(٢٧) بابُ/ حُكْمِ العُمْرةِ وفَضْلِها، وفَضْلِ عُمْرةِ رمضانَ،ومَن اعتَمرَ قبلَ أنْ يحجَّ، وكَم اعتمرَ النَّبيُّ ﷺ؟ - 0:19


• [خت] قَالَ ابْنُ عُمَرَ ﵄: لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ.
• [خت] وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ﵄: إِنَّهَا لَقَرِينَتُهَا فِي كِتَابِ اللهِ: ﴿وَأَتِمُّوا۟ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة:١٩٦].
٩٦٢. [ق] وعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ». [خ:١٧٧٣]
1. قوله: (باب كم اعتمر النبي ﷺ)، أورد فيه حديث عائشة وابن عمر في أنه اعتمر أربعاً، وكذا حديث أنس، وختم بحديث البراء أنه اعتمر مرتين، والجمع بينه وبين أحاديثهم أنه لم يَعُدَّ العمرة التي قرنها بحجته؛ لأن حديثه مقيد بكون ذلك وقع في ذي القعدة، والتي في حجته كانت في ذي الحجة، وكأنه لم يَعُدَّ أيضاً التي صُدَّ عنها وإن كانت وقعت في ذي القعدة أو عدَّها ولم يَعُدّ عمرة الجعرانة لخفائها عليه كما خفيت على غيره، كما ذكر ذلك مُحرِّش الكعبي فيما أخرجه الترمذي.
2. قال ابن حجر: «في حديث الباب دلالة على استحباب الاستكثار من الاعتمار، خلافاً لقول من قال: يُكره أن يعتمر في السنة أكثر من مرة».

٩٦٣. وعَنِ ابن عُمرَ ﵄ -وَسَأَلَهُ عِكرمةُ بْنُ خالدٍ عَنْ العُمْرَةِ قَبْلَ الحَجِّ؟- قَالَ: لَا بَأْسَ. قَالَ عِكْرِمَةُ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: اّْعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ. [خ:١٧٧٤]
٩٦٤. [ق] وعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ المَسْجِدَ، فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ جَالِسٌ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وَإِذَا نَاسٌ يُصَلُّونَ فِي المَسْجِدِ صَلَاةَ الضُّحَى، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ عَنْ صَلَاتِهِمْ؟ فَقَالَ: بِدْعَةٌ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَم اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ؟ قَالَ: أَرْبَعٌ، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ. فَكَرِهْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ.قَالَ: وَسَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ فِي الحُجْرَةِ، فَقَالَ عُرْوَةُ: يَا أُمَّه، يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، أَلَا تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَتْ: مَا يَقُولُ؟ قَالَ: يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرَاتٍ، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ. قَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا اعْتَمَرَ عُمْرَةً إِلَّا وَهُوَ شَاهِدُهُ، وَمَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ قَطُّ. [خ:١٧٧٥-١٧٧٦]
1. قال ابن حجر: «في هذا الحديث أن الصحابي الجليل المكثر الشديد الملازمة للنبي ﷺ قد يخفى عليه بعض أحواله، وقد يَدخله الوهم والنسيان لكونه غير معصوم».
2. قال ابن حجر: «في الحديث رد بعض العلماء على بعض، وحسن الأدب في الرد، وحسن التلطف في استكشاف الصواب إذا ظن السامع خطأ المُحدث».
3. قال النووي: «سكوت ابن عمر على إنكار عائشة يدل على أنه كان اشتبه عليه أو نَسيَ أو شكَّ».

