٧- بابٌ: لمن تَأَذَّتْ نفسُهُ بالمَجْذُوم الفِرارِ منه، وَلا عَدْوى ولا هامَةَ


٢٥٦٥. [ق] عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، ولا هَامَة، وَفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ». [خ:٥٧٠٧]
• [ق] وفي رواية: فقال أعرابٌّي: يا رسولَ اللهِ! فما بال إِبلي تكون في الرَّمل كأنَّها الظِّباء، فيأتي البعير الأجْرب فيدخل بينها فَيُجْرِبُها؟ قال: «فمَن أعْدى الأوَّل؟!». [خ:٥٧١٧]
الغَريب: (الصَّفَر): ذوات البَطن. و(الهَامَةَ): الصَّدَى، وهو صَوت الجبل، وقيل: هو طائرٌ يَخْرج مِن رأس القتيل الَّذي لا يُؤخذ بثأره، وقيل: هو مِن خُرافات العرب. والأمرُ بالفِرار مِن المجذوم إنَّما هو لمَن تَنْفِر نفسه منه، ويتأذَّى بذلك، بدليلِ أنَّ النَّبيَّ ﷺ قد أكلَ مع مجذومٍ وقال: «بسم الله، توكُّلًا على الله». ذكره التِّرمذيُّ^([ت:١٨١٧]).

٨- بابٌ: الكَمْأةُ مِن المَنِّ، وماؤُها شِفاءُ العَينِ


٢٥٦٦. [ق] عن سعيدِ بنِ زَيْدٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ:/ «الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ». [خ:٥٧٠٨]
(الكَمْأَةُ): هِي جُدَريُّ الأرض، هِي عُقَدٌ تُوجد في جوف الأرضِ لا أصلَ لها ولا فرْعَ.
1. قال النووي: «اختلف في معنى قوله ﷺ: (الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ) فقال أبو عبيد وكثيرون: شبهها بالمن الذي كان ينزل على بني إسرائيل؛ لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة ولا علاج، والكمأة تحصل بلا كلفة ولا علاج ولا زرع بزر ولا سقي ولا غيره. وقيل: هي من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل حقيقة عملا بظاهر اللفظ».
2. قال الخطابي: «إنما اختصت الكمأة بهذه الفضيلة لأنها من الحلال المحض الذي ليس في اكتسابه شبهة، ويستنبط منه أن استعمال الحلال المحض يجلو البصر، والعكس بالعكس».

٩- بابُ النَّهي عَنِ الدَّغْرِ، والأمر باسْتعمالِ القُسْطِ في ذلك


٢٥٦٧. [ق] عَنْ أمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ الأَسَدِيَّةِ -أَسَدِ خُزَيْمَةَ، وَكَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللَّاتِي بَايَعْنَ رَسولَ اللهِ ﷺ، وَهِيَ أُخْتُ عُكَاشَةَ- أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ ﷺ بِابْنٍ لَهَا قَدْ أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنَ العُذْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «عَلَى مَا تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا العِلَاقِ، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا العُودِ الهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الجَنْبِ». [خ:٥٧١٥]
1. قوله: (عَلَى مَا تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا العِلَاقِ) فيه أنه لا ينبغي أن يداوى المريض بالأدوية الشاقة استعمالها مع وجود الأدوية السهلة الاستعمال.

٢٥٦٨. [ق] وفي رواية: «ويُسْعَطُ مِن العُذْرَة، ويُلَدُّ مِن ذَاتِ الجَنْبِ». قال سُفيان: فَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: بَيَّنَ لَنَا اثْنَيْنِ، وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا خَمْسَةً. قال عليُّ بن عبدِ الله: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ: أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: لَمْ يَحْفَظْ، إِنَّمَا قَالَ: أَعْلَقْتُ عَنْهُ، حَفِظْتُهُ مِنْ فِي الزُّهْرِيِّ، وَوَصَفَ سُفْيَانُ الغُلَامَ يُحَنَّكُ بِالإِصْبَعِ، وَأَدْخَلَ سُفْيَانُ فِي حَنَكِهِ، إِنَّمَا يَعْنِي رَفْعَ حَنَكِهِ بِإِصْبَعِهِ، فَلَمْ يَقُلْ: أَعْلِقُوا عَنْهُ شَيْئًا. [خ:٥٧١٣]
الغريب: (الدَّغْر): الرَّفع والدَّفع. و(الإعلاق): رفعُ لَهَاةِ الصَّبي، وهي لَحْمةُ الحَلق. و(العِلَاق) يعني به: الإِعْلاق، وكأنَّه ذهب به مَذهب الاسْم، والإِعلاق المصدر، وهو الصَّواب. وإنَّما نَهى النَّبيُّ ﷺ عن ذَلك لأنَّه تعَذيبٌ للصَّبيِّ، وقد يَزيد ذلك في مَرَضِ الحَلْق. والله أعلم.

