(٢٧) سورة النَّمل/


﴿ٱلۡخَبۡءَ﴾ [آية:٢٥]: مَا خَبَأْت. ﴿لَّا قِبَلَ﴾ [آية: ٣٧]: لا طَاقةَ. ﴿ٱلصَّرۡحَ﴾ [آية:٤٤]: كلُّ مِلَاطٍ اتُّخذ مِن القَوَارير، والصَّرْح: القَصْر، وهو هنا بِرْكَة ماءٍ ضَرَب عَليها سليمان قواريرَ أَلْبَسَها إيَّاه، وجَماعتُه: صروحٌ.
ابْن عبَّاس: ﴿وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِیمࣱ﴾ [آية: ٢٣]: سَريرٌ ﴿كَرِیمٌ﴾ [النمل:٢٩]؛ حَسن الصَّنعة وَغلاء الثَّمن. ﴿رَدِفَ لَكُم﴾ [آية: ٧٢]: أي: اقتربَ لَكم. ﴿جَامِدَةࣰ﴾ [آية: ٨٨]: قائمة. ﴿أَوۡزِعۡنِیۤ﴾ [آية: ١٩]: اجْعلني.

(٢٨) سورة القَصص


﴿كُلُّ شَیۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥ﴾ [آية:٨٨]: إلَّا مُلْكَه. ويُقال: إلَّا ما أُريد به وجهُه تعالى. و﴿ٱلۡأَنۢبَاۤءُ﴾ [آية: ٦٦]: الحُجَج.
٢١٣٥. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿إِنَّ ٱلَّذِی فَرَضَ عَلَیۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَاۤدُّكَ إِلَىٰ مَعَادࣲ﴾ [آية: ٨٥] قَالَ: إِلَى مَكَّةَ. [خ:٤٧٧٣]

(٢٩) سورة العَنْكَبُوت


مجاهد: ﴿وَكَانُوا۟ مُسۡتَبۡصِرِینَ﴾ [آية: ٣٨]: ضَلَلَة. وقال غيره: ﴿ٱلۡحَیَوٰةُ﴾ [آية:٦٤] والحيُّ واحد. ﴿فَلَیَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ﴾ [آية: ٣]: عَلِم الله ذلك إنَّما هي بمنزلة: فليَمِيزَ الله، كقوله: ﴿لِیَمِیزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِیثَ مِنَ ٱلطَّیِّبِ﴾ [الأنفال:٣٧]. ﴿أَثۡقَالࣰا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡ﴾ [آية: ١٣]: أَوْزارًا مع أَوْزَارِهِمْ.

(٣٠) سورة ﴿الۤمۤ ۝١ غُلِبَتِ ٱلرُّومُ﴾


٢١٣٦. [ق] عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ، فَقَالَ: يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ المُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، ويَأْخُذُ المُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ، فَفَزِعْنَا، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَغَضِبَ فَجَلَسَ، فَقَالَ: مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُل: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ العِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: لَا أَعْلَمُ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ ﵇: ﴿قُلۡ مَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرࣲ وَمَاۤ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِینَ﴾ [ص: ٨٦]، وَإِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَؤوا عَنِ الإِسْلَامِ، فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ»، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا، وَأَكَلُوا المَيْتَةَ وَالعِظَامَ، وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، جِئْتَ تَأْمُرُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْهَلَكُوا فَادْعُ اللهَ، فَقَرَأَ: ﴿فَٱرۡتَقِبۡ یَوۡمَ تَأۡتِی ٱلسَّمَاۤءُ بِدُخَانࣲ مُّبِینࣲ﴾ [الدخان: ١٠] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿عَاۤىِٕدُونَ﴾ [الدخان: ١٥] أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿یَوۡمَ نَبۡطِشُ ٱلۡبَطۡشَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰۤ﴾ [الدخان: ١٦]: يَوْمَ بَدْرٍ. وَ﴿لِزَامَۢا﴾ [الفرقان:٧٧]: يَوْمَ بَدْرٍ: ﴿الۤمۤ ۝١ غُلِبَتِ ٱلرُّومُ﴾ إِلَى ﴿سَیَغۡلِبُونَ﴾ [آية: ١-٣]: وَالرُّومُ قَدْ مَضَى. [خ:٤٧٧٤]

