا توصلك إلى الجنة.
- ينبغي للإنسان أن ينتهز الفرصة ولا سيما الشاب الذي يحفظ سريعًا ويمكث في ذهنه ما حفظه، ينبغي له أن يبادر الوقت، يبادر العمر قبل أن يأتيه ما يشغله عن ذلك.
قال ابن باز ﵀:
- احرص على الخير؛ كن داعية إلى الله؛ كُن طالباً للعلم كُن فقيهاً؛ كُن مجتهداً في الخير ولو بالسفر إذا دعت الحاجة إلى السفر إلى عالم تسأله عن فائدة،أو عن علم.
- سلوك الطريق يشمل:
• الطريق الحسي الذي تقرعه الأقدام، مثل: أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم سواء كان مكان العلم مسجداً أو مدرسةً أو كليةً أو غير ذلك، ومن ذلك أيضاً الرحلة في طلب العلم أن يرتحل الإنسان من بلده إلى بلد آخر يلتمس العلم فهذا سلك طريقا يلتمس فيه علما، وقد رحل جابر بن عبد الله الأنصاري صاحب رسول الله ﷺ في حديث واحد مسيرة شهر كامل.
• الطريق المعنوي وهو أن يلتمس العلم من أفواه العلماء ومن بطون الكتب، فالذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية وإن كان جالسا على كرسيه فإنه قد سلك طريقا يلتمس فيه علما، ومن جلس إلى شيخ يتعلم منه فإنه قد سلك طريقا يلتمس فيه علما ولو كان جالسا.
- من سلك هذا الطريق سهل الله له به طريقا إلى الجنة؛ لأن العلم الشرعي تعرف به حكم ما أنزل الله، تعرف به شريعة الله، تعرف به أوامر الله، تعرف به نواهي الله، فتستدل به على الطريق الذي يرضى الله ﷿ ويوصلك إلى الجنة، وكلما ازددت حرصًا في سلوك الطرق الموصلة إلى العلم ازددت طرقًا توصلك إلى الجنة.
- ينبغي للإنسان أن ينتهز الفرصة ولا سيما الشاب الذي يحفظ سريعًا ويمكث في ذهنه ما حفظه، ينبغي له أن يبادر الوقت، يبادر العمر قبل أن يأتيه ما يشغله عن ذلك.
قال ابن باز ﵀:
- احرص على الخير؛ كن داعية إلى الله؛ كُن طالباً للعلم كُن فقيهاً؛ كُن مجتهداً في الخير ولو بالسفر إذا دعت الحاجة إلى السفر إلى عالم تسأله عن فائدة،أو عن علم.
1382 - وعنه أَيضًا - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدىً كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا». رواه مسلم.
قال ابن عثيمين ﵀:
- الداعي إلى الهدى هو الذي يعلم الناس ويبين لهم الحق ويرشدهم إليه، فهذا له مثل أجر من فعله، مثلًا دللت إنسانًا على أنّه ينبغي له أن يوتر يجعل آخر صلاته في الليل وترا كما أمر النبي ﷺ قال: (اجعلوا آخر صلاتكم في الليل وتراً) وحثثت على الوتر ورغبت فيه فأوتر أحد من الناس بناء على كلامك وعلى توجيهك فلك مثل أجره لك علم بذلك آخر منك أو من الذي علمته أنت فلك مثل أجره وإن تسلسلوا إلى يوم القيامة.
- في هذا دليلٌ على كثرة أجور النبي ﷺ؛ لأنه دل الأمة على الهدى فكل من عمل من هذه الأمة بهدي فللنبي ﷺ أجره من غير أن ينقص من أجورهم شيء، الأجر تام للفاعل والداعي.
- إذا تبين أنّ النبي ﷺ له أجر ما عملته أمته تبين بذلك خطأ من يهدي ثواب العبادة للرسول ﷺ، يعني مثلا بعض الناس اجتهد وصار يصلي ركعتين ويقول اللهم اجعل ثوابها للرسول يقرأ قرآنا ويقول: اللهم اجعل ثوابه للرسول هذا غلط. لا يعني إرجاعك القرب للرسول إلا أنك حرمت نفسك من الأجر فقط، وللرسول ﷺ مثل أجرك سواء أهديت له أو لم تهد لأنه يقول ﷺ من دعا إلى هدى فله أجر من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيء.
- فضيلة العلم؛ لأنّ العلم به الدلالة على الهدى والحث على التقوى، فالعلم أفضل بكثير من المال حتى لو تصدق بأموال عظيمة طائلة فالعلم ونشر العلم أفضل، واضرب لكم مثلا الآن في عهد أبي هريرة خلفاء ملوك ملكوا الدنيا، وفي عهد الإمام أحمد أغنياء ملكوا أموالًا عظيمة وتصدقوا وأوقفوا في عهد من بعدهم، كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم أناس أغنياء تصدقوا وأنفقوا وأوقفوا أين ذهب المال؟ أين ذهب ما أنفقوه؟ أين ذهب ما وقفوه؟ راح، لا يوجد له أثر الآن، لكن أحاديث أبي هريرة تتلى في كل وقت ليلًا ونهارًا ويأتيه أجرها، الأئمة أيضًا علمهم وفقهم منشور بين الأمة يأتيهم الأجر، وهكذا شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من العلماء ماتوا لكن ذكرهم حي باق يعلمون الناس وهم في قبورهم ينالهم الأجر وهم في قبورهم.
قال ابن باز ﵀:
- تعرف من هذه الأحاديث ومن غيرها من الأحاديث، ومن سيرة النبي ﷺ وما جرى عليه من التعب، والأذى في مكة، وفي الطائف وفي غيرهما، فأنت واحد من الأمة لك شرف طلب العلم، والتفقه في الدين والدعوة إلى الله، فاصبر كما صبروا وجاهد نفسك في ذلك، وتذكر قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: ١٦٩].
- المؤمن يجتهد في إيصال الخير إلى غيره، والدلالة على الخير بالآيات والأحاديث والكلام الطيب والأسلوب الحسن، والله يأجره، ويعطيه مثل أجور من قبل منه.
- الداعي إلى الهدى هو الذي يعلم الناس ويبين لهم الحق ويرشدهم إليه، فهذا له مثل أجر من فعله، مثلًا دللت إنسانًا على أنّه ينبغي له أن يوتر يجعل آخر صلاته في الليل وترا كما أمر النبي ﷺ قال: (اجعلوا آخر صلاتكم في الليل وتراً) وحثثت على الوتر ورغبت فيه فأوتر أحد من الناس بناء على كلامك وعلى توجيهك فلك مثل أجره لك علم بذلك آخر منك أو من الذي علمته أنت فلك مثل أجره وإن تسلسلوا إلى يوم القيامة.
