باب الوفاء بالعهد وَإنجاز الوَعد
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَأوْفُوا بِالعَهْدِ إنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 34]، وقال تَعَالَى: ﴿وَأوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ﴾ [النحل: 91]، وقال تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، وقال تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: 2 - 3].
688 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ». متفقٌ عَلَيْهِ.
زَادَ في روايةٍ لمسلم: «وإنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أنَّهُ مُسْلِمٌ».
689 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ». متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- إذا رأيت الرجل يكذب إذا حدث، ويخلف إذا وعد، ويخون إذا أؤتمن، فهذه من علامات المنافقين لأن أصل المنافق، مبني على التورية والستر؛ يستر الخبيث ويظهر الطيب، يستر الكفر ويظهر الإيمان.
- في هذا التحذير من الكذب وأنه من علامات المنافقين، فلا يجوز للإنسان أن يكذب، لكن إن اضطر إلى التورية، وهي التأويل فلا بأس، مثل أن يسأله أحد عن أمر لا يحب أن يطلع عليه غيره فيحدث بشيء خلاف الواقع، لكن يتأول فهذا لا بأس به.
- إخلاف الوعد حرام، يجب الوفاء بالوعد سواء وعدته مالاً، أو وعدته إعانة تعينه في شيء، أو أي أمر من الأمور، إذا وعدت فيجب عليك أن تفي بالوعد، وفي هذا ينبغي للإنسان أن يحدد المواعيد ويضبطها، فإذا قال لأحد إخوانه أواعدك في المكان الفلاني، فليحدد الساعة الفلانية حتى إذا تأخر الموعود وانصرف الواعد يكون له عذر حتى لا يربطه في المكان كثيراً.
- العهد: ما يعاهد الإنسان به غيره، وهو نوعان:
• عهد مع الله ﷿، فقد أخذ الله العهد على عباده جميعاً أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا لأنه ربهم وخالقهم.
• وعهد مع عباد الله ﷿، ومنه العهود التي تقع بين الناس، بين الإنسان وبين أخيه المسلم، بين المسلمين وبين الكفار وغير ذلك من العهود المعروفة، والوفاء بالعهد مسئولٌ عنه الإنسان يوم القيامة، يُسأل عن عهده هل وفي به أم لا.
- المراد به أنّ هذه الأربع لا تجتمع إلا في المنافق الخالص، وإن كان المؤمن قد يحصل له واحدة منها لكنه لا يكون منافقا خالصًا، بل يكون فيه خصلة من نفاق حتى يدعها، وهذه الخصال الأربع إذا اجتمعت في المرء كان منافقاً خالصاً لأنه استوفى خصال النفاق والعياذ بالله، وفي هذا الحديث: دليلٌ على التحذير البليغ من هذه الصفات الأربع: الخيانة في الأمانة، والكذب في الحديث، والغدر بالعهد، والفجور في الخصومة.
- فيه دليلٌ على أنّ الإنسان قد يجتمع فيه خصال إيمان وخصال نفاق، لقوله ﷺ: (كان فيه خصلة من النفاق)، هذا مذهب أهل السنة والجماعة، أن الإنسان يكون فيه خصلة نفاق، وخصلة فسوق، وخصلة عدالة، وخصلة عداوة، وخصلة ولاية، يعني أن الإنسان ليس بالضرورة أن يكون كافراً خالصاً، أو مؤمناً خالصاً، بل قد يكون فيه خصال من الكفر وهو مؤمن، وخصال من الإيمان.
قال ابن باز ﵀:
- الحثُّ على الوفاء بالعهد والوعد، وأنَّ المؤمن يفي بعهده ووعده، ولا يتشبَّه بأهل النفاق، فالمنافقون ليس عندهم عنايةٌ بعهودهم ولا مواعيدهم، فالواجب على المؤمن أن يحذر صفاتهم وأخلاقهم، وقد قال ﷺ: (مَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم)، فالمؤمن يتباعد عن أخلاق المنافقين وأخلاق الكافرين، ويتحرَّى الوفاء بعهوده ووعوده، ولا يتساهل في الأمور.
