(٦٦) سورة المُزمِّل وسُورة المدَّثِّر


﴿وَتَبَتَّلۡ﴾ [المزمل:٨]: أخلِص. وقال الحسن: ﴿أَنكَالࣰ﴾ [المزمل:١٢]: قُيودًا. وقال ابن عبَّاس: ﴿كَثِیبࣰا مَّهِیلًا﴾ [المزمل:١٤]: الرَّمل السَّائل. ﴿وَبِیلࣰا﴾ [المزمل:١٦]: شَديدًا. ﴿مُنفَطِرُۢ بِهِۦ﴾ [المزمل:١٨]: مُثْقلة به. ﴿قَسۡوَرَةِۭ﴾ [المدثر:٥١]: رِكْز النَّاس وأصواتهم، وكُلُّ شديدٍ قَسْورة وقَسْوَر. أبو هريرة: القَسْوَرةُ: الأَسَدُ. ﴿مُّسۡتَنفِرَةࣱ﴾ [المدثر:٥٠]: مَذْعُورةٌ.
• وقد تقدَّم حديث الوحي في أوَّل الكتاب [ر:٢].
٢٢١٠. [ق] وعَنْ أبي سَلَمة بن عبد الرَّحمن قَالَ: سألتُ جابر بن عبد الله: أَيُّ القُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلُ؟ فَقَالَ: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١]، فَقُلْتُ: أُنْبِئْتُ أَنَّهُ: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١]، فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ: أَيُّ القُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلُ؟ فَقَالَ: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] فقُلْتُ: أُنْبِئْتُ أَنَّهُ: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ ۝١ قُمۡ فَأَنذِرۡ ۝٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ﴾إلى قوله:﴿وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ﴾ [المدثر: ١-٥]) قبل أن تُفرَض الصَّلاة». [خ:٤٩٢٤]
و(الرُّجْز): الأوْثَان.

(٦٧) سُورة القِيامة


قوله: ﴿سُدًى﴾ [آية:٣٦] قال ابن عبَّاسٍ: هَمَلًا. ﴿لِیَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ﴾ [آية:٥]: سَوف أتوبُ، سوف أعملُ. ﴿لَا وَزَرَ﴾ [آية:١١]: لا حِصن.
٢٢١١. [ق] عَن ابنِ عبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ حَرَّكَ بِهِ لِسَانَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦۤ ۝١٦ إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُۥ﴾ أي: نجمعهُ في صَدرك. ﴿وَقُرۡءَانَهُۥ﴾ [آية:١٦-١٧] أي: تَقرأه. ﴿بَیَانَهُۥ﴾ [آية:١٩]: أي: تبيِّنه على لسانِكَ. ﴿فَإِذَا قَرَأۡنَـٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ﴾ [آية:١٨]: يعني اعملْ به. ﴿أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ﴾ [آية:٣٤]: تَوَعُّدٌ.[خ:٤٩٢٨]

(٦٨) سورة ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَـٰنِ﴾


﴿هَلۡ﴾ [آية:١]: تكون جَحْدًا، وتكون خبرًا. ﴿مُسۡتَطِیرࣰا﴾ [آية:٧]: ممتدَّ البلاء، يقول: كان شيئًا فلم يكنْ مذكورًا، وذلك حِين خَلَقه مِن طِينٍ إلى أن نفخَ فيه الرُّوح. ﴿أَسۡرَهُمۡ﴾ [آية:٢٨]: شدَّة الخَلْق، وكلُّ شيء شَددته مِن غَبِيطٍ وقَتَبٍ فهو مأسور. و﴿أَمۡشَاجࣲ﴾ [آية:٢]: الأخْلاط، ماء الرَّجل وماء المرأة. والمَشِيجُ: الخَليط. والقَمْطَرِيرُ والقَماطير: الشَّديد والعَصِيب، أشدُّ ما يكون مِن الأيَّام في البلاء.

