(٤٢) سورة ﴿حمۤ﴾ الزُّخرفِ


قال مجاهد: ﴿ءَابَاۤءَنَا عَلَىٰۤ أُمَّةࣲ﴾ [آية:٢٢]: عَلى إِمَامٍ. ﴿وَقِیلِهِۦ یَـٰرَبِّ﴾ [آية:٨٨] تَفسيره: أيحسبون أنَّا لا نَسمع سرَّهم ونجواهم ولا نَسمع قِيله.
ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَلَوۡلَاۤ أَن یَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ﴾ [آية:٣٣]: لولا أنْ أجعل النَّاس كلَّهم كُفَّارًا لجعلتُ لبيوت الكفَّار ﴿سُقُفࣰا مِّن فِضَّةࣲ وَمَعَارِجَ﴾ [آية:٣٣] مِن فضَّةٍ، وهي دَرَجٌ، وسُرُر فضَّةٍ.
وقال مجاهد: ﴿أَفَنَضۡرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكۡرَ صَفۡحًا﴾ أي: تُكَذِّبون بالقُرآن ثمَّ لا تُعَاقَبُون عليه. ﴿أَوَمَن یُنَشَّؤُا۟ فِی ٱلۡحِلۡیَةِ﴾ [آية:١٨]؛ يعني: الجَواري. يقول: جعلتموهنَّ للرَّحمن وَلدًا فكَيْفَ تَحْكُمُونَ. ﴿فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ⁽١⁾سَلَفࣰا﴾ [آية:٥٦]: جعلنا قوم فِرْعونَ سَلفًا لكفَّار أمَّة محمَّد ﷺ. ﴿وَمَثَلࣰا﴾ [آية:٥٦]: عِبرة. ﴿یَصِدُّونَ﴾ [آية:٥٧]: يضِجُّون. ﴿فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَـٰبِدِینَ﴾ [آية:٨١]: أوَّل المؤمنين أي ما كان، فأنا أول الآنفِين. وهما لغتان: رجل عابد وعبد، ويقال: الجاحدين من عبَد يعبِد. ﴿مُبۡرِمُونَ﴾ [آية:٧٩]: مُجْمِعُون. والزُّخرف: الذَّهب. مَلَائِكَةً يَخْلُفُونَ: يخلف بعضهم بعضًا. ﴿وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلۡأَوَّلِینَ﴾ [آية:٨]: عقوبتهم.

(٤٣) سورة ﴿حمۤ﴾ الدُّخَان


قال مجاهد: ﴿رَهۡوًا﴾ [آية:٢٤]: طَريقًا يابسًا.
ابن عبَّاس: ﴿كَٱلۡمُهۡلِ﴾ [آية:٤٥]: أسود كمُهْلِ الزَّيْتِ.
﴿فَٱعۡتِلُوهُ﴾ [آية:٤٧]: فادْفعوه. ﴿قَوۡمُ تُبَّعࣲ﴾ [آية:٣٧]: مُلوك اليَمَن لأنَّ كلَّ واحدٍ يَتْبَع صاحبه. ﴿تَرۡجُمُونِ﴾ [آية:٢٠]: القَتْل. ارْتَقِبْ: انْتَظِرْ.