- يقول ابنُ القيم: "إذا استحكمت هذه الخصال في العبد فقَلَّ أن يسلم من النِّفاق الاعتقادي"، قد يجرّه هذا إلى النِّفاق الاعتقادي، ولهذا سمَّاه النبيُّ ﷺ منافقًا خالصًا، يعني: نفاقًا عمليًّا، فمن صفاتهم: الغفلة، وقلّة الذكر، والخداع للمؤمنين، والكسل عن الصَّلوات، وعدم الثَّبات في الدين، بل هم مُذَبْذَبُون، لا مع المسلمين، ولا مع الكافرين، فمَن تخلَّق بهذه الأخلاق فهو على خطرٍ عظيمٍ.
- إذا رأيت الرجل يكذب إذا حدث، ويخلف إذا وعد، ويخون إذا أؤتمن، فهذه من علامات المنافقين لأن أصل المنافق، مبني على التورية والستر؛ يستر الخبيث ويظهر الطيب، يستر الكفر ويظهر الإيمان.
- في هذا التحذير من الكذب وأنه من علامات المنافقين، فلا يجوز للإنسان أن يكذب، لكن إن اضطر إلى التورية، وهي التأويل فلا بأس، مثل أن يسأله أحد عن أمر لا يحب أن يطلع عليه غيره فيحدث بشيء خلاف الواقع، لكن يتأول فهذا لا بأس به.
- إخلاف الوعد حرام، يجب الوفاء بالوعد سواء وعدته مالاً، أو وعدته إعانة تعينه في شيء، أو أي أمر من الأمور، إذا وعدت فيجب عليك أن تفي بالوعد، وفي هذا ينبغي للإنسان أن يحدد المواعيد ويضبطها، فإذا قال لأحد إخوانه أواعدك في المكان الفلاني، فليحدد الساعة الفلانية حتى إذا تأخر الموعود وانصرف الواعد يكون له عذر حتى لا يربطه في المكان كثيراً.
- العهد: ما يعاهد الإنسان به غيره، وهو نوعان:
• عهد مع الله ﷿، فقد أخذ الله العهد على عباده جميعاً أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا لأنه ربهم وخالقهم.
• وعهد مع عباد الله ﷿، ومنه العهود التي تقع بين الناس، بين الإنسان وبين أخيه المسلم، بين المسلمين وبين الكفار وغير ذلك من العهود المعروفة، والوفاء بالعهد مسئولٌ عنه الإنسان يوم القيامة، يُسأل عن عهده هل وفي به أم لا.
- المراد به أنّ هذه الأربع لا تجتمع إلا في المنافق الخالص، وإن كان المؤمن قد يحصل له واحدة منها لكنه لا يكون منافقا خالصًا، بل يكون فيه خصلة من نفاق حتى يدعها، وهذه الخصال الأربع إذا اجتمعت في المرء كان منافقاً خالصاً لأنه استوفى خصال النفاق والعياذ بالله، وفي هذا الحديث: دليلٌ على التحذير البليغ من هذه الصفات الأربع: الخيانة في الأمانة، والكذب في الحديث، والغدر بالعهد، والفجور في الخصومة.
- فيه دليلٌ على أنّ الإنسان قد يجتمع فيه خصال إيمان وخصال نفاق، لقوله ﷺ: (كان فيه خصلة من النفاق)، هذا مذهب أهل السنة والجماعة، أن الإنسان يكون فيه خصلة نفاق، وخصلة فسوق، وخصلة عدالة، وخصلة عداوة، وخصلة ولاية، يعني أن الإنسان ليس بالضرورة أن يكون كافراً خالصاً، أو مؤمناً خالصاً، بل قد يكون فيه خصال من الكفر وهو مؤمن، وخصال من الإيمان.
قال ابن باز ﵀:
- الحثُّ على الوفاء بالعهد والوعد، وأنَّ المؤمن يفي بعهده ووعده، ولا يتشبَّه بأهل النفاق، فالمنافقون ليس عندهم عنايةٌ بعهودهم ولا مواعيدهم، فالواجب على المؤمن أن يحذر صفاتهم وأخلاقهم، وقد قال ﷺ: (مَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم)، فالمؤمن يتباعد عن أخلاق المنافقين وأخلاق الكافرين، ويتحرَّى الوفاء بعهوده ووعوده، ولا يتساهل في الأمور.
- يقول ابنُ القيم: "إذا استحكمت هذه الخصال في العبد فقَلَّ أن يسلم من النِّفاق الاعتقادي"، قد يجرّه هذا إلى النِّفاق الاعتقادي، ولهذا سمَّاه النبيُّ ﷺ منافقًا خالصًا، يعني: نفاقًا عمليًّا، فمن صفاتهم: الغفلة، وقلّة الذكر، والخداع للمؤمنين، والكسل عن الصَّلوات، وعدم الثَّبات في الدين، بل هم مُذَبْذَبُون، لا مع المسلمين، ولا مع الكافرين، فمَن تخلَّق بهذه الأخلاق فهو على خطرٍ عظيمٍ.
