(١٠) سورة يُونُسَ


﴿فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ﴾ [آية: ٢٤]: فنبتَ بالماء مِن كلِّ لونٍ.
وقال زيد بن أسْلم: ﴿أَنَّ لَهُمۡ قَدَمَ صِدۡقٍ﴾ [آية: ٢]: محمَّد ﷺ. وقال مجاهد: خَيْرٌ.
﴿دَعۡوَىٰهُمۡ﴾ [آية: ١٠]: دعاؤهم. ﴿أُحِیطَ بِهِمۡ﴾ [آية: ٢٢]: دنوا مِن الهَلَكة، ﴿أَحَـٰطَتۡ بِهِۦ خَطِیۤـَٔتُهُۥ﴾ [البقرة:٨١].
وقال مجاهد: ﴿یُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَیۡرِ﴾ [آية:١١]: قول الإنْسان لولدِه وماله: اللَّهمَّ لا تُبارك فيه، واّْلْعنْه، ﴿لَقُضِیَ إِلَیۡهِمۡ أَجَلُهُمۡ﴾ [آية: ١١]: لأُهلك مِن دُعِيَ عليه وأَماته. ﴿لِّلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِیَادَةࣱ﴾ [آية:٢٦]: مغفرةٌ ورضوان.
وقال غيره: النَّظر إلى وجه الله تعالى.
﴿ٱلۡكِبۡرِیَاۤءُ﴾ [آية:٧٨]: المُلْك. ﴿فَأَتۡبَعَهُمۡ﴾ [يونس:٩٠]: واتَّبعهم واحد. ﴿عَدۡوًا﴾ [آية: ٩٠]: مِن العُدوان. ﴿نُنَجِّیكَ﴾ [آية: ٩٢]: نُلْقيكَ عَلى نَجْوةٍ مِن الأرْض، وهو النَّشْز: المكان المُرتفع.

(١١) سورة هُود


قال ابْن عبَّاسٍ: ﴿عَصِیبࣱ﴾ [آية: ٧٧]: شَديد. ﴿لَا جَرَمَ﴾ [آية: ٢٢]: بلى.
وقال غيره: ﴿وَحَاقَ﴾ [آية: ٨]: ﴿یَحِیقُ﴾ [فاطر:٤٣]: ينزلُ. ﴿یَـُٔوسࣱ﴾ [آية: ٩]: فعولٌ مِن اليأس.
وقال مجاهد: ﴿تَبۡتَىِٕسۡ﴾ [آية: ٣٦]: تحزن. ﴿یَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ﴾ [آية: ٥]: شكًّا وامتراءً في الحقِّ. ﴿لِیَسۡتَخۡفُوا۟ مِنۡهُ﴾ [آية: ٥]: مِن الله إنْ اسْتطاعوا.
٢٠٨٢. عَنْ مُحَمَّد بْن عَبَّادٍ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: ﴿أَلَاۤ إِنَّهُمۡ یَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ﴾ [آية: ٥]: قلتُ: يا أبا العبَّاسِ ما يَثنون؟ قَالَ: سألنا عنها، فقال: كَانَ نَاسٌ يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَتَخَلَّوْا فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ، وَأَنْ يُجَامِعُوا نِسَاءَهُمْ فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ فَنَزَلَ ذَلِكَ فِيهِمْ. [خ:٤٦٨١-٤٦٨٢]
٢٠٨٣. وعَن ابنِ عبَّاسٍ: ﴿یَسۡتَغۡشُونَ﴾ [آية: ٥]: يُغَطُّون رُؤوسهم. [خ:٤٦٨٣]
٢٠٨٤. [ق] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: «قَالَ اللهُ ﷿: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَقَالَ: يَدُ اللهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ»، وَقَالَ: «أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُذْ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ/ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدِهِ المِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ». [خ:٤٦٨٤]
الغريب: (يَغِيضُهَا): يَنْقُصها. (سَحَّاء): صبًّا. وهو مصدر سَحَّ. و(الميزان): العَدْل. والله تعالى منزَّه عن يد الجَارحة. و(اليَد): تُطلق بمعنى القُدرة والنِّعْمة.
1. فيه إعطاء الله لعبده على قدر إعطاء العبد للفقراء والمحتاجين.

