باب جواز الاستلقاء عَلَى القفا، ووضع إحدى الرِّجلين عَلَى الأخرى إِذَا لم يخف انكشاف العورة، وجواز القعود متربعًا ومحتبيًا
819 - عن عبدِ اللهِ بن زيد رضي الله عنهما: أنَّه رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَلْقِيًا في الْمَسْجِدِ، وَاضِعًا إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى. متفقٌ عَلَيْهِ.
820 - وعن جابر بن سَمُرَة - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الفَجْرَ تَرَبَّعَ في مَجْلِسِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسْنَاءَ. حديث صحيح، رواه أَبُو داود وغيره بأسانيد صحيحة.
821 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بفناءِ الكَعْبَةِ مُحْتَبِيًا بِيَدَيْهِ هكَذا، وَوَصَفَ بِيَدَيْهِ الاحْتِبَاءَ، وَهُوَ القُرْفُصَاءُ . رواه البخاري.
822 - وعن قَيْلَةَ بنْتِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنها، قالت: رأيتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ قَاعِدٌ القُرْفُصَاءَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رسولَ الله المُتَخَشِّعَ في الجِلْسَةِ أُرْعِدْتُ مِنَ الفَرَقِ . رواه أَبُو داود والترمذي.
823 - وعن الشَّريدِ بن سُوَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ: مَرَّ بي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا جَالِسٌ هكَذَا، وَقَدْ وَضَعْتُ يَدِيَ اليُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي، وَاتَّكَأْتُ عَلَى أَليَةِ يَدي، فَقَالَ: «أَتَقْعُدُ قِعْدَةَ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ؟!». رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح.
قال ابن عثيمين ﵀:
- لا بأس أن يضطجع الإنسان على ظهره بشرط أن يأمن انكشاف العورة، فإن كان يخشى من انكشاف عورته، بحيث يرفع إحدى رجليه فيرتفع الإزار، وليس عليه سراويل، فإنه لا ينبغي، لكن إذا أمن من انكشاف العورة فإن ذلك لا بأس به.
- النوم على الجنب الأيسر لا بأس به، والنوم على الظهر لا بأس به، والنوم على الجنب الأيمن أفضل، والنوم منبطحا لا ينبغي إلا لحاجة.
- جميع أنواع القعود لا بأس بها؛ فلا بأس أن يقعد الإنسان متربعاً، ولا بأس أن يقعد وهو محتب القرفصاء؛ يعني يقيم فخذيه وساقيه، ويجعل يديه مضمومتين على الساقين، هذا أيضا لا بأس به؛ لأن النبي ﷺ قعد هذه القعدة.
- لا يكره من الجلوس إلا ما وصفه النبي ﷺ بأنه قِعدة المغضوب عليهم؛ بأن يجعل يده اليسرى من خلف ظهره ويجعل باطن الكف على الأرض، ويتكئ عليها. أما لو وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره، واتكأ عليهما فلا بأس، ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس، والله الموفق.
قال ابن باز ﵀:
- المحتبي هو الذي ينصب فخذيه وساقيه ويجلس على الأرض، والقرفصاء يسمونه الناس البوبز؛ يعني: يجلس على ساقيه على أطراف قدميه ناصبا ساقيه ومقعدته، مرتفعا على الأرض قليلا، وكيفما جلس الإنسان فهو جائز؛ لكن الأفضل في الصلاة إذا كان قاعدا لمرض أن يكون متربعا، هكذا يوجه اليمنى إلى اليسرى، واليسرى إلى اليمنى مستريح، في محل القيام.
- لا بأس أن يضطجع الإنسان على ظهره بشرط أن يأمن انكشاف العورة، فإن كان يخشى من انكشاف عورته، بحيث يرفع إحدى رجليه فيرتفع الإزار، وليس عليه سراويل، فإنه لا ينبغي، لكن إذا أمن من انكشاف العورة فإن ذلك لا بأس به.
- النوم على الجنب الأيسر لا بأس به، والنوم على الظهر لا بأس به، والنوم على الجنب الأيمن أفضل، والنوم منبطحا لا ينبغي إلا لحاجة.
- جميع أنواع القعود لا بأس بها؛ فلا بأس أن يقعد الإنسان متربعاً، ولا بأس أن يقعد وهو محتب القرفصاء؛ يعني يقيم فخذيه وساقيه، ويجعل يديه مضمومتين على الساقين، هذا أيضا لا بأس به؛ لأن النبي ﷺ قعد هذه القعدة.
- لا يكره من الجلوس إلا ما وصفه النبي ﷺ بأنه قِعدة المغضوب عليهم؛ بأن يجعل يده اليسرى من خلف ظهره ويجعل باطن الكف على الأرض، ويتكئ عليها. أما لو وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره، واتكأ عليهما فلا بأس، ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس، والله الموفق.
قال ابن باز ﵀:
- المحتبي هو الذي ينصب فخذيه وساقيه ويجلس على الأرض، والقرفصاء يسمونه الناس البوبز؛ يعني: يجلس على ساقيه على أطراف قدميه ناصبا ساقيه ومقعدته، مرتفعا على الأرض قليلا، وكيفما جلس الإنسان فهو جائز؛ لكن الأفضل في الصلاة إذا كان قاعدا لمرض أن يكون متربعا، هكذا يوجه اليمنى إلى اليسرى، واليسرى إلى اليمنى مستريح، في محل القيام.
باب في آداب المجلس والجليس
824 - عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا يُقِيمَنَّ أحَدُكُمْ رَجُلًا مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ، وَلكِنْ تَوَسَّعُوا وَتَفَسَّحُوا» وكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ لَمْ يَجْلِسْ فِيهِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- إذا دخلت مكاناً، ووجدت المكان ممتلئاً، فلا تقل: يا فلان، قم، ثم تجلس في مكانه، ولكن إذا كان لابد أن تجلس، فقل: تفسحوا توسعوا، فإذا تفسحوا وتوسعوا؛ فإن الله تعالى يوسع لهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المجادلة 11].
- أما أن تقيم الرجل وتجلس مكانه، فإن هذا لا يجوز، حتى في مجالس الصلاة؛ لو رأيت إنسانا في الصف الأول فإنه لا يحل لك أن تقول له: قم، ثم تجلس في مكانه، حتى لو كان صبيا؛ فإنه لا يحل لك أن تقيمه من مكانه، وتصلي فيه؛ لأنّ الحديث عام، والصبي لابد أن يصلي مع الناس، ويكون في مكانه الذي يكون فيه.