690 - وعن جابر - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قَدْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أعْطَيْتُكَ هكَذَا وَهَكَذَا وَهكَذَا» فَلَمْ يَجِئْ مَالُ الْبَحْرَينِ حَتَّى قُبِضَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أمَرَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَنَادَى: مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عِدَةٌ أَوْ دَيْنٌ فَلْيَأتِنَا، فَأتَيْتُهُ وَقُلْتُ: إنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لي كَذَا وَكَذَا، فَحَثَى لي حَثْيَةً فَعَدَدْتُهَا، فَإذَا هِيَ خَمْسُمِئَةٍ، فَقَالَ لِي: خُذْ مِثْلَيْهَا. متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- جواز تخصيص بعض المسلمين بشيء من بيت المال؛ لأن النبي ﷺ خصص جابرًا، ولكن بشرط ألا يكون ذلك لمجرد الهوى بل للمصلحة العامة أو الخاصة.
- فيه دليل على كرم النبي ﷺ حيث يحثو المال حثيًا ولا يعده عدًا لأنه قال بيديه، وهذا يدل على الكرم وأن المال لا يساوي عنده شيئاً صلوات الله وسلامه عليه، بخلاف الذي جمع مالاً وعدده، من حرصه على المال.
- في هذا دليل أيضاً على أنَّ النبي ﷺ لا يعلم الغيب؛ لأنه وعد وتوفي قبل أن يفي بالوعد، لأن المال لم يأتِ.
- فيه أيضاً دليل على فضيلة أبي بكر ﵁ لمبايعة الصحابة له.
- فيه دليل أيضاً على اعتبار الشيء بنظيره، وأن الإنسان إذا وزن شيئاً في إناء، وكان وزنه مثلا مائة كيلو، فله أن يملأ هذا الإناء مرة ثانية بشيء آخر ويعتبره مائة كيلو، إذا تساوى الموزون في الخفة والثقل، لأن أبا بكر ﵁ لما عد الحثية الأولى، اعتبر الحثية الثانية والثالثة بمثلها في العدد.
- جواز تخصيص بعض المسلمين بشيء من بيت المال؛ لأن النبي ﷺ خصص جابرًا، ولكن بشرط ألا يكون ذلك لمجرد الهوى بل للمصلحة العامة أو الخاصة.
- فيه دليل على كرم النبي ﷺ حيث يحثو المال حثيًا ولا يعده عدًا لأنه قال بيديه، وهذا يدل على الكرم وأن المال لا يساوي عنده شيئاً صلوات الله وسلامه عليه، بخلاف الذي جمع مالاً وعدده، من حرصه على المال.
- في هذا دليل أيضاً على أنَّ النبي ﷺ لا يعلم الغيب؛ لأنه وعد وتوفي قبل أن يفي بالوعد، لأن المال لم يأتِ.
- فيه أيضاً دليل على فضيلة أبي بكر ﵁ لمبايعة الصحابة له.
- فيه دليل أيضاً على اعتبار الشيء بنظيره، وأن الإنسان إذا وزن شيئاً في إناء، وكان وزنه مثلا مائة كيلو، فله أن يملأ هذا الإناء مرة ثانية بشيء آخر ويعتبره مائة كيلو، إذا تساوى الموزون في الخفة والثقل، لأن أبا بكر ﵁ لما عد الحثية الأولى، اعتبر الحثية الثانية والثالثة بمثلها في العدد.
باب المحافظة عَلَى مَا اعتاده من الخير
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿إنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11]، وقال تَعَالَى: ﴿وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نقضت غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أنْكَاثًا﴾ [النحل: 92].
وَ «الأنْكَاثُ»: جَمْعُ نِكْثٍ، وَهُوَ الْغَزْلُ المَنْقُوضُ.
وقال تَعَالَى: ﴿وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ [الحديد: 16]، وقال تَعَالَى: ﴿فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا﴾ [الحديد: 27].