(٤٤) سورة الجَاثية والأحْقَاف/


﴿جَاثِیَةࣰ﴾: مُسْتَوْفِزِين عَلى الرُّكَب.
٢١٥٨. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النبيُّ ﷺ: «قَالَ اللهُ﵎: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ». [خ:٤٨٢٦]
أَثَرَةٌ وَأُثْرَةٌ وأَثَارَةٌ: بَقِيَّةُ مِن عِلْمٍ.
• ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿مَا كُنتُ بِدۡعࣰا مِّنَ ٱلرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: ٩]: ما كنتُ أوَّل الرُّسُلِ.
1. في الحَديثِ: دَعوةٌ لِلتَّأدُّبِ مع اللهِ سُبحانه في القَولِ والاعتِقاد.
2. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ومما ينبغي أن يُتفطن له أن لفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشر والمكروه، ذكره الخطابي وغيره، وهو كما قال، واستقراء موارده يدل على ذلك، مثل قوله تعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى﴾، ولهذا قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾، وقال سبحانه فيما يروي عنه رسوله: ﴿يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ﴾، وقال النبي ﷺ: ﴿مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟﴾، وقال: ﴿مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَجْعَلُونَ لَهُ نِدًّا وَيَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا وَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ﴾، وقد قال سبحانه فيما يروي عنه رسوله: ﴿يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي﴾، وقال سبحانه في كتابه: ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا﴾ فبين أن الخلق لا يضرونه سبحانه بكفرهم، لكن يؤذونه تبارك وتعالى إذا سبوا مقلّب الأمور، وجعلوا له سبحانه ولدا أو شريكًا، أو آذوا رسله وعباده المؤمنين.
3. قال ابن عثيمين: «لا يلزم من الأذية الضرر؛ فالإنسان يتأذى بسماع القبيح أو مشاهدته، ولكنه لا يتضرر بذلك، ويتأذى بالرائحة الكريهة كالبصل والثوم ولا يتضرر بذلك، ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾، وفي الحديث القدسي: (يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ) ونفى عن نفسه أن يضره شيء، قال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ﴾، وفي الحديث القدسي:( يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي)»
.
4. قال ابن عثيمين: «الدهر ليس من أسماء الله سبحانه وتعالى، ومن زعم ذلك فقد أخطأ وذلك لسببين:
السبب الأول:
أن أسماءه سبحانه وتعالى حسنى، أي بالغة في الحسن أكمله، فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة، ولهذا لا تجد في أسماء الله تعالى اسماً جامداً -أي : لا يدل على معنى-، والدهر اسم جامد لا يحمل معنى إلا أنه اسم للأوقات.
السبب الثاني:
أن سياق الحديث يأبى ذلك، لأنه قال: (أقلب الليل والنهار) والليل والنهار هما الدهر فكيف يمكن أن يكون المقلَّب بفتح اللام هو المقلِّب بكسر اللام»
.

٢١٥٩. عَن يوسف بن مَاهَك: كَانَ مَرْوَانُ عَلَى الحِجَازِ، اسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ فَخَطَبَ، فَجَعَلَ يَذْكُرُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لِكَيْ يُبَايَعَ لَهُ بَعْدَ أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا، فَقَالَ: خُذُوهُ. فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ فَلَمْ يَقْدِرُوا، فَقَالَ مَرْوَانُ: هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ: ﴿وَٱلَّذِی قَالَ لِوَ ٰ⁠لِدَیۡهِ أُفࣲّ لَّكُمَاۤ﴾ [الأحقاف: ١٧]. فَقَالَتْ عَائِشَةُ مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ: مَا أَنْزَلَ اللهُ فِينَا شَيْئًا مِنَ القُرْآنِ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ عُذْرِي. [خ:٤٨٢٧]
٢١٦٠. [ق] وعَنْ عَائِشَةَ قالت: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ، قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ ذَلكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ المَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الكَرَاهِيَةُ. فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ مَا يُؤْمِنُنيْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ، فَقَالُوا: ﴿هَـٰذَا عَارِضࣱ مُّمۡطِرُنَا﴾ [الأحقاف: ٢٤]». [خ:٤٨٢٨-٤٨٢٩]
1. في الحَديثِ: بَيانُ أنَّه لا يَنبَغي لِأحَدٍ أنْ يَأْمَنَ مِن عَذابِ اللهِ تعالَى.
2. وفيه: الاستِعدادُ بالمُراقَبةِ للهِ، وبالالتِجاءِ إليه عِندَ اختِلافِ الأحوالِ وحُدوثِ ما يُخافُ بسَبَبِه.
3. وفيه: تذكّر ما يذهل المرءُ عنه ممَّا وقع للأُمم الخاليةِ، والتَّحذيرُ مِنَ السَّيرِ في سَبيلِهم؛ خَشيةَ وُقوعِ مثل ما أصابَهم.

(٤٥) سورةُ ﴿ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟﴾


﴿أَوۡزَارَهَا﴾ [آية:٤]: آثامها، حتَّى لا يبقى إلَّا مُسلِمٌ. ﴿عَرَّفَهَا﴾ [آية:٦]: بَيَّنَها.
وَقال ابن عبَّاس: ﴿أَضۡغَـٰنَهُمۡ﴾ [آية:٢٩]: حَسَدهم.
٢١٦١. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: مَهْ؟ قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ. قَالَ: مَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَلكِ لك»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «اقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلۡ عَسَیۡتُمۡ إِن تَوَلَّیۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوۤا۟ أَرۡحَامَكُمۡ﴾ [آية: ٢٢]». [خ:٤٨٣٠]
1. الإخبار بعظيم ما جعل الله تعالى للرحم من الحق، وأن وصلها من أكبر أفعال البر، وأن قطعها من أكبر المعاصي.
2. مخاطبة الله تعالى للرحم خطاب كريم يجب أن يؤمَن به على ظاهره.