قال ابن باز ﵀:
- قال الله ﷿: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافسحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَتِ﴾ [المجادلة: ١١]. الله سبحانه أمر بالتفسح في المجالس والنشوز إذا دعت الحاجة، وهو القيام من مجلس إلى مجلس، أو من مكان إلى مكان إذا وجه إليه من عليم المجلس: قم يا فلان وصر هنا تحول إلى هنا، ممن ينظر في المجلس ويوجه الداخلين أو الزوار في مجالسهم، حتى لا يكون هناك مضايقات ولا إيذاء لأحد، ولا إهانة لأحد.
- هذا من الآداب العظيمة، الإنسان ما يقيم أخاه من مجلسه لا في الصف، ولا في الحلقة، ولا في غير هذا من المجالس؛ لأنه أرفع منه رتبة أو لأنه أعلم منه أو لأسباب أخرى لا، بل ينتهي حيث ينتهي المجلس.
- إذا دخلت مكاناً، ووجدت المكان ممتلئاً، فلا تقل: يا فلان، قم، ثم تجلس في مكانه، ولكن إذا كان لابد أن تجلس، فقل: تفسحوا توسعوا، فإذا تفسحوا وتوسعوا؛ فإن الله تعالى يوسع لهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المجادلة 11].
- أما أن تقيم الرجل وتجلس مكانه، فإن هذا لا يجوز، حتى في مجالس الصلاة؛ لو رأيت إنسانا في الصف الأول فإنه لا يحل لك أن تقول له: قم، ثم تجلس في مكانه، حتى لو كان صبيا؛ فإنه لا يحل لك أن تقيمه من مكانه، وتصلي فيه؛ لأنّ الحديث عام، والصبي لابد أن يصلي مع الناس، ويكون في مكانه الذي يكون فيه.
قال ابن باز ﵀:
- قال الله ﷿: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافسحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَتِ﴾ [المجادلة: ١١]. الله سبحانه أمر بالتفسح في المجالس والنشوز إذا دعت الحاجة، وهو القيام من مجلس إلى مجلس، أو من مكان إلى مكان إذا وجه إليه من عليم المجلس: قم يا فلان وصر هنا تحول إلى هنا، ممن ينظر في المجلس ويوجه الداخلين أو الزوار في مجالسهم، حتى لا يكون هناك مضايقات ولا إيذاء لأحد، ولا إهانة لأحد.
- هذا من الآداب العظيمة، الإنسان ما يقيم أخاه من مجلسه لا في الصف، ولا في الحلقة، ولا في غير هذا من المجالس؛ لأنه أرفع منه رتبة أو لأنه أعلم منه أو لأسباب أخرى لا، بل ينتهي حيث ينتهي المجلس.
825 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ». رواه مسلم.
قال ابن باز ﵀:
- كأن يتقدم في الصف الأول أو الثاني أو الثالث، ثم عرض له عارض ذهب ليتوضأ أو عارض من العوارض هو أحق بالمجلس إذا عاد إليه؛ لأنه سابق إليه، وهذا القيام لعارض: قام يتوضأ أو قام إلى قربة يشرب منها أو إلى أن يأخذ مصحفاً أو ما أشبه ذلك فهو أحق بمجلسه، وإن لم يكن جعل فيه شيئاً لا بشت ولا غير ذلك، فإذا علمت أنه مجلسه فهو أحق به منك ؛ لأنّه قام لعارض، أما من يتقدم ويحجز مكاناً في المسجد لا، فلا يجوز، المكان لمن سبق وليس له أن يحجز مكاناً له يمنع منه الناس، بل المكان لمن تقدم وسبق إليه الصف الأول والثاني والثالث وهكذا، والسنة لمن دخل على حلقة أو المسجد أن ينتهي حيث ينتهي المجلس أو الصف أو الحلقة، إلا إذا فسح له أحد أو قام له أحد يعلمه عن طيب نفس فلا بأس أن يقبل.
- كأن يتقدم في الصف الأول أو الثاني أو الثالث، ثم عرض له عارض ذهب ليتوضأ أو عارض من العوارض هو أحق بالمجلس إذا عاد إليه؛ لأنه سابق إليه، وهذا القيام لعارض: قام يتوضأ أو قام إلى قربة يشرب منها أو إلى أن يأخذ مصحفاً أو ما أشبه ذلك فهو أحق بمجلسه، وإن لم يكن جعل فيه شيئاً لا بشت ولا غير ذلك، فإذا علمت أنه مجلسه فهو أحق به منك ؛ لأنّه قام لعارض، أما من يتقدم ويحجز مكاناً في المسجد لا، فلا يجوز، المكان لمن سبق وليس له أن يحجز مكاناً له يمنع منه الناس، بل المكان لمن تقدم وسبق إليه الصف الأول والثاني والثالث وهكذا، والسنة لمن دخل على حلقة أو المسجد أن ينتهي حيث ينتهي المجلس أو الصف أو الحلقة، إلا إذا فسح له أحد أو قام له أحد يعلمه عن طيب نفس فلا بأس أن يقبل.
826 - وعن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنهما، قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جلَسَ أحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي. رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: «حديث حسن».
قال ابن عثيمين ﵀:
- من آداب المجلس أن الإنسان إذا دخل على جماعة يجلس حيث ينتهي به المجلس، هكذا كان فعل الرسول ﷺ، وكذلك فعل الصحابة ﵃ ، يعني لا يتقدم إلى صدر المجلس إلا إذا آثره أحد بمكانه، أو كان قد ترك له مكان في صدر المجلس فلا بأس. وأما أن يشق المجلس، وكأنه يقول للناس: ابتعدوا وأجلس أنا في صدر المجلس، فهذا خلاف هدي النبي ﷺ وهدي أصحابه ﵃، وهو يدل على أن الإنسان عنده شيء من الكبرياء والإعجاب بالنفس.
- إن كان الرجل صاحب خير وتذكير وعلم، فإن مكانه الذي هو فيه سيكون صدر المجلس، فسوف يتجه الناس إليه إن تكلم، أو يسألونه إذا أرادوا سؤاله، ولهذا كان الرسول ﷺ إذا دخل المجلس جلس حيث ينتهي به، ثم يكون المكان الذي هو فيه الرسول ﷺ هو صدر المجلس.
- ينبغي للإنسان إذا دخل المجلس، ورأى الناس قد بقوا في أماكنهم فليجلس حيث ينتهي به المجلس، ثمّ إن كان من عامة الناس فهذا مكانه، وإن كان من خاصة الناس، فإن الناس سوف يتجهون إليه ويكون مكانه هو صدر المجلس.