691 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «يَا عبْدَ الله، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ». متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- كان من هدى النبي ﷺ أن عمله ديمة، فكان إذا عمل عملاً أثبته ولم يغيره، وذلك لأن الإنسان إذا اعتاد الخير وعمل به، ثم تركه فإن هذا يؤدي إلى الرغبة عن الخير، لأن الرجوع بعد الإقدام، شر من عدم الإقدام، فلو أنك لم تفعل الخير ابتداءً، لكان أهون مما إذا فعلته ثم تركته، وهذا شيء مشاهد مجرب.
- قيام الليل في الأصل سنة، فلو لم يفعله الإنسان لم يلم عليه؛ لأنه سنة لكن كونه يقوم ثم يرجع ويترك، هذا هو الذي يلام عليه، ولهذا قال الرسول ﷺ: (لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل).
- ومن ذلك وهو أهم وأعظم أن يبدأ الإنسان بطلب العلم الشرعي، ثم إذا فتح الله ﷿ عليه بما فتح، تركه فإن هذا كفر نعمة أنعمها الله عليه، فإذا بدأت بطلب العلم فاستمر، إلا أن يشغلك عنه شيء على وجه الضرورة وإلا فداوم لأن طلب العلم فرض كفاية.
- كل من طلب العلم فإنّ الله تعالى يثيبه على ثواب الفرض، وثواب الفرض أعظم من ثواب النافلة، كما جاء في الحديث الصحيح أنّ الله تعالى، قال: (ما تقرب إلا عبدي بشيء أحب إلي ما افترضته عليه).
- طلب العلم فرض كفاية إذا قام به الإنسان قام بفرض عن عموم الأمة، وقد يكون فرض عين، فيما إذا احتاج الإنسان إليه في نفسه، كمن أراد أن يصلي فلا بد أن يتعلم أحكام الصلاة، ومن كان عنده مال فلابد أن يتعلم أحكام الزكاة، والبائع والمشتري لابد أن يتعلما أحكام البيع والشراء، ومن أراد أن يحج فلابد أن يتعلم أحكام الحج، هذا فرض عين، أما بقية العلوم فهي فرض كفاية.
- المنافقون هم الذين إذا بدأوا بالعمل تركوه، فينبغي للمسلم إذا منَّ الله عليه بعمل مما يتعبد به لله من عبادات خاصة، كالصلاة أو عبادات متعدية للغير كطلب العلم ألا يتقاعس وألا يتأخر، ليستمر على ذلك فإن ذلك من هدى النبي ﷺ ومن إرشاده.
قال ابن باز ﵀:
- الحثٌ على الاستمرار والثّبات على قيام الليل ولو قليلًا، والحثِّ على الاستقامة على الخير مما شرعه الله، وعدم التَّفريط فيه.
- كان من هدى النبي ﷺ أن عمله ديمة، فكان إذا عمل عملاً أثبته ولم يغيره، وذلك لأن الإنسان إذا اعتاد الخير وعمل به، ثم تركه فإن هذا يؤدي إلى الرغبة عن الخير، لأن الرجوع بعد الإقدام، شر من عدم الإقدام، فلو أنك لم تفعل الخير ابتداءً، لكان أهون مما إذا فعلته ثم تركته، وهذا شيء مشاهد مجرب.
- قيام الليل في الأصل سنة، فلو لم يفعله الإنسان لم يلم عليه؛ لأنه سنة لكن كونه يقوم ثم يرجع ويترك، هذا هو الذي يلام عليه، ولهذا قال الرسول ﷺ: (لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل).
- ومن ذلك وهو أهم وأعظم أن يبدأ الإنسان بطلب العلم الشرعي، ثم إذا فتح الله ﷿ عليه بما فتح، تركه فإن هذا كفر نعمة أنعمها الله عليه، فإذا بدأت بطلب العلم فاستمر، إلا أن يشغلك عنه شيء على وجه الضرورة وإلا فداوم لأن طلب العلم فرض كفاية.
- كل من طلب العلم فإنّ الله تعالى يثيبه على ثواب الفرض، وثواب الفرض أعظم من ثواب النافلة، كما جاء في الحديث الصحيح أنّ الله تعالى، قال: (ما تقرب إلا عبدي بشيء أحب إلي ما افترضته عليه).
- طلب العلم فرض كفاية إذا قام به الإنسان قام بفرض عن عموم الأمة، وقد يكون فرض عين، فيما إذا احتاج الإنسان إليه في نفسه، كمن أراد أن يصلي فلا بد أن يتعلم أحكام الصلاة، ومن كان عنده مال فلابد أن يتعلم أحكام الزكاة، والبائع والمشتري لابد أن يتعلما أحكام البيع والشراء، ومن أراد أن يحج فلابد أن يتعلم أحكام الحج، هذا فرض عين، أما بقية العلوم فهي فرض كفاية.