(٤٦) سورة الفتح


﴿شَطۡـَٔهُۥ﴾ [آية:٢٩]: فِراخه، ويُقال: شَطْء الزَّرع: تُنْبِتُ الحبَّةُ عشرًا وثَمانيًا وسَبعًا، فيقوِّي بعضه بعضًا، فذلك قوله: ﴿فَـَٔازَرَهُۥ﴾ [آية:٢٩]: قوَّاه، ولو كانت واحدةً لم تَقُم على سَاقٍ.
٢١٦٢. عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،/ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: ثَكَلَتْ أُمُّ عُمَرَ، نَزَرْتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ، فقَالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ النَّاسِ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ بِي، فَقُلْتُ: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ، لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ»، ثُمَّ قَرَأَ: «﴿إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحࣰا مُّبِینࣰا﴾ [آية: ١]». [خ:٤٨٣٣]

١- بابٌ


٢١٦٣. [ق] عَنِ المُغِيرةِ -هو ابنُ شُعبة- قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟!». [خ:٤٨٣٦]
٢١٦٤. [ق] وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ ﷺ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا؟!» فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ فَرَكَعَ. [خ:٤٨٣٧]
1. في الحديث: أخذُ الإنسان على نفسه بالشِّدّة في العبادة وإنْ أضرَّ ذلك ببَدنِه، لكن ينبغي ألا يؤدِّي ذلك إلى الملل والسآمة.
2. وفيه: الحثُّ على مقابلة نعم الله عزَّ وجلَّ بمزيدٍ من الاجتهاد في العبادة.

٢- بابٌ


٢١٦٥. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو بْنِ العَاصِي أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي القُرْآنِ: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ شَـٰهِدࣰا وَمُبَشِّرࣰا﴾ [الأحزاب: ٤٥]، قَالَ فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلَا تدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ تعْفُو وَتصْفَحُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَفْتَحَ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا. [خ:٤٨٣٨]
1. قوله: (ولا سَخّاب في الأسواق)، يستفاد منه أن دخول الإمام الأعظم السوق لا يَحُطُّ من مرتبته؛ لأن النفي إنما ورد في ذم السَّخب فيها لا عن أصل الدخول.

(٤٧) سورةُ الحُجُراتِ


قال مجاهد: ﴿لَا تُقَدِّمُوا۟﴾ [آية:١]: لا تَفْتَاتُوا على رَسولِ الله ﷺ حتَّى يَقْضِيَ اللهُ/ على لسانِهِ. ﴿یَلِتۡكُم﴾ [آية:١٤]: يَنْقُصْكُم. أَلَتْنَا: نَقَصْنَا. ﴿ٱمۡتَحَنَ ٱللَّهُ﴾ [آية:٣]: أخلص الله. ﴿وَلَا تَنَابَزُوا۟﴾ [آية:١١]: يُدْعَى بالكُفْر بعد الإسْلام.

١- بابٌ


٢١٦٦. عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَادَ الخَيِّرَانِ أنْ يَهْلِكَانِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي. قَالَ: مَا أَرَدْتُ. فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ ﷿: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرۡفَعُوۤا۟ أَصۡوَ ٰ⁠تَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِیِّ﴾ الآيَةَ [آية: ٢]، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَمَا كَانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ. [خ:٤٨٤٥]
1. في الحَديثِ: «النَّهيُ عن السَّبْقِ والتَّقدُّمِ بالقولِ والرَّأيِ على النَّبيِّ ﷺ، وضَرورةُ انتظارِ أمْرِه وحُكمِه في كلِّ الأُمورِ، ويَنطبِقُ هذا على سُنَّتِه ﷺ بعْدَ مَماتِه».

٢١٦٧. [ق] وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ فَقدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا أَعْلَمُ لَكَ عِلْمَهُ، فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ، مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: شَرٌّ، كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﷺ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ المَرَّةَ الآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ». [خ:٤٨٤٦]
1.قال النووي: «وفي هذا الحديث منقبة عظيمة لثابت بن قيس رضي الله عنه وهي أن النبي ﷺ أخبر أنه من أهل الجنة».
2. قال النووي: «وفيه أنه ينبغي للعالم وكبير القوم أن يتفقد أصحابه ويسأل عمن غاب منهم».