قال ابن باز ﵀:
- كان ابن عمر ﵄ لا يقبل ممن يقوم له بل يجلس في مجلسه، كان بعض الناس إذا رأوا ابن عمر قاموا من حلقتهم أو من مكانهم في الصف ليجلس في مكانهم فيأبى، والسر في ذلك أنه يخشى أن يكون ذلك ليس عن طيب نفس ولكنه حياء، ولا يحب أن يتعاطى شيئاً ليس عن طيب نفس، فسد الباب رضي الله عنه وأرضاه حتى لا يتكلف الناس، وهكذا أنت إذا خشيت أن يكون رجل قام حياء، أو غير ذلك من المقاصد التي قد يعذر فيها فلا تقبل، أما إذا كنت تعلم عن محبة وعن إيثار وعن رغبة يسره أن تقبل منه فلا بأس.
- من آداب المجلس أن الإنسان إذا دخل على جماعة يجلس حيث ينتهي به المجلس، هكذا كان فعل الرسول ﷺ، وكذلك فعل الصحابة ﵃ ، يعني لا يتقدم إلى صدر المجلس إلا إذا آثره أحد بمكانه، أو كان قد ترك له مكان في صدر المجلس فلا بأس. وأما أن يشق المجلس، وكأنه يقول للناس: ابتعدوا وأجلس أنا في صدر المجلس، فهذا خلاف هدي النبي ﷺ وهدي أصحابه ﵃، وهو يدل على أن الإنسان عنده شيء من الكبرياء والإعجاب بالنفس.
- إن كان الرجل صاحب خير وتذكير وعلم، فإن مكانه الذي هو فيه سيكون صدر المجلس، فسوف يتجه الناس إليه إن تكلم، أو يسألونه إذا أرادوا سؤاله، ولهذا كان الرسول ﷺ إذا دخل المجلس جلس حيث ينتهي به، ثم يكون المكان الذي هو فيه الرسول ﷺ هو صدر المجلس.
- ينبغي للإنسان إذا دخل المجلس، ورأى الناس قد بقوا في أماكنهم فليجلس حيث ينتهي به المجلس، ثمّ إن كان من عامة الناس فهذا مكانه، وإن كان من خاصة الناس، فإن الناس سوف يتجهون إليه ويكون مكانه هو صدر المجلس.
قال ابن باز ﵀:
- كان ابن عمر ﵄ لا يقبل ممن يقوم له بل يجلس في مجلسه، كان بعض الناس إذا رأوا ابن عمر قاموا من حلقتهم أو من مكانهم في الصف ليجلس في مكانهم فيأبى، والسر في ذلك أنه يخشى أن يكون ذلك ليس عن طيب نفس ولكنه حياء، ولا يحب أن يتعاطى شيئاً ليس عن طيب نفس، فسد الباب رضي الله عنه وأرضاه حتى لا يتكلف الناس، وهكذا أنت إذا خشيت أن يكون رجل قام حياء، أو غير ذلك من المقاصد التي قد يعذر فيها فلا تقبل، أما إذا كنت تعلم عن محبة وعن إيثار وعن رغبة يسره أن تقبل منه فلا بأس.
827 - وعن أَبي عبد الله سَلْمَان الفارسي - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيب بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَينِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى». رواه البخاري.
قال ابن عثيمين ﵀:
- من آداب المجلس ألا يفرق بين اثنين، يعني يضيق بينهما، فإن النبي ﷺ ذكر الرجل يتطهر في بيته يوم الجمعة ويدهن، ويأخذ من طيب أهله، ثم يأتي إلى الجمعة ولا يفرق بين اثنين، ويصلي ما كتب له حتى يحضر الإمام، فإنه يغفر له ما بين الجمعة والجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام.
- ينبغي للإنسان في يوم الجمعة أن يتطهر، والمراد بذلك الاغتسال؛ لأن غسل الجمعة واجب، ويأثم من لم يغتسل إلا لضرورة؛ لأن النبي ﷺ قال: (غسل الجمعة واجب على كل محتلم) يعني على كل بالغ، فكل بالغ يأتي إلى الجمعة، فإنه يجب عليه أن يغتسل إلا أن يخاف ضررا، أو لا يجد ماءً، كما لو كان -مثلا- بقرية وهو مسافر، وأراد أن يصلي الجمعة معهم، ولم يجد مكانا يغتسل فيه، فهذا يسقط عنه؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286].
- كذلك أيضاً مما يُسن: أن يدهن وذلك إذا كان له شعر رأس، فإنه يدهن رأسه ويصلحه حتى يكون على أجمل حال.
- من ذلك أيضاً: أن يلبس أحسن ثيابه.
- من ذلك أيضاً: أن يتسوك، يخصها بسواك الجمعة وليس السواك العادي، ولهذا لو أنّ الإنسان استعمل في يوم الجمعة الفرشاة التي فيها تطهير الفم لكان هذا حسنا وجيدا.
- من آداب الجمعة: ألا يفرق بين اثنين، يعني لا تأتِ بين اثنين تدخل بينهما وتضيق عليهما، أما لو كان هناك فرجة فهذا ليس بتفريق؛ لأن هذين الاثنين هما اللذين تفرقا، لكن أن تجد اثنين متراصّين ليس بينهما مكان لجالس، ثم تجلس بينهما!! هذا من الإيذاء، وقد رأى النبي ﷺ رجلا يتخطى الرقاب يوم الجمعة، والنبي يخطب، فقال له: (اجلس فقد آذيت).
- من آداب المجلس ألا يفرق بين اثنين، يعني يضيق بينهما، فإن النبي ﷺ ذكر الرجل يتطهر في بيته يوم الجمعة ويدهن، ويأخذ من طيب أهله، ثم يأتي إلى الجمعة ولا يفرق بين اثنين، ويصلي ما كتب له حتى يحضر الإمام، فإنه يغفر له ما بين الجمعة والجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام.
- ينبغي للإنسان في يوم الجمعة أن يتطهر، والمراد بذلك الاغتسال؛ لأن غسل الجمعة واجب، ويأثم من لم يغتسل إلا لضرورة؛ لأن النبي ﷺ قال: (غسل الجمعة واجب على كل محتلم) يعني على كل بالغ، فكل بالغ يأتي إلى الجمعة، فإنه يجب عليه أن يغتسل إلا أن يخاف ضررا، أو لا يجد ماءً، كما لو كان -مثلا- بقرية وهو مسافر، وأراد أن يصلي الجمعة معهم، ولم يجد مكانا يغتسل فيه، فهذا يسقط عنه؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286].
- كذلك أيضاً مما يُسن: أن يدهن وذلك إذا كان له شعر رأس، فإنه يدهن رأسه ويصلحه حتى يكون على أجمل حال.
