٢٨- بابُ الأَمْرِ بالتَّيسيرِ عَلى النَّاسِ، وتركِ التَّعْسيرِ عَليهم


٢٧٣١. [ق] عن أنسِ بنِ مَالكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلَا تُنَفِّرُوا». [خ:٦١٢٥]
٢٧٣٢. [ق] وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ عَنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ/ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ تعالى، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا. [خ:٦١٢٦]

٢٩- بابُ الانْبِساطِ إِلىَ النَّاسِ ومُداراتِهم، ولا يُلدغُ المؤمنُ مِن جُحْرٍ مرَّتينِ


٢٧٣٣. عن أنسِ بن مَالِكٍ قالَ: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ لَيُخَالِطُنَا، حَتَّى يَقُولَ لِأَخٍ لِي صَغِيرٍ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟». [خ:٦١٢٩]
1. قال ابن حجر: «في الحديث تخصيص الإمام بعض الرعية بالزيارة، ومخالطة بعض الرعية دون بعض».
2. قوله: (وإن كان ليخالطنا)، قال ابن حجر: «فيه أن كثرة الزيارة لا تنقص المودة، وأن قوله (زُر غِبا تزدد حباً) مخصوص بمن يزور لطمع، وأن النهي عن كثرة مخالطة الناس مخصوص بمن يخشى الفتنة أو الضرر».
3. قوله: (يا أبا عمير ما فعل النغير)، قال ابن حجر: «فيه التلطف بالصديق صغيراً كان أو كبيراً، والسؤال عن حاله».
4. قال ابن القاص: «في الحديث دليل على أنه يجوز أن يكنى من لم يولد له».
5. قال ابن حجر: «في الحديث جواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات».
6. قال القرطبي: «الذي رُخِّص فيه للصبي إمساك الطير ليلتهي به، وأما تمكينه من تعذيبه ولا سيما حتى يموت فلم يُبح قط».
7. قال ابن حجر: «في الحديث إكرام أقارب الخادم وإظهار المحبة لهم؛ لأن جميع ما ذُكِر من صنيع النبي ﷺ مع أم سليم وذويها كان غالباً بواسطة خدمة أنس له».

٢٧٣٤. [ق] وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا دَخَلَ يَنقَمِعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي. [خ:٦١٣٠]
• وقد تقدَّم قولُ النَّبيِّ ﷺ مِن حَديث عائشةَ: «إنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنزلةً عند الله مَن تركَهُ النَّاس اتِّقاءَ فُحْشه»[ر:٢٧٠٢]. وقوله لمَخْرَمَةَ: «خَبَّأْتُ هَذا لك، خبَّأت هذا لك». وهو يُريه محاسن القَبَاء [ر:٢٦٠١].
٢٧٣٥. [ق] وَعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «لَا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ». [خ:٦١٣٣]
• [خت] وقال مُعَاوية: لَا حِلْمَ إلَّا لِذي تَجْرِبة.
1. قال ابن حجر: «قيل المراد بالمؤمن في هذا الحديث الكامل الذي قد أوقفته معرفته على غوامض الأمور حتى صار يحذر مما سيقع، وأما المؤمن المغفل فقد يُلدغ مراراً».

٣٠- بابُ الضِّيافةِ وإِكْرامِ الضَّيفِ، وقولِهِ تعالىَ: ﴿هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِیثُ ضَیۡفِ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ ٱلۡمُكۡرَمِینَ﴾ [الذاريات:٢٤]، وقولِهِ في حديث عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو: «إنَّ لزَوْرِكَ عَليكَ حقًّا»


٢٧٣٦. [ق] عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الكَعْبِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ». [خ:٦١٣٥]
1. قوله: (فما بعد ذلك فهو صدقة)، قال ابن حجر: «المراد بتسميته صدقة التنفير عنه؛ لأن كثيراً من الناس خصوصاً الأغنياء يأنفون غالباً من أكل الصدقة».

٢٧٣٧. [ق] وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فَلَا يَقْرُونَنَا، فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ». [خ:٦١٣٧]