١- بابٌ


٢١٣٧. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا/ مِنْ جَدْعَاءَ؟! ثُمَّ يَقُولُ: ﴿فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِی فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَیۡهَا لَا تَبۡدِیلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُ﴾ [آية: ٣٠]». [خ:٤٧٧٥]
الغريب: أصل (الفِطْرة) الخِلْقة المَبتدأة، ويعني بها والله أعلم أصل فِطرة التَّوحيد الَّتي أُخذت على ذرِّية آدم، وقيل: هي الإسلام، وقيل: هي أهليَّة نوع الإنسانِ لقبول الحقِّ إلَّا أن تَصْرِفه عن ذلك الموانع، وهذا أَوْلَاها.
1. قال ابن تيمية: «ولا يلزم من كونهم مولودين على الفطرة أن يكونوا حين الولادة معتقدين للإسلام بالفعل، فإنّ اللَّه أخرجنا من بطون أمّهاتنا لا نعلم شيئًا، ولكن سلامة القلب وقبوله وإرادته للحقّ: الّذي هو الإِسلام بحيث لو ترك من غير مغيّر، لما كان إلّا مسلمًا».
2. قال ابن رجب قوله: «(كُلُّكم ضالٌّ إلاَّ مَنْ هديتُه) قد ظنَّ بعضُهم أنَّه معارض لحديث عياض بن حمار، عن النَّبيِّ ﷺ:(يقولُ اللهُ - عز وجل -: خلقتُ عبادي حنفاء، وفي روايةٍ: مسلمين فاجتالتهم الشياطين)، وليس كذلك، فإنَّ الله خلق بني آدم وفطرهم على قبول الإسلام والميل إليه دونَ غيره، والتهيؤ لذلك، والاستعداد له بالقوَّة، لكن لابدَّ للعبد من تعليم الإسلام بالفعل، فإنَّه قبل التعليم جاهلٌ لا يعلم شيئاً، كما قال - عز وجل -: ﴿وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً﴾، وقال لنبيه ﷺ: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى﴾ والمراد: وجدَك غيرَ عالمٍ بما علَّمك من الكتاب والحكمة ، كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ﴾ فالإنسان يولد مفطوراً على قبول الحقِّ، فإنْ هداه الله سبَّب له من يعلمه الهدى، فصار مهتدياً بالفعل بعد أنْ كان مهتدياً بالقوَّة، وإنْ خذله الله قيَّض له من يعلمه ما يُغير فطرته كما قال ﷺ:( كلُّ مولودٍ يُولد على الفطرة ، فأبواه يهوِّدانه ويُنصرانه ويمجسانه)».

(٣١) سورة لُقْمَان


٢١٣٨. [ق] عَنْ عَبْدِ اللهِ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَلَمۡ یَلۡبِسُوۤا۟ إِیمَـٰنَهُم بِظُلۡمٍ﴾ [الأنعام: ٨٢]... الحديثَ. [خ:٤٧٧٦]
• وقد تقدَّم وحديث جِبريل في كتاب الإيمان [ر: ٧، ١٦].

(٣٢) سورة السَّجْدة


قال ابن عبَّاس: الجُرُزُ: الَّتي لا تُمطر إلَّا مطرًا لا يُغني عنها شيئًا.
٢١٣٩. [ق] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «يَقُولُ اللهُ ﷿: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ، مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ، مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [آية: ١٧]». [خ:٤٧٨٠]
الغريب: (ذُخرًا): هُو مصدر في موضع الحَال؛ أي: مُذَّخَرًا، وهُو بالذَّال المُعجمة، و(بَلْهَ): بمعنى دَعْ، فهو اسمٌ مِن أسماء الأفعال، أو يكون بمعنى غَيْر، والله أعلم.

(٣٣) سورة الأحْزاب


٢١٤٠. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ٱلنَّبِیُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡ﴾ [آية: ٦] فأَيُّمَا مُؤْمِنٍ تَرَكَ مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، فَإِنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأْتِنِي فَأَنَا مَوْلَاهُ». [خ:٤٧٨١]
1. قال العراقي: «يترتب على كونه عليه الصلاة والسّلام أولى بهم من أنفسهم: أنه يجب عليهم إيثار طاعته على شهوات أنفسهم وإن شق ذلك عليهم، وأنْ يحبّوه أكثر من محبّتهم لأنفسهم، ومن هنا قال النبي ﷺ: (لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)، وفي رواية أُخرى: (من أهله وماله والناس أجمعين) وهو في الصحيحين من حديث أنس ﵁».