١- بابٌ


٢٠٨٥. [ق] عن صَفْوان بن مُحْرِز قَالَ: بَيْنَا ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ -أَوْ: يَا ابْنَ عُمَرَ- سَمِعْتَ النَّبِيَّ ﷺ يَقولُ فِي النَّجْوَى؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «يُدْنَى المُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ -قَالَ هِشَامٌ: يَدْنُو المُؤْمِنُ- حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ يَقُولُ: أَعْرِفُ، يَقُولُ: رَبِّ أَعْرِفُ مَرَّتَيْنِ، فَيَقُولُ: سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا وَأَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الآخَرُونَ -أَوِ: الكُفَّارُ- فَيُنَادَى عَلَى رؤوسِ الأَشْهَادِ: ﴿هَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ كَذَبُوا۟ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [آية: ١٨]». [خ:٤٦٨٥]
1. قال القاضي عياض: «يحتمل وجهين أحدهما أن يستر معاصيه وعيوبه عن إذاعتها في أهل الموقف، والثّاني ترك محاسبته عليها وترك ذكرها، قال والأوّل أظهر لما جاء في الحديث الآخر «يقرّره بذنوبه يقول سترتها عليك في الدّنيا وأنا أغفرها لك اليوم» وأمّا الحديث المذكور بعده لا يستر عبد عبدا إلا ستره الله يوم القيامة».
2. وفيه بيان سعة فضل الله سبحانه وتعالى، وعظيم كرمه، حيث أنه يستر عباده على ذنوبهم.

٢- بابٌ


٢٠٨٦. [ق] عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعريِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَاۤ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِیَ ظَـٰلِمَةٌ إِنَّ أَخۡذَهُۥۤ أَلِیمࣱ شَدِیدٌ﴾ [آية: ١٠٢]». [خ:٤٦٨٦]
1. في الحديث: تسلية للمظلوم في الحال، ووعيد للظالم لئلا يغتر بالإمهال.
2. وفيه أن العاقل لا يأمن من مكر الله إذا ظلم ولم يصبه أذى بل يعلم أن ذلك استدراج فيسارع إلى إعادة الحقوق لأهلها.
3. يستدرج الله الظالمين ليزدادوا إثما فيضاعف لهم العذاب.

٢٠٨٧. [ق] وعَن ابنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَیِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفࣰا مِّنَ ٱلَّیۡلِ إِنَّ ٱلۡحَسَنَـٰتِ یُذۡهِبۡنَ ٱلسَّیِّـَٔاتِ ذَ ٰ⁠لِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّ ٰ⁠كِرِینَ﴾ [آية: ١١٤] قالَ الرَّجُلُ: لمَنْ هَذِه الآية؟ قَالَ: «لِمَنْ عَمِلَ بِهَا». [خ:٤٦٨٧]
الغريب: (﴿طَرَفَیِ ٱلنَّهَارِ﴾): الصُّبح والعَصْر. و(الزُّلَف): جمع زُلْفَة، وهي السَّاعة؛ أي ساعة بعد ساعة.

(١٢) سورة يُوسُف


قال مجاهد: ‹مُتْكًا› [آية: ٣١]: الأُتْرُنْجِ بالحبشيَّة، وقال أيضًا: كلُّ شيء قُطع بالسِّكين.
قال البخاري: والمُتَّكأ: مَا اتَّكأتَ عليه لشرابٍ، أو لحديثٍ، أو لطعامٍ.

١- بابٌ


قال عِكْرمة: ﴿ وَقَالَتۡ هَیۡتَ﴾ [آية: ٢٣] بالحُورانيَّة: هَلُمَّ، وقال ابن جبير: تَعَالَهْ.
٢٠٨٨. وقال ابن مَسْعُودٍ قَالَ: ﴿ وَقَالَتۡ هَیۡتَ﴾ [آية: ٢٣]. وقَالَ: إِنَّمَا نَقْرَؤُهَا كَمَا عُلِّمْنَاهَا. [خ:٤٦٩٢]
٢٠٨٩. [ق] وعَن ابنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أَبْطَؤُوا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ بِالإِسْلَامِ قَالَ: «اللهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ/ يُوسُفَ». فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا العِظَامَ، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِثْلَ الدُّخَانِ، قَالَ اللهُ: ﴿فَٱرۡتَقِبۡ یَوۡمَ تَأۡتِی ٱلسَّمَاۤءُ بِدُخَانࣲ مُّبِینࣲ﴾ [الدخان: ١٠] قَالَ: ﴿إِنَّا كَاشِفُوا۟ ٱلۡعَذَابِ قَلِیلًا إِنَّكُمۡ عَاۤىِٕدُونَ﴾ [الدخان: ١٥] أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ وَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ، وَمَضَتِ البَطْشَةُ. [خ:٤٦٩٣]