٣١- بابٌ: لا يَنْبَغِي للضَّيفِ/ أنْ يُكَلِّفَ المُضِيفَ الحُضورَ معَه للأَكلِ


٢٧٣٨. [ق] عن عبد الرَّحمن بن أَبِي بَكْرٍ قال: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِضَيْفٍ -أَوْ أضْيَافٍ لَهُ- فَأَمْسَى عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَتْ لَهُ أُمِّي: احْتَبَسْتَ عَنْ ضَيْفِكَ -أَوْ أَضْيَافِكَ- اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: مَا عَشَّيْتِيهِمْ؟ فَقَالَتْ: عَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا. فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ، فَسَبَّ وَجَدَّعَ، وَحَلَفَ ألَّا يَطْعَمَهُ، فَاخْتَبَأْتُ أَنَا، فَقَالَ: يَا غَـُنْثَرُ، فَحَلَفَتِ المَرْأَةُ لَا تَطْعَمُهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ، فَحَلَفَ الضَّيْفُ أَنْ لَا يَطْعَمَهُ حَتَّى يَطْعَمُوهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَأَنَّ هَذِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ. فَدَعَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا، فَجَعَلُوا لَا يَرْفَعُونَ لُقْمَةً إِلَّا رَبت مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا، فَقَالَ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ، مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: وَقُرَّةِ عَيْنِي، إِنَّهَا الآنَ لَأَكْثَرُ قَبْلَ أَنْ نَأْكُلَ، فَأَكَلُوا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَذَكَرَ أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا. [خ:٦١٤١]
قوله: (يَا غَـُنْثَر): الرِّواية الصَّحيحة فِيه بالغَين المعجمة وبفتحها وضمِّها، وذُكر عَنِ الخطَّابي: بالعين المهملة المفتوحة وبالتَّاء باثْنتين مِن فوقها، وفسَّره بالذُّبَاب الأزْرَق الأخْضَر، والصَّحيح الأوَّل. قال عياض: ومعناه: يا لئيم، يا دنيء. تَحقيرًا له، وتشبيهًا بالذُّباب. وَقيل: معناه: يا جاهل. ومنه قول عُثمان: (هؤلاء رَعاعٌ غَثَرة)؛ أي: جَهَلة.

٣٢- بابُ ما يجُوزُ مِن الشِّعرِ والرَّجَزِ والحُدَاءِ،


وما يُكرَهُ مِن أنْ يكونَ الغَالبَ عَلىَ الإنسانِ الشِّعرُ،
وقولِهِ تَعَالى: ﴿وَٱلشُّعَرَاۤءُ یَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ﴾ إلى آخر السُّورة [الشعراء:٢٢٤-٢٢٧]
• [خت] قال ابْن عبَّاس: ﴿فِی كُلِّ وَادࣲ یَهِیمُونَ﴾ [الشعراء:٢٢٥]: في كلِّ لغوٍ يَخوضون.
٢٧٣٩. عَنْ أُبيِّ بن كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً». [خ:٦١٤٥]
1. قال ابن بطال: «ما كان في الشعر والرجز ذكر الله تعالى وتعظيم له ووحدانيته وإيثار طاعته والاستسلام له فهو حسن مُرغَّب فيه، وهو المراد في الحديث بأنه حكمة، وما كان كذباً وفحشاً فهو مذموم».

٢٧٤٠. [ق] وَعن جُنْدَبٍ قال: بَيْنَمَا النَّبِيُّ ﷺ يَمْشِي إِذْ أَصَابَهُ حَجَرٌ فَعَثَرَ، فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ، فَقَالَ:
«هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ». [خ:٦١٤٦]
٢٧٤١. [ق] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ:/
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ ... ... .… ... ... ...
وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ»
. [خ:٦١٤٧]
٢٧٤٢. [ق] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ ﷺ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيْمٍ فَقَالَ: «وَيْحَكَ يَا أَنجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالقَوَارِيرِ». قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ بِكَلِمَةٍ، لَوْ تَكَلَّمَ بَعْضُكُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ، قَوْلُهُ: «سَوْقَكَ بِالقَوَارِيرِ». [خ:٦١٤٩]
1. في الحديث: مشروعيّة الحداء والترنّم بالأرجاز في مواضعها؛ من سوق الإبل، وقطع الأسفار، وإنشاد الرّقيق من الشّعر بالأصوات الحسنة.
2. قال الرامهرمزي: «كنَّى عن النساء بالقوارير لرقتهن وضعفهن عن الحركة، والنساء يُشبَّهن بالقوارير في الرِّقة واللطافة وضعف البنية».

٢٧٤٣. وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا». [خ:٦١٥٤]
• [ق] ونحوه عن أبي هُرَيْرَةَ. [خ:٦١٥٥]
وقوله: (يَرِيَهُ) أي: يَفسد جوفهُ، وهو مَن وَرَى يَرِي، كـ: وَعَدَ يَعِدُ. و(رُوَيْدك): رِفْقَكَ.