٢١٤١. [ق] وعَنِ ابنِ عُمَرَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ القُرْآنُ: ﴿ٱدۡعُوهُمۡ لِـَٔابَاۤىِٕهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ﴾ [آية: ٥]. [خ:٤٧٨٢]

١- بابٌ


٢١٤٢. [ق] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نُرَى أنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ: ﴿مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِ﴾ [آية: ٢٣]. [خ:٤٧٨٣]
٢١٤٣. وعَنْ زيدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا نَسَخْنَا الصُحُفَ فِي/ المَصَاحِفِ فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ، كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقْرَؤُهَا، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ شَهَادَتَهُ بشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ: ﴿مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِ﴾ [آية: ٢٣]. [خ:٤٧٨٤]

٢- بابٌ


٢١٤٤. عَنْ أبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ قَالَتْ: لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ بَدَأَ بِي فَقَالَ: «إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ»، قَالَتْ: وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللهَ ﷿ قَالَ: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّأَزۡوَ ٰ⁠جِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا وَزِینَتَهَا﴾ إِلَى: ﴿أَجۡرًا عَظِیمࣰا﴾ [آية: ٢٨-٢٩]» قالَتْ: فَقُلْتُ: فَفِي أَيِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟! فَإِنِّي أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، قَالَتْ: ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ. [خ:٤٧٨٦]
1. قوله: (لما أمر رسول الله ﷺ بتخيير أزواجه بدأ بي) قال النووي: «إنما بدأ بها لفضيلتها».
2. وقوله: (أحب أن لا تعجلي فيه) قال النووي: «معناه ما يضرك ألا تعجلي، وإنما قال لها هذا شفقة عليها وعلى أبويها، ونصيحة لهم في بقائها عنده ﷺ ، فإنه خاف أن يحملها صغر سنها وقلة تجاربها على اختيار الفراق، فيجب فراقها فتُضَرُ هي وأبواها وباقي النسوة بالاقتداء بها».
3. قال النووي: «وفي هذا الحديث منقبة ظاهرة لعائشة ثم لسائر أمهات المؤمنين رضي الله عنهن».
4. قال النووي: «وفيه المبادرة إلى الخير وإيثار أمور الآخرة على الدنيا».

٣- بابٌ


٢١٤٥. [ق] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، وَأَقُولُ: أَتَهَبُ المَرْأَةُ نَفْسَهَا؟! فَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ ﷿: ﴿تُرۡجِی مَن تَشَاۤءُ مِنۡهُنَّ وَتُـٔۡوِیۤ إِلَیۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَمَنِ ٱبۡتَغَیۡتَ مِمَّنۡ عَزَلۡتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكَ﴾ [آية: ٥١] قلْتُ: مَا أُرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ. [خ:٤٧٨٨]
1. قال ابن بطال: «فيه أن الغيرة للنساء مسموح لهن فيها، وغير منكر من أخلاقهن، ولا معاقب عليها ولا على مثلها، لصبر النبي عليه السلام لسماع مثل هذا من قولها، ألا ترى قولها له: (أرى ربك يسارع في هواك)، ولم يرد ذلك عليها ولا زجرها، وعذرها لما جعل الله في فطرتها من شدة الغيرة».

٢١٤٦. [ق] وعَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَسْتَأْذِنُ فِي اليَوْمِ المَرْأَةَ مِنَّا، بَعْدَ أَنْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿تُرۡجِی مَن تَشَاۤءُ مِنۡهُنَّ وَتُـٔۡوِیۤ إِلَیۡكَ مَن تَشَاۤءُ﴾ [آية: ٥١] قال عروة: قُلْتُ لَهَا: مَا كُنْتِ تَقُولِينَ؟ قَالَتْ: كُنْتُ أَقُولُ لَهُ: إِنْ كَانَ ذَاكَ إِلَيَّ فَإِنِّي لَا أُرِيدُ يَا رَسُولَ اللهِ أُوثِرَ عَلَيْكَ أَحَدًا. [خ:٤٧٨٩]

