باب الرؤيا وَمَا يتعلق بها
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ [الروم: 23].
837 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبوَّةِ إِلاَّ المُبَشِّرَاتِ» قالوا: وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ». رواه البخاري .
838 - وعنه: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤيَا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ». متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية: «أصْدَقُكُمْ رُؤْيَا، أصْدَقُكُمْ حَدِيثًا».
839 - وعنه، قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَآنِي في المَنَامِ فَسَيَرَانِي في اليَقَظَةِ - أَوْ لكَأنَّما رَآنِي في اليَقَظَةِ - لاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي ». متفقٌ عَلَيْهِ.
840 - وعن أَبي سعيدٍ الخدرِيِّ - رضي الله عنه: أنَّه سَمِعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا رَأى أحَدُكُمْ رُؤيَا يُحِبُّهَا، فَإنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ تَعَالَى، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا - وفي رواية: فَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ - وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فإنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلاَ يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ؛ فَإنَّهَا لا تَضُرُّهُ». متفقٌ عَلَيْهِ.
841 - وعن أَبي قَتَادَة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ - وفي رواية: الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ - مِنَ اللهِ، وَالحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عَن شِمَالِهِ ثَلاَثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فإنَّهَا لا تَضُرُّهُ». متفقٌ عَلَيْهِ.
«النَّفْثُ»: نَفْخٌ لَطِيفٌ لا رِيقَ مَعَهُ.
قال ابن عثيمين ﵀:
- الرؤيا يعني رؤيا المنام، فالإنسان إذا نام فإن الله تعالى يتوفى روحه لكنها وفاة صغرى، كما قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى﴾ [الأنعام: 60]، وقال الله تعالى: ﴿اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾ [الزمر: 43]، وهذه الوفاة وفاة صغرى تذهب فيها الروح إلى حيث يشاء الله، ولهذا كان من أذكار المنام أن نقول: "اللهم بك وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت روحي فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".
- أقسام الرؤيا تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
• القسم الأول: الرؤيا الصالحة الحسنة وهي إذا رأى الإنسان ما يحب فهذه من الله ﷿، وهي نعمة الله على الإنسان أن يريه ما يحب لأنه إذا رأى ما يحب نشط وفرح وصار هذا من البشرى فمن عاجل بشرى المؤمن الرؤيا الصالحة يراها أو ترى له .
• القسم الثاني: الرؤيا المكروهة وهي من الشيطان حيث يضرب الشيطان للإنسان أمثالاً في منامه يزعجه بها، ولكن دواءها أن يستعيذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأى ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره، ولا يحرص على أن تعبر، لأنّ بعض الناس إذا رأى ما يكره حرص على أن تعبر وذهب إلى العابرين أو يطالع في الكتب لينظر ما هذه الرؤيا المكروهة ولكنها إذا عبرت فإنّها تقع على الوجه المكروه وإذا استعاذ الإنسان من شر الشيطان ومن شر ما رأى ولم يحدث بها أحداً فإنها لا تضره مهما كانت، وهذا دواء سهل أن الإنسان يتصبر ويكتمها ويستعيذ بالله من شر الشيطان ومن شرها حتى لا تقع.
• أما القسم الثالث: الذي ليس له هدف معين فهذا أحياناً يكون من حديث النفس، يكون الإنسان متعلقًا قلبه بشيء من الأشياء يفكر فيه وينشغل به ثم يراه في المنام أو أحيانا يلعب به الشيطان في منامه يريه أشياء ليس لها معنى.
قال ابن باز:
- الرؤيا الصالحة لا ينبغي للإنسان أن يعتمد عليها بل يجتهد في العمل الصالح والاستقامة، وتسره الرؤيا الصالحة ولكن لا تضعفه عن عمل ولا توكله عن العمل، بل لا يزال مجدًا في العمل الصالح.
- الرؤيا يعني رؤيا المنام، فالإنسان إذا نام فإن الله تعالى يتوفى روحه لكنها وفاة صغرى، كما قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى﴾ [الأنعام: 60]، وقال الله تعالى: ﴿اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾ [الزمر: 43]، وهذه الوفاة وفاة صغرى تذهب فيها الروح إلى حيث يشاء الله، ولهذا كان من أذكار المنام أن نقول: "اللهم بك وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت روحي فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".
- أقسام الرؤيا تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
• القسم الأول: الرؤيا الصالحة الحسنة وهي إذا رأى الإنسان ما يحب فهذه من الله ﷿، وهي نعمة الله على الإنسان أن يريه ما يحب لأنه إذا رأى ما يحب نشط وفرح وصار هذا من البشرى فمن عاجل بشرى المؤمن الرؤيا الصالحة يراها أو ترى له .