١٠- بابٌ: الحُمَّى مِن فَيْحِ جهنَّمَ


٢٥٦٩. [ق] عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَطْفِئُوهَا بِالمَاءِ». [خ:٥٧٢٣]
• [ق] ونحوه عن عائِشةَ [خ:٥٧٢٥]، ورَافع بن خَدِيجٍ [خ:٥٧٢٦] .
٢٥٧٠. [ق] وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ: اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ. [خ:٥٧٢٣]
٢٥٧١. [ق] وعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ ابْنةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ/ بِالمَرْأَةِ قَدْ حُمَّتْ تَدْعُو لَهَا، أَخَذَتِ المَاءَ فَصَبَّتْهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا، وقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَأْمُرُنَا أَنْ نَبْرُدَهَا بِالمَاءِ. [خ:٥٧٢٤]

١١- بابُ مَا يُذْكَرُ في الطَّاعونِ


٢٥٧٢. [ق] عن أسَامةَ بنِ زَيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قال: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهَا». [خ:٥٧٢٨]
٢٥٧٣. [ق] وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ، أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ، فقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُ لِي المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ. فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ، فَاخْتَلَفُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ، وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاءِ. فَقَالَ: اّْرْتَفِعُوا عَنِّي. فقَالَ: ادْعُ لِيَ الأَنْصَارَ. فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ المُهَاجِرِينَ، وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي. ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ. فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلَانِ، فَقَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاءِ. فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ: إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللهِ؟ قَالَ عُمَرُ: أو غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ، إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ؟ قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ -وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ- فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ»/ فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ، ثُمَّ انْصَرَفَ. [خ:٥٧٢٩]
1. قال النووي: «فيه خروج الإمام بنفسه في ولايته في بعض الأوقات ليشاهد أحوال رعيته، ويزيل ظلم المظلوم، ويكشف كرب المكروب، ويسد خلة المحتاج، ويقمع أهل الفساد، ويخافه أهل البطالة والأذى والولاة، ويحذروا تجسسه عليهم ووصول قبائحهم إليه، فينكفوا، ويقيم في رعيته شعائر الإسلام، ويؤدب من رآهم مخلين بذلك، ولغير ذلك من المصالح».
2. قال النووي: «وفيه تلقي الأمراء ووجوه الناس الإمام عند قدومه، وإعلامهم إياه بما حدث في بلادهم من خير وشر، ووباء، ورخص، وغلاء، وشدة، ورخاء وغير ذلك».
3. قال النووي: «وفيه استحباب مشاورة أهل العلم والرأي في الأمور الحادثة، وتقديم أهل السابقة في ذلك».
4. قال النووي: «وفيه تنزيل الناس منازلهم، وتقديم أهل الفضل على غيرهم، والابتداء بهم في المكارم».
5. قال النووي: «وفيه جواز الاجتهاد في الحروب ونحوها كما يجوز في الأحكام».
6. وفيه دليل على عظيم ما كان عليه القوم من الإنصاف للعلم، والانقياد إليه.
7. قال النووي: «وفيه صحة القياس، وجواز العمل به».
8. قال النووي: «وفيه ابتداء العالم بما عنده من العلم قبل أن يسأله كما فعل عبد الرحمن».
9. قال النووي: «وفيه اجتناب أسباب الهلاك، ومنع القدوم على الطاعون، ومنع الفرار منه».
10. قال ابن حجر: «في قصة عمر مشروعية المناظرة».
11. قوله: (إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا) قال ابن حجر: «فيه أن الرجوع عند الاختلاف إلى النص، وأن النص يُسمى علماً».
12. قال ابن حجر: «في الحديث أن العالم قد يكون عنده ما لا يكون عند غيره ممن هو أعلم منه».
13. قال ابن حجر: «في الحديث وجوب العمل بخبر الواحد، وهو من أقوى الأدلة على ذلك؛ لأن ذلك كان باتفاق أهل الحل والعقد من الصحابة فقبلوه من عبد الرحمن بن عوف، ولم يطلبوا معه مُقوِّياً».
14. قال ابن حجر: «في الحديث الترجيح بالأكثر عدداً والأكثر تجربة لرجوع عمر لقول مشيخة قريش مع ما انضم إليهم ممن وافق رأيهم من المهاجرين والأنصار».