٤- بابٌ


٢١٤٧. [ق] عَن أَنَسٍ قَالَ: بُنِيَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ، فَأُرْسِلْتُ عَلَى الطَّعَامِ دَاعِيًا فَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَدَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَدًا، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ. قَالَ: «اّْرْفَعُوا طَعَامَكُمْ»، وَبَقِيَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي البَيْتِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ فَانْطَلَقَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ/ وَرَحْمَةُ اللهِ»، فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ بَارَكَ اللهُ لَكَ. فَتَقَرَّى لحُجَرِ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ، يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ ﷺ فَإِذَا رَهْطٌ ثَلاثةٌ يَتَحَدَّثُونَ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ شَدِيدَ الحَيَاءِ، فَخَرَجَ مُنْطَلِقًا نَحْوَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَمَا أَدْرِي آخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ أَنَّ القَوْمَ خَرَجُوا فَرَجَعَ، حَتَّى إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي أُسْكُفَّةِ البَابِ دَاخِلَةً وَأُخْرَى خَارِجَةً، أَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الحِجَابِ: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدۡخُلُوا۟ بُیُوتَ ٱلنَّبِیِّ إِلَّاۤ أَن یُؤۡذَنَ لَكُمۡ﴾ إلى قوله: ﴿مِن وَرَاۤءِ حِجَابࣲ﴾ [آية: ٥٣]). [خ:٤٧٩٣]
1. قال ابن هبيرة: «فيه دليل على استحباب تخفيف الزيارة للزائر ولاسيما عقب الطعام؛ فإذا طَعِمَ الضيف انتشر».
2. قال ابن هبيرة: «في الحديث ما يدل على أنه ينبغي لمن أراد أن يكثر من الدخول على الكبير القدر أن يكون ذَا فطنة وتلمح، فإن خروج رسول الله ﷺ عن ضيفه، وهم في داره، كان كافياً لهم في التنبيه على الخروج».
3. قال ابن هبيرة: «في الحديث أن الوليمة في العرس تجوز أن تكون أقل من شاة كما أنه يستحب أن تكون أكثر من ذلك».
4. وفيه: اتّخاذ الوليمة في العرس، وأنّها تكون بالمتاح دون تكلّف.
5. وفيه: دعاء النّاس إلى الوليمة.
6. قال ابن هبيرة: «وفيه ما يدل أن رسول الله ﷺ كان حييّا في التماس حقه؛ فخرج ولم يقل شيئا».
7. وفيه أيضا أنه يستحب لمن أضاف ضيفا أن يكون ما يقدمه إليهم فاضلا عن حاجاتهم إذا أمكنه ذلك لقوله: (ارفعوا طعامكم).

٢١٤٨. [ق] وعَنْ عَائِشَةَ قالت: خَرَجَتْ سَوْدَةُ بَعْدَمَا ضُرِبَ الحِجَابُ لِحَاجَتِهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَسِيمَةً لَا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَقَالَ: يَا سَوْدَةُ، وَاللهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ. قَالَتْ: فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ فِي بَيْتِي، وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى فِي يَدِهِ عَرْقٌ، فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي، فَقَالَ لِي عُمَرُ كَذَا وَكَذَا. قَالَتْ: فَأُوْحِيَ إِلَيْهِ ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ، وَإِنَّ العَرْقَ فِي يَدِهِ مَا وَضَعَهُ، فَقَالَ: «إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ». [خ:٤٧٩٥]
1. قال النووي: «في هذا الحديث منقبة ظاهرة لعمر بن الخطاب ﵁، وفيه تنبيه أهل الفضل والكبار على مصالحهم، ونصيحتهم، وتكرار ذلك عليهم».
2. قوله: (قد عرفناك يا سودة) جواز الإغلاظ في القول والعتاب إذا كان قصده الخير فإن عمر كان شديد الغيرة، لاسيما في أمهات المؤمنين.
3. وفي الحديث: غيرة عمر ﵁ على زوجات النّبيّ ﷺ أمَّهاتِ المؤمِنينَ.
4. وفيه: أنّ الطّاعةَ على قدر الاستطاعة دون إفراطٍ أو تفريط.
5. وفيه: جواز كلام الرّجال مع النّساء في الطّرق للحاجة.
6. وفيه: جواز وعظ الرّجل أمّه في الدّين؛ لأنّ سودة من أمّهات المؤمنين.
7. وفيه: أنّ النّبيّ ﷺ كان ينتظر الوحي في الأمور الشّرعيّة؛ لأنّه لم يأمرهنّ بالحجاب مع وضوح الحاجة إليه حتى نزلت الآية، وكذا في إذنه لهنّ بالخروج.