٣٣- بابُ تأييدِ مَن مَدَحَ النَّبيَّ ﷺ وهَجَا المشركينَ مناضلةً عنه ﷺ


٢٧٤٤. [ق] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَسُولَ اللهِ ﷺ فِي هِجَاءِ المُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «فَكَيْفَ بِنَسَبِي؟». فَقَالَ حَسَّانُ: لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ العَجِينِ. [خ:٦١٥٠]
٢٧٤٥. [ق] وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَيَقُولُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، نَشَدْتُكَ الله هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «يَا حَسَّانُ، أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، اللهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ القُدُسِ».[خ:٦١٥٢]
1. قال النووي: « وفيه استحباب الدعاء لمن قال شعرا من هذا النوع ».
2. قال النووي: « وفيه جواز الانتصار من الكفار، ويجوز أيضا من غيرهم بشرطِه ».
3. قوله:(نَشدتُكَ الله) فيه أنه ينبغي للإنسان أن يثبت دعواه بالإجهاد عليه تأكيداً وإن كان لا يُتهم.

٢٧٤٦. [ق] وعَنِ البَرَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِحَسَّانَ: «اهْجُهُمْ وهَاجِهِمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ». [خ:٦١٥٣]
٢٧٤٧. وعَنِ الهَيثم بْن أبي سِنان أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي قَصَصِهِ يَذْكُرُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ أَخًا لَكُمْ لَا يَقُولُ الرَّفَثَ». يَعْنِي بِذَاكَ ابْنَ رَوَاحَةَ، قَالَ:
وَفِينَا رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَهُ إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ سَاطِعُ [خ:٦١٥١]
أَرَانَا الهُدَى بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنَا بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالكَافِرِينَ المَضَاجِعُ/

٣٤- بابُ كلماتٍ تَجْري علىَ الأَلْسِنةِ


لا يُرادُ بها حالةَ الإطلاقِ ما وُضِعَتْ لَهُ فِي أَصْلِها
فمِن ذلك قوله ﵇ لعائشةَ: «تَرِبَتْ يَمِينُكِ». ولصفيَّة: «عَقْرَى حَلْقَى» [ر:٨٥٧]، وقوله لسَائق البَدَنة: «ارْكَبْها، وَيلكَ»[ر:٩٢٧]، وقوله للمادح: «وَيْلَكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ»[ر:١٢٨٨]، وقوله للَّذي وقَعَ على امرأته في نهار رمضانَ: «وَيحكَ»، وقوله للَّذي سَأله عَنِ الهجرة: «إِنَّ شَأْنَهَا شَدِيدٌ»[ر:١٧٩٧]، وقوله: «وَيلكُم -أو وَيحَكُم- لَا تَرْجعوا بَعدِي كُفَّارًا»[ر:١٩٤٧]، وقوله للَّذي سأله عَنِ السَّاعة: «وَيلكَ، مَا أعْدَدتَ لَها؟». تكرَّرت هَذه الأحاديث كلُّها.

٣٥- بابُ عَلَامِة الحُبِّ في اللهِ،


وقولِهِ تعالىَ: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ﴾ [آل عمران:٣١]
٢٧٤٨. [ق] عَنْ عبدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ». [خ:٦١٦٩]
1. قال النووي: «في الحديث فضل حب الله ورسوله ﷺ ، والصالحين وأهل الخير الأحياء والأموات، ومن فضل محبة الله ورسوله امتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، والتأدب بالآداب الشرعية، ولا يشترط في الانتفاع بمحبة الصالحين أن يعمل عملهم؛ إذ لو عمله لكان منهم ومثلهم ».
2. قال ابن بطال: «فدلَّ هذا أنَّ من أحبَّ عبدًا في الله، فإنَّ الله جامع بينه وبينه في جنته ومُدخِله مُدخَله، وإن قصر عن عمله، وهذا معنى قوله:(ولم يلحق بهم) يعني في العمل والمنزلة، وبيان هذا المعنى - والله أعلم - أنه لما كان المحبُّ للصالحين وإنما أحبهم من أجل طاعتهم لله، وكانت المحبَّة عملًا من أعمال القلوب واعتقادًا لها، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين؛ إذ النية هي الأصل، والعمل تابع لها، والله يؤتي فضله من يشاء».