- في هذا دليلٌ على كثرة أجور النبي ﷺ؛ لأنه دل الأمة على الهدى فكل من عمل من هذه الأمة بهدي فللنبي ﷺ أجره من غير أن ينقص من أجورهم شيء، الأجر تام للفاعل والداعي.
- إذا تبين أنّ النبي ﷺ له أجر ما عملته أمته تبين بذلك خطأ من يهدي ثواب العبادة للرسول ﷺ، يعني مثلا بعض الناس اجتهد وصار يصلي ركعتين ويقول اللهم اجعل ثوابها للرسول يقرأ قرآنا ويقول: اللهم اجعل ثوابه للرسول هذا غلط. لا يعني إرجاعك القرب للرسول إلا أنك حرمت نفسك من الأجر فقط، وللرسول ﷺ مثل أجرك سواء أهديت له أو لم تهد لأنه يقول ﷺ من دعا إلى هدى فله أجر من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيء.
- فضيلة العلم؛ لأنّ العلم به الدلالة على الهدى والحث على التقوى، فالعلم أفضل بكثير من المال حتى لو تصدق بأموال عظيمة طائلة فالعلم ونشر العلم أفضل، واضرب لكم مثلا الآن في عهد أبي هريرة خلفاء ملوك ملكوا الدنيا، وفي عهد الإمام أحمد أغنياء ملكوا أموالًا عظيمة وتصدقوا وأوقفوا في عهد من بعدهم، كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم أناس أغنياء تصدقوا وأنفقوا وأوقفوا أين ذهب المال؟ أين ذهب ما أنفقوه؟ أين ذهب ما وقفوه؟ راح، لا يوجد له أثر الآن، لكن أحاديث أبي هريرة تتلى في كل وقت ليلًا ونهارًا ويأتيه أجرها، الأئمة أيضًا علمهم وفقهم منشور بين الأمة يأتيهم الأجر، وهكذا شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من العلماء ماتوا لكن ذكرهم حي باق يعلمون الناس وهم في قبورهم ينالهم الأجر وهم في قبورهم.
قال ابن باز ﵀:
- تعرف من هذه الأحاديث ومن غيرها من الأحاديث، ومن سيرة النبي ﷺ وما جرى عليه من التعب، والأذى في مكة، وفي الطائف وفي غيرهما، فأنت واحد من الأمة لك شرف طلب العلم، والتفقه في الدين والدعوة إلى الله، فاصبر كما صبروا وجاهد نفسك في ذلك، وتذكر قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: ١٦٩].
- المؤمن يجتهد في إيصال الخير إلى غيره، والدلالة على الخير بالآيات والأحاديث والكلام الطيب والأسلوب الحسن، والله يأجره، ويعطيه مثل أجور من قبل منه.
1383 - وعنه قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رواه مسلم .
قال ابن عثيمين ﵀:
- هذا الحديث فيه الحث أعني حث الإنسان على المبادرة بالأعمال الصالحة؛ لأنّه لا يدري متى يفاجئه الموت فليبادر قبل أن ينقطع العمل، بالعمل الصالح الذي يزداد به رفعة عند الله ﷿ وثوابا، ومن المعلوم أن كل واحد منا لا يعلم متى يموت ولا يعلم أين يموت، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾، فإذا كان الأمر كذلك فإن العاقل ينتهز الفرص، فرص العمر في طاعة الله ﷿ قبل أن يأتيه الموت ولم يستعتب ولم يتب.
- (انقطع عمله) يشمل كل عمل لا يكتب له ولا عليه إذا مات؛ لأنه انتقل إلى دار الجزاء، دار العمل هي دار الدنيا، أما بعد ذلك فالدور كلها دور جزاء إلا من ثلاث: صدقة جارية يعني أن يتصدق الإنسان بشيء ويستمر هذا الشيء، وأحسن ما يكون المساجد ...؛ لأن أجر الباني مستمر مادام هذا المسجد قائمًا ليلًا ونهارًا، والمسلمون يمكثون في المساجد في صلاتهم وقراءتهم وتعلمهم العلم وتعليمهم العلم وغير ذلك.
- من الصدقات الجارية أن يوقف الإنسان وقفا من عقار أو بستان أو نحوه على الفقراء والمساكين أو على طلبة العلم أو على المجاهدين في سبيل الله أو ما أشبه ذلك.
- من الصدقات الجارية أن يطبع الإنسان كتبا نافعة للمسلمين، يقرءون فيها وينتفعون بها، سواء كانت من مؤلفين في عصره أو من مؤلفين سابقين، المهم أن تكون كتبا نافعة بنتفع بها المسلمون من بعده.
- من الصدقات الجارية إصلاح الطرق، فإن الإنسان إذا أصلح الطرق وأزال عنها الأذى واستمر الناس ينتفعون بهذا فإن ذلك من الصدقات الجارية.
- القاعدة في الصدقة الجارية كل عمل صالح يستمر للإنسان بعد موته.
- الثاني (فعلم ينتفع به) وهذا أعمها وأشملها وأنفعها أن يترك الإنسان وراءه علما ينتفع المسلمون به سواء ورث من بعده بالتعليم الشفوي أو بالكتابة، فتأليف الكتب وتعليم الناس وتداول الناس لهذه المعلومات مادام مستمرا فأجر المعلم جارٍ مستمر؛ لأن الناس ينتفعون بهذا العلم الذي ورثه.
- الثالث (ولد صالح يدعو له) ولد يشمل ذكر وأنثى، يعني ابن أو بنت، يشمل ابنك لصلبك وابنتك لصلبك، وأبناء أبنائك وأبناء بناتك، وبنات أبنائك وبنات بناتك إلى آخره، (ولد صالح يدعو) للإنسان بعد موته هذا أيضًا يثاب عليه الإنسان.
- الدعاء لأبيه وأمه وجده وجدته أفضل من الصدقة عنهم، وأفضل من الصلاة لهم، وأفضل من الصيام لهم؛ لأن النبي ﷺ لا يمكن أن يدل أمته إلا على خير ما يعلمه لهم ما من نبي بعثه الله إلا دل أمته على خير ما يعلمه لهم. والمقام مقام تحدث عن الأعمال لما عدل عن هذه الأعمال إلى الدعاء علمنا يقينا لا إشكال فيه أن الدعاء أفضل من ذلك فلو سألنا سائل: أيهما أفضل أتصدق لأبي أو أدعو له قلنا الدعاء أفضل لأن رسول الله هكذا أرشدنا فقال: أو ولد صالح يدعو له.