٥- بابٌ


• تقدَّم ذِكر الصَّلاةِ على النَّبيِّ ﷺ في كتاب الصَّلاة [ر:٤٣٠].
٢١٤٩. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا،
وَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ ءَاذَوۡا۟ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُوا۟﴾ الآية [آية: ٦٩]»
[خ:٤٧٩٩].
• وقد تقدَّمَ بطولِهِ في كتابِ الأَنْبياءِ. [ر:١٥٥٨]

(٣٤) سورةُ سَبأ


﴿مُعَـٰجِزِینَ﴾ [آية: ٥]: مُسَابقين ومُغَالبين: ﴿سَبَقُوۤا۟﴾ [الأنفال: ٥٩]: فاتوا. ﴿لَا یُعۡجِزُونَ﴾ [الأنفال: ٥٩]: لا يَفوتون. ﴿سَیۡلَ ٱلۡعَرِمِ﴾: ماءٌ أحمر، أَرْسَلَهُ اللهُ في السَّدِّ فهدمَه وحَفَرَ الوادي، فارتْفع عَن الجنَّتين، وغاب عنهما الماء فَيَبسَتا، وكان ذلك الماء الأحمر عَذابًا.
وقال عَمرو بن شُرَحْبيِل: العَرِمُ: المُسَنَّاةُ، بلَحْن أهل اليَمن. والعَرِمُ: الوَادي.
وقال ابنُ عبَّاسٍ: ﴿كَٱلۡجَوَابِ﴾ [آية: ١٣]: كالجَوْبَةِ مِن الأرض./
السَّابِغَاتُ: الدُّروع. ﴿أَعِظُكُم بِوَ ٰ⁠حِدَةٍ﴾ [آية: ٤٦]: بطاعة الله. ﴿مَثۡنَىٰ وَفُرَ ٰ⁠دَىٰ﴾ [آية: ٤٦]: وَاحدًا واثْنين. ﴿ٱلتَّنَاوُشُ﴾ [آية: ٥٢]: الرَّدُّ مِن الآخرةِ إلى الدُّنيا. الخَمْطُ: الأَراك. وَالأَثْلُ: الطَّرْفاءُ.

(٣٥) سُورةُ الملائكةِ ويس


القِطْمير: لِفَافَة النَّوَاة.
قال ابن عبَّاس: ﴿وَغَرَابِیبُ سُودࣱ﴾ [الملائكة:٢٧]: أشدُّ سوادِ الغِرْبِيب.
وقال مجاهد: ﴿یَـٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِ﴾ [يس:٣٠]: وكَان حسرةً عليهم استهزاؤهم بالرُّسُل. ﴿مِّن مِّثۡلِهِۦ مَا یَرۡكَبُونَ﴾ [يس: ٤٢]: مِن الأنْعامِ. ﴿فَـٰكِهُونَ﴾ [يس: ٥٥]: مُعْجَبونَ.
وقال ابن عبَّاس: ﴿ قَالَ طَـٰۤىِٕرُكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ﴾ [يس: ٤٧]: مَصائبُكُم. ﴿یَنسِلُونَ﴾ [يس: ٥١]: يَخرُجُونَ.
٢١٥٠. [ق] عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِی لِمُسۡتَقَرࣲّ لَّهَا﴾ [يس: ٣٨]؟ قَالَ: «مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ العَرْشِ». [خ:٤٨٠٣]

(٣٦) سورةُ وَالصَّافَّاتِ


قال مجاهد: ﴿تَأۡتُونَنَا عَنِ ٱلۡیَمِینِ﴾ [آية:٢٨]: يعني الجنَّ، الكفَّارُ تقولُهُ للشَّياطينِ. ﴿یُهۡرَعُونَ﴾ [آية:٧٠]: كهيئةِ الهَرولةِ. ﴿بَیۡضࣱ مَّكۡنُونࣱ﴾ [آية:٤٩]: اللُّؤلؤ المكْنُونُ: أي المَصُونُ. ﴿یَسۡتَسۡخِرُونَ﴾ [آية:١٤]: يَسْخَرونَ.
وقال ابن عبَّاس: ﴿لَنَحۡنُ ٱلصَّاۤفُّونَ﴾ [آية:١٦٥]: المَلائكة.