- المنافقون هم الذين إذا بدأوا بالعمل تركوه، فينبغي للمسلم إذا منَّ الله عليه بعمل مما يتعبد به لله من عبادات خاصة، كالصلاة أو عبادات متعدية للغير كطلب العلم ألا يتقاعس وألا يتأخر، ليستمر على ذلك فإن ذلك من هدى النبي ﷺ ومن إرشاده.
قال ابن باز ﵀:
- الحثٌ على الاستمرار والثّبات على قيام الليل ولو قليلًا، والحثِّ على الاستقامة على الخير مما شرعه الله، وعدم التَّفريط فيه.
باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوَجه عند اللقاء
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنينَ﴾ [الحجر: 88]، وقال تَعَالَى: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: 159].
692 - وعن عدي بن حاتمٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ». متفقٌ عَلَيْهِ.
693 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ». متفقٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ بعض حديث تقدم بطولِه.
694 - وعن أَبي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أخَاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ». رواه مسلم .
قال ابن عثيمين ﵀:
- إذا لاقى الإنسان أخاه، فإنه ينبغي له أن يلاقيه بالبشر، وطلاقة الوجه، وحسن المنطق لأن هذا من خلق النبي ﷺ ولا يعد هذا تنزلاً من الإنسان، ولكنه رفعة وأجر له عند الله ﷿، واتباع لسنة النبي ﷺ، فإن النبي ﷺ كان دائم البشر، كثير التبسم، صلوات الله وسلامه عليه، فالإنسان ينبغي له أن يلقى أخاه بوجه طلق، وبكلمة طيبة لينال بذلك الأجر والمحبة والألفة والبعد عن التكبر، والترفع على عباد الله.
- المؤمن أهل لأن يتواضع له، أما الكفار فقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التحريم: 9] فالذي يتلقى بالبشر وطلاقة الوجه هو المؤمن، أما الكافر فإن كان يرجى إسلامه إذا عاملناه بطلاقة الوجه والبشر فإننا نعامله بذلك رجاء إسلامه وانتفاعه بهذا اللقاء، وأما إذا كان هذا التواضع وطلاقة الوجه لا يزيده إلا تعالياً على المسلم، وترفعاً عليه فإنه لا يقابل بذلك.
- طلاقة الوجه توجب سرور صاحبك، لأنه فرق بين شخص يلقاك بوجه معبس، وشخص يلقاك بوجه منطلق، لهذا قال النبي ﷺ لأبي ذر: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، فهذا من المعروف لأنه يدخل السرور على أخيك ويشرح صدره، ثم إذا قرن ذلك بالكلمة الطيبة، حصل بذلك مصلحتان: طلاقة الوجه، والكلمة الطيبة، التي قال عنها النبي ﷺ: (اتقوا النار ولو بشق تمرة).
- كل كلمة طيبة فهي صدقة لك عند الله، وأجر وثواب، وقد قال النبي ﷺ: (البر حسن الخلق)، وقال: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا).
قال ابن باز ﵀:
- الحثّ على حُسن الخلق، وطيب الكلام، وطلاقة الوجه، من المؤمن مع أخيه، إلا إذا وجد أسبابًا تمنع ذلك، فإذا وُجِدَتْ أسبابٌ تُوجِب الهجرَ والشدةَ فلا بأس، وإلا فالأصل أن المؤمن مأمورٌ بحُسن الخلق، وطلاقة الوجه، وطيب الكلام، والحذر من ضدِّ ذلك.
- على الإنسان أن يحرص على الخير: إمَّا بالصدقة والمعروف ولو بالقليل، وإمَّا بالكلام الطيب، وكل كلمةٍ طيبةٍ صدقة، فالصَّدقة القليلة تنفع، وتقدَّم قوله ﷺ: (كل معروفٍ صدقة).
- إذا لاقى الإنسان أخاه، فإنه ينبغي له أن يلاقيه بالبشر، وطلاقة الوجه، وحسن المنطق لأن هذا من خلق النبي ﷺ ولا يعد هذا تنزلاً من الإنسان، ولكنه رفعة وأجر له عند الله ﷿، واتباع لسنة النبي ﷺ، فإن النبي ﷺ كان دائم البشر، كثير التبسم، صلوات الله وسلامه عليه، فالإنسان ينبغي له أن يلقى أخاه بوجه طلق، وبكلمة طيبة لينال بذلك الأجر والمحبة والألفة والبعد عن التكبر، والترفع على عباد الله.