وفي رواية: فقالَ أبو بكرٍ: أَمِّرِ القعقاعَ بنَ مَعْبَدٍ. وقالَ عُمرُ: بل أمِّرِ الأَقْرعَ بنَ حابِسٍ... وذكر نحوه. [خ:٤٨٤٧]

(٤٨) سورة ﴿قۤ﴾


قال مجاهد: ﴿مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ﴾ [آية:٤]: مِن عِظَامهم. و﴿بَاسِقَـٰتࣲ﴾ [آية:١٠]: الطِّوال. ﴿فَنَقَّبُوا۟﴾ [آية:٣٦]: ضَربوا. ﴿رَقِیبٌ عَتِیدࣱ﴾ [آية:١٨]: رَصَدٌ. ﴿سَاۤىِٕقࣱ وَشَهِیدࣱ﴾ [آية:٢١]: الملَكين كَاتب وشَهيد. ﴿قَرِینُهُۥ﴾ [آية: ٢٣]: الشَّيطان. ﴿أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ﴾ [آية:٣٧]: لا يحدِّث نفسه بغيره، ﴿وَهُوَ شَهِیدࣱ﴾ [آية:٣٧]: شاهِدٌ بالقَلب. و﴿لُّغُوبࣲ﴾ [آية:٣٨]: النَّصَب. النَّضِيدُ: الكُفُرَّى في أكمامِهِ.
﴿یَوۡمُ ٱلۡخُرُوجِ﴾ [آية:٤٢]: يوم الخُرُوجُ مِن القُبُورِ، قاله ابن عبَّاس.

١- بابٌ


٢١٦٨. [ق] عَن أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «يُلْقَى فِي النَّارِوَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ. حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيْهَا، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ». [خ:٤٨٤٨]
٢١٦٩. ومِن حَديث أبي هُريرة مرفوعًا: «يُقَالُ لِجَهَنَّمَ: هَلِ/ امْتَلَأْتِ؟ فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ فَيَضَعُ الرَّبُّ قَدَمَهُ عَلَيْهَا، فَتَقُولُ: قَطٍ قَطٍ». [خ:٤٨٤٩]
٢١٧٠. [ق] وعَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «تَحَاجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الجَنَّةُ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ، قَالَ اللهُ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ: فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ: قَطِ قَطِ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الجَنَّةُ: فَإِنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا». [خ:٤٨٥٠]
تنبيهٌ: مذهبُ السَّلف في المُشْكلاتِ أنَّ لا يُتعرَّض لتأويلها، مع القَطع باسْتحالة حملها على ظواهرها، وقد تعرَّض كثير مِن العُلماء إلى تأويلها وردُّوها إلى مَجازات كلام العَرب واستعارتها، فمِن ذلك أنَّ وَضْعَ القَدمِ والرِّجْلِ في هذا الحَديث يمكن حَمْلُهُ على أنَّ المراد بذلك تذليل جهنَّم عند طغيانها وقولها: (هَلْ مِنْ مَزِيْدٍ)، فيذلِّلها الله تعالى تذليل مَن يُوضَعُ تحت الرِّجل، ويؤيِّده قوله: (فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا)، وقيل غير هذا، والتَّسليم أسْلمُ، والله أعلم.

٢- بابٌ


٢١٧١. [ق] عَنْ جَريرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا»، ثُمَّ قَرَأَ: «﴿وَسَبِّحۡ⁽٢⁾بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ﴾ [آية: ٣٩]». [خ:٤٨٥١]
1. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ: «ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻬﻠﺐ: ﻗﻮﻟﻪ: (ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻟﺎ ﺗﻐﻠﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﺻﻠﺎﺓ)؛ ﺃﻱ: ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺧﺺّ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻮﻗﺘﻴﻦ؛ ﻟﺎﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻠﺎﺋﻜﺔ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻭﺭﻓﻌﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ؛ ﻟﺌﻠﺎ ﻳﻔﻮﺗﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ».

٢١٧٢. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَهُ أَنْ يُسَبِّحَ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ، يَعْنِي قَوْلَهُ: ﴿وَأَدۡبَـٰرَ ٱلسُّجُودِ﴾ [آية: ٤٠]. [خ:٤٨٥٢]