- العجيب أنّ العوام وأشباه العوام يظنون أنّ الإنسان إذا تصدق عن أبيه أو صام يوماً لأبيه أو قرأ حزباً من القرآن لأبيه أو ما أشبه ذلك يرون أنّه أفضل من الدعاء، ومصدر هذا هو الجهل وإلا فمن تدبر النصوص علم أن الدعاء أفضل.
قال ابن باز ﵀:
- الصدقة الجارية كثيرة؛ يعني: يحبس الأصل وتبقى الثمرة، فهكذا العلم الذي ينتفع به مثل الكتب المفيدة، التي ألفها، مثل طلبة العلم الذين تخرجوا عليه، وانتفعوا بعلمه، يكون له مثل أجورهم؛ لأنهم تخرجوا عليه، وهو دلهم، وأرشدهم.
- الأولاد الصالحون ينفعون لوالديهم بالدعاء، سواء رجل، أو أنثى، ولداً يشمل الذكر والأنثى؛ يعني بنت أو ابن يدعو لوالده يترحم عليه، هذا ينفعه بعد الموت؛ وهكذا دعاء المؤمنين جميعاً حتى غير الولد، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُو مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا﴾ [الحشر: 10].
- الدعاء للمؤمنين والترحم عليهم فيه أجر عظيم، وإن كنت لا تعرف أعيانهم، وإذا دعوت لوالديك ولقراباتك ولجيرانك كذلك أنت مأجور.
- هذا الحديث فيه الحث أعني حث الإنسان على المبادرة بالأعمال الصالحة؛ لأنّه لا يدري متى يفاجئه الموت فليبادر قبل أن ينقطع العمل، بالعمل الصالح الذي يزداد به رفعة عند الله ﷿ وثوابا، ومن المعلوم أن كل واحد منا لا يعلم متى يموت ولا يعلم أين يموت، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾، فإذا كان الأمر كذلك فإن العاقل ينتهز الفرص، فرص العمر في طاعة الله ﷿ قبل أن يأتيه الموت ولم يستعتب ولم يتب.
- (انقطع عمله) يشمل كل عمل لا يكتب له ولا عليه إذا مات؛ لأنه انتقل إلى دار الجزاء، دار العمل هي دار الدنيا، أما بعد ذلك فالدور كلها دور جزاء إلا من ثلاث: صدقة جارية يعني أن يتصدق الإنسان بشيء ويستمر هذا الشيء، وأحسن ما يكون المساجد ...؛ لأن أجر الباني مستمر مادام هذا المسجد قائمًا ليلًا ونهارًا، والمسلمون يمكثون في المساجد في صلاتهم وقراءتهم وتعلمهم العلم وتعليمهم العلم وغير ذلك.
- من الصدقات الجارية أن يوقف الإنسان وقفا من عقار أو بستان أو نحوه على الفقراء والمساكين أو على طلبة العلم أو على المجاهدين في سبيل الله أو ما أشبه ذلك.
- من الصدقات الجارية أن يطبع الإنسان كتبا نافعة للمسلمين، يقرءون فيها وينتفعون بها، سواء كانت من مؤلفين في عصره أو من مؤلفين سابقين، المهم أن تكون كتبا نافعة بنتفع بها المسلمون من بعده.
- من الصدقات الجارية إصلاح الطرق، فإن الإنسان إذا أصلح الطرق وأزال عنها الأذى واستمر الناس ينتفعون بهذا فإن ذلك من الصدقات الجارية.
- القاعدة في الصدقة الجارية كل عمل صالح يستمر للإنسان بعد موته.
- الثاني (فعلم ينتفع به) وهذا أعمها وأشملها وأنفعها أن يترك الإنسان وراءه علما ينتفع المسلمون به سواء ورث من بعده بالتعليم الشفوي أو بالكتابة، فتأليف الكتب وتعليم الناس وتداول الناس لهذه المعلومات مادام مستمرا فأجر المعلم جارٍ مستمر؛ لأن الناس ينتفعون بهذا العلم الذي ورثه.
- الثالث (ولد صالح يدعو له) ولد يشمل ذكر وأنثى، يعني ابن أو بنت، يشمل ابنك لصلبك وابنتك لصلبك، وأبناء أبنائك وأبناء بناتك، وبنات أبنائك وبنات بناتك إلى آخره، (ولد صالح يدعو) للإنسان بعد موته هذا أيضًا يثاب عليه الإنسان.
- الدعاء لأبيه وأمه وجده وجدته أفضل من الصدقة عنهم، وأفضل من الصلاة لهم، وأفضل من الصيام لهم؛ لأن النبي ﷺ لا يمكن أن يدل أمته إلا على خير ما يعلمه لهم ما من نبي بعثه الله إلا دل أمته على خير ما يعلمه لهم. والمقام مقام تحدث عن الأعمال لما عدل عن هذه الأعمال إلى الدعاء علمنا يقينا لا إشكال فيه أن الدعاء أفضل من ذلك فلو سألنا سائل: أيهما أفضل أتصدق لأبي أو أدعو له قلنا الدعاء أفضل لأن رسول الله هكذا أرشدنا فقال: أو ولد صالح يدعو له.
- العجيب أنّ العوام وأشباه العوام يظنون أنّ الإنسان إذا تصدق عن أبيه أو صام يوماً لأبيه أو قرأ حزباً من القرآن لأبيه أو ما أشبه ذلك يرون أنّه أفضل من الدعاء، ومصدر هذا هو الجهل وإلا فمن تدبر النصوص علم أن الدعاء أفضل.
قال ابن باز ﵀:
- الصدقة الجارية كثيرة؛ يعني: يحبس الأصل وتبقى الثمرة، فهكذا العلم الذي ينتفع به مثل الكتب المفيدة، التي ألفها، مثل طلبة العلم الذين تخرجوا عليه، وانتفعوا بعلمه، يكون له مثل أجورهم؛ لأنهم تخرجوا عليه، وهو دلهم، وأرشدهم.
- الأولاد الصالحون ينفعون لوالديهم بالدعاء، سواء رجل، أو أنثى، ولداً يشمل الذكر والأنثى؛ يعني بنت أو ابن يدعو لوالده يترحم عليه، هذا ينفعه بعد الموت؛ وهكذا دعاء المؤمنين جميعاً حتى غير الولد، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُو مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا﴾ [الحشر: 10].