(٦٩) سورة ﴿وَٱلۡمُرۡسَلَـٰتِ﴾


﴿جِمَـٰلَتࣱ﴾ [آية:٣٣]: حِبَال.
٢٢١٢. [ق] وعَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيه: ﴿وَٱلۡمُرۡسَلَـٰتِ عُرۡفࣰا﴾ [آية: ١] وإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ إِذْ خَرَجَتْ حَيَّةٌ -في رواية[خ:٤٩٣٤]: فَقَالَ ﵇: «اقتلوها»- فَابْتَدَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وُقِيَتْ شَرَّكُمْ كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا». [خ:٤٩٣٠]
٢٢١٣. ابنُ عبَّاس: ﴿إِنَّهَا تَرۡمِی بِشَرَرࣲ كَٱلۡقَصۡرِ﴾ [آية: ٣٢]: كُنَّا نَرْفَعُ الخَشَبَ نَقصرُ ثَلَاثَةَ أَذْرُعِ أَوْ أَقَلَّ، فَنَرْفَعُهُ لِلشِّتَاءِ فَنُسَمِّيهِ القَصَـْرَ. [خ:٤٩٣٢]
﴿جِمَـٰلَتࣱ صُفۡرࣱ﴾ [آية: ٣٣]: حِبالُ السُّفُنِ، تُجْمَعُ حتَّى تكون كأوساطِ الرِّجَالِ.

(٧٠) سورة ﴿عَمَّ یَتَسَاۤءَلُونَ﴾


مجاهدٌ: ﴿لَا یَرۡجُونَ حِسَابࣰا﴾ [آية:٢٧]: لا يخافونه.
ابْن عبَّاس: ﴿وَهَّاجࣰا﴾ [آية:١٣]: مُضيئًا. ﴿حِسَابࣰا﴾ [آية:٣٦]: جزاءً كافيًا. ﴿غَسَّاقࣰا﴾ [آية:٢٥]:
غَسَقَتْ عَينه، ويَغْسِقُ الجُرح: يَسيل، وكأنَّ الغَسَّاق والغَسَق وَاحدٌ. ﴿أَفۡوَاجࣰا﴾ [آية:١٨]: زُمرًا.
٢٢١٤. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قالَ رَسولُ الله ﷺ: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ»، قَالُوا: أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالُوا: أَرْبَعُونَ شَهَرًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالُوا: أَرْبَعُونَ سَنةً؟/ قَالَ: أَبَيْتُ... الحديثَ. [خ:٤٩٣٥] وقد تقدَّم [ر:٢١٥٤].[للمخرج: تحذف الواو: غساقا]

(٧١) سورة ﴿وَٱلنَّـٰزِعَـٰتِ﴾


مجاهد: ﴿ٱلۡـَٔایَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰ﴾ [آية:٢٠]: عَصاه ويدُه. النَّخِرَة والنَّاخِرة سواء: وهي البالية، والنَّاخرة: العَظم المجوَّف الَّذي تمرُّ فيه الرِّيح فتنخَرُه.
ابن عبَّاس: ﴿ٱلۡحَافِرَةِ﴾ [آية:١٠]: أَمْرُنا الأوَّلُ إلى الحياة.
﴿أَیَّانَ مُرۡسَىٰهَا﴾ [آية:٤٢]: مَتى منتهاها، ومُرْسَى السَّفينة حَيث تنتهي.
٢٢١٥. [ق] وعَنْ سَهل بن سَعْدٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ بِإِصْبَعِهِ -هَكَذَا الوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ- بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ. [خ:٤٩٣٦]

(٧٢) سورة عَبَس


﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ﴾ [آية:١]: كَلَحَ وأعْرضَ. ﴿مُّطَهَّرَةِۭ﴾: لا يمسُّها إلَّا المطهَّرون، وهم الملائكة. ﴿سَفَرَةࣲ﴾ [آية:١٥]: الملائكة، واحدهم سَافر، سَفَرْت بين القوم: أصْلحتُ بينهم.
ابن عبَّاس: يعني كَتَبَة أَسْفَارٍ. ﴿تَصَدَّىٰ﴾ [آية:٦]: تَغَافل عنه. ابن عبَّاس: ﴿تَرۡهَقُهَا قَتَرَةٌ﴾ [آية:٤١]: تَغشاها شِدَّة. ﴿مُّسۡفِرَةࣱ﴾ [آية:٣٨]: مُشرقة.
مجاهد: ﴿لَمَّا یَقۡضِ مَاۤ أَمَرَهُۥ﴾ [آية:٢٣]: لا يَقضي أحدٌ ما أُمر به. ﴿تَلَهَّىٰ﴾ [آية:١٠]: تَشَاغل.
٢٢١٦. [ق] عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُه وَيَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ». [خ:٤٩٣٧]
1. قال القاضي عياض: «يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة، لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى، ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم».
2. قوله: (فَلَهُ أَجْرَانِ) قال القاضي عياض: «وليس معناه الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به، بل الماهر أفضل وأكثر أجرا؛ لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة، ولم يذكر هذه المنزلة لغيره، وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه والله أعلم».
3. وفيه: أنّ الله سبحانه وتعالى يثيب على محاولة فعل الخير والطّاعة.