(٤٩) سورة الذَّاريات


قال عليٌّ: الذَّارياتُ الرِّياح.
غيره: ﴿تَذۡرُوهُ﴾ [الكهف:٤٥]: تفرِّقه. ﴿وَفِیۤ أَنفُسِكُمۡ﴾ [آية:٢١]: يأكلُ ويشربُ في مَدْخلٍ واحدٍ، ويخرج مِن موضعين. ﴿فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا﴾ [آية:٢٩]: جَمَعتْ أصابعها فَضَربتْ جبهتها. الرَّمِيمُ: نباتُ الأرض إذا يَبِس وَدِيسَ. ﴿لَمُوسِعُونَ﴾ [آية:٤٧] أي: لذو سَعَةٍ. ﴿زَوۡجَیۡنِ﴾ [آية:٤٩]: الذَّكر والأنْثى،/ واختلاف الألوان، حلوٌ وحامضٌ. ﴿فَفِرُّوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِ﴾ [آية:٥٠] يعني مِن الله إِليه. ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ﴾ [آية:٥٦]: ما خلقتُ أهل السَّعادة مِن الفريقين إلَّا ليُوَحِّدُونِ، وقال بعضهم: خَلقهم ليفعلوا، ففعلَ بعضٌ وتركَ بعضٌ، وليس فيه حجَّةٌ لأهل القَدَر.
والذَّنُوب: الدَّلو العَظيمة. وقال مجاهد: ﴿ذَنُوبࣰا﴾ [آية:٥٩]: سَجْلًا. ﴿فِی صَرَّةࣲ﴾ [آية:٢٩]: صَيحة. ﴿فِی غَمۡرَةࣲ سَاهُونَ﴾ [آية:١١]: في ضَلالهم يتمادَوْن. ﴿مُّسَوَّمَةً﴾ [آية:٣٤]: مُعلَّمة مِن السِّيماء. ﴿قُتِلَ ٱلۡإِنسَـٰنُ﴾ [عبس:١٧]: لُعن.

(٥٠) سورةُ ﴿وَٱلطُّورِ﴾


مُجاهدٌ: ﴿ٱلطُّورِ﴾: الجَبل بالسُّريانيَّة. ﴿وَٱلۡبَحۡرِ ٱلۡمَسۡجُورِ﴾ [آية:٦]: الموقَد. الحَسنُ: سُجِّرَت حتَّى يذهب ماؤها.
ابن عبَّاس: ﴿كِسۡفࣰا﴾ [آية:٤٤]: قِطعًا. ﴿تَمُورُ﴾ [آية:٩]: تَدور. ﴿یَتَنَـٰزَعُونَ﴾ [آية:٢٣]: يَتعاطَوْن. المَنُونُ: الموتُ.
٢١٧٣. [ق] عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ بِالطُّورِ، حتَّى بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿أَمۡ خُلِقُوا۟ مِنۡ غَیۡرِ شَیۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَـٰلِقُونَ ۝٣٥ أَمۡ خَلَقُوا۟ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا یُوقِنُونَ ۝٣٦ أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَاۤىِٕنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۣیۡطِرُونَ﴾ [آية: ٣٥- ٣٧] كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ. [خ:٤٨٥٤]
1. قال ابن حجر: «قال الخطابي: كأنه انزعج عند سماع هذه الآية لفهمه معناها ومعرفته بما تضمنته، ففهم الحجة فاستدركها بلطيف طبعه، وذلك من قوله تعالى: ﴿ أَمۡ خُلِقُوا۟ مِنۡ غَیۡرِ شَیۡءٍ ﴾ قيل: معناه: ليسوا أشد خلقًا من خلق السماوات والأرض؛ لأنهما خلقتا من غير شيء، أي: هل خلقوا باطلاً لا يؤمرون ولا ينهون؟ وقيل: المعنى: أم خلقوا من غير خالق؟ وذلك لا يجوز فلا بد لهم من خالق، وإذا أنكروا الخالق فهم الخالقون لأنفسهم، وذلك في الفساد والبطلان أشد؛ لأن ما لا وجود له كيف يخلق، وإذا بطل الوجهان قامت الحجة عليهم بأن لهم خالقًا، ثم قال: ﴿أَمۡ خَلَقُوا۟ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَۚ﴾ أي: إن جاز لهم أن يدعوا خلق أنفسهم فليدعوا خلق السماوات والأرض، وذلك لا يمكنهم، فقامت الحجة، ثم قال: ﴿ بَل لَّا یُوقِنُونَ ﴾ فذكر العلة التي عاقتهم عن الإيمان وهو عدم اليقين الذي هو موهبة من الله ولا يحصل إلا بتوفيقه؛ فلهذا انزعج جبير حتى كاد قلبه يطير، ومال إلى الإسلام».
2. لأدلة الحق العقلية أثر عظيم في إثبات الحق والإقناع به، والقرآن الكريم زاخر بهذا النوع من البراهين، التي تقرر الإيمان، وتجادل عنه.
3. إيصال الحقيقة لغير المسلمين له أهمية كبيرة؛ فقد توجد حوائل عندهم شوهت لهم الحقيقة، فوصولها من مصدرها الصحيح إليهم على الصورة الصحيحة أدعى لقبولها.
4. لا يستعجل الداعية على إسلام الكافر أو هداية العاصي اللذين أوصل إليهما الحق، فقد يلبثان في صراع نفسي ومدارسة قلبية وعقلية حتى يبزغ النور في قلوبهما بعد حين إن أراد الله لهما الهداية، فجبير رضي الله عنه لم يسلم إلا بعد سنوات.