٣٦- بابُ قولِ الرَّجلِ: مَرْحبًا، وفِداكَ أَبِي وأُمِّي، وجَعلَنِي اللهُ فِداءَكَ


• [خت] قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِفَاطِمَةَ: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي». (خ:٣٦٢٣)
• [خت] وقال ﷺ: «مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ». (خ:٣٥٧)
• وَلوفد عبد القَيس: «مَرْحَبًا بِالوَفْدِ». [ر:٨]
٢٧٤٩. [ق] وعن عليٍّ قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يُفَدِّي أَحَدًا غَيْرَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «ارْمِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي». أَظُنُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ. [خ:٦١٨٤]
٢٧٥٠. [ق] وقالَ أبو طَلْحةَ لرَسولِ اللهِ ﷺ حِيْنَ عَثَرَتْ بِه وَبصَفيَّةَ النَّاقة فَصُرِعا: يَا نَبِيَّ اللهِ! جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ، هَلْ أَصَابَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: «لَا». [خ:٦١٨٥]

٣٧- بابُ قولِهِ ﵇: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوا بِكُنْيَتِي»


٢٧٥١. [ق] عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قَال أبو القَاسمِ ﷺ: «سَمُّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوا بِكُنْيَتِي». [خ:٦١٨٧]
٢٧٥٢. [ق] وَعَنْ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ قَالَ: وُلِدَ/ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَأسَمَاهُ القَاسِمَ، فَقُلْنَا: لَا نَكْنِيكَ بِأَبِي القَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا. فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «أَسْمِ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ». [خ:٦١٨٩]

٣٨- بابُ تَحْويلِ الاسْمِ بما هو أحْسنُ منه


٢٧٥٣. عَنِ سَعيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ؟». قَالَ: حَزْنٌ. قَالَ: «أَنْتَ سَهْلٌ». قَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي. قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: فَمَا زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ. [خ:٦١٩٠]
٢٧٥٤. [ق] وعَنْ سَهلٍ -هو ابن سعْدٍ- قَالَ: أُتِيَ بِالمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ حِينَ وُلِدَ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ، فَلَهَا النَّبِيُّ ﷺ بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمَرَ أَبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ، فَاحْتُمِلَ مِنْ فَخِذِ النَّبِيِّ ﷺ، فَاسْتَفَاقَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «أَيْنَ الصَّبِيُّ؟». فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: قَلَبْنَاهُ يَا رَسُولَ اللهِ. فقَالَ: «مَا اسْمُهُ؟». قَالَ: فُلَانٌ. قَالَ: «لَكِنْ أَسْمِهِ المُنْذِرَ». فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ المُنْذِرَ. [خ:٦١٩١]
٢٧٥٥. [ق] وَعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ زَيْنَبَ. [خ:٦١٩٢]

٣٩- بابُ مَن سَمَّى بأسْماءِ الأَنْبياءِ


٢٧٥٦. عَنِ ابنِ أَبِي أَوفَى وقيل له: أرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ النَّبِيِّ ﷺ؟ قَالَ: مَاتَ صَغِيرًا، وَلَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ نَبِيٌّ عَاشَ ابْنُهُ، وَلَكِنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ. [خ:٦١٩٤]
٢٧٥٧. وعَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الجَنَّةِ». [خ:٦١٩٥]
٢٧٥٨. [ق] وعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا لَهُ بِالبَرَكَةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ، وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى. [خ:٦١٩٨]

٤٠- بابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَه فنَقَصَ مِن اسْمهِ، والكِنَايةِ بأبِي تُرابٍ


• [خت] عن أبي هُرَيْرَةَ: قَال لي النَّبيُّ ﷺ:/ «يَا أبَا هِر». (خ:٥٣٧٥).
٢٧٥٩. [ق] وَقال رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ». [خ:٦٢٠١]
٢٧٦٠. [ق] وَقال ﷺ لأَنْجَشةَ: «يَا أَنْجَشُ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالقَوَارِيرِ». [خ:٦٢٠٢]
٢٧٦١. [ق] وقال النَّبيُّ ﷺ لعليِّ بْنِ أبي طَالبٍ وَهُو يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ: «اّْجْلِسْ يَا أَبَا تُرَابٍ». [خ:٦٢٠٤]