- الدعاء للمؤمنين والترحم عليهم فيه أجر عظيم، وإن كنت لا تعرف أعيانهم، وإذا دعوت لوالديك ولقراباتك ولجيرانك كذلك أنت مأجور.
1384 - وعنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلاَّ ذِكْرَ الله تَعَالَى، وَمَا وَالاهُ، وَعَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن».
قَوْله: «وَمَا وَالاَهُ»: أيْ طَاعة الله.
قال ابن باز ﵀:
- سماها ملعونة؛ لأنّها مذمومة فالمذموم يسمى ملعوناً، مسبوب السب اللعن سواء قال: فلان كذا أو فلان كذا يسمى سباً ولو ما قال: لعنهم لو قال: فلان بخيل فلان جبان، فلان سيء الخلق، هذا نوع من اللعن نوع من السب (إِلَّا ذكر الله) فليس مذموماً، (وما والاه) من طاعة الله ورسوله.
- المؤمنون ليسوا مذمومين ولا ملعونين، وهكذا العلماء العاملون والمتعلمون الصالحون كلهم يمدحون ولا يذمون.
- سماها ملعونة؛ لأنّها مذمومة فالمذموم يسمى ملعوناً، مسبوب السب اللعن سواء قال: فلان كذا أو فلان كذا يسمى سباً ولو ما قال: لعنهم لو قال: فلان بخيل فلان جبان، فلان سيء الخلق، هذا نوع من اللعن نوع من السب (إِلَّا ذكر الله) فليس مذموماً، (وما والاه) من طاعة الله ورسوله.
- المؤمنون ليسوا مذمومين ولا ملعونين، وهكذا العلماء العاملون والمتعلمون الصالحون كلهم يمدحون ولا يذمون.
1385 - وعن أنسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خَرَجَ في طَلَبِ العِلْمِ فَهُوَ في سَبيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن».
1386 - وعن أَبي سعيدٍ الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَنْ يَشْبَعَ مُؤْمِنٌ مِنْ خَيْرٍ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الجَنَّةَ». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن».
1387 - وعن أَبي أُمَامَة - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ» ثُمَّ قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأهْلَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي النَّاسِ الخَيْرَ». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن».
قال ابن باز ﵀:
- هذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على فضل طلب العلم، والتفقه في الدين، وأنه ينبغي لكل مؤمن أن يحرص على طلب العلم والتفقه في الدين، ولو لم يرد في هذا إلا قوله : ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: ۱۸].
- طلب العلم من الخير؛ لا يشبع العالم من طلب العلم، بل لم يزل في طلب العلم حتى يموت، هكذا طالب العلم، لا يشبع، بل لم يزل يطلب العلم وينفقه في الدين، حتى يلحق بالله؛ لأنّ العلم ليس له نهاية مهما علمت سيفوتك.
- هذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على فضل طلب العلم، والتفقه في الدين، وأنه ينبغي لكل مؤمن أن يحرص على طلب العلم والتفقه في الدين، ولو لم يرد في هذا إلا قوله : ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: ۱۸].
- طلب العلم من الخير؛ لا يشبع العالم من طلب العلم، بل لم يزل في طلب العلم حتى يموت، هكذا طالب العلم، لا يشبع، بل لم يزل يطلب العلم وينفقه في الدين، حتى يلحق بالله؛ لأنّ العلم ليس له نهاية مهما علمت سيفوتك.
1388 - وعن أَبي الدرداء - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَريقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإنَّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ، وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ حَتَّى الحيتَانُ في المَاءِ، وَفضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، وَإنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يَوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَإنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ». رواه أَبُو داود والترمذي.
قال ابن عثيمين ﵀:
- يدل على فضل العلم، وأن العلماء يستغفر لهم أهل السماء والأرض وحتى الحيتان في البحر وحتى الدواب في البر، كل شيء يستغفر له.
- لا تستغرب أن تكون هذه الحيوانات تستغفر الله ﷿ للعالم؛ لأن الله ﷿ قال في القرآن الكريم على لسان موسى ﷺ: ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ﴾ [طه: 50]، فالبهائم والحشرات تعلم ربها ﷿ وتعرفه ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: 44]، كل شيء يسبح بحمد الله حتى إن الحصى سمع تسبيحه بين يدي النبي وهو حصى؛ لأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه.
- كل شيء يمتثل أمر الله ﷿ إلا الكفرة من بني آدم والجن. الكافر لا يستجيب لله، لا يسجد لله شرعًا وتعبدًا، لكنه يسجد لله ذلًا قدريًا، ما له مفر عما قضى الله كما قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا﴾ [الرعد: 15]، والسجود هنا السجود القدري فكل أحد خاضع لقدر الله ما أحد يستطيع أن يغالب الله ﷿.
- العلماء هم ورثة الأنبياء، الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً. وهذا من حكمة الله ﷿ أنهم لا يورثون لئلا يقول قائل إنّ النبي إنما ادعى النبوة لأجل أن يملك فيورثوا فيرثه أقاربه من ذلك، فقطع هذا، وقيل النبي لا يرثه ابنه، وأما قول زكريا ﴿فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ٥ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ﴾ [مريم: 5-6]، فالمراد بذلك إرث العلم والنبوة وليس المال.
- لو لم يكن من فضل العلم إلا أن العالم كلما عمل شيئا فهو يشعر مع إخلاصه لله ﷿، يشعر بأن إمامه محمد ﷺ؛ لأنه يعبد الله على بصيرة، عندما يتوضأ يشعر كأن الرسول أمامه يتوضأ الآن يتبعه تماما، وكذلك في الصلاة وغيرها من العبادات، لو لم يأتك من فضل العلم إلا هذا لكان كاف.
- الإنسان الذي يمن الله عليه بالعلم فقد من الله عليه بما هو أعظم من الأموال والبنين والزوجات والقصور والمراكب وكل شيء.
قال ابن باز ﵀:
- هذه أشياء توجب للمؤمن الحرص والرغبة في طلب العلم والاجتهاد في تحصيله، ونفع الناس به، بعد أن ينتفع، ينتفع وينفع، يبدأ بالعمل ويجتهد في العمل ينفع الناس بتوجيههم، وإرشادهم، وتعليمهم، يُريد ما عند الله ﷿.
- المؤمن يبذل وسعه ويحرص على التفقه في الدين والتعلم، وعلى بذل العلم والنصيحة للناس، توجيه الناس إلى الخير، أينما كان يريد ثواب الله يريد أجراً، يُريد رضاء، أينما كان.
- طلب العلم من أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار.
