باب الحث عَلَى سور وآيات مخصوصة
1009 - عن أَبي سَعِيدٍ رَافِعِ بن الْمُعَلَّى - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لي رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآن قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ؟» فَأخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قَالَ: «الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ». رواه البخاري.
1010 - وعن أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ في: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ».
وفي روايةٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لأَصْحَابِهِ: «أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ بِثُلُثِ القُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ» فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَقَالُوا: أيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رسولَ الله؟ فَقَالَ: «﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ﴾: ثُلُثُ الْقُرْآنِ». رواه البخاري.
قال ابن عثيمين ﵀:
- تسمى سورة الإخلاص؛ لأنّ الله ﷻ أخلصها لنفسه فلم يذكر فيها شيئاً إلا من أسماء الله وصفاته.
- تسمى سورة الإخلاص؛ لأنّ الله ﷻ أخلصها لنفسه فلم يذكر فيها شيئاً إلا من أسماء الله وصفاته.
1011 - وعنه: أنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ» يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَانَ الرَّجُلُ يَتَقَالُّهَا ، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ». رواه البخاري.
قال ابن عثيمين ﵀:
- هناك فرق بين المعادلة في الثواب والمعادلة في الإجزاء فهي تعدل ثلث القرآن في الثواب ولكنها لا تعدل في الإجزاء ولهذا لو قرأها الإنسان ثلاث مرات في الصلاة لم تجزئه عن الفاتحة والله الموفق.
- هناك فرق بين المعادلة في الثواب والمعادلة في الإجزاء فهي تعدل ثلث القرآن في الثواب ولكنها لا تعدل في الإجزاء ولهذا لو قرأها الإنسان ثلاث مرات في الصلاة لم تجزئه عن الفاتحة والله الموفق.
1012 - وعن أَبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ في: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ «إنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ». رواه مسلم.
1013 - وعن أنس - رضي الله عنه: أنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إني أُحِبُّ هذِهِ السُّورَةَ: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ﴾ قَالَ: «إنَّ حُبَّهَا أدْخَلَكَ الجَنَّةَ». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن». ورواه البخاري في صَحِيحِهِ تعليقًا.
1014 - وعن عقبة بن عامِر - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ألَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ هذِهِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟ ﴿قُلْ أَعْوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ﴾ وَ ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾». رواه مسلم.
1015 - وعن أَبي سَعِيدٍ الخُدريِّ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ، وَعَيْنِ الإنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتْ المُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا، أخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا. رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن».
قال ابن عثيمين ﵀:
- إن المعوذتان ما تعوذ بهما متعوذ عن إيمان وصدق إلا أعاذه الله ﷿.
- قال الله تعالى: ﴿إِذَا حَسَدَ﴾ لأنّ الحاسد قد لا يحسد، لكن إذا حسد والعياذ بالله تعدى شره غيره -يعني تعدى إلى غيره- ويجوز أن يكون المراد بالآية الحاسد العائن وغير العائن، لأن بعض الناس حسود والعياذ بالله.
- قال النبي ﷺ: (لو سبق القضاء شيء أو قال: "القدر" لسبقته العين) فالعين تدرك وهي حق حتى قال بعض العلماء إنها المراد من قوله تعالى: ﴿وإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ﴾ [القلم: 51].
- إن المعوذتان ما تعوذ بهما متعوذ عن إيمان وصدق إلا أعاذه الله ﷿.
- قال الله تعالى: ﴿إِذَا حَسَدَ﴾ لأنّ الحاسد قد لا يحسد، لكن إذا حسد والعياذ بالله تعدى شره غيره -يعني تعدى إلى غيره- ويجوز أن يكون المراد بالآية الحاسد العائن وغير العائن، لأن بعض الناس حسود والعياذ بالله.
- قال النبي ﷺ: (لو سبق القضاء شيء أو قال: "القدر" لسبقته العين) فالعين تدرك وهي حق حتى قال بعض العلماء إنها المراد من قوله تعالى: ﴿وإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ﴾ [القلم: 51].
1016 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مِنَ القُرْآنِ سُورَةٌ ثَلاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ﴾». رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: «حديث حسن».
وفي رواية أَبي داود: «تَشْفَعُ».
1017 - وعن أَبي مسعودٍ البَدْرِيِّ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ». متفقٌ عَلَيْهِ.
قِيلَ: كَفَتَاهُ الْمَكْرُوهَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَقِيلَ: كَفَتَاهُ مِنْ قِيامِ اللَّيْلِ.
1018 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقرَةِ». رواه مسلم.
قال ابن عثيمين ﵀:
- سمى الرسول ﷺ البيوت في حال عدم الصلاة فيها مقابر لأن المقبرة لا تصح الصلاة فيها.
- المقبرة لا تصح فيها صلاة النافلة ولا الفريضة ولا سجدة التلاوة ولا سجدة الشكر ولا أي شيء من الصلوات إلا صلاة واحدة وهي صلاة الجنازة إذا صلى على الجنازة في المقبرة فلا بأس سواء كان ذلك قبل الدفن أم بعده.