٢- بابٌ


٢٠٩٠. عَنْ عُروَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالت وَهُوَ يَسْأَلُهَا عَنْ قَوْلِ اللهِ: ﴿حَتَّىٰۤ إِذَا ٱسۡتَیۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ﴾؟ [يوسف: ١١٠] قَالَ: قُلْتُ: أَكُذِّبُوا أَمْ كُذِبُوا؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: ﴿كُذِبُوا۟﴾، قُلْتُ: قَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ؟ قَالَتْ: أَجَلْ لَعَمْرِي لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ. فَقُلْتُ لَهَا: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا -مُخفَّفةً- قَالَتْ: مَعَاذَ اللهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا، قُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الآيَةُ؟ قَالَتْ: هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ، وَطَالَ عَلَيْهِمُ البَلَاءُ، وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ، جَاءَهُمْ نَصْرُ اللهِ عِنْدَ ذَلِكَ. [خ:٤٦٩٥]

(١٣) سورة الرَّعد


قالَ ابنُ عبَّاسٍ: ﴿كَبَـٰسِطِ كَفَّیۡهِ﴾ [آية:١٤]: مَثَلُ المشركِ مَثَلُ الَّذي يَنْظُرُ إلى مِثل خيالِهِ في الماءِ مِن بعيدٍ وهو يريد أن يتناوله. وقيل: الَّذي يَنْظرُ إلى ظلِّ خيالِهِ في الماءِ ليقبضَ عليهِ.
غيرُهُ: ﴿ٱلۡمَثُلَـٰتُ﴾ [آية: ٦]: واحدها مَثُلَة، وهِي الأمْثال والأشْباه. ﴿مُعَقِّبَـٰتࣱ﴾ [آية: ١١] مَلائكةٌ حفَظَةٌ تُعَقِّبُ الأولى منهم الأُخرى. والمِحَالُ: العقوبة. المَتَاعُ: ما تمتَّعت به. ﴿جُفَاۤءࣰ﴾ [آية: ١٧]: يُقال: أجْفأتِ القِدْر، إذا غَلَتْ فعلاها الزَّبَد، ثمَّ تَسْكُنُ فيذهب الزَّبد بلا منفعة. ﴿أَفَلَمۡ یَا۟یۡـَٔسِ﴾ [آية: ٣١]: أفلم يتبيَّن.
وقال مجاهد: ﴿مُّتَجَـٰوِرَ ٰ⁠تࣱ﴾ [آية: ٤]؛ أي: طَيِّبُها وخبيثُها السِّباخ. ﴿صِنۡوَانࣱ﴾ [آية: ٤]: النَّخلتان أو أكثر في أصْل واحد، ﴿وَغَیۡرُ صِنۡوَانࣲ﴾ [آية: ٤]: وحْدَها. ﴿بِمَاۤءࣲ وَ ٰ⁠حِدࣲ﴾ [آية: ٤] كصالح بني آدم وخَبيثهم، أبوهم واحدٌ.
٢٠٩١. وعَن ابنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَفَاتِيحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ: لَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلَّا اللهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي المَطَرُ إِلَّا اللهُ، وَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا اللهُ». [خ:٤٦٩٧]
1. في الحديث: إبطال تخرّصات المنجّمين والكهنة في تعاطيهم علم الغيب، وأنّ من ادّعى علم شيءٍ ممّا انفرد الله سبحانه بعلمه، فقد كذّب الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم والقرآن العظيم.
2. قال ابن القيم: « ومن حكمته سبحانه ما منعهم من علم الساعة ومعرفة آجالهم، وفي ذلك من الحكمة البالغة مالا يحتاج إلى نظر».
3. فلو عرف الإنسان مقدار عمره، فإن كان قصير العمر لم يهنأ بالعيش، وكيف يهنأ به وهو يترقب الموت في ذلك الوقت، فلولا طول الأمل لخربت الدنيا، وإنما عمارتها بالآمال، وإن كان طويل العمر وقد تحقق ذلك فهو واثق بالبقاء، فلا يبالي بالانهماك في الشهوات والمعاصي وأنواع الفساد، ويقول إذا قرب الوقت أحدثت توبة، وهذا مذهب لا يرتضيه الله تعالى من عباده ولا يقبله منهم، ولا تصلح عليه أحوال العالم، ولا يصلح العالم إلا على هذا الذي اقتضته حكمته وسبق في علمه.
4. قال ابن حجر: « قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: « عبر بالمفاتح لتقريب الأمر على السامع؛ لأن كل شيء جعل بينك وبينه حجاب فقد غيب عنك، والتوصل إلى معرفته في العادة من الباب، فإذا أغلق الباب احتيج إلى المفتاح فإذا كان الشيء الذي لا يطلع على الغيب إلا بتوصيله لا يعرف موضعه فكيف يعرف المغيب».