- من ذلك أيضاً: أن يلبس أحسن ثيابه.
- من ذلك أيضاً: أن يتسوك، يخصها بسواك الجمعة وليس السواك العادي، ولهذا لو أنّ الإنسان استعمل في يوم الجمعة الفرشاة التي فيها تطهير الفم لكان هذا حسنا وجيدا.
- من آداب الجمعة: ألا يفرق بين اثنين، يعني لا تأتِ بين اثنين تدخل بينهما وتضيق عليهما، أما لو كان هناك فرجة فهذا ليس بتفريق؛ لأن هذين الاثنين هما اللذين تفرقا، لكن أن تجد اثنين متراصّين ليس بينهما مكان لجالس، ثم تجلس بينهما!! هذا من الإيذاء، وقد رأى النبي ﷺ رجلا يتخطى الرقاب يوم الجمعة، والنبي يخطب، فقال له: (اجلس فقد آذيت).
828 - وعن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيهِ، عن جَدِّهِ - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلاَّ بإذْنِهِمَا». رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: «حديث حسن».
وفي رواية لأبي داود: «لاَ يُجْلسُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ إِلاَّ بِإذْنِهِمَا».
قال ابن عثيمين ﵀:
- يعني إذا وجدت شخصين جلس أحدهما إلى جنب الآخر، فلا تفرق بينهما إلا إذا أذنا لك في هذا، إما إذنا باللسان، يعني إذا قال أحدهما: تعال اجلس هنا، أو بالفعل بأن يتفرق بعضهما عن بعض؛ إشارة إلى أنك تجلس بينهما، وإلا فلا تفرق بينهما؛ لأن هذا من سوء الأدب إن قلت: تفسّح، ومن الأذية إن جلست وضيقت عليهما.
- يعني إذا وجدت شخصين جلس أحدهما إلى جنب الآخر، فلا تفرق بينهما إلا إذا أذنا لك في هذا، إما إذنا باللسان، يعني إذا قال أحدهما: تعال اجلس هنا، أو بالفعل بأن يتفرق بعضهما عن بعض؛ إشارة إلى أنك تجلس بينهما، وإلا فلا تفرق بينهما؛ لأن هذا من سوء الأدب إن قلت: تفسّح، ومن الأذية إن جلست وضيقت عليهما.
829 - وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَعَنَ مَنْ جَلَسَ وَسَطَ الحَلْقَةِ. رواه أَبُو داود بإسنادٍ حسن.
وروى الترمذي عن أبي مِجْلَزٍ: أنَّ رَجُلًا قَعَدَ وَسَطَ حَلْقَةٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ لَعَنَ اللهُ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ جَلَسَ وَسَطَ الحَلْقَةِ. قَالَ الترمذي: «حديث حسن صحيح».
قال ابن عثيمين ﵀:
- من الآداب أيضاً: أن يجلس الإنسان حيث انتهى به المجلس كما سبق، فلا يجوز للإنسان أن يجلس وسط الحلقة، يعني إذا رأيت جماعة متحلقين، سواء كانوا متحلقين على من يعلمهم، أو على من يتكلم معهم، المهم إذا كانوا حلقة، فلا تجلس في وسط الحلقة؛ وذلك لأنك تحول بينهم وبين من معهم، ثم إنهم لا يرضون في الغالب أن يجلس أحد في الحلقة يتقدم عليهم، فيكون في هذا عدوان عليهم، وعلى حقوقهم، إلا إذا أذنوا لك، بأن وقفت مثلا وكان المكان ضيقا وقالوا: تفضل اجلس هنا؛ فلا حرج، أما بدون إذن، فإن حذيفة بن اليمان أخبر بأن النبي ﷺ: (لعن من جلس في وسط الحلقة).
قال ابن باز ﵀:
- الجلوس وسط الحلقة، إذا كان حلقة علم أو حلقة يستدار فيها يتحدثون في شؤونهم، فليس لأحد أن يجلس وسطهم، بل يجلس خلفهم من وجد فُرجة يجلس بالقرب، وإلا يجلس خلفهم، وليس له أن يتخطاهم ويجلس في الوسط؛ لأنّ في حديث أبي مجلز أنّ حذيفة ﵁ قال: "مَلْعُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ ﷺ أَوْ لَعَنَ اللَّه عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ ﷺ مَنْ جَلَسَ وَسَطَ الحَلْقَةِ". وهذه الحلقة تشبه حلقات العلم، حلقات دراسة القرآن وتحفيظه حلقات أخرى لشؤون بين أهل البيت أو غيرهم يتحلقون لدراستها والبحث فيها، فليس لأحد أن يتخطى الحلقة ويجلس وسطها؛ لهذا الحديث ولعل السر في ذلك أنه قد أساء في حقهم وربما أثر عليهم في شيء لا يريدونه للجلوس بينهم يضرهم في سماع أحاديثهم أو في التشويش عليهم، أو في غير هذا مما يكون فيه من سوء أدب مع المتحلقين. وفق الله الجميع.
- من الآداب أيضاً: أن يجلس الإنسان حيث انتهى به المجلس كما سبق، فلا يجوز للإنسان أن يجلس وسط الحلقة، يعني إذا رأيت جماعة متحلقين، سواء كانوا متحلقين على من يعلمهم، أو على من يتكلم معهم، المهم إذا كانوا حلقة، فلا تجلس في وسط الحلقة؛ وذلك لأنك تحول بينهم وبين من معهم، ثم إنهم لا يرضون في الغالب أن يجلس أحد في الحلقة يتقدم عليهم، فيكون في هذا عدوان عليهم، وعلى حقوقهم، إلا إذا أذنوا لك، بأن وقفت مثلا وكان المكان ضيقا وقالوا: تفضل اجلس هنا؛ فلا حرج، أما بدون إذن، فإن حذيفة بن اليمان أخبر بأن النبي ﷺ: (لعن من جلس في وسط الحلقة).
قال ابن باز ﵀:
- الجلوس وسط الحلقة، إذا كان حلقة علم أو حلقة يستدار فيها يتحدثون في شؤونهم، فليس لأحد أن يجلس وسطهم، بل يجلس خلفهم من وجد فُرجة يجلس بالقرب، وإلا يجلس خلفهم، وليس له أن يتخطاهم ويجلس في الوسط؛ لأنّ في حديث أبي مجلز أنّ حذيفة ﵁ قال: "مَلْعُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ ﷺ أَوْ لَعَنَ اللَّه عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ ﷺ مَنْ جَلَسَ وَسَطَ الحَلْقَةِ". وهذه الحلقة تشبه حلقات العلم، حلقات دراسة القرآن وتحفيظه حلقات أخرى لشؤون بين أهل البيت أو غيرهم يتحلقون لدراستها والبحث فيها، فليس لأحد أن يتخطى الحلقة ويجلس وسطها؛ لهذا الحديث ولعل السر في ذلك أنه قد أساء في حقهم وربما أثر عليهم في شيء لا يريدونه للجلوس بينهم يضرهم في سماع أحاديثهم أو في التشويش عليهم، أو في غير هذا مما يكون فيه من سوء أدب مع المتحلقين. وفق الله الجميع.