٤١- بابُ أَبْغَضِ الأَسْماءِ إِلى اللهِ تعالى، وَتَكْنيةُ المُشْركِ


٢٧٦٢. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَخْنَى الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلَاكِ». [خ:٦٢٠٥]
٢٧٦٣. [ق] وعَنه في رِواية قال: «أخْنعُ الأسْماء عندَ الله رجلٌ تسَمَّى مَلِك الأمْلاك». قال سُفيان: تفسيره: شاهَان شَاه. [خ:٦٢٠٦]
٢٧٦٤. [ق] وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ، وَأُسَامَةُ وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الحَارِثِ بْنِ الخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَا حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا فِي المَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَاليَهُودِ، وَفِي المُسْلِمِينَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ المَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ ابْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ وَقَالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ: أَيُّهَا المَرْءُ، لَا أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلَا تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَاغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ. فَاسْتَبَّ المُسْلِمُونَ وَالمُشْرِكُونَ وَاليَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَنوا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ دَابَّتَهُ، فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ النَّبيُّ ﷺ: «أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ -يُرِيدُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ- قَالَ كَذَا وَكَذَا؟!». فَقَالَ سَعْدُ ابْنُ عُبَادَةَ: يا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ، اّْعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ، فَوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ/ الكِتَابَ، لَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ البُحيرةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ وَيُعَصِّبُوهُ بِعِصَابَةٍ، فَلَمَّا رَدَّ اللهُ ذَلِكَ بِالحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَاكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ، فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ المُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللهُ ﷿: ﴿لَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ﴾ الآية [آل عمران:١٨٦]. وَقَالَ الله ﷿:﴿وَدَّ كَثِیرࣱ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ﴾ [البقرة:١٠٩] فكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَتَأَوَّلُ فِي العَفْوِ عَنْهُمْ مَا أَمَرَهُ اللهُ حَتَّى أَذِنَ لَهُ فِيهِمْ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بَدْرًا، فَقَتَلَ اللهُ بِهَا مَنْ قَتَلَ مِنْ صَنَادِيدِ الكُفَّارِ وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، وَقَفَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَصْحَابُهُ مَنْصُورِينَ غَانِمِينَ، مَعَهُمْ أُسَارَى مِنْ صَنَادِيدِ الكُفَّارِ وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا المرْءُ قَدْ تَوَجَّهَ، فَبَايِعُوا رَسُولَ اللهِ ﷺ. فَبَايَعُوهُ عَلَى الإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا. [خ:٦٢٠٧]

٤٢- بابُ النَّكْتِ بالعُودِ فِي الأَرْضِ وفِي المَاءِ والطِّينِ


٢٧٦٥. [ق] عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي حَائِطٍ مِنْ حَوَائطِ المَدِينَةِ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ ﷺ عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ بَيْنَ المَاءِ وَالطِّينِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ». فَذَهَبْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، فَقُمتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: «افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ». فَإِذَا عُمَرُ، فَقُمتُ إليهِ وَبَشَّرْتُهُ بِالجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَقَالَ: «افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ». أَوْ: «تَكُونُ». فَذَهَبْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ، فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالجَنَّةِ، وَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ، فقَالَ: اللهُ المُسْتَعَانُ. [خ:٦٢١٦]
٢٧٦٦. [ق] وعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي جَنَازَةٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ الأَرْضَ بِعُودٍ، وقَالَ: «لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ فُرِغَ مِنْ مَقْعَدِهِ مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ»./ قَالُوا: نَتَّكِلُ؟ قَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، ﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ﴾ الآيَةَ [الليل: ٥]». [خ:٦٢١٧]

٤٣- بابُ العُطَاسِ والتَّثَاؤُبِ


٢٧٦٧. [ق] عَنْ أنسٍ قَالَ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: «هَذَا حَمِدَ اللهَ، وَهَذَا لَمْ يَحْمَدِ اللهَ». [خ:٦٢٢١]
٢٧٦٨. [ق] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ». [خ:٦٢٢٣]
٢٧٦٩. وعنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ -أَوْ صَاحِبُهُ-: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيْكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ». [خ:٦٢٢٤]
1. قال ابن هبيرة: «في الحديث أن العطاس يستدعي حمد الله سبحانه وتعالى، والحمد على أثره مشروع؛ ولأنه دليل على ظهور القوة ونهوضها، وعلى دفع فضلات البدن وأبخرة الرأس».
2. قال ابن هبيرة: «فأما حب الله العطاس؛ فلأنه يتبين حمده، وكراهية التثاؤب؛ فإنه يفتح باباً للشيطان».
3. قال ابن أبي جمرة: «في الحديث دليل على عظيم نعمة الله على العاطس؛ يؤخذ ذلك مما رتَّب عليه من الخير».
4. قال ابن حجر: «في الحديث إشارة إلى عظيم فضل الله على عبده، فإنه أذهب عن الضرر بنعمة العطاس، ثم شرع له الحمد الذي يثاب عليه، ثم الدعاء بالخير بعد الدعاء بالخير، وشرع هذه النعم المتواليات في زمن يسير فضلاً منه وإحساناً».
5. قال ابن دقيق العيد: «من فوائد التشميت: تحصيل المودة والتأليف بين المسلمين، وتأديب العاطس بكسر النفس عن الكبر، والحمل على التواضع، لما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب الذي لا يَعرى عنه أكثر المكلفين».