- المؤمن أهل لأن يتواضع له، أما الكفار فقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التحريم: 9] فالذي يتلقى بالبشر وطلاقة الوجه هو المؤمن، أما الكافر فإن كان يرجى إسلامه إذا عاملناه بطلاقة الوجه والبشر فإننا نعامله بذلك رجاء إسلامه وانتفاعه بهذا اللقاء، وأما إذا كان هذا التواضع وطلاقة الوجه لا يزيده إلا تعالياً على المسلم، وترفعاً عليه فإنه لا يقابل بذلك.
- طلاقة الوجه توجب سرور صاحبك، لأنه فرق بين شخص يلقاك بوجه معبس، وشخص يلقاك بوجه منطلق، لهذا قال النبي ﷺ لأبي ذر: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، فهذا من المعروف لأنه يدخل السرور على أخيك ويشرح صدره، ثم إذا قرن ذلك بالكلمة الطيبة، حصل بذلك مصلحتان: طلاقة الوجه، والكلمة الطيبة، التي قال عنها النبي ﷺ: (اتقوا النار ولو بشق تمرة).
- كل كلمة طيبة فهي صدقة لك عند الله، وأجر وثواب، وقد قال النبي ﷺ: (البر حسن الخلق)، وقال: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا).
قال ابن باز ﵀:
- الحثّ على حُسن الخلق، وطيب الكلام، وطلاقة الوجه، من المؤمن مع أخيه، إلا إذا وجد أسبابًا تمنع ذلك، فإذا وُجِدَتْ أسبابٌ تُوجِب الهجرَ والشدةَ فلا بأس، وإلا فالأصل أن المؤمن مأمورٌ بحُسن الخلق، وطلاقة الوجه، وطيب الكلام، والحذر من ضدِّ ذلك.
- على الإنسان أن يحرص على الخير: إمَّا بالصدقة والمعروف ولو بالقليل، وإمَّا بالكلام الطيب، وكل كلمةٍ طيبةٍ صدقة، فالصَّدقة القليلة تنفع، وتقدَّم قوله ﷺ: (كل معروفٍ صدقة).
باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لَمْ يفهم إِلا بذلك
695 - عن أنسٍ - رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةً أعَادَهَا ثَلاَثًا حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وَإِذَا أتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاثًا. رواه البخاري.
696 - وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كَانَ كَلاَمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَلامًا فَصْلًا يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُهُ. رواه أَبُو داود.
قال ابن عثيمين ﵀:
- ينبغي للإنسان إذا تكلم وخاطب الناس أن يكلمهم بكلام بين لا يستعجل في إلقاء الكلمات، ولا يدغم شيئا في شيء ويكون حقه الإظهار، بل يكون كلامه فصلاً بيناً واضحاً، حتى يفهم المخاطب بدون مشقة وبدون كلفة.
- السنة أن يكون الكلام بينًا واضحًا يفهمه المخاطب، وليس من الواجب أن يكون خطابك باللغة الفصحى، فعليك أن تخاطب الناس بلسانهم وليكن بينًا واضحًا كما في حديث أنس بن مالك ﵁ أن النبي ﷺ كان إذا تكلم بالكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، و يدل أيضاً على أنها إذا فهمت بدون تكرار فإنه لا يكررها، وهذا هو الواقع فإن الرسول ﷺ نسمع عنه أحاديث كثيرة يقولها في خطبه، وفي المجتمعات ولا يكرر ذلك.
- كان ﷺ يستأذن ثلاثاً، يعني إذا جاء للإنسان يستأذن في الدخول على بيته يدق عليه الباب ثلاث مرات، فإذا لم يجب انصرف، فهذه سنته عليه الصلاة والسلام أن يكرر الأمور ثلاثا ثم ينتهي.
- النبي ﷺ كان كلامه فصلاً يعني مفصلاً، لا يدخل الحروف بعضها على بعض، ولا الكلمات بعضها على بعض، حتى لو شاء العاد أن يحصيه لأحصاه من شدة تأنيه ﷺ في الكلام، وهكذا ينبغي للإنسان أن لا يكون كلامه متداخلاً، بحيث يخفي على السامع، لأنّ المقصود من الكلام هو إفهام المخاطب، وكلما كان أقرب إلى الإفهام كان أولى وأحسن.