(٧٣) سورة التَّكوير وسورة الانْفِطَار


﴿سُجِّرَتۡ﴾ [آية:٦]: يذهبُ ماؤها. وقال مجاهد: المَسْجُورُ: المملوء. وقال غيره: سُجِّرت: أفضى بعضها إلى بعض فَصارت بحْرًا واحدًا. ﴿ٱنكَدَرَتۡ﴾ [التكوير:٢]: انتثرتْ. ﴿ٱلۡكُنَّسِ﴾ [التكوير:١٦]: تستترُ كما يَكْنِسُ الظَّبيُ. والخُنَّسِ: تَخْنِسُ في مُجراها: ترجعُ. الظَّنِينُ: المتَّهمُ، والضَّنين: يَضِنُّ به يَبخَلٍ.
وقال عمر: ﴿وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ﴾ [التكوير:٧]: تزوَّجَ نظيره مِن أهل الجنَّة والنَّار، ثمَّ قرأ: ﴿ٱحۡشُرُوا۟ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ وَأَزۡوَ ٰ⁠جَهُمۡ﴾ [الصافات:٢٢]. ﴿عَسۡعَسَ﴾ [التكوير:١٧]: أدْبرَ.
الرَّبيع بن خُثَيْم: ﴿فُجِّرَتۡ﴾ [الانفطار:٣]: فاضَتْ.
﴿فَعَدَلَكَ﴾: بالتَّشديد، يعني: معتدل الخلق، وبالتَّخفيف يعني: في أيِّ صورة شَاء، إمَّا حسنٌ وإمَّا قبيح، وطويلٌ وقصيرٌ.

(٧٤) سورة: ﴿وَیۡلࣱ لِّلۡمُطَفِّفِینَ﴾، وسورة الانْشِقاق


المُطفِّف: لا يُوَفِّي.
مجاهد: ﴿رَانَ﴾ [آية:١٤]: ثَبْثُ الخطايا. ﴿ثُوِّبَ﴾ [آية:٣٦]: جُوزي.
٢٢١٧. [ق] عَنِ ابنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «﴿یَوۡمَ یَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [آية: ٦] حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ/ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ». [خ:٤٩٣٨]
مجاهد: يأخذ كتابه بشِمَالِهِ مِن وراء ظَهره. ﴿وَسَقَ﴾ [الانشقاق:١٧]: جَمَعَ. ﴿ظَنَّ أَن لَّن یَحُورَ﴾ [الانشقاق:١٤] أي: ظنَّ أنْ لا يَرجِعَ إلينا.

١- بابٌ


٢٢١٨. [ق] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلَّا هَلَكَ»،
قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، أَلَيْسَ يَقُولُ اللهُ ﷿: ﴿فَسَوۡفَ یُحَاسَبُ حِسَابࣰا یَسِیرࣰا﴾؟ [الانشقاق: ٨] قَالَ: «ذَلكَ العَرْضُ يُعْرَضُونَ، مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ هَلَكَ». [خ:٤٩٣٩]
1. فيه: جواز المناظرة ومقابلة السّنّة بالكتاب.
2. وفيه: أنّ من حقّ طالب العلم أن يسأل فيما أشكل عليه، وأن يراجع.
3. وفيه: أنّ على العالم أن يقابل مراجعته برحابة صدر، وأن يجيب السّائل المستفهم، كما فعل النبيّ ﷺ.

٢٢١٩. ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿لَتَرۡكَبُنَّ ⁽٢⁾طَبَقًا عَن طَبَقࣲ﴾ [الانشقاق: ١٩] قَالَ: حَالًا بَعْدَ حَالٍ، قَالَ هَذَا نَبِيُّكُمْ ﷺ. [خ:٤٩٤٠]

(٧٥) سورة البُروج وسورة الطَّارق


قال مجاهد: الأُخْدُودُ: الشَّقُّ في الأَرض. ﴿فَتَنُوا۟﴾ [البروج:١٠]: عَذَّبُوا.
مُجاهد: ﴿ذَاتِ ٱلرَّجۡعِ﴾ [الطارق:١١]: سَحابٌ تَرجِعُ بالمطار.﴿ذَاتِ ٱلصَّدۡعِ﴾ [الطارق:١٢]: تَتصدَّع بالنَّبات.