٩٦٥. [ق] وعَنْ قَتَادَةَ قال: سَأَلْتُ أَنَسًا ﵁: كَمُ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ؟ قَالَ: أَرْبَعًا: عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَدَّهُ المُشْرِكُونَ، وَعُمْرَةٌ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَالَحَهُمْ، وَعُمْرَةُ الجِعِرَّانَةِ إِذْ قَسَمَ غَنِيمَةَ -أُرَاهُ- حُنَينٍ. قُلْتُ: كَمْ حَجَّ؟ قَالَ: وَاحِدَةً. [خ:١٧٧٨]
• [ق] وفي رواية [خ:١٧٧٩]: وعُمْرة مع حجَّته.
٩٦٦. [ق] وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ﵄: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ حَجَّتِهِ قَالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الأَنْصَارِيَّةِ: «مَا مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟» قَالَتْ: أَبُو فُلَانٍ -تَعْنِي زَوْجَهَا- حَجَّ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَالآخَرُ يَسْقِي أَرْضًا لَنَا. قَالَ: «فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً». أَوْ: «حَجَّةً مَعِي». [خ:١٨٦٣]
1. قال ابن بطال: «قوله: )فإن عمرة في رمضان تقضي كحج( يدل أن الحج الذي ندبها إليه كان تطوعًا؛ لإجماع الأمة أن العمرة لا تجزئ من حجة الفريضة، فأمرها بذلك على الندب لا على الإيجاب، وقوله: )كحجة)، يريد في الثواب، والفضائلُ لا تدرك بقياس، والله يؤتي فضله من يشاء».
2. قال ابن الجوزي: «فيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وبخلوص القصد».
3. قال ابن عبد البر: «فيه أن الأعمال قد يفضل بعضها بعضاً في أوقات، وأن الشهور بعضها أفضل من بعض والعمل في بعضها أفضل من بعض، وأن شهر رمضان مما يضاعف فيه عمل البر وذلك دليل على عظيم فضله».
3. قال ابن عبد البر: «وفيه أن الحج أفضل من العمرة، وذلك والله أعلم لما فيه من زيادة المشقة في العمل والإنفاق».

١- بابُ التَّنعيمِ مِيقاتٌ للعُمْرةِ/• وقد تقدَّم قول النَّبيِّ ﷺ: «أَعْمِرْهَا مِن التَّنعيمِ».


٩٦٧. [ق] وعَنْ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ ﵄ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَهَلَّ وَأَصْحَابُهُ بِالحَجِّ، وَلَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ هَدْيٌ غَيْرَ النَّبِيِّ ﷺ وَطَلْحَةَ، وَكَانَ عَلِيٌّ قَدِمَ مِنَ اليَمَنِ وَمَعَهُ هَدْيٌ، فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ. وَأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَذِنَ لِأَصْحَابِهِ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، يَطُوفُوا، ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا إِلَّا مَنْ مَعَهُ الهَدْيُ، فَقَالُوا: نَنْطَلِقُ إِلَى مِنًى وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: «لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ، وَلَوْلَا أَنَّ مَعِي الهَدْيَ مَا أَحْلَلْتُ». وَأَنَّ عَائِشَةَ حَاضَتْ فَنَسَكَتْ المَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنَّهَا لَمْ تَطُفْ، قَالَ: فَلَمَّا طَهُرَتْ وَطَافَتْ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَنْطَلِقُونَ بِحجةٍ وَعُمْرَةٍ وَأَنْطَلِقُ بِالحَجِّ؟ فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا إِلَى التَّنْعِيمِ، فَاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الحَجِّ فِي ذِي الحَجَّةِ. وَأَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ لَقِيَ النَّبِيَّ ﷺ بِالعَقَبَةِ وَهُوَ يَرْمِيهَا، فَقَالَ: أَلَكُمْ هَذِهِ خَاصَّةً يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لَا، بَلْ لِلْأَبَدِ». [خ:١٧٨٥]

٢- بابٌ: يفْعَلُ في العُمْرة ما يفْعَل في الحجِّ


٩٦٨. [ق] عَنْ يَعْلَىَ بْنِ أُمَيَّةَ ﵁ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ بِالجِعْرَانَةِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ، وَعَلَيْهِ أَثَرُ الخَلُوقِ -أَوْ قَالَ: صُفْرَةٌ- فَقَالَ: كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصْنَعَ فِي عُمْرَتِي؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَسُتِرَ بِثَوْبٍ، وَوَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ. فَقَالَ عُمَرُ: تَعَالَ؛ أَيَسُرُّكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ الوَحْيَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَرَفَعَ طَرَفَ الثَّوْبِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ لَهُ غَطِيطٌ، -وَأَحْسِبُهُ قَالَ: كَغَطِيطِ البَكْرِ- فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ العُمْرَةِ؟ اخْلَعْ عَنْكَ الجُبَّةَ، وَاغْسِلْ أَثَرَ الخَلُوقِ عَنْكَ، وَأَنْقِ الصُّفْرَةَ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ». [خ:١٧٨٩]