- ينبغي للإنسان إذا استعمل هذه الطريقة يعني إذا جعل كلامه فصلاً بيناً واضحاً، وكرره ثلاث مرات لمن لم يفهم، ينبغي أن يستشعر في هذا أنه متبع لرسول الله ﷺ حتى يحصل له بذلك الأجر، وإفهام أخيه المسلم؛ وهكذا جميع السنن؛ اجعل على بالك أنك متبع فيها لرسول الله ﷺ حتى يتحقق لك الاتباع.
قال ابن باز ﵀:
- ينبغي للمؤمن عند السلام إيضاح السلام للمُسَلَّم عليهم، وهكذا الكلام إذا خشي ألا يفهموا أن يُكرره ثلاثًا حتى يُفْهَم عنه؛ لأنه ﷺ كان إذا تكلَّم بكلمةٍ أعادها ثلاثًا حتى تُفهم عنه، وإذا سلَّم سلَّم ثلاثًا حتى يفهموا عنه، فإذا سلَّم على مجلسٍ وخشي ألا يُسمعهم أعاد ثلاثًا حتى يسمعوا، وهكذا إذا وعظهم وذكَّرهم يُكرر حتى يفهم الذي لم يفهم، ويسمع الذي لم يسمع.
- المعلم والمرشد والناصح يستنصح الناس، ويُكرر الشيء الذي قد يخفى عليهم حتى يفهمه السَّامعون، وهكذا في السلام، وهكذا في الكلمات الأخرى التي يُخاطِب بها أخاه: يُكررها عليه إذا خشي أنه لم يفهم حتى يُفْهِمَه مراده، سواء كان نصيحةً، أو أمرًا بمعروفٍ، أو وصيةً، أو معاملةً، أو ما أشبه ذلك؛ اقتداءً به ﷺ.
- ينبغي للإنسان إذا تكلم وخاطب الناس أن يكلمهم بكلام بين لا يستعجل في إلقاء الكلمات، ولا يدغم شيئا في شيء ويكون حقه الإظهار، بل يكون كلامه فصلاً بيناً واضحاً، حتى يفهم المخاطب بدون مشقة وبدون كلفة.
- السنة أن يكون الكلام بينًا واضحًا يفهمه المخاطب، وليس من الواجب أن يكون خطابك باللغة الفصحى، فعليك أن تخاطب الناس بلسانهم وليكن بينًا واضحًا كما في حديث أنس بن مالك ﵁ أن النبي ﷺ كان إذا تكلم بالكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، و يدل أيضاً على أنها إذا فهمت بدون تكرار فإنه لا يكررها، وهذا هو الواقع فإن الرسول ﷺ نسمع عنه أحاديث كثيرة يقولها في خطبه، وفي المجتمعات ولا يكرر ذلك.
- كان ﷺ يستأذن ثلاثاً، يعني إذا جاء للإنسان يستأذن في الدخول على بيته يدق عليه الباب ثلاث مرات، فإذا لم يجب انصرف، فهذه سنته عليه الصلاة والسلام أن يكرر الأمور ثلاثا ثم ينتهي.
- النبي ﷺ كان كلامه فصلاً يعني مفصلاً، لا يدخل الحروف بعضها على بعض، ولا الكلمات بعضها على بعض، حتى لو شاء العاد أن يحصيه لأحصاه من شدة تأنيه ﷺ في الكلام، وهكذا ينبغي للإنسان أن لا يكون كلامه متداخلاً، بحيث يخفي على السامع، لأنّ المقصود من الكلام هو إفهام المخاطب، وكلما كان أقرب إلى الإفهام كان أولى وأحسن.
- ينبغي للإنسان إذا استعمل هذه الطريقة يعني إذا جعل كلامه فصلاً بيناً واضحاً، وكرره ثلاث مرات لمن لم يفهم، ينبغي أن يستشعر في هذا أنه متبع لرسول الله ﷺ حتى يحصل له بذلك الأجر، وإفهام أخيه المسلم؛ وهكذا جميع السنن؛ اجعل على بالك أنك متبع فيها لرسول الله ﷺ حتى يتحقق لك الاتباع.