(٧٦) سورة الغَاشِية، وسورة الفَجْر


ابن عبَّاس: ﴿عَامِلَةࣱ نَّاصِبَةࣱ﴾ [الغاشية:٣]: النَّصارى.
مجاهد: ﴿عَیۡنٍ ءَانِیَةࣲ﴾ [الغاشية:٥]: بَلَغَ إِنَاهَا وحَان شُرْبها. ﴿حَمِیمٍ ءَانࣲ﴾ [الرحمن:٤٤]: بلغ إناه. الضَّرِيعُ نبتٌ يُقال له: الشِّبْرِق، ويسمِّيه أهل الحجاز: الضَّرِيع إذا يبس، وهو سُمٌ. ﴿بِمُصَیۡطِرٍ﴾ [الغاشية:٢٢]: بمسلَّط، وتُقرأ بالصَّاد والسِّين.
ابْن عبَّاس: ﴿إِیَابَهُمۡ﴾ [الغاشية:٢٥]: مَرجعهم.
مجاهد: ﴿إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ﴾ [الفجر:٧]: القَديمة، والعِماد أهل عمادٍ لا يُقيمون. ﴿سَوۡطَ عَذَابٍ﴾ [الفجر:١٣]: كلمةٌ تقولها العرب لكلِّ نوع مِن العَذاب، يدخل فيه السَّوط. ﴿أَكۡلࣰا لَّمࣰّا﴾ [الفجر:١٩]: أشَدَّ الأكلِ. لممتُه: أتيتُ على آخره. و﴿جَمࣰّا﴾ [الفجر:٢٠]: الكثير. مجاهد: كلُّ شيء خَلَقَه فهو شَفْعٌ، السَّماء شفعٌ، والوِتْر الله. ﴿تَحَـٰۤضُّونَ﴾ [الفجر:١٨]: تُحَافظون. ويَحُضُّون: يأمرون بإطْعامه.
قال الحسن: النَّفس إذا أراد الله قَبضها اطمأنَّت إلى الله، واطْمأنَّ الله إليها، ورَضيت عن الله ورضي الله عنـها فأَمر بقبض روحها، وأدْخلَهُ الجنَّة، وجَعله مِن عباده الصَّالحين.
﴿جَابُوا۟﴾ [الفجر:٩]: نَقَبوا. جِيبَ القميصُ: قُطِعَ له جَيْبٌ، يَجُوبُ الفَلاة: يَقْطَعُها. ﴿لَبِٱلۡمِرۡصَادِ﴾ [الفجر: ١٤]: إليه المصير. ﴿ٱلۡمُطۡمَىِٕنَّةُ﴾ [الفجر:٢٧]: المصدِّقة بالثَّواب.

(٧٧) سورة البلد


مجاهد: ﴿وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَـٰذَا/ ٱلۡبَلَدِ﴾ [آية:٢]: بمكَّة، ليس عليك مَا على النَّاس فيه مِن الإثْمِ. ﴿وَوَالِدࣲ﴾ [آية:٣]: آدم. ﴿وَمَا وَلَدَ﴾ [آية:٣]. و﴿لُّبَدًا﴾[آية:٦]: كثيرًا. ﴿ٱلنَّجۡدَیۡنِ﴾ [آية:١٠]: الخَير والشَّرُّ. ﴿مَسۡغَبَةࣲ﴾ [آية:١٤]: مَجاعة. ﴿مَتۡرَبَةࣲ﴾ [آية:١٦]: السَّاقط في التُّراب. ﴿فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ﴾ [آية:١١]: فلم يقتحم العَقَبة في الدُّنيا، ثمَّ فَسَّر العَقَبة فقال: ﴿وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ ۝١٢ فَكُّ رَقَبَةٍ ۝١٣ أَوۡ إِطۡعَـٰمࣱ فِی یَوۡمࣲ ذِی مَسۡغَبَةࣲ ۝١٤ یَتِیمࣰا ذَا مَقۡرَبَةٍ﴾ [الآيات: ١٢ - ١٥].

(٧٨) سورة ﴿وَٱلشَّمۡسِ﴾


﴿وَلَا یَخَافُ عُقۡبَـٰهَا﴾ [آية:١٥]: مُجاهد: عُقْبى أَحَدٍ. ﴿بِطَغۡوَىٰهَاۤ﴾ [آية:١١]: معاصيها.
٢٢٢٠. [ق] عن عَبد الله بن زَمْعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَخْطُبُ، وَذَكَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِي عَقَرَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «﴿إِذِ ٱنۢبَعَثَ أَشۡقَىٰهَا﴾ [آية: ١٢] انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ، مُتَّبعٌ فِي رَهْطِهِ، مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ»- في رواية [خت:٤٩٤٢]: «عَمِّ الزُّبير بْن العَوَّامِ»- وذكر النِّساء فقال: «يَعْمِدُ فيجلدُ امرأته جَلْدَ العبد، فلعلَّه يُضَاجِعُها مِن آخِر يَوم»، ثمَّ وعظهم في ضحك الضَّرْطَةِ، وقال: «لِمَ يضحكُ أحدكم ممَّا يفعلُ؟». [خ:٤٩٤٢]
1. قال ابن حجر: «وفي سياق الحديث استبعاد وقوع الأمرين من العاقل: أن يبالغ في ضرب امرأته ثم يجامعها من بقية يومه أو ليلته، والمجامعة أو المضاجعة إنما تستحسن مع ميل النفس والرغبة في العشرة، والمجلود غالبا ينفر ممن جلده، فوقعت الإشارة إلى ذم ذلك وأنه إن كان ولا بد فليكن التأديب بالضرب اليسير بحيث لا يحصل منه النفور التام فلا يفرط في الضرب ولا يفرط في التأديب».