٣- بابُ متى يَحِلُّ المعتمرُ؟ ومَن طافَ مَحْرُوسًا/


٩٦٩. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ﵁ قَالَ: اّْعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَاّْعْتَمَرْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ طَافَ وَطُفْنَا مَعَهُ، وَأَتَى الصَّفَا وَالمَرْوَةَ وَأَتَيْنَاهُما مَعَهُ، وَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَرْمِيَهُ أَحَدٌ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبٌ لِي: أَكَانَ دَخَلَ الكَعْبَةَ؟ قَالَ: لَا.قَالَ: فَحَدِّثْنَا مَا قَالَ لِخَدِيجَةَ؟ قَالَ: «بَشِّرُوا خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ». [خ:١٧٩١-١٧٩٢]
1. مناسبة نفي هاتين الصفتين (لا صخَبَ فيه ولا نَصَبَ): أنه ﷺ لما دعا إلى الإيمان، أجابت خديجة طوعًا، فلمْ تحوجه إلى رفع صوتٍ ولا منازعةٍ ولا تعبٍ في ذلك، بل أزالت عنه كل نصبٍ، وآنسته من كل وحشةٍ، وهونت عليه كل عسيرٍ، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لذلك.
2. وفيه دلالة على حسن العهد، وحفظ الود، ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حيًّا وميتًا.

٩٧٠. [ق] وعَنْ عَمرو بنِ دِينَارٍ قَالَ: سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ طَافَ في عُمْرَتِه، وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، أَيَأْتِي امْرَأَتَهُ؟ فَقَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ فَطَافَ بِالبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ سَبْعًا، وَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ. قال: وَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: لَا يَقْرَبَنَّهَا حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ. [خ:١٧٩٣-١٧٩٤]
٩٧١. [ق] ومِن حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ﵁ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ بِالبَطْحَاءِ وَهُوَ مُنْبَطِح، فَقَالَ له: «بِمَ أَهْلَلْتَ؟» قال: قلتُ: بِإِهْلَالٍ كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ ﷺ. قَالَ: «أَحْسَنْتَ طُفْ بِالبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ، ثُمَّ أَحِلَّ». وذكر نحو ما تقدَّم. [خ:١٧٩٥]
1. قوله: (أحسنت طف بالبيت وبالصفا والمروة وأحل) قال النووي: «فيه استحباب الثناء على من فعل جميلا لقوله ﷺ: أحسنت».

٩٧٢. [ق] وعَنْ أسماءَ ابْنةِ أَبي بَكرٍ أنَّها كانت تَقُولُ كُلَّمَا مَرَّتْ بِالحَجُونِ: صَلَّى اللهُ عَلَى رَسُولِهِ، لَقَدْ نَزَلْنَا مَعَهُ هَا هُنَا، وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ خِفَافٌ قَلِيلٌ ظَهْرُنَا، قَلِيلَةٌ أَزْوَادُنَا، فَاعْتَمَرْتُ أَنَا وَأُخْتِي عَائِشَةُ وَالزُّبَيْرُ، وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَلَمَّا مَسَحْنَا البَيْتَ أَحْلَلْنَا، ثُمَّ أَهْلَلْنَا مِنَ العَشِيِّ بِالحَجِّ. [خ:١٧٩٦]

٤- بابٌ جَامعٌ في الرُّجُوع مِن السَّفر ومَا يقول فيه


٩٧٣. [ق] عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ﵄ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأَرْضِ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ». [خ:١٧٩٧]
1. في الحديث: استعمال حمد الله تعالى، والإقرار بنعمته، والخضوع له، والثناء عليه عند القدوم من السفر، والرجوع إلى الوطن سالمين.
2. وفيه: إحداث الحمد لله، والشكر له على ما يحدث على عباده من نعمه؛ فقد رضي من عباده بالإقرار له بالوحدانية، والخضوع له بالربوبية، والحمد والشكر عوضا عما وهبهم من نعمه تفضلًا عليهم، ورحمةً بهم.

٩٧٤. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مَكَّةَ اسْتَقْبَلَتْنَا أُغَيْلِمَةُ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَحَمَلَ وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ خَلْفَهُ. [خ:١٧٩٨]
1. في الحديث: مشروعية تلقي القادمين من الحج، أو من الجهاد، أو من سفر طاعةٍ؛ إكرامًا لهم وتعظيمًا، وتأنيسًا لهم وصلة.

٩٧٥. [ق] وعَنْ أَنَسٍ ﵁ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ لَا يَطْرُقُ أَهْلَهُ، كَانَ لَا يَدْخُلُ إِلَّا/ غُدْوَةً أَوْ عَشِيَّةً. [خ:١٨٠٠]
1. قال ابن حجر: يقع للذي يهجم بعد طول الغيبة غالبًا ما يكره، إما أن يجد أهله على غير أهبة من التنظف والتزين المطلوب من المرأة، فيكون ذلك سبب النفرة بينهما.