(٦١) كِتَابُ الاسْتِئْذَانِ


١- بابُ مَبدأ السَّلام


٢٧٧٠. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ اللهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ -نَفَرٍ مِنَ المَلَائِكَةِ جُلُوسٍ- فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ. فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ -يَعني الجَنَّةَ- عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآنَ». [خ:٦٢٢٧]

٢- بابٌ: في قَوْلِه تَعَالَى: ﴿لَا تَدۡخُلُوا۟ بُیُوتًا غَیۡرَ بُیُوتِكُمۡ﴾


إلى قوله: ﴿وَمَا تَكۡتُمُونَ﴾ [النور:٢٧-٢٩] - [خت] وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الحَسَنِ لِلْحَسَنِ:
إِنَّ نِسَاءَ العَجَمِ يَكْشِفْنَ صُدُورَهُنَّ وَرُؤوسَهُنَّ؟ قَالَ: اصْرِفْ بَصَرَكَ.- وقَوْلُ اللهِ ﷿:
﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِینَ یَغُضُّوا۟ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِمۡ وَیَحۡفَظُوا۟ فُرُوجَهُمۡ﴾ [النور:٣٠] وَقَالَ قَتَادَةُ: عَمَّا لَا يَحِلُّ لَهُمْ. ﴿وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَـٰتِ یَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِنَّ وَیَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور:٣١]
﴿خَاۤىِٕنَةَ ٱلۡأَعۡیُنِ﴾ [غافر:١٩]: النَّظَرُ إِلَى مَا نُهِيَ عَنْهُ./
• [خت] وقال الزُّهريُّ في النَّظر إلى الَّتي لم تَحِضْ مِن النِّساء: لا يَصلحُ النَّظرُ إِلى شيءٍ منهنَّ ممَّن يُشتهى النَّظرُ إليهِ وإنْ كانت صغيرةً.
• [خت] وكره عَطاءٌ النَّظرَ إلى الجَواري اللَّائي يُبَعْنَ بمكَّة إلَّا أنْ يريد أنْ يَشتري.
٢٧٧١. [ق] وعنْ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ قَالَ: أَرْدَفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ يَوْمَ النَّحْرِ خَلْفَهُ عَلَى عَجُزِ رَاحِلَتِهِ، وَكَانَ الفَضْلُ رَجُلًا وَضِيئًا، فَوَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ لِلنَّاسِ يُفْتِيهِمْ، وَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِي رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَطَفِقَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَأَعْجَبَهُ حُسْنُهَا، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ ﷺ وَالفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَأَخْلَفَ بِيَدِهِ فَأَخَذَ بِذَقَنِ الفَضْلِ، فَعَدَلَ وَجْهَهُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ». [خ:٦٢٢٨]

٣- بابُ تَسْلِيمِ الرَّاكبِ عَلى الماشي، والقَليلِ عَلى الكثيرِ


٢٧٧٢. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الكَبِيرِ، وَالمَارُّ عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ». [خ:٦٢٣١]
• [ق] وفي رواية: «يسلِّم الرَّاكب عَلى الماشي، والماشي على القَاعِدِ، والقَليل على الكَثيرِ». [خ:٦٢٣٢]

٤- بابُ التَّسْليمِ وَالاسْتِئذانِ ثَلاثًا


• قد تقدَّم في كتاب العِلمِ أنَّ النَّبيَّ ﷺ كَان يُسلِّم ثَلاثًا[ر:٦٠].
٢٧٧٣. [ق] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ، فَقَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ... وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ». فَقَالَ: وَاللهِ لَتُقِيمَنَّ عَلَيْهِ بَيِّنَةً، أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ؟ قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: وَاللهِ لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ القَوْمِ، وكُنْتُ أَصْغَرَ القَوْمِ فَقُمْتُ مَعَهُ، فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ ذَلِكَ./ [خ:٦٢٤٥]
1. قال النووي: «وقد تعلق بهذا الحديث من يقول: لا يحتج بخبر الواحد، وزعم أن عمر ﭬ رد حديث أبي موسى هذا لكونه خبر واحد، وهذا مذهب باطل، وقد أجمع من يعتد به على الاحتجاج بخبر الواحد ووجوب العمل به، ودلائله من فعل رسول الله ﷺ والخلفاء الراشدين وسائر الصحابة ومن بعدهم أكثر من أن يحصر».
2. قال النووي: «وأما قول عمر لأبي موسى: (لتأتيني على هذا ببينة) فليس معناه رد خبر الواحد من حيث هو خبر واحد، ولكن خاف عمر مسارعة الناس إلى القول على النبي ﷺ حتى يتقول عليه بعض المبتدعين أو الكاذبين أو المنافقين ونحوهم ما لم يقل، وأن كل من وقعت له قضية وضع فيها حديثا على النبي ﷺ، فأراد سد الباب خوفا من غير أبي موسى لا شكّا في رواية أبي موسى، فإنه عند عمر أجل من أن يظن به أن يحدث عن النبي ﷺ ما لم يقل، بل أراد زجر غيره بطريقه، فإن من دون أبي موسى إذا رأى هذه القضية أو بلغته، وكان في قلبه مرض، أو أراد وضع حديث خاف من مثل قضية أبي موسى، فامتنع من وضع الحديث والمسارعة إلى الرواية بغير يقين».
3. قال النووي: «ومما يدل على أن عمر لم يرد خبر أبي موسى لكونه خبر واحد أنه طلب منه إخبار رجل آخر حتى يعمل بالحديث، ومعلوم أن خبر الاثنين خبر واحد، وكذا ما زاد حتى يبلغ التواتر، فما لم يبلغ التواتر فهو خبر واحد، ومما يؤيده أن أبيا ﵁ قال:( يا ابن الخطاب، فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله ﷺ ، فقال: سبحان الله، إنما سمعت شيئا فأحببت أن أتثبت) ».