(١٤) سورة إبْراهيمَ/


قال ابن عبَّاس: ﴿هَادِِ﴾ [آية: ٧]: داعٍ.
وقال مجاهد: ﴿مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُ﴾ [آية: ٣٤]: رَغِبتمْ إليه فيه. ﴿وَلَا خِلَـٰلٌ﴾ [آية: ٣١]: مَصدر خالَلْتُه خِلالًا، ويجوز أن يكون جمع خُلَّة. ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ﴾ [آية: ٧]: أَعْلَمَكُم. ﴿أَیۡدِیَهُمۡ فِیۤ أَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ﴾ [آية: ٩]: هذا تمثيلٌ، كَفُّوا عمَّا أُمروا به. ﴿مِّن وَرَاۤىِٕهِۦ﴾ [آية: ١٦]: قُدَّامه. ﴿ٱجۡتُثَّتۡ﴾ [آية: ٢٦]: اسْتُؤْصِلَتْ.

١- بابٌ


٢٠٩٢. [ق] عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «المُسْلِمُ إِذَا سُئِلَ فِي القَبْرِ: يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿یُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ﴾ [آية: ٢٧]». [خ:٤٦٩٩]
٢٠٩٣. وعَنْ عَطاءٍ، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ بَدَّلُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ كُفۡرࣰا﴾ [آية: ٢٨] قَالَ: هُمْ كُفَّارُ أَهْلِ مَكَّةَ. [خ:٤٧٠٠]

(١٥) سورة الحِجْر


قال مجاهد: ﴿صِرَ ٰ⁠طٌ عَلَیَّ مُسۡتَقِیمٌ﴾ [آية: ٤١]: الحقُّ يَرْجِعُ إلى الله وعليه طَريقه. ﴿لَبِإِمَامࣲ مُّبِینࣲ﴾ [آية: ٧٩] أي: طريق واضح، والإمام كلُّ ما ائْتَمَمْتَ به واقْتديتَ. ﴿لَّوۡ مَا﴾ [آية: ٧]: هَلاَّ. ﴿سُكِّرَتۡ﴾ [آية: ١٥]: غُشِّيَتْ.

١- بابٌ


٢٠٩٤. عَنْ سُفْيَانَ، عن عمرو عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا قَضَى اللهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ المَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ، قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: الَّذِي قَالَ الحَقَّ، وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ. فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ هَكَذَا وَاحِدٌ فَوْقَ واحدٍ -وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ فَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ اليُمْنَى، نَصَبَهَا بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ- فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ المُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يَرْمِيَ بِهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ، أي الَّذِي هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ، حَتَّى يُلْقُوهَا إِلَى الأَرْضِ -فَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الأَرْض- فَتُلْقَى عَلَى فَمِ السَّاحِرِ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ، فَيُصَدَّقُ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ يُحَدِّثُوْنَا فِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا؟ لِلْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ». [خ:٤٧٠١]
الغريب: (خُضْعانًا): مُتذلِّلين. (الصَّفْوَان): الحَجَر الصَّلْد، وهو تشبيهٌ لأصوات أجْنحة الملائكة عند الضَّرب بها. (ويَنْفُذُهُمْ ذلك) أي: يصلُ ذلك إلى جَميعهم. و(فُزِّعَ عَن قُلوبهم) أي: كُشفَ عنهم ما غَمَرَهم مِن عَظَمة الله وإجلال كَلامه. و(المُسْتَرِق): مِن السَّرق، وهو أخذُ الشَّيء في خُفيةٍ.
1. في الحديث: إثبات علو الله تعالى على خلقه، وأنه سبحانه في السماء.
2. وفيه: أن الله تعالى يتكلم بما شاء، وقتما شاء، وكيف شاء، دون تأويل أو تعطيل أو تشبيه.
3. وفيه: استراق الشياطين السمع حتى يلبسوا على بني آدم أفعالهم.
4. وفيه: انقياد الملائكة واستسلامها أمام كلام ربها.
5. وفيه: بيان كذب الكهان؛ فلا يجوز الاعتماد عليهم فيما يخبرون به.
6. وفيه: دليل على أن النجوم وغيرها لا يعرف بها علم الغيب، ولا القضاء، ولو كان كذلك لكانت الملائكة أعلم بذلك وأحق به، وكل ما يتعاطاه المنجمون فليس شيء منه علما يقينا، إنما هو رجم بظن، وتخمين بوهم، الإصابة فيه نادرة، والخطأ والكذب فيهم غالب.
7. وفيه: أن جميع الملائكة لا يعلمون شيئا من الأمور الغيبية إلا بأن يعلمهم الله تعالى به، كما قال تعالى:{عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ فَلَا یُظۡهِرُ عَلَىٰ غَیۡبِهِۦۤ أَحَدًا ۝ إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولࣲ} [سورة الجن:27- 26].