٩٧٦. [ق] وعَنْ جَابِرٍ ﵁ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلًا. [خ:١٨٠١]
٩٧٧. وعَنْ أنسٍ ﵁ قال: كَانَ النَّبيُّ ﷺ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَأَبْصَرَ دَوحَاتِ المَدِينَةِ أَوْضَعَ نَاقَتَهُ، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا. [خ:١٨٠٢]
• [خت] في رواية: مِن حُبِّها. وفي رواية: جُدُرَاتِ. [خ:١٨٠٢]
1. قوله: (أوضَعَ ناقته)، قال ابن حجر: «أي أسرع السير، زاد في رواية: (من حبها)، أي حرّك دابته بسبب حبه المدينة، وفيه دلالة على فضل المدينة».
2. قال ابن حجر: «في الحديث دليل على مشروعية حب الوطن والحنين إليه».

٩٧٨. [ق] وعَنِ البَراءِ ﵁ قال: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا، كَانَتِ الأَنْصَارُ إِذَا حَجُّوا فَجَاؤوا، لَمْ يَدْخُلُوا مِنْ قِبَلِ أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ، وَلَكِنْ مِنْ ظُهُورِهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَدَخَلَ مِنْ قِبَلِ بَابِهِ، فَكَأَنَّهُ عُيِّرَ بِذَلِكَ، فَنَزَلَتْ: ﴿وَلَیۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُوا۟ ٱلۡبُیُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأۡتُوا۟ ٱلۡبُیُوتَ مِنۡ أَبۡوَ ٰ⁠بِهَا﴾ [البقرة:١٨٩]. [خ:١٨٠٣]
٩٧٩. [ق] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ». [خ:١٨٠٤]
1. سئل إمام الحرمين حين جلس موضع أبيه: «لم كان السفر قطعة من العذاب؟ فأجاب على الفور: لأن فيه فراق الأحباب».
2. قال ابن حجر: «في الحديث كراهة التغرب عن الأهل لغير حاجة».
3. قوله: (فليعجل إلى أهله)، قال ابن حجر: «فيه استحباب استعجال الرجوع، ولا سيما من يُخشى عليهم الضيعة بالغيبة، ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا، ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة».

٩٨٠. وَعَنْ زَيد بن أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ شِدَّةُ وَجَعٍ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى كَانَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّفَقِ نَزَلَ، فَصَلَّى المَغْرِبَ وَالعَتَمَةَ، جَمَعَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ أَخَّرَ المَغْرِبَ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا. [خ:١٨٠٥]

٥- بابُ الإِحْصَارِ في الحجِّ والعُمْرةِ بعدُوٍّ أوْ مرضٍ،وقولِهِ تعالىَ: ﴿فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَیۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡیِ وَلَا تَحۡلِقُوا۟ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ یَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡیُ مَحِلَّهُۥ﴾ [البقرة:١٩٦]


• [خت] قال عَطاءٌ: الإِحْصَارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَحْبِسُهُ.
• وقد تقدَّم حَديثُ ابْنِ عُمرَ ﵄، وقوله: (إِنْ صُدِدْتُ عَن البَيْتِ صَنَعْنَا كَمَا صَنَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ).
٩٨١. وعَنِ ابن عَبَّاسٍ ﵄ قال: أُحْصِرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَحَلَقَ رَأْسَهُ، وَجَامَعَ نِسَاءَهُ، ونَحَرَ هَدْيَهُ، حَتَّى اعْتَمَرَ عَامًا قَابِلًا. [خ:١٨٠٩]
٩٨٢. وعَنْ سالم أنَّه كَانَ [ابنُ عُمرَ] يَقُولُ: أَلَيْسَ حَسْبُكُمْ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ إِنْ حُبِسَ أَحَدُكُمْ عَن الحَجِّ طَافَ بِالبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى يَحُجَّ عَامًا قَابِلًا. [خ:١٨١٠]
قلتُ: يعني حُبِسَ بِمَرَضٍ.
٩٨٣. [ق] وعَنِ ابنِ عُمرَ ﵄ قال: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ مُعْتَمِرِينَ، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ دُونَ البَيْتِ، فَنَحَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بُدْنَهُ وَحَلَقَ رَأْسَهُ. [خ:١٨٠٧]
٩٨٤. وفيه عَنْ/ المِسْوَر بن مَخْرَمَة ﵄. [خ:١٨١١]