(٣٧) سُورةُ ﴿صۤ﴾


٢١٥١. عَنِ العَوَّامِ بن حَوْشَبٍ قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنِ السَّجْدَةِ فِي ﴿صۤ﴾؟ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ:﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡ﴾ [الأنعام: ٩٠]، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْجُدُ فِيهَا. [خ:٤٨٠٦]
قال مجاهد: ﴿فِی عِزَّةࣲ﴾ [آية:٢]: مُعَازِّينَ؛ أي: مُغالِبِين. ﴿ٱلۡمِلَّةِ ٱلۡـَٔاخِرَةِ﴾ [آية:٧]: ملَّةُ قُرَيشٍ. الاخْتِلَاقُ: الكَذبُ. الأَسبابُ: طُرقُ السَّماءِ. ﴿جُندࣱ مَّا هُنَالِكَ مَهۡزُومࣱ﴾ [آية:١١] يعني: قُريشًا. ﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلۡأَحۡزَابُ﴾ [آية:١٣]: القُرونُ الماضيةُ. ﴿فَوَاقࣲ﴾ [آية:١٥]: رُجوعٌ. ﴿قِطَّنَا﴾ [آية:١٦]: عَذابنا. ﴿أَتَّخَذۡنَـٰهُمۡ سِخۡرِیًّا﴾ [آية:٦٣]: أَحَطْنا بِهم.
قالَ ابنُ عبَّاسٍ: الأَيْدِ: القُوَّةُ في العِبادةِ. والأبْصَارُ: البَصرُ في أمرِ اللهِ.

(٣٨) سورةُ الزُّمرِ


قال مجاهد: ﴿أَفَمَن یَتَّقِی بِوَجۡهِهِۦ﴾ [آية:٢٤] أي: يُجَرُّ على وجهه في النَّار. ﴿ٱشۡمَأَزَّتۡ﴾ [آية:٤٥]: نَفَرتْ. ﴿حَاۤفِّینَ﴾ [آية:٧٥]: مُطِيْفين.
٢١٥٢. [ق] عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللهَ تعالى يَحْمِلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ،/ فَيَقُولُ: أَنَا المَلِكُ. فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «﴿وَمَا قَدَرُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِیعࣰا قَبۡضَتُهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ﴾ [آية: ٦٧]». [خ:٤٨١١]
1. اتفاق اليهودية والإسلام في إثبات الأصابع لله على وجه يليق بجلاله.
2. وجوب قبول الحق مهما كان مصدره.

٢١٥٣. [ق] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «يَقْبِضُ [اللهُ] الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ؟!». [خ:٤٨١٢]
٢١٥٤. [ق] وعَنْهُ عنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ»، قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ. قَالُوا: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَبَيْتُ. قَالُوا: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ، وَ«يَبْلَى كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الإِنْسَانِ إِلَّا عَجْبَ ذَنَبِهِ، مِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ». [خ:٤٨١٤]
1. قوله ﷺ: (ما بين النفختين أربعون قالوا: يا أبا هريرة أربعين يوما قال: أبيت) قال النووي: «معناه أبيت أن أجزم أن المراد أربعون يوما، أو سنة، أو شهرا، بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة، وقد جاءت مفسرة من رواية غيره في غير مسلم أربعون سنة ».
2. قوله ﷺ: (إلا عجب الذنب) قال النووي: « هذا مخصوص، فيخص منه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فإن الله حرم على الأرض أجسادهم كما صرح به في الحديث ».