(٧٩) سورة ﴿وَٱلَّیۡلِ﴾


ابن عبَّاس: ﴿وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ﴾ [آية:٩]: بالخَلَف. و﴿تَلَظَّىٰ﴾ [آية:١٤]: توهَّج.
وقَرأ عُبيد بن عُمَير: ‹تتلظَّى›.
٢٢٢١. [ق] عَنِ الأعمش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: قَدِمَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَطَلَبَهُمْ فَوَجَدَهُمْ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: كُلُّنَا، قَالَ: فَأَيُّكُمْ أَحْفَظُ؟ فَأَشَارُوا إِلَى عَلْقَمَةَ، قَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَهُ يَقْرَأُ: ﴿وَٱلَّیۡلِ إِذَا یَغۡشَىٰ﴾ [آية: ١]؟ قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ: وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، قَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقْرَأُ هَكَذَا، وَهَؤُلَاءِ يُرِيدُونِي عَلَى أَنْ أَقْرَأَ: ﴿وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰۤ﴾ [آية: ٣] وَاللهِ لَا أُتَابِعُهُم. [خ:٤٩٤٤]
٢٢٢٢. [ق] وعَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الغَرْقَدِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ -أو: مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ- إِلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً» -قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ العَمَلَ؟- فَمَنْ/ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ -وفي رواية[خ:٤٩٤٥]: «اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِق له- أمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَسيصيرونَ إلى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فسيصيرونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقاوةِ»، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ۝٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ۝٦ فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡیُسۡرَىٰ﴾الآيَةَ، إلى قوله:﴿فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ﴾ [الآيات: ٥-١٠].[خ:٤٩٤٨]
1. قال الإمام أبو المظفر السمعاني: «سبيل معرفة هذا الباب (القَدَر) التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس ومجرد العقول، فمن عدل عن التوقيف فيه ضل وتاه في بحار الحيرة، ولم يبلغ شفاء النفس، ولا يصل إلى ما يطمئن به القلب؛ لأن القدر سر من أسرار الله تعالى التي ضربت من دونها الأستار، واختص الله به، وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم؛ لما علمه من الحكمة، وواجبنا أن نقف حيث حد لنا ولا نتجاوزه، وقد طوى الله تعالى علم القدر على العالم، فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب، وقيل: إن سر القدر ينكشف لهم إذا دخلوا الجنة، ولا ينكشف قبل دخولها».
2. قال النووي: «وفيه النهي عن ترك العمل والاتكال على ما سبق به القدر، بل تجب الأعمال والتكاليف التي ورد الشرع بها، وكل ميسر لما خلق له لا يقدر على غيره، ومن كان من أهل السعادة يسره الله لعمل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة يسره الله لعملهم».

(٨٠) سورة ﴿وَٱلضُّحَىٰ﴾


قال مجاهد: ﴿سَجَىٰ﴾ [آية:٢]: اسْتوى. وقال غيره: أظلمَ وسَكن. ﴿عَاۤىِٕلࣰا﴾ [آية:٨]: ذا عِيالٍ.
قلت: كَذا قال، والصَّواب: فقيرًا مِن المال ومِن العِيال، مُعِيْلٌ، يُقال: عَال الرَّجل: إذا افتقَرَ، وأعالَ: إذا كثر عِيَاله.
٢٢٢٣. [ق] وعَنْ جُندَب بن سُفْيَانَ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ ﷺ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ -أَوْ ثَلَاثًا- فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ -أَوْ ثَلَاثًا- فَأَنْزَلَ اللهُ ﷿: ﴿وَٱلضُّحَىٰ ۝١ وَٱلَّیۡلِ إِذَا سَجَىٰ ۝٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ﴾ [الآيات: ١-٣]. [خ:٤٩٥٠]