٦- بابُ مَن قالَ: ليسَ على المُحْصَرِ بَدَلٌ


• [خت] قال ابن عبَّاس ﵄: إِنَّمَا البَدَلُ عَلَى مَنْ نَقَضَ حَجَّهُ بِالتَّلَذُّذِ، فَأَمَّا مَنْ حَبَسَهُ عُذْرٌ أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ يَحِلُّ وَلَا يَرْجِعُ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ وَهُوَ مُحْصَرٌ نَحَرَهُ، إِنْ كَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْعَثَ بِهِ، وَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَبْعَثَ بِهِ لَمْ يَحِلَّ حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ.
• [خت] وَقَالَ مَالِكٌ: يَنْحَرُ هَدْيَهُ وَيَحْلِقُ فِي أَيِّ مَوْضِعٍ كَانَ، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ وَأَصْحَابَهُ بِالحُدَيْبِيَةِ نَحَرُوا وَحَلَقُوا وَحَلُّوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَبْلَ الطَّوَافِ، وَقَبْلَ أَنْ يَصِلَ الهَدْيُ إِلَى البَيْتِ، ثُمَّ لَمْ يُذْكَرْ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ أَحَدًا أَنْ يَقْضي شَيْئًا، وَلَا يَعُودُوا لَهُ.
• وقد تقدَّم حَديثُ ابنِ عُمرَ [ر:٩٨٢].

٧- بابُ قولِ اللهِ ﷿: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِیضًا أَوۡ بِهِۦۤ أَذࣰى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡیَةࣱ مِّن صِیَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكࣲ﴾ [البقرة:١٩٦]


٩٨٥. [ق] وعَنْ كَعبِ بنِ عُجْرَةَ ﵁ قال: وَقَفَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالحُدَيْبِيَةِ وَرَأْسِي يَتَهَافَتُ قَمْلًا فَقَالَ: «يُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «فَاحْلِقْ رَأْسَكَ». أَوْ «احْلِقْ». قَالَ: فِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِیضًا أَوۡ بِهِۦۤ أَذࣰى مِّن رَّأۡسِهِۦ﴾ إلى آخرها [البقرة: ١٩٦]. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ تَصَدَّقْ بِفَرَقٍ بَيْنَ سِتَّةٍ، أَو اّْنْسُكْ بِمَا تَيَسَّرَ». [خ:١٨١٥]
• [ق] وفي لفظ آخر: «اّْحْلِقْ رَأْسَكَ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، أَو اّْنْسُكْ شَاةً». [خ:١٨١٤]
• [ق] وفي رواية أنَّه ﵇ قال له: «تَجِدُ شَاةً؟» فقُلْتُ: لَا. قَالَ: «فصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ». وهي مِن روايةِ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الأَصْبهانيِّ، عَنْ عبدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ، عَنْ كَعبٍ، والأُولى أشهر وأكثر. [خ:١٨١٦]
1. قوله: (أيؤذيك هوامك؟)، قال ابن حجر: «فيه تلطف الكبير بأصحابه وعنايته بأحوالهم وتفقده لهم، وإذا رأى ببعض أتباعه ضراراً سأل عنه وأرشده إلى المخرج منه».