٢- بابٌ


٢٠٩٥. [ق] عَنِ ابنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ لِأَصْحَابِ/ الحِجْرِ: «لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ القَوْمِ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ؛ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ». [خ:٤٧٠٢]
1- قال النووي: « فيه الحث على المراقبة عند المرور بديار الظالمين، ومواضع العذاب، ومثله الإسراع في وادي محسر لأن أصحاب الفيل هلكوا هناك، فينبغي للمار في مثل هذه المواضع المراقبة والخوف والبكاء، والاعتبار بهم وبمصارعهم، وأن يستعيذ بالله من ذلك».

٣- بابٌ


٢٠٩٦. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أُمُّ القُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ». [خ:٤٧٠٤]
٢٠٩٧. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿كَمَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَى ٱلۡمُقۡتَسِمِینَ ۝٩٠ ٱلَّذِینَ جَعَلُوا۟ ٱلۡقُرۡءَانَ عِضِینَ﴾ [آية: ٩٠-٩١]
قَالَ: آمَنُوا بِبَعْضٍ وَكَفَرُوا بِبَعْضٍ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى. [خ:٤٧٠٦]
وقال مجاهد: ﴿تَقَاسَمُوا۟﴾ [النمل:٤٩]: تَحَالفوا.
قال سالم: ﴿ٱلۡیَقِینُ﴾ [الحجر:٩٩]: المَوت.

(١٦) سورة النَّحْل


قال ابن عبَّاس: ﴿فِی تَقَلُّبِهِمۡ﴾ [آية:٦٤]: اختلافهم.
وقال مجاهد: تَمِيدُ: تَكَفَّأَ. ﴿رُوحُ ٱلۡقُدُسِ﴾ [آية: ١٠٢]: جِبريل. ﴿نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِینُ﴾ [الشعراء: ١٩٣].
وقال ابن عبَّاس: ﴿تُسِیمُونَ﴾ [آية:٤٨]: تتهيَّأ. قال ابن عبَّاس: ﴿آةآزو﴾ [آية:١٠]: تُرِيحُونَ. ﴿شَاكِلَتِهِۦ﴾ [الإسراء:٨٤]: نِيَّته. ﴿تَخَوُّفࣲ﴾ [آية: ٤٧]: تَنَقُّص. ﴿سَرَ ٰ⁠بِیلَ﴾ [آية: ٨١]: قُمُص. ﴿تَقِیكُمُ ٱلۡحَرَّ﴾ وَأمَّا ﴿سَرَ ٰ⁠بِیلَ تَقِیكُم بَأۡسَكُمۡ﴾ فالدُّرُوع. ﴿دَخَلَۢا بَیۡنَكُمۡ﴾ [آية:٩٢]: كلُّ شيءٍ لم يصحَّ فهو دَخَل. ﴿حَفَدَةࣰ﴾ [آية: ٧٢]: مِن وَلد الرَّجل. السَّكَرُ: ما حَرُم مِن ثَمرتها. والرِّزْقُ الحَسَنُ: ما أحلَّ الله. ﴿أَنكَـٰثࣰا﴾ [آية:٩٢]: هي خَرْقاء كانت إذا أَبْرَمَت غَزْلها نَقضَتْهُ.
وقال ابن مسعود: الأُمَّةَ: مُعَلِّمُ الخير.
والقَانتُ: المُطيعُ.