٥- بابُ التَّسلِيمِ على الصِّبيانِ، وتَسليمِ الرِّجالِ عَلى النِّساءِ في غيرِ رِيبَةٍ


• قد تقدَّم أنَّ النَّبيَّ ﷺ كَان يُسلِّم على الصِّبيان.
٢٧٧٤. [ق] وعَنْ سَهْلِ بن سَعد قَالَ: كُنَّا نَفْرَحُ بيَوْمِ الجُمُعَةِ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تُرْسِلُ إِلَى بُضَاعَةَ -قَالَ ابْنُ مَسْلَمَةَ: نَخْلٍ بِالمَدِينَةِ- فَتَأْخُذُ مِنْ أُصُولِ السِّلْقِ فَتَطْرَحُهُ فِي قِدْرٍ، وَتُكَرْكِرُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَإِذَا صَلَّيْنَا الجُمُعَةَ انْصَرَفْنَا نُسَلِّمُ عَلَيْهَا فَتُقَدِّمُهُ إِلَيْنَا، فَنَفْرَحُ مِنْ أَجْلِهِ، وَمَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الجُمُعَة. [خ:٦٢٤٨]

٦- بابُ كَرَاهيةِ قَول المُسْتأذنِ: أَنَا. وكيف يُبَلَّغُ سَلامُ الغَائبِ؟


٢٧٧٥. [ق] عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، فَدَقَقْتُ البَابَ فَقَالَ: «مَنْ ذَا؟». فَقُلْتُ: أَنَا. فَقَالَ: «أَنَا أَنَا؟!». كَأَنَّهُ كَرِهَهَا. [خ:٦٢٥٠]
٢٧٧٦. [ق] وعن أبي سَلمَة بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لَهَا: «إِنَّ جِبْرِيلَ يَقْرَأ عَلَيكِ السَّلَامَ». قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ. [خ:٦٢٥٣]

٧- بابُ قولِهِ ﷺ: «قوموا إلى سيِّدكم»، والمُصَافحةِ والأَخْذِ باليَدِ


٢٧٧٧. [ق] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ أَهْلَ قُرَيْظَةَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَيْهِ فَجَاءَ، فَقَالَ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ». أَوْ قَالَ: «خَيْرِكُمْ»... وذكرَ الحديثَ، وقد تقدَّم. [ر:١٨٧٧]
• [خت] وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ فَإِذَا بِرَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي. (خ:٤٤١٨)
٢٧٧٨. وعَنْ عبدِ اللهِ بنِ هِشَامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ. [خ:٦٢٦٤]
٢٧٧٩. وعَنْ قَتَادَةَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بنِ مَالك: أَكَانَتِ المُصَافَحَةُ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ قَالَ: نَعَمْ. [خ:٦٢٦٣]

٨- بابُ قَوْلِ الرَّجلِ: كيفَ أصبحتَ؟ ولا يُقِمْ الرَّجلُ مِن مَجلِسِهِ


• عَنِ ابنِ عبَّاس أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ ﷺ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ/ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ ﷺ؟ قَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا... الحديثَ، وقد تقدَّم [ر:١٩٦١].
٢٧٨٠. [ق] وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَا يُقِمِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ». [خ:٦٢٦٩]
• [ق] وفي رواية: «ولكنْ تفسَّحوا وتَوسَّعُوا». [خ:٦٢٧٠]