• القسم الثاني: الرؤيا المكروهة وهي من الشيطان حيث يضرب الشيطان للإنسان أمثالاً في منامه يزعجه بها، ولكن دواءها أن يستعيذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأى ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره، ولا يحرص على أن تعبر، لأنّ بعض الناس إذا رأى ما يكره حرص على أن تعبر وذهب إلى العابرين أو يطالع في الكتب لينظر ما هذه الرؤيا المكروهة ولكنها إذا عبرت فإنّها تقع على الوجه المكروه وإذا استعاذ الإنسان من شر الشيطان ومن شر ما رأى ولم يحدث بها أحداً فإنها لا تضره مهما كانت، وهذا دواء سهل أن الإنسان يتصبر ويكتمها ويستعيذ بالله من شر الشيطان ومن شرها حتى لا تقع.
• أما القسم الثالث: الذي ليس له هدف معين فهذا أحياناً يكون من حديث النفس، يكون الإنسان متعلقًا قلبه بشيء من الأشياء يفكر فيه وينشغل به ثم يراه في المنام أو أحيانا يلعب به الشيطان في منامه يريه أشياء ليس لها معنى.
قال ابن باز:
- الرؤيا الصالحة لا ينبغي للإنسان أن يعتمد عليها بل يجتهد في العمل الصالح والاستقامة، وتسره الرؤيا الصالحة ولكن لا تضعفه عن عمل ولا توكله عن العمل، بل لا يزال مجدًا في العمل الصالح.
842 - وعن جابر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا رَأى أحَدُكُمْ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاَثًا، وَلْيَتَحَوَّل عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ». رواه مسلم.
843 - وعن أَبي الأسقع واثِلةَ بن الأسقعِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِنْ أَعْظَمِ الفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيرِ أبِيهِ، أَوْ يُرِي عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ ، أَوْ يَقُولَ عَلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَا لَمْ يَقُلْ». رواه البخاري.
قال ابن عثيمين ﵀:
- الحلم وهذا من الشيطان، والغالب أنّه يكون فيما يكره الإنسان أي أنّ الشيطان يري الإنسان حتى يفزع ويتكدر ويحزن وربما يمرض لأنّ الشيطان عدو للإنسان يحب ما يسوء الإنسان وما يحزنه.
- من نعمة الله ﷿ أن جعل لكل داءٍ دواء، ودواء الحلم فيما يلي:
• أولاً أن يبصق الإنسان على يساره ثلاث مرات ويستعيذ بالله من شر الشيطان ثلاث مرات، ومن شر ما رأى، يقول أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت ثلاث مرات، ويتحول إلى الجانب الثاني فإذا كان على جنبه الأيسر يتحول إلى الأيمن، وإذا كان على الأيمن يتحول إلى الأيسر.
• ثانياً وإذا لم ينفع هذا يعني لو أنّه تحول عن جنبه الأول للثاني ثم عادت هذه الرؤيا التي يكرهها فليقم ويتوضأ ويصلي ولا يخبر بها أحدًا
قال ابن باز ﵀:
- المقصود أّن الكذب شره عظيم، فالواجب على المؤمن أن يحذره، وأنّ الإنسان متى أرى عينيه ما لم ترى فقد افترى على الكذب، وأن هذا من أعظم الفرية، وأنه يكلف أن يعقد بين شعيرتين وهذا من عذابه.
- الحلم وهذا من الشيطان، والغالب أنّه يكون فيما يكره الإنسان أي أنّ الشيطان يري الإنسان حتى يفزع ويتكدر ويحزن وربما يمرض لأنّ الشيطان عدو للإنسان يحب ما يسوء الإنسان وما يحزنه.
- من نعمة الله ﷿ أن جعل لكل داءٍ دواء، ودواء الحلم فيما يلي:
• أولاً أن يبصق الإنسان على يساره ثلاث مرات ويستعيذ بالله من شر الشيطان ثلاث مرات، ومن شر ما رأى، يقول أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت ثلاث مرات، ويتحول إلى الجانب الثاني فإذا كان على جنبه الأيسر يتحول إلى الأيمن، وإذا كان على الأيمن يتحول إلى الأيسر.
• ثانياً وإذا لم ينفع هذا يعني لو أنّه تحول عن جنبه الأول للثاني ثم عادت هذه الرؤيا التي يكرهها فليقم ويتوضأ ويصلي ولا يخبر بها أحدًا
قال ابن باز ﵀:
- المقصود أّن الكذب شره عظيم، فالواجب على المؤمن أن يحذره، وأنّ الإنسان متى أرى عينيه ما لم ترى فقد افترى على الكذب، وأن هذا من أعظم الفرية، وأنه يكلف أن يعقد بين شعيرتين وهذا من عذابه.