830 - وعن أَبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خَيْرُ المَجَالِسِ أوْسَعُهَا». رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح عَلَى شرط البخاري.
قال ابن عثيمين ﵀:
- مما ينبغي في المجالس أن تكون واسعة، فإن سعة المجالس من خير المجالس كما قال ﷺ: (خير المجالس أوسعها)؛ لأنها إذا كانت واسعة حملت أناسا كثيرين، وصار فيها انشراح وسعة صدر، وهذا على حسب الحال، قد يكون بعض الناس حجر بيته ضيقة، لكن إذا أمكنت السَّعة فهو أحسن، لأنه يحمل أناسا كثيرين، ولأنه أشرح للصدر.
قال ابن باز ﵁:
- (خير المجالس أوسعها)؛ لأنّه إذا كان واسعاً اتسع لحلقات كثيرة يكون الطلبة كثيرين، والزوار كثيرين، فينبغي أن يكون المجلس واسعاً حسب الطاقة حتى لا يضيق بالجالسين وإخوانه الزوار، ولا سيما مجالس أهل العلم والأمراء ومن يغشاهم الناس كشيوخ القبائل وأشباههم من يغشاهم الناس ينبغي أن تكون مجالسهم واسعة حتى تتسع للناس ولأصحاب الحاجات ولطلبة العلم إذا كانوا من أهل العلم.
- مما ينبغي في المجالس أن تكون واسعة، فإن سعة المجالس من خير المجالس كما قال ﷺ: (خير المجالس أوسعها)؛ لأنها إذا كانت واسعة حملت أناسا كثيرين، وصار فيها انشراح وسعة صدر، وهذا على حسب الحال، قد يكون بعض الناس حجر بيته ضيقة، لكن إذا أمكنت السَّعة فهو أحسن، لأنه يحمل أناسا كثيرين، ولأنه أشرح للصدر.
قال ابن باز ﵁:
- (خير المجالس أوسعها)؛ لأنّه إذا كان واسعاً اتسع لحلقات كثيرة يكون الطلبة كثيرين، والزوار كثيرين، فينبغي أن يكون المجلس واسعاً حسب الطاقة حتى لا يضيق بالجالسين وإخوانه الزوار، ولا سيما مجالس أهل العلم والأمراء ومن يغشاهم الناس كشيوخ القبائل وأشباههم من يغشاهم الناس ينبغي أن تكون مجالسهم واسعة حتى تتسع للناس ولأصحاب الحاجات ولطلبة العلم إذا كانوا من أهل العلم.
831 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلِسٍ، فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح».
قال ابن عثيمين ﵀:
- من آداب المجالس: أن الإنسان إذا جلس مجلسا فكثر فيه لغطه، فإنه يكفره أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، قبل أن يقوم من مجلسه، فإذا قال ذلك، فإن هذا يمحو ما كان منه من لغط، وعليه فيستحب أن يختم المجلس الذي كثر فيه اللغط بهذا الدعاء
- من آداب المجالس: أن الإنسان إذا جلس مجلسا فكثر فيه لغطه، فإنه يكفره أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، قبل أن يقوم من مجلسه، فإذا قال ذلك، فإن هذا يمحو ما كان منه من لغط، وعليه فيستحب أن يختم المجلس الذي كثر فيه اللغط بهذا الدعاء
832 - وعن أَبي بَرْزَة - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ بأَخَرَةٍ إِذَا أرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ الْمَجْلِسِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلاَّ أنتَ أسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إليكَ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رسولَ الله، إنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلًا مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى؟ قَالَ: «ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ في المَجْلِسِ». رواه أَبُو داود، ورواه الحاكم أَبُو عبد الله في «المستدرك» من رواية عائشة رضي الله عنها وقال: «صحيح الإسناد».
833 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهؤلاء الدَّعَواتِ: «اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بأسْمَاعِنا، وَأَبْصَارِنَا، وقُوَّتِنَا مَا أحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوارثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن».
قال ابن عثيمين ﵀:
- المقصود أنّ الرسول ﷺ كان يقول ذلك في أكثر أحيانه، ولكن هل هو في كل مجلس حتى مجالس الوعظ ومجالس الذكر؟ في هذا نظر، وابن عمر ﵄ لا يتابع النبي في كل مجلس، بل قد يفوته بعض المجالس، فإن قال الإنسان هذا الذكر في أثناء المجلس، أو في أوله، أو في آخره حصّل بذلك السنة التي كان النبي يفعلها، والله الموفق.
- (اللّهمّ اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك) اقسِم بمعنى قدر، والخشية هي الخوف المقرون بالعلم، لقول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمؤا﴾ [فاطر: ٢٨]. وقوله ﷺ: (ما تحول به بيننا وبين معصيتك)؛ لأنّ الإنسان كلما خشي الله عزوجل، منعته خشيته من الله أن ينتهك محارم الله، ولهذا قال: (ما تحول به بيننا وبين معصيتك). ثم قال: (ومن طاعتك) يعني: واقسم لنا من طاعتك (ما تبلّغنا به جنّتك) فإنّ الجنة طريقها طاعات الله ﷿، فإذا وفق العبد الخشية الله، واجتناب محارمه، والقيام بطاعة الله، نجا من النار بخوفه، ودخل الجنة بطاعته.
- (ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدّنيا) واليقين: هو أعلى درجات الإيمان؛ لأنّه إيمانٌ لا شك معه، ولا تَردد، تتيقن ما غاب عنك كما تشاهد ما حضر بين يديك. فإذا كان عند الإنسان يقين تام بما أخبر الله تعالى به من أمور الغيب، فيما يتعلق بالله ﷿، أو بأسمائه، أو صفاته، أو اليوم الآخر، أو غير ذلك، وصار ما أخبر الله به من الغيب عنده بمنزلة المشاهد، فهذا هو كمال اليقين.