- يدل على فضل العلم، وأن العلماء يستغفر لهم أهل السماء والأرض وحتى الحيتان في البحر وحتى الدواب في البر، كل شيء يستغفر له.
- لا تستغرب أن تكون هذه الحيوانات تستغفر الله ﷿ للعالم؛ لأن الله ﷿ قال في القرآن الكريم على لسان موسى ﷺ: ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ﴾ [طه: 50]، فالبهائم والحشرات تعلم ربها ﷿ وتعرفه ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: 44]، كل شيء يسبح بحمد الله حتى إن الحصى سمع تسبيحه بين يدي النبي وهو حصى؛ لأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه.
- كل شيء يمتثل أمر الله ﷿ إلا الكفرة من بني آدم والجن. الكافر لا يستجيب لله، لا يسجد لله شرعًا وتعبدًا، لكنه يسجد لله ذلًا قدريًا، ما له مفر عما قضى الله كما قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا﴾ [الرعد: 15]، والسجود هنا السجود القدري فكل أحد خاضع لقدر الله ما أحد يستطيع أن يغالب الله ﷿.
- العلماء هم ورثة الأنبياء، الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً. وهذا من حكمة الله ﷿ أنهم لا يورثون لئلا يقول قائل إنّ النبي إنما ادعى النبوة لأجل أن يملك فيورثوا فيرثه أقاربه من ذلك، فقطع هذا، وقيل النبي لا يرثه ابنه، وأما قول زكريا ﴿فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ٥ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ﴾ [مريم: 5-6]، فالمراد بذلك إرث العلم والنبوة وليس المال.
- لو لم يكن من فضل العلم إلا أن العالم كلما عمل شيئا فهو يشعر مع إخلاصه لله ﷿، يشعر بأن إمامه محمد ﷺ؛ لأنه يعبد الله على بصيرة، عندما يتوضأ يشعر كأن الرسول أمامه يتوضأ الآن يتبعه تماما، وكذلك في الصلاة وغيرها من العبادات، لو لم يأتك من فضل العلم إلا هذا لكان كاف.
- الإنسان الذي يمن الله عليه بالعلم فقد من الله عليه بما هو أعظم من الأموال والبنين والزوجات والقصور والمراكب وكل شيء.
قال ابن باز ﵀:
- هذه أشياء توجب للمؤمن الحرص والرغبة في طلب العلم والاجتهاد في تحصيله، ونفع الناس به، بعد أن ينتفع، ينتفع وينفع، يبدأ بالعمل ويجتهد في العمل ينفع الناس بتوجيههم، وإرشادهم، وتعليمهم، يُريد ما عند الله ﷿.
- المؤمن يبذل وسعه ويحرص على التفقه في الدين والتعلم، وعلى بذل العلم والنصيحة للناس، توجيه الناس إلى الخير، أينما كان يريد ثواب الله يريد أجراً، يُريد رضاء، أينما كان.
- طلب العلم من أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار.
1389 - وعن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعَى مِنْ سَامِعٍ». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح».
1390 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سُئِلَ عن عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ». رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: «حديث حسن».
قال ابن عثيمين ﵀:
- النبي ﷺ دعا للإنسان إذا سمع حديثا عن رسول الله فبلغه كما سمعه أن يحسن الله تعالى وجهه يوم القيامة.
- (فرب مبلغ أوعى من سامع)؛ لأنّه ربما يكون الإنسان يسمع الحديث ويبلغه، ويكون المبلغ أوعى من السامع يعني أفقه وأفهم وأشد عملا من الإنسان الذي سمعه وأداه.
- توعد النبي ﷺ من سئل عن علم فكتمه، توعده بأن يلجم يوم القيامة بلجام من نار أي يوضع على فمه لجام من نار، نسأل الله العافية؛ لأنّه كتم ما أنزل الله بعد أن سئل عنه، وهذا إذا علمت أن السائل يسأل لاسترشاده فلا يجوز لك أن تمنعه، أما إذا علمت أنه يسأل امتحانا وليس قصده أن يسترشد فيعلم ويعمل فأنت بالخيار إن شئت فعلمه وإن شئت فلا تعلمه، لقول الله تعالى: ﴿فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ [المائدة: 42].
- إذا علمت أنه يحصل من الفتوى مفسدة كبيرة فلا بأس أن ترجئ الإفتاء لا تكتم، لكن لا بأس أن ترجئ الإفتاء إلى وقت يكون فيه المصلحة؛ لأنه أحيانا تكون الفتوى لو أفتيت بها سببًا للشر والفساد، فأنت إذا رأيت أنها سبب للشر والفساد وأجلت الإجابة فلا حرج عليك في ذلك.
قال ابن باز ﵀:
- الواجب على أهل العلم أن يبثوه في الناس، وأن ينشروه للناس، وأن يعلموا الناس، وأن يجتهدوا في ذلك، وأن يكونوا في ذلك مخلصين لله وحده، ويحذروا من الرياء والسمعة.
- النبي ﷺ دعا للإنسان إذا سمع حديثا عن رسول الله فبلغه كما سمعه أن يحسن الله تعالى وجهه يوم القيامة.
- (فرب مبلغ أوعى من سامع)؛ لأنّه ربما يكون الإنسان يسمع الحديث ويبلغه، ويكون المبلغ أوعى من السامع يعني أفقه وأفهم وأشد عملا من الإنسان الذي سمعه وأداه.
- توعد النبي ﷺ من سئل عن علم فكتمه، توعده بأن يلجم يوم القيامة بلجام من نار أي يوضع على فمه لجام من نار، نسأل الله العافية؛ لأنّه كتم ما أنزل الله بعد أن سئل عنه، وهذا إذا علمت أن السائل يسأل لاسترشاده فلا يجوز لك أن تمنعه، أما إذا علمت أنه يسأل امتحانا وليس قصده أن يسترشد فيعلم ويعمل فأنت بالخيار إن شئت فعلمه وإن شئت فلا تعلمه، لقول الله تعالى: ﴿فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ [المائدة: 42].
- إذا علمت أنه يحصل من الفتوى مفسدة كبيرة فلا بأس أن ترجئ الإفتاء لا تكتم، لكن لا بأس أن ترجئ الإفتاء إلى وقت يكون فيه المصلحة؛ لأنه أحيانا تكون الفتوى لو أفتيت بها سببًا للشر والفساد، فأنت إذا رأيت أنها سبب للشر والفساد وأجلت الإجابة فلا حرج عليك في ذلك.