١- بابٌ


٢٠٩٨. [ق] عَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَدْعُو: أَعُوذُ باللهِ مِنَ البُخْلِ وَالكَسَلِ، وَمِنْ أَرْذَلِ العُمُرِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَفِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ. [خ:٤٧٠٧]

(١٧) سورة بني إسْرائيلَ


٢٠٩٩. عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالكَهْفِ وَمَرْيَمَ: إِنَّهُنَّ العِتَاق الأُوَلُ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي. [خ:٤٧٠٨]
﴿فَسَیُنۡغِضُونَ﴾ [آية:٥١]: قال ابن عبَّاس: يَهُزُّونَ. وقال غيره: نَغَضَت ثنيَّتُهُ؛ أي: تحرَّكت. ﴿وَقَضَیۡنَاۤ إِلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ﴾ [آية:٤]: أخبرناهم أنَّهم يُفْسِدُون، والقَضاء على أوجه: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ﴾ [آية: ٢٣]: أَمَر، ومنه الحُكْم: ﴿إِنَّ رَبَّكَ یَقۡضِی بَیۡنَهُمۡ﴾ [الجاثية:١٧]، ومنه الخَلْق: ﴿فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَاتࣲ﴾ [فصلت:١٢]. ﴿خِطۡـࣰٔا﴾ [آية:٣١]: إثْمًا، وهو اسم مِن خَطِئْتُ، والخطأ -مفتوحٌ- مصدرٌ. ﴿لَن تَخۡرِقَ﴾ [آية:٣٧]:/ لن تَقْطع. ﴿حَصِیرًا﴾ [آية:٨]: مَحْبِسًا. و﴿نَجۡوَىٰۤ﴾ [آية:٤٧]: مصدر مِن ناجيتُ، فوصفهم بها. ﴿وَرُفَـٰتًا﴾ [آية: ٩٨]: حُطَامًا. ﴿بِخَیۡلِكَ﴾ [آية:٦٤]: الفُرسان. والرَّجْل والرِّجال، واحدها رَاجِلٌ، مثل صَاحب وصَحْب، وتاجر وتَجْر. ﴿حَاصِبࣰا﴾ [آية:٦٨]: الرِّيح العَاصف. والحَاصب أيضًا: ما تَرمي به الرِّيح، ومنه ﴿حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء:٩٨]: يَرمي بهم فيها، هُم حَصبُها، ويُقال: حَصَبَ في الأرض: ذهبَ، والحَصَبُ مشتقٌّ مِن الحَصْباء: الحِجَارة.
﴿تَارَةً﴾ [آية:٦٩]: مَرَّة، وجمعه تِيَرَة وتَارات. ﴿لَأَحۡتَنِكَنَّ﴾ [آية:٦٢]: لأستأصِلَنَّ، يُقال: احتنكَ فلانٌ ما عند فلانٍ مِن علم: اسْتَقْصَاه. وقال: كلُّ سلطانٍ في القُرآن فهو حجَّة. ﴿وَلِیࣱّ مِّنَ ٱلذُّلِّ﴾ [آية:١١١]: لم يَخفْ أحَدًا.

١- بابٌ


• قد تقدَّم حديث الإسراء في كتاب السِّيَر [ر:١٧٨٣].
﴿ضِعۡفَ ٱلۡحَیَوٰةِ﴾ [آية:٧٥]: عَذاب الحياة. ﴿وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ﴾: عَذاب الممات. ﴿خِلَـٰفَكَ﴾ [آية: ٧٦] وخَلفك سواء. ﴿شَاكِلَتِهِۦ﴾ [آية:٨٤]: نَاحيته. ﴿قَبِیلًا﴾ [آية:٩٢]: مُعاينة ومُقابلة ﴿خَشۡیَةَ ٱلۡإِنفَاقِ﴾ [آية:١٠٠]: الفَقْر، يُقال: أنْفق الرَّجل: أمَلقَ. ﴿تَبِیعࣰا﴾ [الإسراء:٦٩]: ثَائرًا. وقال ابن عبَّاس: نَصيرًا. ﴿ٱبۡتِغَاۤءَ رَحۡمَةࣲ﴾ [آية:٢٨]: رِزق. ﴿مَثۡبُورࣰا﴾ [آية:١٠٢]: مَلْعونًا. ﴿یُزۡجِی لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ﴾: يُجريها. ﴿فَجَاسُوا۟﴾ [آية:٥]: فيمَّمُوا. ﴿یَخِرُّونَ لِلۡأَذۡقَانِ﴾ [آية:١٠٧]: للوجوه.
٢١٠٠. عَنْ عَبدِ اللهِ -هو ابن مسعود-: كُنَّا نَقُولُ لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا: أَمَرَ بَنُو فُلَانٍ. [خ:٤٧١١]