١٢- بابُ أَجْرِ الصَّبرِ على الطَّاعونِ، وأنَّه شَهادةٌ


٢٥٧٤. عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنِ الطَّاعُونِ؟ فَأَخْبَرَهَا النَّبِيُّ ﷺ: «أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللهُ ﷿ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ ويَصْبِرُ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شهِيدٍ».[خ:٥٧٣٤]
٢٥٧٥. [ق] وَعن أنسِ بنِ مالكٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ». [خ:٥٧٣٢]
٢٥٧٦. [ق] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: «المَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالمَطْعُونُ شَهِيدٌ». [خ:٥٧٣٣]

١٣- بابُ الرُّقَى بِفَاتحةِ الكِتَابِ والمُعوِّذاتِ، وأخْذِ الأجْرةِ على ذلكَ


٢٥٧٧. [ق] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ دَوَاءٌ أَوْ رَاقٍ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلَا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ القُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ، فَقَالُوا: لَا نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ ﷺ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وَقَالَ: «مَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟! خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ». [خ:٥٧٣٦]
٢٥٧٨. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسولِ اللهِ ﷺ مَرُّوا بِمَاءٍ، فِيهِمْ لَدِيغٌ -أَوْ سَلِيمٌ-، فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المَاءِ فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ رَاقٍ؟ إِنَّ فِي المَاءِ رَجُلًا لَدِيغًا -أَوْ سَلِيمًا- فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ عَلَى شَاءٍ فَبَرَأَ، فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَقَالُوا: أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللهِ أَجْرًا؟! حَتَّى قَدِمُوا المَدِينَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نأَخُذُ عَلَى كِتَابِ اللهِ أَجْرًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللهِ»./ [خ:٥٧٣٧]

١٤- بابٌ: العَينُ حقٌّ والرُّقْيَةُ منه، ومِن الحيَّةِ والعَقربِ


٢٥٧٩. [ق] عن أبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: «العَيْنُ حَقٌّ»، وَنَهَى عَنِ الوَشْمِ. [خ:٥٧٤٠]
٢٥٨٠. [ق] وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَنِي النَّبيُّ ﷺ -أَوْ: أَمَرَ- أَنْ يُسْتَرْقَى مِنَ العَيْنِ. [خ:٥٧٣٨]
٢٥٨١. [ق] وعنْ زَيْنَبَ بنت أَبِي سَلَمَةَ، عَن أمِّ سَلَمَة أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ، فَقَالَ: «اسْتَرْقُوا لَهَا، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ». [خ:٥٧٣٩]

١٥- بابُ رَقْي النَّبِيِّ ﷺ بالقرآنِ وغيرِهِ، والنَّفْثِ في الرُّقيةِ


٢٥٨٢. عن ثابتٍ أنَّه قال لأنسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، اشْتَكَيْتُ، فَقَالَ أَنَسٌ: أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: اللهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا. [خ:٥٧٤٢]
٢٥٨٣. [ق] وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنَى وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، واشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا». [خ:٥٧٤٣]
• [ق] وفي رواية: «بيدك الشِّفاء، لا كاشفَ له إلَّا أنتَ».[خ:٥٧٤٤]
٢٥٨٤. [ق] وعنها أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: «بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، وَرِيقَةُ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا». [خ:٥٧٤٥]
• [ق] وفي رواية: كَان يقول في الرُّقية: «تُربةُ أرضِنَا، ورِيقَةُ بعضنا، يُشْفَى سَقِيمُنا بإذْن ربِّنا».[خ:٥٧٤٦]
٢٥٨٥. [ق] وعنها قالت: كَانَ النَّبيُّ ﷺ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِــ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ وَبِالمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ. قَالَ يُونُسُ: كُنْتُ أَرَى ابْنَ شِهَابٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ. [خ:٥٧٤٨]
٢٥٨٦. [ق] وعنها أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي المَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا./ [خ:٥٧٣٥]
1. قال النووي: «في هذا الحديث استحباب الرقية بالقرآن وبالأذكار، وإنما رقى بالمعوذات لأنهن جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملة وتفصيلا، ففيها الاستعاذة من شر ما خلق، فيدخل فيه كل شيء، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر السواحر، ومن شر الحاسدين، ومن شر الوسواس الخناس».