قال ابن باز ﵀:
- الواجب على أهل العلم أن يبثوه في الناس، وأن ينشروه للناس، وأن يعلموا الناس، وأن يجتهدوا في ذلك، وأن يكونوا في ذلك مخلصين لله وحده، ويحذروا من الرياء والسمعة.
1391 - وعنه، قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ - عز وجل - لاَ يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ» يَعْنِي: رِيحَهَا. رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.
قال ابن عثيمين ﵀:
- العلوم تنقسم إلى قسمين:
• قسم يراد به وجه الله وهو العلوم الشرعية وما يساندها من علوم عربية.
• قسم آخر علم الدنيا كعلم الهندسة والبناء والميكانيكا وما أشبه ذلك.
- علم الدنيا فلا بأس أن يطلب الإنسان به عرض الدنيا، يتعلم الهندسة ليكون مهندسا يأخذ راتبا وأجرة، يتعلم الميكانيكا من أجل أن يكون ميكانيكيا، يعمل ويكدح وينوي الدنيا هذا لا حرج عليه أن ينوي في تعلمه الدنيا، لكن لو نوى نفع المسلمين بما تعلم لكان ذلك خيرا له، وينال بذلك الدين والدنيا، يعني لو قال أنا أريد تعلم الهندسة من أجل أن أكفي المسلمين أن يجلبوا مهندسين كفارا مثلا لكان هذا طيبا أو يتعلم الميكانيكا من أجل أن يسد حاجة المسلمين فيما إذا احتاجوا ميكانيكيين فهذا خير وله أجر على ذلك.
- تعلم شريعة الله ﷿ وما يساندها فهذا علم لا يبتغي به إلا وجه الله، إذا أراد به الدنيا فإنه لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وهذا وعيد شديد والعياذ بالله يدل على أن من قصد بتعلم الشرع شيئا من أمور الدنيا فإنه قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يبارك له في علمه، يعني مثلا قال أريد أن أتعلم من أجل أن أصرف وجوه الناس إلي حتى يحترموني ويعظموني، أريد أن أتعلم حتى أكون مدرسا فآخذ راتبا وما أشبه ذلك هذا والعياذ بالله لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وقد أشكل على هذا أو قد روع هذا بعض الذين يقرءون في المدارس النظامية كالمعاهد والكليات من أجل أن ينالوا الشهادة فيقال نيل الشهادة ليس للدنيا وحدها قد يكون للدنيا وحدها، وقد يكون للآخرة فإذا قال الطالب أنا أطلب العلم لأنال الشهادة حتى أتمكن من وظائف التدريس وأنفع الناس بذلك أو حتى أكون مديرًا في دائرة أوجه من فيها إلى الخير فهذا خير ونية طيبة ولا فيها إثم ولا حرج.
- إذا طلبت العلم من أجل أن تنال الشهادة التي تتمكن بها من تولى التدريس لا لأجل الدنيا لكن لأجل نفع الخلق فإن هذا لا بأس به، ولا تعد قاصدًا بذلك الدنيا ولا ينالك هذا الوعيد، فالحمد لله (إنّما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) الحمد لله هذا ميزان، انظر قلبك ماذا نوى . المهم احذر أخي طالب العلم احذر من النيات السيئة العلم الشرعي أعز وأرفع وأعلى من أن تريد به عرضاً من الدنيا، عرض الدنيا ما الذي تنتفع به آخر أمره أن يكون في محل القاذورات تأكل وتشرب ويذهب للمرحاض وألذ ما يتطلبه الإنسان هو الأكل والشرب في المنافع البدنية ومع ذلك نهايته المرحاض أيضًا لو بقيت عندك الدنيا فلابد إما أن تفارقها أو تفارقك إما أن تفتقر وتعدم المال، وإما أن تموت ويذهب المال لغيرك.
- أمور الآخرة تبقى فلماذا تجعل العلم الشرعي الذي هو من أجل العبادات وأفضل العبادات تجعله سلما لتنال به عرضا من الدنيا هذا سفه في العقل وضلال في الدين، العلم الشرعي اجعله لله ﷿ ولحماية شريعة الله، ورفع الجهل عن نفسك وعن إخوانك المسلمين، وللدلالة على الهدى ولتنال ميراث النبي ﷺ؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء، نسأل الله أن يخلص لنا ولكم النية ويصلح العمل إنه على كل شيء قدير.
قال ابن باز ﵀:
- في هذا الحث على بذل العلم والدعوة إلى الله، وإرشاد الناس إلى الخير، وتعليمهم، وتوجيههم، وألا يبخل بالعلم، وأن يكون بذلك مخلصاً لله، يريد وجه الله والدار الآخرة، فالمؤمن من شأنه الحرص على بذل العلم، وتوجيه الناس إلى الخير، والحرص على بيان ما يحتاجون إليه.
- العلوم تنقسم إلى قسمين:
• قسم يراد به وجه الله وهو العلوم الشرعية وما يساندها من علوم عربية.
• قسم آخر علم الدنيا كعلم الهندسة والبناء والميكانيكا وما أشبه ذلك.
- علم الدنيا فلا بأس أن يطلب الإنسان به عرض الدنيا، يتعلم الهندسة ليكون مهندسا يأخذ راتبا وأجرة، يتعلم الميكانيكا من أجل أن يكون ميكانيكيا، يعمل ويكدح وينوي الدنيا هذا لا حرج عليه أن ينوي في تعلمه الدنيا، لكن لو نوى نفع المسلمين بما تعلم لكان ذلك خيرا له، وينال بذلك الدين والدنيا، يعني لو قال أنا أريد تعلم الهندسة من أجل أن أكفي المسلمين أن يجلبوا مهندسين كفارا مثلا لكان هذا طيبا أو يتعلم الميكانيكا من أجل أن يسد حاجة المسلمين فيما إذا احتاجوا ميكانيكيين فهذا خير وله أجر على ذلك.
- تعلم شريعة الله ﷿ وما يساندها فهذا علم لا يبتغي به إلا وجه الله، إذا أراد به الدنيا فإنه لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وهذا وعيد شديد والعياذ بالله يدل على أن من قصد بتعلم الشرع شيئا من أمور الدنيا فإنه قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يبارك له في علمه، يعني مثلا قال أريد أن أتعلم من أجل أن أصرف وجوه الناس إلي حتى يحترموني ويعظموني، أريد أن أتعلم حتى أكون مدرسا فآخذ راتبا وما أشبه ذلك هذا والعياذ بالله لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وقد أشكل على هذا أو قد روع هذا بعض الذين يقرءون في المدارس النظامية كالمعاهد والكليات من أجل أن ينالوا الشهادة فيقال نيل الشهادة ليس للدنيا وحدها قد يكون للدنيا وحدها، وقد يكون للآخرة فإذا قال الطالب أنا أطلب العلم لأنال الشهادة حتى أتمكن من وظائف التدريس وأنفع الناس بذلك أو حتى أكون مديرًا في دائرة أوجه من فيها إلى الخير فهذا خير ونية طيبة ولا فيها إثم ولا حرج.