٢- بابٌ


٢١٠١. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً، ثُمَّ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ؟ يَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ وَالكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ/ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللهُ عَبْدًا شَكُورًا، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ -فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِي الحَدِيثِ- نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَضَّلَكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى. فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي المَهْدِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَخَاتِمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ العَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ،/ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ البَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ»، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مَا بَيْنَ المِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّةِ، كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَر، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى». [خ:٤٧١٢]
1. قال النووي: «وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (يوم القيامة) مع أنه سيدهم في الدنيا والآخرة، فسبب التقييد أن في يوم القيامة يظهر سؤدده لكل أحد، ولا يبقى منازع ولا معاند ونحوه، بخلاف الدنيا فقد نازعه ذلك فيها ملوك الكفار وزعماء المشركين، وهذا التقييد قريب من معنى قوله تعالى:{ لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡیَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَ ٰ⁠حِدِ ٱلۡقَهَّارِ} [سورة غافر:16] مع أن الملك له سبحانه قبل ذلك، لكن كان في الدنيا من يدعي الملك، أو من يضاف إليه مجازا، فانقطع كل ذلك في الآخرة».
2. قال النووي: «قال العلماء: «وقوله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم) لم يقله فخرا، بل صرح بنفي الفخر في غير مسلم في الحديث المشهور (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) وإنما قاله لوجهين: أحدهما امتثال قوله تعالى: {ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ} [سورة الضحى:11]، والثاني أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه، ويوقروه صلى الله عليه وسلم بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله تعالى».
3. قال النووي: «وأما الحديث الآخر: «لا تفضلوا بين الأنبياء» فجوابه من خمسة أوجه: أحدها أنه صلى الله عليه وسلم قاله قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم، فلما علم أخبر به، والثاني قاله أدبا وتواضعا، والثالث أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول، والرابع إنما نهى عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة والفتنة كما هو المشهور في سبب الحديث، والخامس أن النهي مختص بالتفضيل في نفس النبوة، فلا تفاضل فيها، وإنما التفاضل بالخصائص وفضائل أخرى، ولا بد من اعتقاد التفضيل، فقد قال الله تعالى: {۞ تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۘ } [سورة البقرة:253] ».
4. قوله: (فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه) قال القاضي عياض: «محبته صلى الله عليه وسلم للذراع لنضجها وسرعة استمرائها مع زيادة لذتها وحلاوة مذاقها، وبعدها عن مواضع الأذى».
5. قوله: (فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده) قال ابن أبي جمرة: «فيه أن من طلب من كبير أمراً مهماً أن يقدم بين يدي سؤاله وصف المسؤول بأحسن صفاته، وأشرف مزاياه؛ ليكون ذلك أدعى لإجابته لسؤاله».
6. قوله: (فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده) قال القاضي عياض: «فيه تقديم ذوي الأسنان والآباء على الأبناء في الأمور التي لها بال».
7. قوله: (اذهبوا إلى إبراهيم) قال ابن أبي جمرة: «فيه: أن المسؤول إذا لم يقدر على تحصيل ما سُئِلَ يَعتذر بما يُقبل منه، ويَدُلّ على من يَظُنّ أنه أهل للقيام بذلك، فالدال على الخير كفاعله».
8. قال النووي: قال العلماء: «إنما قال صلى الله عليه وسلم هذا تواضعا واحتراما لإبراهيم صلى الله عليه وسلم لخلته وأبوته، وإلا فنبينا صلى الله عليه وسلم أفضل، كما قال صلى الله عليه وسلم: « أنا سيد ولد آدم » ولم يقصد به الافتخار ولا التطاول على من تقدمه، بل قاله بيانا لما أمر ببيانه وتبليغه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ولا فخر» لينفي ما قد يتطرق إلى بعض الأفهام السخيفة».
9. الحكمة في أن الله تعالى ألهمهم سؤال آدم، ومن بعده في الابتداء، ولم يلهموا سؤال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لإظهار فضيلته، فهو النهاية في ارتفاع المنزلة، وكمال القرب.
10. محامد الله تعالى لا تنتهي؛ ولذلك يفتح الله على رسوله في هذا المقام من حسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه لأحد قبله.