١٦- بابُ النَّهيِ عَنِ الطِّيَرةِ والتَّشاؤمِ والكِهَانةِ، واستحسانِ الفَألِ


٢٥٨٧. [ق] عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَالشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ: فِي المَرْأَةِ، وَالدَّارِ، وَالدَّابَّةِ». [خ:٥٧٥٣]
[ق] وفي رواية: «إنَّما الشُّؤم في ثلاثة» وذكرها، غير أنَّه قال: «والفَرَس» بدل: الدَّابَّة. [خ:٢٨٥٨]
٢٥٨٨. [ق] وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الفَأْلُ». قَالُوا: وَمَا الفَأْلُ؟ قَالَ: «الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ». [خ:٥٧٥٥]
٢٥٨٩. [ق] وفِي روايةٍ [عَنْ أَنَسٍ]: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الفَأْلُ الصَّالِحُ: الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ». [خ:٥٧٥٦]
1. قال النووي: «قال العلماء: وإنما أحب الفأل لأن الإنسان إذا أمل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوي أو ضعيف فهو على خير في الحال، وإن غلط في جهة الرجاء فالرجاء له خير، وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فإن ذلك شر له، والطيرة فيها سوء الظن وتوقع البلاء، ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض، فيتفاءل بما يسمعه، فيسمع من يقول: يا سالم، أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول: يا واجد، فيقع في قلبه رجاء البرء أو الوجدان».

٢٥٩٠. [ق] وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَاسٌ عَنِ الكُهَّانِ، فَقَالَ: «لَيْسَ بِشَيْءٍ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَا أَحْيَانًا بِشَيْءٍ فَيَكُونُ حَقًّا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «تِلْكَ الكَلِمَةُ مِنَ الحَقِّ يَخْطَفُهَا الجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ». [خ:٥٧٦٢]
1. قوله: (لَيْسَ بِشَيْءٍ) قال النووي: «معناه بطلان قولهم، وأنه لا حقيقة له، وفيه جواز إطلاق هذا اللفظ على ما كان باطلا».

١٧- بابُ ما جاءَ في السِّحْرِ والسَّعْي في إِبْطالِهِ بالدُّعَاءِ وغَيرِهِ،


وقولِهِ تعالىَ: ﴿مَا جِئۡتُم بِهِ ٱلسِّحۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ سَیُبۡطِلُهُۥۤ﴾ الآية [يونس:٨١]
• [خت] وَقَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ: رَجُلٌ بِهِ طِبٌّ، أَوْ يُؤَخَّذُ عَنِ امْرَأَتِهِ، أَيُحَلُّ عَنْهُ وَيُنَشَّرُ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الإِصْلَاحَ، فَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ.
٢٥٩١. [ق] وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُحِرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، -وفي رواية [خ:٥٧٦٣]: حَتَّى كان يرى أنَّه يأتي النِّساءَ ولا يَأْتِيهنَّ- حتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي، دَعَا اللهَ وَدَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟» قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ اليَهُودِيُّ رجلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ. قَالَ: فِيمَاذَا؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟/ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ». -وفي رواية[خ:٥٧٦٥]: تحتَ رَاعُوفة فِي بِئْرِ أَرْوَانَ- قَالَ: فَذَهَبَ النَّبِيُّ ﷺ وأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى البِئْرِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: «وَاللهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَأَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: «لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللهُ وَشَفَانِي، وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا» فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ. [خ:٥٧٦٦]
الغريب: (المَطْبُوب): المَسْحور. و(طَبَّه): سَحَره. و(المُشْط): أحدُ الأمْشاطِ الَّتي يمشَّط بِها الرَّأس. و(المُشَاطَة): مَا يقع مِن الشَّعَر إِذا مُشِّط، ورُوي: (مُشَاقَة) مِن مُشَاقَةِ الكَتَّان. و(الجُفُّ) بالفاء: الوِعَاء الَّذي يكون فيه الطَّلْع، ومَن رواه بالباء فإنَّما يريد به داخل الجفِّ وأسفله.
1. قوله: (دَعَا اللهَ وَدَعَاهُ) قال النووي: «هذا دليل لاستحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات، وتكريره، وحسن الالتجاء إلى الله تعالى».
2. قولها: (وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا) قال النووي: «هذا من باب ترك مصلحة لخوف مفسدة أعظم منها، وهو من أهم قواعد الإسلام».