- إذا طلبت العلم من أجل أن تنال الشهادة التي تتمكن بها من تولى التدريس لا لأجل الدنيا لكن لأجل نفع الخلق فإن هذا لا بأس به، ولا تعد قاصدًا بذلك الدنيا ولا ينالك هذا الوعيد، فالحمد لله (إنّما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) الحمد لله هذا ميزان، انظر قلبك ماذا نوى . المهم احذر أخي طالب العلم احذر من النيات السيئة العلم الشرعي أعز وأرفع وأعلى من أن تريد به عرضاً من الدنيا، عرض الدنيا ما الذي تنتفع به آخر أمره أن يكون في محل القاذورات تأكل وتشرب ويذهب للمرحاض وألذ ما يتطلبه الإنسان هو الأكل والشرب في المنافع البدنية ومع ذلك نهايته المرحاض أيضًا لو بقيت عندك الدنيا فلابد إما أن تفارقها أو تفارقك إما أن تفتقر وتعدم المال، وإما أن تموت ويذهب المال لغيرك.
- أمور الآخرة تبقى فلماذا تجعل العلم الشرعي الذي هو من أجل العبادات وأفضل العبادات تجعله سلما لتنال به عرضا من الدنيا هذا سفه في العقل وضلال في الدين، العلم الشرعي اجعله لله ﷿ ولحماية شريعة الله، ورفع الجهل عن نفسك وعن إخوانك المسلمين، وللدلالة على الهدى ولتنال ميراث النبي ﷺ؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء، نسأل الله أن يخلص لنا ولكم النية ويصلح العمل إنه على كل شيء قدير.
قال ابن باز ﵀:
- في هذا الحث على بذل العلم والدعوة إلى الله، وإرشاد الناس إلى الخير، وتعليمهم، وتوجيههم، وألا يبخل بالعلم، وأن يكون بذلك مخلصاً لله، يريد وجه الله والدار الآخرة، فالمؤمن من شأنه الحرص على بذل العلم، وتوجيه الناس إلى الخير، والحرص على بيان ما يحتاجون إليه.
1392 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزعهُ مِنَ النَّاسِ، وَلكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأفْتوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأضَلُّوا». متفقٌ عَلَيْهِ .
قال ابن عثيمين ﵀:
- في هذا الحديث إشارة إلى أنّ العلم سيقبض ولا يبقى في الأرض عالم يرشد الناس إلى دين الله فتتدهور الأمة وتضل، بعد ذلك ينزع منهم القرآن ينزع من الصدور ومن المصاحف كما قال أهل السنة: "إن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود"، قالوا معنى وإليه يعود، أي يرجع إلى الله ﷿ في آخر الزمان حين يهجره الناس هجرا تاما لا يقرؤونه ولا يعملون به.
- في آخر الزمان إذا انتهك الناس حرمة هذا البيت وأكثروا فيه من المعاصي وغير ذلك مما يعد امتهانا لحرمته سلط الله عليهم رجلا من الحبشة أفحج الرجلين قصير فينقضها حجرا حجرا يأتي إليها بجنود فينقضها يهدمها حجرا حجرا إذا نزع الحجر أعطاه أحد الجنود ثم التالي الذي بجنبه من مكة إلى البحر يتمادون حجارتها حتى تهدم عن آخرها فانظر كان في الأول حماها الله ﷿ من أولئك الكفرة؛ لأنه يعلم أنه سيبعث فيها رسولا ينقل الناس من الضلال والظلم والشرك إلى الهدى والعدل والتوحيد.
- في آخر الزمان عندما ينتهك الناس هذه الحرمة ترفع من مكانها يسلط الله عليها بحكمته من يهدمها، ولا أحد يقول شيء، ولا أحد يعارض هذا الرجل، والله ﷿ بحكمته يمكنه من ذلك.
- القرآن الكريم ينتزع من الصدور ومن المصاحف ويرفع إلى الرب ﷿؛ لأنه كلامه منه بدأ وإليه يعود، العلم أيضًا لا ينتزع من صدور الرجال لكنه يقبض بموت العلماء، يموت العلماء الذين هم علماء حقيقة ولا يبقى عالم فيتخذ الناس رؤساء يعني يتخذ الناس من يترأسهم ويستفتونه لكنهم جهال يفتون بغير علم فيضلون ويضلون، والعياذ بالله، وتبقى الشريعة بين هؤلاء الجهال يحكمون بها بين الناس وهم جهلة لا يعرفون، فلا يبقى عالم وحينئذ لا يوجد الإسلام الحقيقي الذي يكون مبنيا على الكتاب والسنة؛ لأن أهله قد قبضوا.
- في الحديث حث على طلب العلم؛ لأن الرسول أخبرنا بهذا لأجل أن نتحاشى ونتدارك هذا الأمر ونطلب العلم، وليس المعنى أنه أخبرنا لنستسلم فقط، لا من أجل أن نحرص على طلب العلم حتى لا نصل إلى الحال التي وصفها الرسول ﷺ، والإخبار بالواقع لا يعني إقراره، فيجب أن نعلم الفرق بين ما يخبر به الرسول مقرراً له ومثبتا له، وما يخبر به محذرا عنه فالرسول ﷺ أخبر بأن العلماء سيموتون، ويعني ذلك أن نحرص حتى ندرك هذا الوقت الذي يموت به العلماء ولا يبقى إلا هؤلاء الرؤساء الجهال الذين يفتون بغير علم فيضلون بأنفسهم ويضلون غيرهم، اللهم إنا نسألك علمًا نافعًا وعملًا صالحًا ورزقًا طيبًا واسعًا.
قال ابن باز ﵀:
- العلم إنما يقبض بموت العلماء، إذا مات العلماء قبض العلم، المصحف وكتب الحديث ما تعلم الناس إلا بواسطة العلم، بواسطة العلماء، فإذا فقد من يأخذ العلم من القرآن والسنة، ويبلغه الناس، ذهب العلم.