٨- بابٌ: لا يجوزُ للمُحْرمِ أنْ يَصِيدَ ولا أنْ يَدُلَّ على الصَّيدِ


٩٨٦. [ق] عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ: انْطَلَقْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحَابُهُ وَلَمْ يُحْرِمْ، فَأُنْبِئْنَا بِعَدُوٍّ بِغَيْقَةَ، فَتَوَجَّهْنَا نَحْوَهُمْ، فَبَصُرَ أَصْحَابِي بِحِمَارِ وَحْشٍ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَضْحَكُ إِلَى بَعْضٍ، فَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُهُ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ الفَرَسَ/ فَطَعَنْتُهُ فَأَثْبَتُّهُ، فَاسْتَعَنْتُهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُونِي، فَأَكَلْنَا مِنْهُ، ثُمَّ لَحِقْتُ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ، وَخَشِينَا أَنْ نُقْتَطَعَ، أَرْفَعُ فَرَسِي عَلَيه شَأْوًا وَأَسِيرُ عَلَيْهِ شَأْوًا، فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تَرَكْتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ؟ فَقَالَ: تَرَكْتُهُ بِتَعْهِنَ، وَهُوَ قَائِلٌ السُّقْيَا. فَلَحِقْتُ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ حَتَّى أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَصْحَابَكَ أَرْسَلُوني يَقْرَؤونَ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللهِ، وَإِنَّهُمْ قَدْ خَشُوا أَنْ يَقْتَطِعَهُمُ العَدُوُّ دُونَكَ فَانْظُرْهُمْ. فَفَعَلَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا اّْصَّدْنَا حِمَارَ وَحْشٍ، وَإِنَّ عِنْدَنَا فَاضِلَةً؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كُلُوا». وَهُمْ مُحْرِمُونَ. [خ:١٨٢٢]
• [ق] وفي رواية: وَقَعَ سَوْطُهُ فَقَالُوا: لَا نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ، نحنُ مُحْرِمُونَ. [خ:١٨٢٣]
• [ق] وفي أخرى: «كُلُوه حَلالٌ». [خ:١٨٢٣]
• [ق] وفي رواية: فقال: «منكم أحدٌ أَمَرَه أنْ يَحمِلَ عليها أو أشارَ إليها؟» قالوا: لا. قال: «كُلوا ما بَقِيَ مِن لَحْمِها». [خ:١٨٢٤]
• [ق] وفي رواية: قالَ أبو قَتادةَ: كنَّا مع النَّبيِّ ﷺ بالقاحة مِن المدينة على ثلاث. [خ:١٨٢٣]
الغريب: (نُقْتَطَعَ) مِن القَطع؛ أي: يُحال بيننا وبينه. و(الشَّأْو): الطَّلق. و(تَعْهِن): بفتح التَّاء وسكون العين وكسر الهاء هِي روايتنا، وهي المشهورة، قال أبو ذرٍّ: وقد سمعنا أهل ذلك الماء يقولون: (تَعْهَن) فيفتحون الهاء. قال غيره: وقد سُمِع مِن العرب مَن يقول: (تُعَهِن) فيضمُّ التَّاء ويفتح العين ويكسر الهاء، وهي عين ماءٍ على ميل مِن السُّقْيَا -بالقاف لا بالفاء- وهو وادي العبادير، على ثلاث مراحلَ مِن المدينة، والموضع الَّذي ذلك الماء فيه يُسمَّى: القَاحَة -والله أعلم- بالقاف والحاء المهملة. و(قائل): اسم فاعل مِن القائلة لا مِن القول. و(غَيْقَة): بالغين المعجمة والقاف بينهما ياء باثْنتين مِن تحتها، موضع ببلاد غِفَارَ بين مكَّة والمدينة.
1. قوله: (فبصر أصحابي بحمار وحش، فجعل بعضهم يضحك إلى بعض، وأحبوا لو أني أبصرته)، قال ابن حجر: «فيه أن تمني المحرم أن يقع من الحلال الصيد ليأكل المحرم منه لا يقدح في إحرامه».
2. قوله: (أصبت حمار وحش وعندي منه فاضلة)، قال ابن حجر: «فيه إمساك نصيب الرفيق الغائب ممن يتعين احترامه أو ترجى بركته».
3. قوله: (قد خشوا أن يقتطعوا دونك، فانتظرهم)، قال ابن حجر: «فيه الرفق بالأصحاب والرفقاء في السير».

٩- بابُ إِذا خافَ المُحْرِمُ أنْ يكونَ الصَّيدُ صِيْدَ له لم يأكلْ


٩٨٧. [ق] عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ ﷺ حِمَارًا وَحْشِيًّا وَهُوَ بِالأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِهِ قَالَ: «إِنَّا لَمْ/ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ». [خ:١٨٢٥]
تنبيه: قال أبو محمَّدٍ الأَصِيليُّ: إنَّما قَبِلَ رسولُ الله ﷺ حمارَ البَهْزيِّ لأنَّه كان مُكتسَبًا بالصَّيد فحمله على عادته، وردَّ حمارَ الصَّعب لظنِّه أنَّه صَاده مِن أجْله، أو لتوقُّعه ذَلك، فيكون تَرك الأكل مِنه ورعًا، والله أعلم.
1. قوله: (إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم) قال النووي: «فيه: أنه يستحب لمن امتنع من قبول هدية ونحوها لعذر أن يعتذر بذلك إلى المهدي تطييبا لقلبه» .
2. قال ابن حجر: في الحديث: «جواز رد الهدية لعلةٍ، وترجم له المصنف (من رد الهدية لعلة)».

١ ( اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (...) عمرات.

٥/٠