١٨- بابٌ: في العَجْوةِ شِفاءٌ مِن السِّحرِ والسُّمِّ


٢٥٩٢. [ق] عن سَعدٍ -هو ابن أبي وقَّاص- قال: سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ: «مَنِ اصْطَبَحَ كُلَّ يَوْمٍ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً -في رواية [خ:٥٧٦٩]: سبْع تمراتٍ- لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ ذَلِكَ اليَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ». [خ:٥٧٦٨]

١٩- بابُ ما جاءَ أنَّ السُّمومَ لا تضرُّ بِذواتِها، وقدْ سُمَّ النَّبيُّ ﷺ فلم يَضُرَّه ذَلكَ


٢٥٩٣. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ شَاةٌ فِيهَا سَمٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هُنَا مِنَ اليَهُودِ». فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقوني عَنْهُ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ أَبُوكُمْ؟» قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ». فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ. فَقَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقوني عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا. فقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟»/ فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اخْسؤوا فِيهَا، وَاللهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقوني عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟» فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟» فَقَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذبًا نَسْتَرِيحُ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ صادقًا لَمْ يَضُرَّكَ. [خ:٥٧٧٧]
1. قال النووي: «فيه بيان عصمته ﷺ من الناس كلهم كما قال الله: {وَٱللَّهُ یَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ} [سورة المائدة:67]. وهي معجزة لرسول الله ﷺ في سلامته من السم المهلك لغيره، وفي إعلام الله تعالى له بأنها مسمومة، وكلام عضو منه له، فقد جاء في غير مسلم أنه ﷺ قال: (إن الذراع تخبرني أنها مسمومة) وهذه المرأة اليهودية الفاعلة للسم اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي، روينا تسميتها هذه في مغازي موسى بن عقبة، ودلائل النبوة للبيهقي».

٢٠- بابُ تَحْريمِ شُرْبِ السُّمِّ والدَّواءِ الخَبيثِ


٢٥٩٤. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا». [خ:٥٧٧٨]

٢١- بابُ التَّداوي بِشُربِ أَلْبانِ الأُتُنِ والإِبلِ، ويُغْمسُ الذُّبَابُ إِذا وَقعَ في الطَّعامِ


[ق] عن يونس، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قال: وَسَأَلْتُهُ هَلْ يُتَوَضَّأُ أَوْ تُشْرَبُ أَلْبَانَ الأُتُنِ، أَوْ مَرَارَةُ السَّبُعِ وأَبْوَالُ الإِبِلِ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ المُسْلِمُونَ يَتَدَاوَوْنَ بِهَا، فَلَا يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأْسًا، فَأَمَّا أَلْبَانُ الأُتُنِ فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى عَنْ لُحُومِهَا، وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَلْبَانِهَا أَمْرٌ وَلَا نَهْيٌ.[خ: ٥٧٨٠]
• [خت] وَأَمَّا مَرَارَةُ السَّبُعِ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حدَّثني أَبُو إِدْرِيسَ الخَوْلَانِيُّ أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّباعِ. قال ابن شِهاب: ولم أسمعه حتَّى أتيتُ الشَّام. [خت: ٥٧٨١]
٢٥٩٥. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قال: «إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً، وَفِي الآخَرِ دَاءً».
1. أنّ الأمر في الحديث أمر إرشادٍ لا وجوبٍ، ومنه: أنّ الحديث لم يتعرّض لمسألة الشّرب من هذا الإناء بعد غمس الذّباب فيه؛ لا بأمرٍ ولا نهيٍ، فربّما يتقزّز بعض النّاس من هذا الإناء، وتعافه نفسه، فيريقه، فلا إثم عليه في ذلك.
2. الحديث دليل على طهارة الذباب، وأنه لا ينجس ما وقع فيه من طعام أو شراب أو ماء ولا يفسده؛ لأن الرسول -ﷺ- أمر بغمسه ولم يأمر بإراقة ما وقع فيه.

[خ:٥٧٨٢]

١ السؤال الأول: قال ﷺ: الكمأة من…؟

٥/٠