- على طالب العلم، وكل مؤمن الحرص على طلب العلم ما دام أهله موجودين، ولو بالسفر من بلاد إلى بلاد من إقليم إلى إقليم لطلب العلم؛ كما سافر العلماء، والأخيار من عهد الصحابة إلى يومنا، طالب العلم لا يتقيد بقرية، أو بلد؛ بل يطلب العلم ولو في بلاد أخرى.
- الإنسان يطلب العلم، أين وجده، وأين ذكر له، لا يكون كسولاً؛ يطلب العلم ويجتهد في تحصيله في أي جهة يجد فيها العلم النافع العلم الشرعي، أما علم الدنيا فذلك شيء آخر؛ لأهله الخيار فيها علم الطب، علم الرياضة، علم الحدادة، علم الزراعة، هذه أمور على حسب رغبة أهلها، من شاء تعلمها، ومن شاء تركها؛ لأنها فرض كفاية على المسلمين.
- علم الشريعة علم أحكام الله، كيف تصلي، كيف تصوم، كيف تعبد ربك تعرف الفرائض التي عليك، المحارم التي حرم الله عليك، هذه لا بد منه، هذا علم واجب؛ لا بد أن يتعلمه المؤمن العامي يسأل عن أهل العلم، طالب العلم يبذله في الناس، ويرشدهم، ويعلمهم بالمكاتبة والخطابة، بالهاتف بكل طريق يستطيع إيصال العلم، حتى ينتشر العلم، وحتى تقام الحجة، وتنقطع المعذرة.
- في هذا الحديث إشارة إلى أنّ العلم سيقبض ولا يبقى في الأرض عالم يرشد الناس إلى دين الله فتتدهور الأمة وتضل، بعد ذلك ينزع منهم القرآن ينزع من الصدور ومن المصاحف كما قال أهل السنة: "إن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود"، قالوا معنى وإليه يعود، أي يرجع إلى الله ﷿ في آخر الزمان حين يهجره الناس هجرا تاما لا يقرؤونه ولا يعملون به.
- في آخر الزمان إذا انتهك الناس حرمة هذا البيت وأكثروا فيه من المعاصي وغير ذلك مما يعد امتهانا لحرمته سلط الله عليهم رجلا من الحبشة أفحج الرجلين قصير فينقضها حجرا حجرا يأتي إليها بجنود فينقضها يهدمها حجرا حجرا إذا نزع الحجر أعطاه أحد الجنود ثم التالي الذي بجنبه من مكة إلى البحر يتمادون حجارتها حتى تهدم عن آخرها فانظر كان في الأول حماها الله ﷿ من أولئك الكفرة؛ لأنه يعلم أنه سيبعث فيها رسولا ينقل الناس من الضلال والظلم والشرك إلى الهدى والعدل والتوحيد.
- في آخر الزمان عندما ينتهك الناس هذه الحرمة ترفع من مكانها يسلط الله عليها بحكمته من يهدمها، ولا أحد يقول شيء، ولا أحد يعارض هذا الرجل، والله ﷿ بحكمته يمكنه من ذلك.
- القرآن الكريم ينتزع من الصدور ومن المصاحف ويرفع إلى الرب ﷿؛ لأنه كلامه منه بدأ وإليه يعود، العلم أيضًا لا ينتزع من صدور الرجال لكنه يقبض بموت العلماء، يموت العلماء الذين هم علماء حقيقة ولا يبقى عالم فيتخذ الناس رؤساء يعني يتخذ الناس من يترأسهم ويستفتونه لكنهم جهال يفتون بغير علم فيضلون ويضلون، والعياذ بالله، وتبقى الشريعة بين هؤلاء الجهال يحكمون بها بين الناس وهم جهلة لا يعرفون، فلا يبقى عالم وحينئذ لا يوجد الإسلام الحقيقي الذي يكون مبنيا على الكتاب والسنة؛ لأن أهله قد قبضوا.
- في الحديث حث على طلب العلم؛ لأن الرسول أخبرنا بهذا لأجل أن نتحاشى ونتدارك هذا الأمر ونطلب العلم، وليس المعنى أنه أخبرنا لنستسلم فقط، لا من أجل أن نحرص على طلب العلم حتى لا نصل إلى الحال التي وصفها الرسول ﷺ، والإخبار بالواقع لا يعني إقراره، فيجب أن نعلم الفرق بين ما يخبر به الرسول مقرراً له ومثبتا له، وما يخبر به محذرا عنه فالرسول ﷺ أخبر بأن العلماء سيموتون، ويعني ذلك أن نحرص حتى ندرك هذا الوقت الذي يموت به العلماء ولا يبقى إلا هؤلاء الرؤساء الجهال الذين يفتون بغير علم فيضلون بأنفسهم ويضلون غيرهم، اللهم إنا نسألك علمًا نافعًا وعملًا صالحًا ورزقًا طيبًا واسعًا.
قال ابن باز ﵀:
- العلم إنما يقبض بموت العلماء، إذا مات العلماء قبض العلم، المصحف وكتب الحديث ما تعلم الناس إلا بواسطة العلم، بواسطة العلماء، فإذا فقد من يأخذ العلم من القرآن والسنة، ويبلغه الناس، ذهب العلم.
- على طالب العلم، وكل مؤمن الحرص على طلب العلم ما دام أهله موجودين، ولو بالسفر من بلاد إلى بلاد من إقليم إلى إقليم لطلب العلم؛ كما سافر العلماء، والأخيار من عهد الصحابة إلى يومنا، طالب العلم لا يتقيد بقرية، أو بلد؛ بل يطلب العلم ولو في بلاد أخرى.
- الإنسان يطلب العلم، أين وجده، وأين ذكر له، لا يكون كسولاً؛ يطلب العلم ويجتهد في تحصيله في أي جهة يجد فيها العلم النافع العلم الشرعي، أما علم الدنيا فذلك شيء آخر؛ لأهله الخيار فيها علم الطب، علم الرياضة، علم الحدادة، علم الزراعة، هذه أمور على حسب رغبة أهلها، من شاء تعلمها، ومن شاء تركها؛ لأنها فرض كفاية على المسلمين.
- علم الشريعة علم أحكام الله، كيف تصلي، كيف تصوم، كيف تعبد ربك تعرف الفرائض التي عليك، المحارم التي حرم الله عليك، هذه لا بد منه، هذا علم واجب؛ لا بد أن يتعلمه المؤمن العامي يسأل عن أهل العلم، طالب العلم يبذله في الناس، ويرشدهم، ويعلمهم بالمكاتبة والخطابة، بالهاتف بكل طريق يستطيع إيصال العلم، حتى ينتشر العلم، وحتى تقام الحجة، وتنقطع المعذرة.