(٥١) سورة ﴿وَٱلنَّجۡمِ﴾


مجاهد: ﴿ذُو مِرَّةࣲ﴾ [آية:٦]: ذو قُوَّة. ﴿ضِیزَىٰۤ﴾ [آية:٢٢]: عَوجاء. ﴿وَأَكۡدَىٰۤ﴾ [آية:٣٤]: قَطع عَطاءه. ﴿ٱلشِّعۡرَىٰ﴾ [آية:٤٩]: هو مِرْزَمُ الجَوزاء. ﴿سَـٰمِدُونَ﴾ [آية:٦١]: البَرْطَمَةُ، هو ضَربٌ مِن اللَّهو. عِكْرمة: يتغنَّون بالحِمْيَريَّة.
﴿أَفَتُمَـٰرُونَهُۥ﴾ [آية:١٢] أي: أفتجادلونه. ومَن قَرأ: ﴿أَفَتُمَـٰرُونَهُۥ⁽١⁾﴾: أَفَتَجْحَدونَ. ﴿مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ﴾ [آية:١٧]: بصرُ محمَّد، ﴿وَمَا طَغَىٰ﴾ [آية:١٧]:ولا جاوز ما رأى. ﴿أَغۡنَىٰ وَأَقۡنَىٰ﴾ [آية:٤٨]: أعْطى فأرْضى.

١- بابٌ


٢١٧٤. [ق] عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّتَاهْ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ، مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: ﴿لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَهُوَ یُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَـٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ﴾ [الأنعام: ١٠٣]، ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡیًا أَوۡ مِن وَرَاۤىِٕ حِجَابٍ﴾ [الشورى: ٥١]، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: ﴿وَمَا تَدۡرِی نَفۡسࣱ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدࣰا﴾ [لقمان: ٣٤]، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَاۤ أُنزِلَ/ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ﴾ الآية [المائدة: ٦٧]، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ. [خ:٤٨٥٥]

٢- بابٌ


٢١٧٥. [ق] عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ -هو ابن مسعود- وقد سُئل عَن قَولهِ تَعالى: ﴿فَكَانَ قَابَ قَوۡسَیۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ﴾ [آية: ٩] أَنَّهُ محمَّدٌ، رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّ مِئَةِ جَنَاحٍ. [خ:٤٨٥٦]
٢١٧٦. وعَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ﴿لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَایَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰۤ﴾ [آية: ١٨] قَالَ: رَأَى رَفْرَفًا أَخْضَرَ سَدَّ الأُفُقَ. [خ:٤٨٥٨]

٣- بابٌ


٢١٧٧. [ق] عَن عَبدِ اللهِ -هُو ابْن مَسعُود- قَالَ: أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ ﴿وَٱلنَّجۡمِ﴾، قَالَ: فَسَجَدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ، إِلَّا رَجُلًا رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا، وَهُوَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ. [خ:٤٨٦٣]

(٥٢) سورة ﴿ٱقۡتَرَبَتِ﴾


﴿دُسُرࣲ﴾: أضْلاع السَّفينة. ﴿فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ﴾ [آية: ٢٩]: تَعَاطاها بيدهِ فعَقرها. ﴿مُّحۡتَضَرࣱ﴾ [آية:٢٨]: يَحْضُرون الماء. ﴿مُّهۡطِعِینَ﴾ [آية:٨]: مُسرعين. ﴿ٱلۡمُحۡتَظِرِ﴾ [آية:٣١]: كَحِظَارٍ مِن الشَّجر مُحترقٍ. ﴿وَٱزۡدُجِرَ﴾ [آية:٩]: مِن زَجرت. ﴿عَذَابࣱ مُّسۡتَقِرࣱّ﴾ [آية:٣٨]: حقٌّ ثابت. ﴿ٱلۡأَشِرُ﴾ [آية:٢٦]: المَرَح والتَّجبُّر.[للمخرج: تحذف الواو: دسر]