(٨١) سورة ﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ﴾، وسورة ﴿وَٱلتِّینِ﴾


قال مجاهد: ﴿وِزۡرَكَ﴾ [آية:٢]: في الجاهليَّة. ﴿أَنقَضَ ظَهۡرَكَ﴾ [آية:٣]: أثْقلَ.
﴿مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرًا﴾: قال ابن عُيينة: مع ذالك العُسر يسراً آخر؛ كقوله﴿هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَاۤ إِلَّاۤ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَیَیۡنِ﴾ [التوبة:٥٢]، ولنْ يغلب عُسر يُسْرَيْن.
مجاهد: ﴿فَٱنصَبۡ﴾ [آية:٧] في حَاجتك إلى ربِّك.
مجاهد: التِّين وَالزَّيْتُون الَّذي يأكل النَّاس. ﴿فَمَا یُكَذِّبُكَ﴾ [التين:٧]: فما الَّذي يكذِّبك بأنَّ النَّاس يُدانون بأعمالهم؛ كأنَّه قَالَ: ومَن يقدر عَلى تكذيبك بالثَّواب والعِقاب.

(٨٢) سورة ﴿ٱقۡرَأۡ﴾


قال الحسن: اكتبْ في المُصحف في أوَّل الإمام: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾، واجعلْ بين السُّورتين خَطًّا.
مجاهد: ﴿فَلۡیَدۡعُ نَادِیَهُۥ﴾ [آية:١٧]: عَشيرته. ﴿ٱلزَّبَانِیَةَ﴾ [آية:١٨]: المَلائكة. ﴿إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ /ٱلرُّجۡعَىٰۤ﴾ [آية:٨]: المرْجع. ﴿لَنَسۡفَعَۢا﴾ [آية: ١٥]: قَالَ: لنَّأخذَنَّ، سفعتُ بيده أخذتُ.
• وقد تقدَّم حديثُ عائشةَ وجابرٍ في أوَّلِ الكتابِ [ر:٢].
٢٢٢٤. عَن عِكرمة قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ
الكَعْبَةِ لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: «لَوْ فَعَلَهُ لَأَخَذَتْهُ المَلَائِكَةُ». [خ:٤٩٥٨]
1. فيه: أنّ الله سبحانه لا يذلّ نبيّه ولا يسلّط عليه أعداءه .

(٨٣) سورة القَدْر، وسورة: ﴿لَمۡ یَكُنِ﴾


﴿أَنزَلۡنَـٰهُ﴾ [القدر:١]: الهاء كِناية عَن القُرآن. ﴿أَنزَلۡنَـٰهُ﴾: مُخْرَجَ الجَمع، والمُنَزِّلُ هُو الله، والعَرب تؤكِّد فعل الواحد فتجعلُه بلفظ الجمع؛ ليكون أثبتَ وأوْكدَ. المَطْلَع: هو الطُّلوع. والمَطْلِع: هو الموضع الذي يُطْلَعُ منه.
﴿مُنفَكِّینَ﴾ [البينة:١]: زَائلين. ﴿ٱلۡقَیِّمَةِ﴾ [البينة:٥]: القَائمة. ﴿دِینُ ٱلۡقَیِّمَةِ﴾: أضاف الدِّين إلى المؤنَّث.
• وقد تقدَّم حديث أُبَيٍّ في المناقب [ر:١٧٥٢].