- إذا قرأت في بيتك سورة البقرة فإنّ الشيطان يفر منها ولا يقرب البيت والسبب أن في سورة البقرة (آية الكرسي) ويدل لهذا ما بعد الحديث الذي ذكره المؤلف حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.
- سمى الرسول ﷺ البيوت في حال عدم الصلاة فيها مقابر لأن المقبرة لا تصح الصلاة فيها.
- المقبرة لا تصح فيها صلاة النافلة ولا الفريضة ولا سجدة التلاوة ولا سجدة الشكر ولا أي شيء من الصلوات إلا صلاة واحدة وهي صلاة الجنازة إذا صلى على الجنازة في المقبرة فلا بأس سواء كان ذلك قبل الدفن أم بعده.
- إذا قرأت في بيتك سورة البقرة فإنّ الشيطان يفر منها ولا يقرب البيت والسبب أن في سورة البقرة (آية الكرسي) ويدل لهذا ما بعد الحديث الذي ذكره المؤلف حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.
1019 - وعن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْري أيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله مَعَكَ أعْظَمُ؟» قُلْتُ: ﴿اللهُ لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ﴾ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وقال: «لِيَهْنِكَ العِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ». رواه مسلم.
قال ابن عثيمين ﵀:
- أعظم آية في كتاب الله (آية الكرسي) لأنّ هذه الآية مشتملة على عشر صفات من صفات الله ﷿.
- أعظم آية في كتاب الله (آية الكرسي) لأنّ هذه الآية مشتملة على عشر صفات من صفات الله ﷿.
1020 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: وَكَّلَنِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَام، فَأخَذْتُهُ فقُلتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَليَّ عِيَالٌ، وَبِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأصْبَحْتُ، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا هُريرة، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البارحة؟» قُلْتُ: يَا رسول الله، شَكَا حَاجَةً وَعِيَالًا، فَرحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ. فَقَالَ: «أمَا إنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ» فَعَرَفْتُ أنَّهُ سَيَعُودُ، لقولِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَرَصَدْتُهُ، فَجاء يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَقُلتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: دَعْنِي فَإنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ لاَ أعُودُ، فَرحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ، فَأصْبَحْتُ فَقَالَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا هُريرة، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ ؟» قُلْتُ: يَا رسول الله، شَكَا حَاجَةً وَعِيَالًا، فَرحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ. فَقَالَ: «إنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ» فَرَصَدْتُهُ الثَّالثَة، فَجاء يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأخَذْتُهُ، فَقُلتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا آخِرُ ثلاثِ مَرَّاتٍ أنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ ، ثم تعود! فَقَالَ: دَعْنِي فَإنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، فَإنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ الله حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأصْبَحْتُ، فَقَالَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «مَا فَعَلَ أسِيرُكَ البَارِحَةَ؟» قُلْتُ: يَا رسول الله، زَعَمَ أنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبيلَهُ، قَالَ: «مَا هِيَ؟» قُلْتُ: قَالَ لي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَة الكُرْسِيِّ مِنْ أوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآية: ﴿اللهُ لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ﴾ وقال لِي: لاَ يَزَالُ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَنْ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَقَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم: «أمَا إنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» قُلْتُ: لاَ. قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ». رواه البخاري.
قال ابن عثيمين ﵀:
- وهذه من آيات الله لأن النبي ﷺ لم يكن عنده ولكنه علم بذلك عن طريق الوحي.
قال ابن باز ﵀:
- الحاصل أن الشيطان قد يعلم الإنسان بعض الخير لأسباب تقتضي ذلك، وقد يحفظ شيئا من القرآن وهو على باطله، فهكذا الكافر وهكذا العاصي، قد يعلمك بعض الشيء وقد يفيدك بعض الشيء وهو على خبثه وشره لمصلحة، إما خوفا من شرك، وإما استجلابا لما لديك من منفعة كما فعلها مع أبي هريرة.
- أنّ الشيطان قد يتصور بصورة الإنسان، وأنه قد يسرق من المال، وأنه يكذب كذبات، وأنه قد يفيد، قد يعلم شيئا من الفائدة آية أو حديث، قد يفيد الإنسان من أجل مصلحة له، والفائدة مطلوبة، ولو جاء بها كافر، إذا كانت فائدة طيبة تقبل.
- وفيه أنهم يأكلون ويشربون مثل الإنس، وأخذ الطعام ليأكل هو وعياله.
- وهذه من آيات الله لأن النبي ﷺ لم يكن عنده ولكنه علم بذلك عن طريق الوحي.
قال ابن باز ﵀:
- الحاصل أن الشيطان قد يعلم الإنسان بعض الخير لأسباب تقتضي ذلك، وقد يحفظ شيئا من القرآن وهو على باطله، فهكذا الكافر وهكذا العاصي، قد يعلمك بعض الشيء وقد يفيدك بعض الشيء وهو على خبثه وشره لمصلحة، إما خوفا من شرك، وإما استجلابا لما لديك من منفعة كما فعلها مع أبي هريرة.