- (وما تهوّن به علينا مصائب الدّنيا) لأنّ الدنيا فيها مصائب كثيرة، لكن هذه المصائب إذا كان عند الإنسان يقين أنّه يكفر بها من سيئاته، ويرفع بها من درجاته، إذا صبر واحتسب الأجر من الله، هانت عليه المصائب، وسهلت عليه مهما عظمت المصائب، سواء في بدنه، أو في أهله، أو في ماله، ما دام عنده اليقين التام، فإنها تهون عليه المصائب.
- (ومتّعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوّتنا ما أحييتنا) تسأل الله تعالى أن يمتعك بهذه الحواس: السمع والبصر والقوَّة مَا دُمت حَيًّا؛ لأن الإنسان إذا متع بهذه الحواس حصل على خير كثير، وإذا افتقد هذه الحواس، فاته خير كثير، لكن لا يلام عليه إذا كان لا يقدر عليها.
- (واجعله الوارث منّا) يعني اجعل التمتع بهذه الأمور، السمع والبصر والقوة الوارث منا، يعني اجعله يمتد إلى آخر حياتنا، حتى يبقى بعدنا، ويكون كالوارث لنا، وهو كناية عن استمرار هذه القوة إلى الموت.
- (واجعل ثأرنا على من ظلمنا) يعني اجعلنا نستأثر، ويكون لنا الأثرة على من ظلمنا، بحيث يقتص لنا منه، إما بأشياء تصيبه في الدنيا، أو في الآخرة، ولا حرج على الإنسان أن يدعو على ظالمه بقدر ما ظلمه، وإذا دعا على ظالم بقدر ما ظلمه فهذا إنصاف، والله سبحانه تعالى يستجيب دعوة المظلوم. لأنّ الله تعالى حكَم عدل ينتقم من الظالم إذا رفع المظلوم الشكوى إليه، فإذا رفع المظلوم الشكوى إلى الله انتقم الله من الظالم، لكن لا يتجاوز في دعائه، فيدعو بأكثر من مظلمته، لأنه إذا دَعا بأكثر من مظلمته صار هو الظالم.
- (وانصرنا على من عادانا) أكبر عدو لنا من عادانا في دين الله، من اليهود، والنصارى، والمشركين البوذيين، والملحدين، والمنافقين وغيرهم. هؤلاء هم أعداؤنا؛ قال الله تعالى: ﴿يَأيّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾ [الممتحنة:1]، وقال تعالى في المنافقينَ: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المنافقون: ٤].
- (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدّنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا) المصائب في الحقيقة تكون في مال الإنسان؛ بأن يحترق ماله، أو يُسرق، أو يُتْلف، فهذه مصيبةٌ. وتكون، أيضاً، في أهل الإنسان، فيمرض أهلُه، أو يموتون. وتكون في العقل: بأن يُصاب هو أو أهله بالجنون، نسأل الله العافية. وتكون في كل ما من شأنه أن يُصاب به الإنسان. لكنَّ أعظم مصيبة هي مصيبة الدين، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه دين الحق، فإذا أُصيب الإنسان بدينه، والعِياذ باللهِ، فهذه أعظم مصيبة. والمصائب في الدين مثل المصائب في البدن، هناك مصائب خفيفة في البدن؛ كالزكام والصداع اليسير، وما أشبه ذلك، وهناك مصائبُ فِي الدين خفيفة كشيء من المعاصي، وهناك مصائب في الدين مهلكة مثل الكفر، والشرك، والشك، وما أشبه ذلك، هذه مهلكة مثل الموت للبدن، فأنت تسأل الله ألا يجعل مصيبتك في دينك. أما المصائب التي دون الدين فإنها سهلة، فإن المصاب من حرم الثواب، نسأل الله العافية.
- (ولا تجعل الدّنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا) فلا تجعل الدنيا أكبر همنا، بل اجعل الآخرة أكبر همنا، ولا ننسى نصيبنا من الدنيا، فلابد للإنسان من الدنيا، لكن لا تكون الدنيا أكبر همّه، ولا مبلغ علمه.
- (ولا تسلّط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا) لا تسلط علينا أحدا من خلقك لا يرحمنا، يعني وكذلك من لا يرحمنا، لا تسلط علينا أحداً، لكن الذي يرحمك لا ينالك منه السوء، لكن الذي ينالك منه السوء هو أن يسلط الله عليك من لا يرحمك، نسأل الله ألا يسلط علينا من لا يرحمنا.
قال ابن باز ﵀:
- دعوات عظيمة وإن كانت في سندها ضعف، لكن دعوات عظيمة مفيدة ونافعة، فينبغي الدعاء بالدعوات الطيبة في المجالس التي يجلس فيها الإنسان، ويسأل الله المغفرة والعفو؛ لأنّ المجالس مظنة أن يقع فيها شيء من الخطأ أو الغيبة، أو غير ذلك من المعاصي، فإذا أكثر فيها من ذكر الله، ومن الدعوات الطيبة، كان هذه من أسباب المغفرة.
- المقصود أنّ الرسول ﷺ كان يقول ذلك في أكثر أحيانه، ولكن هل هو في كل مجلس حتى مجالس الوعظ ومجالس الذكر؟ في هذا نظر، وابن عمر ﵄ لا يتابع النبي في كل مجلس، بل قد يفوته بعض المجالس، فإن قال الإنسان هذا الذكر في أثناء المجلس، أو في أوله، أو في آخره حصّل بذلك السنة التي كان النبي يفعلها، والله الموفق.
- (اللّهمّ اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك) اقسِم بمعنى قدر، والخشية هي الخوف المقرون بالعلم، لقول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمؤا﴾ [فاطر: ٢٨]. وقوله ﷺ: (ما تحول به بيننا وبين معصيتك)؛ لأنّ الإنسان كلما خشي الله عزوجل، منعته خشيته من الله أن ينتهك محارم الله، ولهذا قال: (ما تحول به بيننا وبين معصيتك). ثم قال: (ومن طاعتك) يعني: واقسم لنا من طاعتك (ما تبلّغنا به جنّتك) فإنّ الجنة طريقها طاعات الله ﷿، فإذا وفق العبد الخشية الله، واجتناب محارمه، والقيام بطاعة الله، نجا من النار بخوفه، ودخل الجنة بطاعته.
- (ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدّنيا) واليقين: هو أعلى درجات الإيمان؛ لأنّه إيمانٌ لا شك معه، ولا تَردد، تتيقن ما غاب عنك كما تشاهد ما حضر بين يديك. فإذا كان عند الإنسان يقين تام بما أخبر الله تعالى به من أمور الغيب، فيما يتعلق بالله ﷿، أو بأسمائه، أو صفاته، أو اليوم الآخر، أو غير ذلك، وصار ما أخبر الله به من الغيب عنده بمنزلة المشاهد، فهذا هو كمال اليقين.