قال ابن باز ﵀:
- ينبغي للمؤمن عند السلام إيضاح السلام للمُسَلَّم عليهم، وهكذا الكلام إذا خشي ألا يفهموا أن يُكرره ثلاثًا حتى يُفْهَم عنه؛ لأنه ﷺ كان إذا تكلَّم بكلمةٍ أعادها ثلاثًا حتى تُفهم عنه، وإذا سلَّم سلَّم ثلاثًا حتى يفهموا عنه، فإذا سلَّم على مجلسٍ وخشي ألا يُسمعهم أعاد ثلاثًا حتى يسمعوا، وهكذا إذا وعظهم وذكَّرهم يُكرر حتى يفهم الذي لم يفهم، ويسمع الذي لم يسمع.
- المعلم والمرشد والناصح يستنصح الناس، ويُكرر الشيء الذي قد يخفى عليهم حتى يفهمه السَّامعون، وهكذا في السلام، وهكذا في الكلمات الأخرى التي يُخاطِب بها أخاه: يُكررها عليه إذا خشي أنه لم يفهم حتى يُفْهِمَه مراده، سواء كان نصيحةً، أو أمرًا بمعروفٍ، أو وصيةً، أو معاملةً، أو ما أشبه ذلك؛ اقتداءً به ﷺ.
باب إصغاء الجليس لحديث جليسه الذي ليس بحرام واستنصات العالم والواعظ حاضري مجلسه
697 - عن جرير بن عبدِ اللهِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «اسْتَنْصِتِ النَّاسَ» ثُمَّ قَالَ: «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ». متفقٌ عَلَيْهِ.
- ينبغي للإنسان أن يكون حسن الإصغاء إلى كلام جليسه إذا لم يكن يتكلم بمحرم، وحسن الإصغاء يكون بالقول وبالفعل.
• أما القول: فبألا يتكلم إذا كان جليسه يتكلم، فيحصل بذلك التشويش، بأن يكون الكلام كلامًا واحداً، حتى ينتفع الناس جميعًا بما يتكلم به بعضهم.
• وأما الإصغاء بالفعل: فينبغي إذا كان الإنسان يحدثك أن تقبل إليه بوجهك، وألا تلتفت يميناً وشمالاً، لأنك إذا التفت يميناً وشمالاً، وهو يحدثك نسبك إلى الكبرياء، فينبغي أن تصغي إليه، وأن تقابله بوجهك حتى يعرف أنك قد أحسست به، وأنك قد اهتممت بكلامه، إلا إذا كان يتكلم بشيء محرم، كغيبة أو كلام لغو، أو ما أشبه ذلك من الأشياء المحرمة، فإنك لا تصغي إليه، بل انهه عن ذلك الشيء. فإن استمر يتكلم بالكلام المحرم، ولم يصغ إلى قولك وإلى نصحك، فالواجب عليك أن تقوم من مكانك وأن تفارقه، لأن الله يقول: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء ــ 140].
- في هذا دليل على أن قتال المؤمنين بعضهم كفر، وقد أيد هذا الحديث، قوله عليه الصلاة والسلام: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر)، لكنه كفر لا يخرج من الملة، والدليل على أنه لا يخرج من الملة، قوله تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [الحجرات 9].
• أما القول: فبألا يتكلم إذا كان جليسه يتكلم، فيحصل بذلك التشويش، بأن يكون الكلام كلامًا واحداً، حتى ينتفع الناس جميعًا بما يتكلم به بعضهم.
• وأما الإصغاء بالفعل: فينبغي إذا كان الإنسان يحدثك أن تقبل إليه بوجهك، وألا تلتفت يميناً وشمالاً، لأنك إذا التفت يميناً وشمالاً، وهو يحدثك نسبك إلى الكبرياء، فينبغي أن تصغي إليه، وأن تقابله بوجهك حتى يعرف أنك قد أحسست به، وأنك قد اهتممت بكلامه، إلا إذا كان يتكلم بشيء محرم، كغيبة أو كلام لغو، أو ما أشبه ذلك من الأشياء المحرمة، فإنك لا تصغي إليه، بل انهه عن ذلك الشيء. فإن استمر يتكلم بالكلام المحرم، ولم يصغ إلى قولك وإلى نصحك، فالواجب عليك أن تقوم من مكانك وأن تفارقه، لأن الله يقول: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء ــ 140].
- في هذا دليل على أن قتال المؤمنين بعضهم كفر، وقد أيد هذا الحديث، قوله عليه الصلاة والسلام: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر)، لكنه كفر لا يخرج من الملة، والدليل على أنه لا يخرج من الملة، قوله تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [الحجرات 9].