١- بابٌ


٢١٧٨. [ق] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: انْشَقَّ القَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةً فَوْقَ الجَبَلِ، وَفِرْقَةً دُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اشْهَدُوا».[خ:٤٨٦٤]
• ونحوه عن ابنِ عبَّاسٍ [خ:٤٨٦٦] وأَنَسٍ [خ:٤٨٦٨].
. قال الخطَّابي: انشِقاق القمر آيةٌ عظيمة، لا يَكاد يَعدلها شيء من آيات الأنبياء؛ وذلك أنَّه ظهر في ملَكوت السماء خارجًا من جبلَّة طِباع ما في هذا العالم، فليس ممَّا يُطمع في الوصول إليه بحِيلة، فلذلك صار البرهان به أظهَر

٢- بابٌ


﴿تَجۡرِی بِأَعۡیُنِنَا جَزَاۤءࣰ لِّمَن كَانَ كُفِرَ﴾ [القمر: ١٤]: قال قتادة: أبقى الله سفينة نوحٍ حتَّى أدركَها أَوائلُ هذهِ الأُمَّةِ.
﴿كُفِرَ﴾: فَعلنا به وبِهم ما فَعلنا. ﴿جَزَاۤءࣰ﴾: بما صُنع بنوح وأصحابه.

٣- بابٌ


٢١٧٩. [ق] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا سَأَلَ الأَسْوَدَ: ﴿فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرࣲ﴾ أَوْ: ﴿فَهَلۡ مِن مدَّكِرࣲ﴾ [آية: ١٥]؟ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقْرَؤُهَا: ﴿فَهَلۡ مِن مُّذَّكِرࣲ﴾ قَالَ: وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقْرَؤُهَا: ﴿فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرࣲ﴾ دَالًا. [خ:٤٨٧١]
وفي رواية: قَالَ عبدُ الله: قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ: ﴿فَهَلۡ مِن مُّذَّكِرࣲ﴾ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ﴿فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرࣲ﴾. [خ:٤٨٧٤]

٤- بابٌ


٢١٨٠. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لهُ يَوْمَ بَدْرٍ: «اللهُمَّ أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللهُمَّ إِنْ شئتَ لمْ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَوْمِ أَبَدًا»، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ وَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ. وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: «﴿سَیُهۡزَمُ ٱلۡجَمۡعُ وَیُوَلُّونَ/ ٱلدُّبُرَ ۝٤٥ بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ﴾ [آية:٤٥-٤٦]». [خ:٤٨٧٥]
1. قوله: (ألححت على ربك)، قال ابن هبيرة: «يدل على أن الإلحاح في الدعاء جائز».
2. قال النووي: «قال العلماء: هذه المناشدة إنَّما فعَلها النَّبي ﷺ ليراهُ أصحابه بتلك الحال، فتقوى قلوبهم بدعائه وتضرُّعه».
3. وفي الحديث: تأنيسُ من استبطأ كريم ما وعده الله به، من النَّصر والبُشرى لهم بهزم حزب الشَّيطان، وتذكيرُهم بما نبَّهَهُم به من كتابه عزَّ وجلَّ.

(٥٣) سورة الرَّحمن ﷿


العَصْفُ: بَقْلُ الزَّرعِ إذا قُطع منه شيءٌ قبلَ أنْ يُدْركَ. ﴿وَٱلرَّیۡحَانُ﴾ [آية:١٢]: رِزْقُه. ﴿وَٱلۡحَبُّ﴾ [آية:١٢]: الَّذي يُؤكل منه. وقال بعضهم: العَصْفُ: المأكول مِن الحبِّ، و﴿وَٱلرَّیۡحَانُ﴾: النَّضِيجُ منه الَّذي لم يُؤكل.
وقال مُجاهد: العَصْفُ: وَرق الحِنطة. ﴿وَٱلرَّیۡحَانُ﴾: الرِّزق. الضَّحَّاكُ: العَصْفُ: التِّبن. ﴿كَٱلۡفَخَّارِ﴾ [آية:١٤]: مجاهد: كما يُصْنع الفَخَّار.
مجاهد: المَارِج: طرف النَّار الأحمر الَّذي يكون به الدُّخان. ﴿رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَیۡنِ﴾ [آية: ١٧]: مشرقا الصَّيف والشِّتاء، ومغربا الصِّيف والشِّتاء. ﴿لَّا یَبۡغِیَانِ﴾ [آية: ٢٠]: لا يختلطان. و﴿ٱلۡمُنشَـَٔاتُ﴾ [آية: ٢٤]: ما رُفع قِلْعُه مِن السُّفن، فأمَّا ما لم يُرفع قِلْعه فَليس بمنشأ. الشُّوَاظُ: لهبٌ مِن نَار. مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ: الَّذي يهمُّ بالمَعصية فيتركها. ﴿فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا﴾ أي: نِعْمة، والخِطاب للجنِّ والإنْس.
﴿كُلَّ یَوۡمٍ هُوَ فِی شَأۡنࣲ﴾ [آية: ٢٩]: أبو الدَّرداء: يَغْفر ذنبًا ويَكْشف كَربًا، ويرفع قومًا ويَضَع آخرين.
﴿ٱلۡجَلَـٰلِ﴾ [آية: ٢٧]: العَظَمة. ﴿مَّارِجࣲ﴾ [آية: ١٥]: خَالصٍ مِن النَّار، يُقال: مَرج رعيَّته: إذا خَلَّاهم يَعْدو بعضهم على بعض، ومَرَجَ أمرُ النَّاس: اختلطَ، و﴿مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ﴾ [آية: ١٩]: مَرَجْتَ دابَّتك: تَرَكْتَهَا. ﴿سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ﴾ [آية: ٣١]: سَنُجازيكم، تقول العرب: لأَتَفَرَّغَنَّ لكَ وما به شُغل.