- (وما تهوّن به علينا مصائب الدّنيا) لأنّ الدنيا فيها مصائب كثيرة، لكن هذه المصائب إذا كان عند الإنسان يقين أنّه يكفر بها من سيئاته، ويرفع بها من درجاته، إذا صبر واحتسب الأجر من الله، هانت عليه المصائب، وسهلت عليه مهما عظمت المصائب، سواء في بدنه، أو في أهله، أو في ماله، ما دام عنده اليقين التام، فإنها تهون عليه المصائب.
- (ومتّعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوّتنا ما أحييتنا) تسأل الله تعالى أن يمتعك بهذه الحواس: السمع والبصر والقوَّة مَا دُمت حَيًّا؛ لأن الإنسان إذا متع بهذه الحواس حصل على خير كثير، وإذا افتقد هذه الحواس، فاته خير كثير، لكن لا يلام عليه إذا كان لا يقدر عليها.
- (واجعله الوارث منّا) يعني اجعل التمتع بهذه الأمور، السمع والبصر والقوة الوارث منا، يعني اجعله يمتد إلى آخر حياتنا، حتى يبقى بعدنا، ويكون كالوارث لنا، وهو كناية عن استمرار هذه القوة إلى الموت.
- (واجعل ثأرنا على من ظلمنا) يعني اجعلنا نستأثر، ويكون لنا الأثرة على من ظلمنا، بحيث يقتص لنا منه، إما بأشياء تصيبه في الدنيا، أو في الآخرة، ولا حرج على الإنسان أن يدعو على ظالمه بقدر ما ظلمه، وإذا دعا على ظالم بقدر ما ظلمه فهذا إنصاف، والله سبحانه تعالى يستجيب دعوة المظلوم. لأنّ الله تعالى حكَم عدل ينتقم من الظالم إذا رفع المظلوم الشكوى إليه، فإذا رفع المظلوم الشكوى إلى الله انتقم الله من الظالم، لكن لا يتجاوز في دعائه، فيدعو بأكثر من مظلمته، لأنه إذا دَعا بأكثر من مظلمته صار هو الظالم.
- (وانصرنا على من عادانا) أكبر عدو لنا من عادانا في دين الله، من اليهود، والنصارى، والمشركين البوذيين، والملحدين، والمنافقين وغيرهم. هؤلاء هم أعداؤنا؛ قال الله تعالى: ﴿يَأيّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾ [الممتحنة:1]، وقال تعالى في المنافقينَ: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المنافقون: ٤].
- (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدّنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا) المصائب في الحقيقة تكون في مال الإنسان؛ بأن يحترق ماله، أو يُسرق، أو يُتْلف، فهذه مصيبةٌ. وتكون، أيضاً، في أهل الإنسان، فيمرض أهلُه، أو يموتون. وتكون في العقل: بأن يُصاب هو أو أهله بالجنون، نسأل الله العافية. وتكون في كل ما من شأنه أن يُصاب به الإنسان. لكنَّ أعظم مصيبة هي مصيبة الدين، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه دين الحق، فإذا أُصيب الإنسان بدينه، والعِياذ باللهِ، فهذه أعظم مصيبة. والمصائب في الدين مثل المصائب في البدن، هناك مصائب خفيفة في البدن؛ كالزكام والصداع اليسير، وما أشبه ذلك، وهناك مصائبُ فِي الدين خفيفة كشيء من المعاصي، وهناك مصائب في الدين مهلكة مثل الكفر، والشرك، والشك، وما أشبه ذلك، هذه مهلكة مثل الموت للبدن، فأنت تسأل الله ألا يجعل مصيبتك في دينك. أما المصائب التي دون الدين فإنها سهلة، فإن المصاب من حرم الثواب، نسأل الله العافية.
- (ولا تجعل الدّنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا) فلا تجعل الدنيا أكبر همنا، بل اجعل الآخرة أكبر همنا، ولا ننسى نصيبنا من الدنيا، فلابد للإنسان من الدنيا، لكن لا تكون الدنيا أكبر همّه، ولا مبلغ علمه.
- (ولا تسلّط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا) لا تسلط علينا أحدا من خلقك لا يرحمنا، يعني وكذلك من لا يرحمنا، لا تسلط علينا أحداً، لكن الذي يرحمك لا ينالك منه السوء، لكن الذي ينالك منه السوء هو أن يسلط الله عليك من لا يرحمك، نسأل الله ألا يسلط علينا من لا يرحمنا.
قال ابن باز ﵀:
- دعوات عظيمة وإن كانت في سندها ضعف، لكن دعوات عظيمة مفيدة ونافعة، فينبغي الدعاء بالدعوات الطيبة في المجالس التي يجلس فيها الإنسان، ويسأل الله المغفرة والعفو؛ لأنّ المجالس مظنة أن يقع فيها شيء من الخطأ أو الغيبة، أو غير ذلك من المعاصي، فإذا أكثر فيها من ذكر الله، ومن الدعوات الطيبة، كان هذه من أسباب المغفرة.
834 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لاَ يَذْكُرُونَ الله تَعَالَى فِيهِ، إِلاَّ قَامُوا عَنْ مِثْل جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةٌ». رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح.
835 - وعنه، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا الله تَعَالَى فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ فِيهِ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةٌ؛ فَإنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن».
836 - وعنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُر الله تَعَالَى فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ، وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لاَ يَذْكُرُ الله تَعَالَى فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ». رواه أَبُو داود.
وَقَدْ سبق قريبًا، وشَرَحْنَا «التِّرَة» فِيهِ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- هذه ثلاثة أحاديث في بيان آداب المجلس، وكلها تدل على أنه ينبغي للإنسان إذا جلس مجلسا أن يغتنم ذكر الله والصلاة على النبي ﷺ، حيث إنها تدل على أنه ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على النبي ﷺ إلا كان عليهم من الله ترَة، يعني: قطيعة وخسارة إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم.
قال ابن باز ﵀:
- في الأحاديث الثلاثة الأخيرة الدلالة على أنه ما ينبغي للمؤمن غفلة إذا جلس في المجلس، بل ينبغي للقوم إذا قعدوا مقعداً؛ أي مقعد في المسجد أو في البيت ألا يغفلوا من ذكر الله والصلاة على النبي ﷺ ومتى خلا من ذلك صار محل غفلة، صار عليهم ترة؛ يعني : نقصاً وحسرة يوم القيامة، وهكذا من (اضطجع مضجعاً لم يذكر اللَّه تعالى فيه إلا كان عليه ترةً يوم القيامة ومن قعد مقعداً لم يذكر اللَّه وفيه إلّا كان عليه ترةٌ يوم القيامة)؛ يعني: نقصاً في رواية حسرة يوم القيامة؛ يعني: يتندم كون هذا المجلس لم يعمر بذكر الله، ولم يصل على النبي ﷺ.