(٨٤) سورة ﴿إِذَا زُلۡزِلَتِ﴾، وسورة العَادِيات، وسورة القَارِعة


يُقال: أوْحى لها، وأوحى إليها، وَوَحَى لَهَا وَوَحَى إِلَيْهَا واحد.
• وقد تقدَّم حديث أَبِي هُرَيْرَةَ في الخيل في الجهاد [ر:١٣٦٥].
مجاهد: الَكَنُود: الكَفور. ﴿فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعࣰا﴾ [العاديات:٤]: فرَفعَن به غُبارًا. ﴿لِحُبِّ ٱلۡخَیۡرِ لَشَدِیدٌ﴾ [العاديات:٨]: مِن أجل حبِّ الخير ﴿لَشَدِیدٌ﴾:لبخيل، يُقال للبَخيل: شديدٌ.﴿حُصِّلَ﴾ [العاديات: ١٠]: مُيِّز.
﴿كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ﴾ [القارعة:٤]: كَغَوْغَاءِ الجَرَاد، يركبُ بعضه بعضًا. ﴿كَٱلۡعِهۡنِ﴾ [القارعة:٥]: كَألوان العِهن.
(٨٥)- سورة ﴿أَلۡهَىٰكُمُ﴾ إلى سورة ﴿أَرَءَیۡتَ﴾
ابن عبَّاس: ﴿ٱلتَّكَاثُرُ﴾ [التكاثر:١]: مِن الأمْوال والأوْلاد.
العَصْرُ: الدَّهرُ، أقسمَ به.
حُطَمَةُ: اسم النَّار؛ مثل سَقَر ولَظَى.
﴿أَلَمۡ تَرَ﴾ [الفيل:١]: ألمْ تَعلم. ﴿أَبَابِیلَ﴾ [الفيل:٣]: مُتتابعة مجتمعة. ابن عبَّاس: ﴿مِّن سِجِّیلࣲ﴾ [الفيل:٤]: مِن سَنكٍ وَكِل بالفارسيَّة، ومعناهما: مِن طِين وماء.
مُجاهد: الِإِيلَافِ: أَلِفُوا ذَلِكَ، فَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. ﴿وَءَامَنَهُم﴾ [قريش: ٤]: مِنْ كُلِّ عَدُوِّهِمْ فِي حَرَمِهِمْ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ: ﴿لِإِیلَـٰفِ﴾ [قريش: ١]: لِنِعْمَتِي عَلَى قُرَيْشٍ.
مُجَاهِدٌ: ﴿یَدُعُّ﴾ [الماعون:٢] يَدْفَعُ عَنْ حَقِّهِ، وهُوَ مِنْ دَعَعْتُ. ﴿سَاهُونَ﴾ [الماعون:٥]: لَاهُونَ، ﴿ٱلۡمَاعُونَ﴾ [الماعون:٧]: المَعْرُوف كُلُّهُ، وَقَالَ بَعْضُ العَرَبِ: المَاعُونُ: المَاءُ. عِكْرِمَةُ: أَعْلَاهَا/ الزَّكَاةُ المَفْرُوضَةُ، وَأَدْنَاهَا عَارِيَّةُ المَتَاعِ.
(٨٦)- سورة الكَوثر
ابن عبَّاس: ﴿شَانِئَكَ﴾ [آية:١]: عدوَّك.
٢٢٢٥. وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ ﷺ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: «أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ». [خ:٤٩٦٤]
٢٢٢٦. وعَنْ عَائِشَةَ -وسُئلت عَن الكَوْثَر- فقَالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ، شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ. [خ:٤٩٦٥]
٢٢٢٧. وعَنْ ابنِ عبَّاسٍ: أنَّه قال في الكَوثر: هُوَ الخَيْر الَّذِيْ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ. قال سعيد بن جُبير: وقيل له: إنَّه نَهر في الجنَّة؟ فقال: النَّهر الَّذي في الجنَّة مِن الخير الَّذي أعطاه الله إيَّاه. [خ:٤٩٦٦]
(٨٧)- سورة الكَافِرون، وسورة النَّصر
﴿لَاۤ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ﴾ [الكافرون:٢] يقول: الآن، وَلا أجيبكم فيما بقي مِن عُمري. ﴿وَلَاۤ أَنتُمۡ عَـٰبِدُونَ مَاۤ أَعۡبُدُ﴾ [الكافرون:٣]: وهم الَّذين قَالَ: ﴿وَلَیَزِیدَنَّ كَثِیرࣰا مِّنۡهُم مَّاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡیَـٰنࣰا وَكُفۡرࣰا﴾ [المائدة: ٦٤].
٢٢٢٨. [ق] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سورة: ﴿إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾ [النَّصر: ١] إِلَّا يَقُولُ: «سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي». [خ:٤٩٦٧]
1. قال الرازي: «الفرقُ بين النصر والفتح أن الفتح هو تحصيل المطلوب الذي كان متعلقًا، والنصر كالسبب للفتح، فلهذا بدأ بذكر النصر وعطف الفتح عليه، ويقال: النصرُ كمالُ الدينِ، والفتح إقبال الدنيا، الذي هو تمام النعمةِ؛ كقوله تعالى: { ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ } [سورة المائدة:3].
2. قال السعدي: «وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج وغير ذلك، فأمْرُ الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال إشارةٌ إلى أن أجَلَه قد انتهى، فليستعدَّ ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه، فكان ﷺ يتأول القرآن»
.
3. قال ابن عادل الحنبلي: «وإذا كان عليه السلام - وهو معصوم - يؤمر بالاستغفار، فماذا يُظن بغيره؟!».