(٣٩) سورةُ المؤمنِ


• [خت] كَانَ العَلاء بن زِياد يذكُرُ النَّار، فَقالَ رَجلٌ: لِمَ تُقنِّط النَّاسَ؟ فقالَ: وأنَا أقدرُ أُقنِّط النَّاسَ واللهُ يقولُ: ﴿یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ أَسۡرَفُوا۟﴾ [الزمر: ٥٣]، ويقول: ‹وَإنَّ⁽١⁾ المُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ› [آية: ٤٣]؟ ولكنَّكم تحبُّونَ أَنْ تُبَشَّروا بالجَنَّةِ على مساوئِ أَعْمالِكم، وإنَّما بعثَ اللهُ محمَّدًا ﷺ مبشِّرًا بالجنَّة لمَن أطاعَهُ، ومُنذرًا بالنَّار لمَن عَصاهُ.
وقال مجاهد: ﴿إِلَى ٱلنَّجَوٰةِ﴾ [آية: ٤١]: الإيمانِ. ﴿لَیۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةࣱ﴾ [آية: ٤٣]: يعني الوَثَنَ.
٢١٥٥. وعَنْ عروة قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِي: أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ مَا صَنَعَهُ المُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ؟ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ يُصَلِّي بِفِنَاءِ الكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ وَدَفَعَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَقَالَ: ﴿أَتَقۡتُلُونَ رَجُلًا أَن یَقُولَ رَبِّیَ ٱللَّهُ وَقَدۡ جَاۤءَكُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ مِن رَّبِّكُمۡ﴾ [آية: ٢٨]. [خ:٤٨١٥]

(٤٠) سُورةُ ﴿حمۤ﴾ السَّجْدَةِ


قَالَ طَاوُوسٌ: عَن ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿ٱئۡتِیَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهࣰا﴾ [فصلت: ١١]: أَعْطِيَا، ﴿قَالَتَاۤ أَتَیۡنَا طَاۤىِٕعِینَ﴾ [فصلت: ١١]: أَعْطَيْنَا.
• [خت] وَقَالَ المِنْهَالُ عَنْ سَعِيدٍ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَجِدُ فِي القُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ، قَالَ: ﴿فَلَاۤ أَنسَابَ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ وَلَا یَتَسَاۤءَلُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠١]، ﴿وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ یَتَسَاۤءَلُونَ﴾ [الصافات: ٢٧]، ﴿وَلَا یَكۡتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِیثࣰا﴾ [النساء: ٤٢]، ﴿وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشۡرِكِینَ﴾ [الأنعام: ٢٣]، فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ، وَقَالَ: ﴿أَمِ ٱلسَّمَاۤءُ بَنَىٰهَا﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿دَحَىٰهَاۤ﴾ [النَّازعات: ٢٧-٣٠]/ فذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: ﴿أَىِٕنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِی یَوۡمَیۡنِ﴾إِلَى:﴿طَاۤىِٕعِینَ﴾ [فصلت: ٩- ١١] فذَكَرَ فِي هَذِهِ الآية خَلْقَ الأَرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ، ﴿وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمًا﴾ [النساء: ٩٦]،
﴿عَزِیزًا حَكِیمࣰا﴾ [النساء: ٥٦]، ﴿سَمِیعَۢا بَصِیرࣰا﴾ [النساء: ٥٨] فكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى؟ فَقَالَ ابن عبَّاس: ﴿فَلَاۤ أَنسَابَ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ﴾ [المؤمنون: ١٠١]: فِي النَّفْخَةِ الأُولَى، ثُمَّ نُفِخَ فِي الصُّورِ: ﴿فَصَعِقَ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَاۤءَ ٱللَّهُ﴾ [الزمر: ٦٨] ﴿فَلَاۤ أَنسَابَ بَیۡنَهُمۡ﴾ [المؤمنون: ١٠١] عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿مَا كُنَّا مُشۡرِكِینَ﴾ [الأنعام: ٢٣]، ﴿وَلَا یَكۡتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِیثࣰا﴾ [النساء: ٤٢] فإِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لِأَهْلِ الإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ، وَقَالَ المُشْرِكُونَ: تَعَالَوْا نَقُولُ: لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ. فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفوا أَنَّ اللهَ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا، وَعِنْدَهُ: ﴿یَوَدُّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوۡ كَانُوا۟ مُسۡلِمِینَ﴾ [الحجر: ٢]، وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ -وَدَحاهَا: أي أَخْرَجَ مِنْهَا المَاءَ وَالمَرْعَى- وَخَلَقَ الجِبَالَ وَالآكَامَ وَمَا بَيْنَهَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿دَحَىٰهَاۤ﴾ [النَّازعات: ٣٠]، وَقَوْلُهُ: ﴿خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِی یَوۡمَیۡنِ﴾ [فصلت: ٩] فجُعِلَتْ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَخُلِقَتِ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ، ﴿وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمًا﴾ [النساء: ٩٦] سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ، أَيْ: لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، فَلَايَخْتَلِفْ عَلَيْكَ القُرْآنُ، فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللهِ. ﴿سَوَاۤءࣰ لِّلسَّاۤىِٕلِینَ﴾ [فصلت: ١٠]: قَدَّرَهَا سَوَاءً، ﴿فَهَدَیۡنَـٰهُمۡ﴾ [فصلت: ١٧]: دَلَلْنَاهُمْ عَلَى الخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَالهُدَى الَّذِي هُوَ الإِرْشَادُ. ﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُ﴾ [الأنعام: ٩٠].
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ﴾ [المؤمنون: ٩٦]: الصَّبْرُ عِنْدَ الغَضَبِ وَالعَفْوُ عِنْدَ الإِسَاءَةِ، فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمَهُمُ اللهُ، وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ. ﴿كَأَنَّهُۥ وَلِیٌّ حَمِیمࣱ﴾ [فصلت: ٣٤]: القريبُ. ﴿وَقَیَّضۡنَا لَهُمۡ قُرَنَاۤءَ﴾ [فصلت: ٢٥] أي: قُرنَاء سُوء. ﴿لیَقُولَنَّ هَـٰذَا لِی﴾ [فصلت: ٥٠]: أَيْ: بِعَمَلِي أَنَا مَحْقُوقٌ بِهَذَا.