٩- بابُ اتِّخاذِ الوِسَادِ والسِّواكِ


٢٧٨١. [ق] عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّأْمِ، فَأَتَى المَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ: اللهُمَّ اّْرْزُقْنِي جَلِيسًا، فَقَعَدَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي كَانَ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟ -يَعْنِي حُذَيْفَةَ- أَلَيْسَ فِيكُمْ -أَوْ كَانَ فِيكُمْ- الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؟ -يَعْنِي عَمَّارًا- أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّوَاكِ وَالوِسَادِ؟ -يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ- كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقْرَأُ: ﴿وَٱلَّیۡلِ إِذَا یَغۡشَىٰ﴾ [الليل:١]؟ قَالَ: ‹وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى›، فَقَالَ: مَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يُشَكِّكُوننِي، وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ. [خ:٦٢٧٨]

١٠- بابٌ: لا يَتَناجى اثْنانِ دونَ الثَّالثِ، وكِتمانُ السِّرِّ،


وقولُهُ تعالىَ: ﴿إِذَا تَنَـٰجَیۡتُمۡ﴾ الآية [المجادلة:٩]
٢٧٨٢. [ق] عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عمر أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةٌ، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ». [خ:٦٢٨٨]
٢٧٨٣. [ق] وعَنْ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى الرَّجُلَانِ دُونَ الآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزِنَهُ». [خ:٦٢٩٠]
٢٧٨٤. [ق] وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَجُلٌ يُنَاجِي النَّبيَّ ﷺ، فَمَا زَالَ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَامَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. [خ:٦٢٩٢]
٢٧٨٥. [ق] وعنه قال: أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ ﷺ سِرًّا، فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدَهُ، وَلَقَدْ سَأَلَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَا أَخْبَرْتُهَا بِهِ. [خ:٦٢٨٩]

١١- بابٌ: لا تُتْرَك النَّارُ في البُيوتِ عِندَ النَّومِ


٢٧٨٦. [ق] عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ/ قَالَ: «لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ». [خ:٦٢٩٣]
٢٧٨٧. [ق] وعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: اّْحْتَرَقَ بَيْتٌ في المَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمُ النَّبِيُّ ﷺ فقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ». [خ:٦٢٩٤]
1. كراهية ترك النار مشتعلة حال النوم؛ لأن ذلك ربما يؤدي إلى الاحتراق، سواء كانت النار للإضاءة كالمصباح والشمعة والسِّراج، أم للاستدفاء كالمدفأة والموقِد وغيرها، وتنتفي الكراهة إذا كانت العاقبة مأمونة.

٢٧٨٨. [ق] وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ، وَأَطْفِئُوا المَصَابِيحَ، فَإِنَّ الفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتِ الفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ البَيْتِ». [خ:٦٢٩٥]
• [ق] وفي رِواية: «خَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ وَلَوْ بِعُودٍ». [خ:٦٢٩٦]

١٢- بابُ الخِتَانِ ولو بعدَ الكِبَرِ، ونَتْفِ الإِبِطِ


٢٧٨٩. [ق] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ]: الفِطْرَةُ خَمْسٌ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ. [خ:٦٢٩٧]
٢٧٩٠. [ق] وعنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَاخْتَتَنَ بِالقَدُومِ». مُخَفَّفةً، وهُو موضعٌ. [خ:٦٢٩٨]
٢٧٩١. وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ ﷺ؟ قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ مَخْتُونٌ. -وفي رواية[خت:٦٣٠٠]: وَأنا خَتين- قَالَ: وَكَانُوا لَا يَخْتِنُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ. [خ:٦٢٩٩]

١٣- بابُ ما جاءَ في كَرَاهةِ تَطْويلِ البِنَاءِ والزِّيادةِ فيهِ علىَ الحَاجةِ


• وقد تقدَّم «أنَّ مِن أشْراط السَّاعة أنْ يتطاول رُعَاة البَهْمِ في البُنيان»[ر:٧].
٢٧٩٢. وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بَنَيْتُ بِيَدِي بَيْتًا يُكِنُّنِي مِنَ المَطَرِ، وَيُظِلُّنِي مِنَ الشَّمْسِ، مَا أَعَانَنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ تعالى.[خ:٦٣٠٢]
٢٧٩٣. وقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَاللهِ مَا وَضَعْتُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا غَرَسْتُ نَخْلَةً، مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ. قَالَ سُفْيَانُ: فَذَكَرْتُهُ لِبَعْضِ أَهْلِهِ، قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ بَنَى، قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ: وَلَعَلَّهُ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ. [خ:٦٣٠٣]

١ • وردَ في الحديث الحث على إكرام الضيف، وجائزته :

٥/٠