- في اللفظ الآخر: (ما من قومٍ يقومون من مجلسٍ لا يذكرون اللَّه فيه، إلّا قاموا عن مثل جيفة حمارٍ وكان لهم حسرةً) يعني: قاموا عن محل نتن رديء سادتهم فيه أسباب الغفلة، وكان عليهم ترة وحسرة يوم القيامة، وهذا هو معناه كان على النقص يندمون عليه فالمقام مقام عظيم، وهو أنه ينبغي للجالسين ألا يخلوا مجالسهم من ذكر الله، والصلاة على النبي ﷺ أينما كانوا في الصحراء، أو في البيوت، أو في المساجد، أو في الطائرة أو في المركبات البحرية، أو في السيارة؛ أي مكان ينبغي للمؤمن أن يكون له عناية بالمجلس يذكر الله فيه ويصلي على النبي ﷺ ولا يغفل، وإن كان مع قوم ذكر الله ورفع صوته بذلك ليذكرهم، ويصلي على النبي ﷺ حتى يسمعهم حتى يعينهم على ذكر الله والصلاة على النبي ﷺ فيكون له مثل أجورهم؛ لأنه ذكرهم بالخير ودعاهم إليه بقوله أو بفعله، وهذا من نعم الله العظيمة، فإن الذكر ميسر بحمد الله وخفيف ليس فيه مشقة، ومع هذا فيه خير عظيم، فينبغي للعبد أن يكثر من ذكر الله.
- يقول النبي ﷺ: (سبق المفرّدون)، قالوا: (وما المفرّدون يا رسول اللَّه؟) قال: (الذّاكرون اللَّه كثيراً والذّاكرات). وقال ﷺ: (الباقيات الصّالحات: سبحان اللَّه والحمد لِلَّه ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه)، وقال أيضاً ﷺ: (لأن أقول سبحان اللَّه والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس). هذا فضل عظيم، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (أحبّ الكلام إلى اللَّه أربع سبحان اللَّه والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر). في الحديث الصحيح: (الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شعبةٌ فأفضلها قول: لا إله إلا اللَّه).
- أفضل الكلام (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قدِيرٌ) ثم التسبيح والتحميد كله من طيب الكلام، فمن جمع بين ذلك جمع الخير كله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهو ماشٍ أو مضطجع، أو في مجلس مع الناس، في أي حال ينبغي أن تكون أوقاته معمورة بالذكر ولسانه رطب بالذكر. وفق الله الجميع.
- هذه ثلاثة أحاديث في بيان آداب المجلس، وكلها تدل على أنه ينبغي للإنسان إذا جلس مجلسا أن يغتنم ذكر الله والصلاة على النبي ﷺ، حيث إنها تدل على أنه ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على النبي ﷺ إلا كان عليهم من الله ترَة، يعني: قطيعة وخسارة إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم.
قال ابن باز ﵀:
- في الأحاديث الثلاثة الأخيرة الدلالة على أنه ما ينبغي للمؤمن غفلة إذا جلس في المجلس، بل ينبغي للقوم إذا قعدوا مقعداً؛ أي مقعد في المسجد أو في البيت ألا يغفلوا من ذكر الله والصلاة على النبي ﷺ ومتى خلا من ذلك صار محل غفلة، صار عليهم ترة؛ يعني : نقصاً وحسرة يوم القيامة، وهكذا من (اضطجع مضجعاً لم يذكر اللَّه تعالى فيه إلا كان عليه ترةً يوم القيامة ومن قعد مقعداً لم يذكر اللَّه وفيه إلّا كان عليه ترةٌ يوم القيامة)؛ يعني: نقصاً في رواية حسرة يوم القيامة؛ يعني: يتندم كون هذا المجلس لم يعمر بذكر الله، ولم يصل على النبي ﷺ.
- في اللفظ الآخر: (ما من قومٍ يقومون من مجلسٍ لا يذكرون اللَّه فيه، إلّا قاموا عن مثل جيفة حمارٍ وكان لهم حسرةً) يعني: قاموا عن محل نتن رديء سادتهم فيه أسباب الغفلة، وكان عليهم ترة وحسرة يوم القيامة، وهذا هو معناه كان على النقص يندمون عليه فالمقام مقام عظيم، وهو أنه ينبغي للجالسين ألا يخلوا مجالسهم من ذكر الله، والصلاة على النبي ﷺ أينما كانوا في الصحراء، أو في البيوت، أو في المساجد، أو في الطائرة أو في المركبات البحرية، أو في السيارة؛ أي مكان ينبغي للمؤمن أن يكون له عناية بالمجلس يذكر الله فيه ويصلي على النبي ﷺ ولا يغفل، وإن كان مع قوم ذكر الله ورفع صوته بذلك ليذكرهم، ويصلي على النبي ﷺ حتى يسمعهم حتى يعينهم على ذكر الله والصلاة على النبي ﷺ فيكون له مثل أجورهم؛ لأنه ذكرهم بالخير ودعاهم إليه بقوله أو بفعله، وهذا من نعم الله العظيمة، فإن الذكر ميسر بحمد الله وخفيف ليس فيه مشقة، ومع هذا فيه خير عظيم، فينبغي للعبد أن يكثر من ذكر الله.
- يقول النبي ﷺ: (سبق المفرّدون)، قالوا: (وما المفرّدون يا رسول اللَّه؟) قال: (الذّاكرون اللَّه كثيراً والذّاكرات). وقال ﷺ: (الباقيات الصّالحات: سبحان اللَّه والحمد لِلَّه ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه)، وقال أيضاً ﷺ: (لأن أقول سبحان اللَّه والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس). هذا فضل عظيم، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (أحبّ الكلام إلى اللَّه أربع سبحان اللَّه والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر). في الحديث الصحيح: (الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شعبةٌ فأفضلها قول: لا إله إلا اللَّه).
- أفضل الكلام (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قدِيرٌ) ثم التسبيح والتحميد كله من طيب الكلام، فمن جمع بين ذلك جمع الخير كله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهو ماشٍ أو مضطجع، أو في مجلس مع الناس، في أي حال ينبغي أن تكون أوقاته معمورة بالذكر ولسانه رطب بالذكر. وفق الله الجميع.