١- بابٌ


٢١٨١. [ق] عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ العِزَّةِ عَلَى وَجْهِهِ». [خ:٤٨٧٨]

٢- بابٌ


ابن عبَّاس: الحَوْرَاءُ: السَّوداءُ الحَدَقِ.
مجاهد: ﴿مَّقۡصُورَ ٰ⁠تࣱ فِی ٱلۡخِیَامِ﴾ [آية: ٧٢]: مَحبوسات، قُصِرَ طرفهنَّ وأنفسهنَّ عَلى أزواجهنَّ. ﴿قَـٰصِرَ ٰ⁠تُ﴾ [آية:٥٦]: لا يبغينَ غير أزواجهنَّ.
٢١٨٢. [ق] وعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ، عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الآخَرِينَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِنُونَ»، وذكر/ نحو ما تقدَّم غير أنَّه قَالَ: «إِلَّا رِدَاءُ الكِبْرِياء عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ». [خ:٤٨٧٩]

(٥٤) سورة الواقعةِ


﴿رُجَّتِ﴾ [آية: ٤]: زُلزلت. و﴿وَبُسَّتِ﴾ [آية: ٥]: فُتَّتْ ولُتَّتْ كما يُلَتُّ السَّويق. المخضُود: الَّذي لَا شوك له. والعُرُب: المحبَّبات إلى أزْواجهنَّ. ﴿ثُلَّةࣱ﴾ [آية: ٣٩]: أُمَّةٌ. ﴿یَحۡمُومࣲ﴾ [آية: ٤٣]: دُخان أسود. ﴿لَمُغۡرَمُونَ﴾ [آية: ٦٦]: لملُومون. ﴿یُصِرُّونَ﴾ [آية: ٤٦]: يُديمون. ﴿مَدِینِینَ﴾ [آية: ٨٦]: مُحاسبين. الرَّيْحَانٌ: الرِّزْق. ﴿تَفَكَّهُونَ﴾ [آية: ٦٥]: تَعجبون. ﴿عُرُبًا﴾ [آية: ٣٧] مُثَقَّلَة: وَاحدها عَرُوب؛ مثل صَبور وصُبُر، تسمِّيها أهل مكَّة: العَرِبَة، وأهل المدينة: الغَنِجة، وأهل العراق: الشَّكِلَة. ﴿خَافِضَةࣱ﴾ لقوم إلى النَّار، و﴿رَّافِعَةٌ﴾ [آية: ٣] لقوم إلى الجنَّة. ﴿مُتۡرَفِینَ﴾ [آية: ٤٥]: مُمتَّعين. ﴿مَّا تُمۡنُونَ﴾ [آية: ٥٨] مِن النُّطَفِ في أرْحَام النِّساء. ﴿بِمَوَ ٰ⁠قِعِ ٱلنُّجُومِ﴾ [آية: ٧٥]: بمُحكم القرآن، ويُقال: بمسقط النُّجوم إذا سَقَطنَ، ومواقع وموقع واحد. ﴿مُّدۡهِنُونَ﴾ [آية: ٨١]: مكذِّبون؛ مثل قوله: ﴿لَوۡ تُدۡهِنُ فَیُدۡهِنُونَ﴾ [القلم: ٩]. ﴿فَسَلَـٰمࣱ لَّكَ﴾ [آية: ٩١] أي: سَلامة.
٢١٨٣. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، وَاقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿وَظِلࣲّ مَّمۡدُودࣲ﴾ [آية: ٣٠]». [خ:٤٨٨١]

١ قال النبي ﷺ: "قال الله تبارك وتعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر …" نوع هذا الحديث:

٥/٠