٢٢٢٩. [ق] وعَنْها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ». [خ:٤٩٦٨]
٢٢٣٠. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ: لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌمِثْلُهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مَنْ عَلِمْتُمْ، فَدَعَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ، فَمَا رُئِيتُ أَنَّهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ، قَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللهِ ﷿: ﴿إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾ [النصر: ١]؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا، وَفُتِحَ عَلَيْنَا. وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ لِي: أَكَذَلكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَعْلَمَهُ لَهُ، قَالَ: ﴿إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾ [النصر: ١] وَذَلِكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ ﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾ [النصر: ٣]، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا/ إِلَّا مَا تَقُولُ. [خ:٤٩٧٠]
1. قوله: (كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ)، قال ابن حجر: «فيه فضيلة ظاهرة لابن عباس وتأثير لإجابة دعوة النبي ﷺ أن يُعلمه التأويل ويفقهه في الدين».
2. قال ابن حجر: «في الحديث جواز تحديث المرء عن نفسه بمثل هذا لإظهار نعمة الله عليه، وإعلام من لا يعرف قدْره لينزله منزلته، وغير ذلك من المقاصد الصالحة، لا للمفاخرة والمباهاة».
3. قوله: (أَجَلُ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَعْلَمَهُ لَهُ)، قال ابن حجر: «فيه جواز تأويل القرآن بما يُفهم من الإشارات، وإنما يتمكن من ذلك من رسخت قدمه في العلم، ولهذا قال علي ﵁: أو فهماً يؤتيه الله رجلاً في القرآن».
4. قال ابن باز: «فيه الحث على العناية بالأعمال الصالحات والاجتهاد في الخير عند تقدم العمر».
5. وفيه: أنّ الرّأي والفهم والعلم غير مرتبطٍ بالسّنّ، وأنّ على أولياء أمور المسلمين تقديم النّابهين من الشّباب، والأخذ بآرائهم وأفكارهم.
6. قال ابن عثيمين: «وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يفطن لمغزى الآيات الكريمة، فإن المعنى الظاهر الذي يفهم من الكلمات والتركيبات هذا أمر قد يكون سهلًا، لكن مغزى الآيات الذي أراده الله تعالى هو الذي قد يخفي على كثير من الناس، ويحتاج إلى فهمٍ يؤتيه الله تعالى من يشاء».

(٨٨)- سورة ﴿تَبَّتۡ﴾ إلى آخر القُرآن
• قد تقدَّم حديث ابن عبَّاس في الشُّعراء [ر:٢١٣٣].
مجاهد: ﴿حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ﴾ [المسد: ٤]: تمشي بالنَّميمة. ﴿مِّن مَّسَدِۭ﴾ [المسد: ٥]: لِيْف المَقْل، وهي السِّلسلة الَّتي في النَّار.
﴿أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] أي: وَاحد. ﴿ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: ٢]: والعَرب تسمِّي أشرافها الصَّمد. وقال أبو وائل: هو السَّيِّد الَّذي انتهى سُؤدَده.
٢٢٣١. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «قَالَ الله ﷿: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا، وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُؤًا أَحَدٌ». [خ:٤٩٧٤]
كُفُؤًا وكُفُيًا وكُفُوًا واحدٌ.
مجاهد: ﴿غَاسِقٍ﴾ [الفلق:٣]: اللَّيل. ﴿إِذَا وَقَبَ﴾ [الفلق:٣]: غُروب الشَّمس، يُقال: هَذا أبينُ مِن فَلَق وفَرَق الصُّبح. ﴿وَقَبَ﴾: دَخل في كلِّ شيء وأظْلمَ.
٢٢٣٢. عَنْ زرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ؟ قُلْتُ: يَا أَبَا المُنْذِرِ! إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقولُ كَذا وَكَذا؟ فقَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «قِيلَ لِي، فَقُلْتُ». فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ. [خ:٤٩٧٦]
• [خت] ابن عبَّاس: إِذَا وُلِدَ خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا ذُكِرَ اللهُ ذَهَبَ، وَإِذَا لَمْ يُذْكَرِ اللهُ ثَبَتَ عَلَى قَلْبِهِ.
1. قيل: إنّ ابن مسعودٍ رضي الله عنه كان لا يقول بقرآنيّتهما، ويؤيّده ما ورد عند أحمد عن عبد الرّحمن بن يزيد، قال: كان عبد الله يحكّ المعوّذتين من مصاحفه، ويقول: إنّهما ليستا من كتاب الله، وهذا كان مما اختلف فيه الصّحابة، وقد كان الأمر وقتها محتملًا للتأويلات، ثمّ ارتفع الخلاف ووقع الإجماع عليه، فلو أنكر اليوم أحدٌ قرآنيّتهما لكفر.

١ قال النبي ﷺ: "مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع (…)…":

٥/٠