١- بابٌ


٢١٥٦. [ق] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ﴿وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَتِرُونَ أَن یَشۡهَدَ عَلَیۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَاۤ أَبۡصَـٰرُكُمۡ﴾ الآية [فصلت: ٢٢]، قَالَ: كَانَ رَجُلَانِ مِنْ قُرَيْشٍ وَخَتَنٌ لَهُمَا مِنْ ثَقِيفَ -أَوْ رَجُلَانِ مِنْ ثَقِيفَ وَخَتَنٌ لَهُمَا مِنْ قُرَيْشٍ- فِي بَيْتٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَتُرَوْنَ أَنَّ اللهَ يَسْمَعُ حَدِيثَنَا؟ قَالَ بَعْضُهُمْ: يَسْمَعُ بَعْضَهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَئِنْ كَانَ يَسْمَعُ بَعْضَهُ لَقَدْ يَسْمَعُ كُلَّهُ، فَأُنْزِلَتْ: ﴿وَمَا كُنتُمۡ /تَسۡتَتِرُونَ أَن یَشۡهَدَ عَلَیۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَاۤ أَبۡصَـٰرُكُمۡ﴾ الآيَةَ [فصلت: ٢٢]. [خ:٤٨١٦]
• وفي روايةٍ وَصَفَ الثَّلاثةَ فقالَ: كثيرٌ شَحْم بطونهم، قليلٌ فِقْه قلوبهم، فقال أحدُهم: أترون أنَّ الله يسمع ما نقول؟ قال الآخر: يسمعُ إنْ جَهَرنا، ولا يسمعُ إذا أَخْفينا. وقال آخر: إنْ كانَ يَسْمَعُ إذا جهرنا فإنَّه يسمعُ إذا أَخْفَينا. فأنزلَ الله الآية. [خ:٤٨١٧]
1. قوله: (قليل فقه قلوبهم، كثير شحم بطونهم) قال القاضي عياض: «هذا فيه تنبيه على أن الفطنة قلما تكون مع السمن».
2. قال ابن هبيرة: «دليل على أن كثرة شحم البطن مظنة قلة الفهم، ومن قلة فهم هؤلاء أنهم شبهوا الله تعالى بخلقه من أنه يسمع جهر الأصوات دون سرها»

(٤١) سُورَةُ ﴿حمۤ ۝١ عۤسۤقۤ﴾


ابن عبَّاس: ﴿عَقِیمًا﴾ [آية:٥٠]: لا تَلِدُ. ﴿رُوحࣰا مِّنۡ أَمۡرِنَا﴾ [آية: ٥٢]: القُرآن.
﴿لَا حُجَّةَ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُ﴾ [آية: ١٥]: لا خُصومة. ﴿مِن طَرۡفٍ خَفِیࣲّ﴾ [آية: ٤٥]: كَليلٍ.

١- بابٌ


٢١٥٧. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِی ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ [آية: ٢٣] فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فَقَالَ: «إِلَّا أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ القَرَابَةِ». [خ:٤٨١٨].

١ فسر ابن عباس قوله تعالى: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادُّك إلى معاد) أي:

٥/٠