- أنّ الشيطان قد يتصور بصورة الإنسان، وأنه قد يسرق من المال، وأنه يكذب كذبات، وأنه قد يفيد، قد يعلم شيئا من الفائدة آية أو حديث، قد يفيد الإنسان من أجل مصلحة له، والفائدة مطلوبة، ولو جاء بها كافر، إذا كانت فائدة طيبة تقبل.
- وفيه أنهم يأكلون ويشربون مثل الإنس، وأخذ الطعام ليأكل هو وعياله.
1021 - وعن أَبي الدرداءِ - رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ».
وفي رواية: «مِنْ آخِرِ سُورَةِ الكَهْفِ». رواهما مسلم.
قال ابن عثيمين ﵀:
- ينبغي لنا أن نستعيذ بالله ﷻ بقلبٍ صادقٍ من فتنة هذا المسيح الدجال، ثم إنّه أيضاً من أسباب الوقاية من فتنته: أنّ من حفظ عشر آيات من سورة الكهف من أولها أو آخرها، وقرآهن عليه عصم من فتنته.
- ينبغي لنا أن نستعيذ بالله ﷻ بقلبٍ صادقٍ من فتنة هذا المسيح الدجال، ثم إنّه أيضاً من أسباب الوقاية من فتنته: أنّ من حفظ عشر آيات من سورة الكهف من أولها أو آخرها، وقرآهن عليه عصم من فتنته.
1022 - وعن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: بَيْنَمَا جِبْريلُ - عليه السلام - قَاعِدٌ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ نَقيضًا مِنْ فَوقِهِ، فَرَفَعَ رَأسَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليَوْمَ وَلَمْ يُفْتَحْ قَطٌّ إِلاَّ اليَوْمَ، فنَزلَ منهُ مَلكٌ، فقالَ: هذا مَلكٌ نَزلَ إلى الأرضِ لم ينْزلْ قطّ إلاّ اليومَ فَسَلَّمَ وقال: أبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤتَهُمَا نَبيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَواتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهَا إِلاَّ أُعْطِيتَه. رواه مسلم.
«النَّقِيضُ»: الصَّوْتُ.
باب استحباب الاجتماع عَلَى القراءة
1023 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بينهم، إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». رواه مسلم.
قال ابن عثيمين ﵀:
- أضاف الله هذه الأماكن إلى نفسه تشريفاً وتعظيماً، ولأنّها محل ذكره وتلاوة كلامه، والتقرب إليه بالصلاة، وإلا فهو ﷾ فوق عرشه، فوق سماواته لا يحل في شيء من خلقه، ولا يحل فيه شيء من خلقه ﷿، لكن هذه الإضافة للتشريف.
- المستمع كالقارئ، له ثوابه ودليل ذلك قول الله ﷻ في سورة يونس في قصة موسى صلى الله عليه وسلم حين دعا على آل فرعون ﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ [يونس: 88]، القائل هو موسى كما في أول الآية. فقال الله تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يونس: 89]، الداعي واحد لكن قال العلماء إن هارون كان يستمع ويؤمن على دعائه فكان الدعاء لهما جميعا.
- تلاوة العمل هي المقصود الأعظم للقرآن الكريم كما قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29]، العمل بما جاء في القرآن وذلك بتصديق ما أخبر الله به والقيام بما أمر به والبعد عما نهى عنه.
- من أكبر نعم الله على العبد أن ينزل السكينة في قلبه بحيث يكون مطمئناً غير قلق ولا شاكٍ، راضياً بقضاء الله وقدره مع الله ﷻ في قضائه وقدره.
- أضاف الله هذه الأماكن إلى نفسه تشريفاً وتعظيماً، ولأنّها محل ذكره وتلاوة كلامه، والتقرب إليه بالصلاة، وإلا فهو ﷾ فوق عرشه، فوق سماواته لا يحل في شيء من خلقه، ولا يحل فيه شيء من خلقه ﷿، لكن هذه الإضافة للتشريف.
- المستمع كالقارئ، له ثوابه ودليل ذلك قول الله ﷻ في سورة يونس في قصة موسى صلى الله عليه وسلم حين دعا على آل فرعون ﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ [يونس: 88]، القائل هو موسى كما في أول الآية. فقال الله تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يونس: 89]، الداعي واحد لكن قال العلماء إن هارون كان يستمع ويؤمن على دعائه فكان الدعاء لهما جميعا.
- تلاوة العمل هي المقصود الأعظم للقرآن الكريم كما قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29]، العمل بما جاء في القرآن وذلك بتصديق ما أخبر الله به والقيام بما أمر به والبعد عما نهى عنه.
- من أكبر نعم الله على العبد أن ينزل السكينة في قلبه بحيث يكون مطمئناً غير قلق ولا شاكٍ، راضياً بقضاء الله وقدره مع الله ﷻ في قضائه وقدره.