٣- بابٌ


٢١٠٢. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ القِرَاءَةُ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَوابِّهِ فَتُسْرَجَ، وكَانَ يَقْرَأُ القُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ». [خ:٤٧١٣]
1. قال ابن حجر: «المراد بالقرآن مصدر القراءة لا القرآن المعهود لهذه الأمة، قال ابن بطال: والمراد بالقرآن في هذا الحديث هو الزبور».
2. وفي الحديث: وقوع البركة في الزمن اليسير حتى يقع فيه العمل الكثير.

٢١٠٣. [ق] عن أبي مَعْمر، عَنْ عَبدِ اللهِ في هذا الحديث: ﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ یَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِیلَةَ﴾ [آية: ٥٧] قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَاسًا مِنَ الجِنِّ، فَأَسْلَمَ الجِنُّ، فَتَمَسَّكَ هَؤُلَاءِ بِدِينِهِمْ. [خ:٤٧١٤]
أي: بِعبادتهم.
٢١٠٤. وعَن ابنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ﴾ [آية:٦٠] قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ، ﴿وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِی ٱلۡقُرۡءَانِ﴾ [آية: ٦٠]: شَجَرَةُ الزَّقُّومِ. [خ:٤٧١٦]

٤- بابٌ


٢١٠٥. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «فَضْلُ صَلَاةِ الجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الوَاحِدِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً، وَيَجْتَمِعُ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ»، يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودࣰا﴾ [آية: ٧٨]. [خ:٤٧١٧]

٥- بابٌ


٢١٠٦. عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ جُثًى، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ: يَا فُلَانُ اشْفَعْ، يَا فُلَانُ اشْفَعْ، حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَذَلِكَ الذِي يَبْعَثُهُ اللهُ المَقَامَ المَحْمُودَ. [خ:٤٧١٨]
-[خت] وفي رواية: رَفعه ابنُ عمرَ إلى النَّبيِّ ﷺ.
(جُثًى): جمع جُثْوَة، كعُروة وعُرَى، والجَاثي: هو البَارك خوفًا أو ضَعْفًا.

٦- بابٌ


٢١٠٧. [ق] عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي غُرفَةٍ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَسِيبٍ، إِذْ مَرَّ اليَهُودُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ. فَقَالَ: مَا رَأْيُكُمْ إِلَيْهِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يَسْتَقْبِلُكُمْ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ. فَقَالُوا: سَلُوهُ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ ﷺ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا،/ فَقُلْتُ: إِنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقُمْتُ مَقَامِي فَلَمَّا نَزَلَ الوَحْيُ، قَالَ: «﴿وَیَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّی وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِیلࣰا⁽١⁾﴾ [آية: ٨٥]». [خ:٤٧٢١]
1. في الحديث: أن الروح غيب، وسر من أسرار الله القدسية.
2. وفيه: قلة علم الإنسان وضآلته، وأن العقل البشري لا يحيط بكل شي.

٧- بابٌ


٢١٠٨. [ق] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا﴾ [آية: ١١٠] قَالَ: ونَزَلَتْ وَرَسُولُ اللهِ ﷺ يخِيفُ بِمَكَّةَ، كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَهُ المُشْرِكُونَ سَبُّوا القُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللهُ ﷿ لِنَبِيِّهِ ﷺ: ﴿وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ﴾ أَيْ: بِقِرَاءَتِكَ ﴿وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا﴾ عَنْ أَصْحَابِكَ وَلَا تُسْمِعُهُمْ ﴿وَٱبۡتَغِ بَیۡنَ⁽٢⁾ذَ ٰ⁠لِكَ سَبِیلࣰا ﴾ [آية: ١١٠]. [خ:٤٧٢٢]
٢١٠٩. [ق] وعَنْ عَائِشَةَ: ﴿وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا﴾⁽٣⁾ [آية: ١١٠] قالت: أُنْزِلَ ذَلِكَ فِي الدُّعَاءِ. [خ:٤٧٢٣]

١ قال مجاهد في معنى الشر الوارد في قوله تعالى: ﴿وَلَو يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنّاسِ الشَّرَّ استِعجالَهُم بِالخَيرِ﴾ [يونس: ١١]:

٥/٠